مقارنة بين رؤساء ناجحين وقادة إنقلابات فاشلين
منير التريكي
كتبت قبل سنوات عن كيفية اختيار رئيس ما. راجع مقالنا في الراكوبة.دعونا الآن نمر سريعاً على مقتطفات من تجارب بعض الرؤساء . قد يساعدنا ذلك في اختيار رئيس يحقق العدالة و السلام والتنمية.
الرئيس مانديلا ناضل مع رفاقه وحوكم وأمضى في السجن أكثر من سبعة عشرين سنة . وكان كل همه تحقيق أحلام شعبه في الحرية والعدالة والديمقراطية.مانديلا قبل وأثناء وبعد سجنه كان يدافع عن شعبه أفرادا وجماعات. في إنتخابات حرة نال قرابة ثلثي أصوات الناخبين. حكم خمسة أعوام ثم تنحى ليفسح المجال لغيره.
مانديلا فاز بحب وتقدير كل العالم. أنجيلا ميركل المستشارة الألمانية كانت تحلم بألمانيا قوية. دولة يسود فيها النظام والعدل والعلم وبها فرص للجميع كل بحسب مثابرته . عندما إنتهت مدة رئاستها ودعها الشعب الألماني بدموع التقدير والعرفان. براك أوباما رئيس نشط ومشارك ورجل أسرة ويحب الخير للآخرين. هذا الرجل و زوجته ظلا يقدمان خدمات جليلة لمجتمعها ولحزبهما ولأمريكا وللعالم . رجب اردوغان وصل لرئاسة تركيا بإنتخابات حرة . قبله كانت تركيا تستجدي الإتحاد الأوربي. كانت أوربا تضع شروط قاسية تجعل إنضمامها شبه مستحيل. أردوغان انخرط في عمل داخلي وخارج متواصل. صارت تركيا رقماً صعباً في العالم. أمست أوروبا تسرع إليها في الكثيرمن القضايا الدولية. فيما يخص الشرق الوسط أصبحت تركيا اللاعب رقم واحد . نقول هذا رغم إختلافنا معها في سياسته الخارجية.
بالمقابل هنالك أشخاص أصبحوا رؤساء وهم غير مؤهلين لذلك. اضروا بشعوبهم وبلدانهم . هؤلاء ظلموا شعوبهم وظلموا أنفسهم قبل ذلك. لكن كيف أصبحوا رؤساء؟
إليكم ما أعتقد أنه الطريقة التي جعلت هؤلاء الأشخاص يصبحون رؤساء. بطولات الكاوبوي في الغرب الأمريكي حدثت ربما قبل ثلاثمائة سنة. لكن يبدو أن الرئيس الأمريكي ريقان الذي كان ممثلاً لم يكتف بالتمثيل على الشاشة. أراد أن يمارس ذلك بصورة حقيقية. أراد المزيد من الشهرة والمجد. كيف فعل ذلك؟ ترشح للرئاسة الأمريكية. أصبح رئيس أقوى دولة. بدلاً من مسدس واحد غير حقيقي وجد تحت تصرفه أكبر ترسانة للأسلحة في العالم. أساطيل ضخمة بها مئات الآلاف من الجنود و ما لا يحصى من العتاد الحربي . أرسل ريقان سفنه الحربية ليشن هجوماً على ليبيا التي تبعد آلاف الأميال عن أمريكا.
بالطبع درس معاونوه شخصية القذافي. وضعوا خطتهم بناء على الحمية العربية. ونفذوا ضربتهم . على خطاه سار خلفه الرئيس بوش الأب. كان بوش الأب نائب الرئيس ريقان. رأي العظمة والأجواء الرئاسية فقرر أن ينال حظاً من المجد والشهرة. بداية التسعينات شن بوش الأب هجوماً عسكرياً على العراق . تصدرت صوره وأخبار الحرب الشاشات والإذاعات والصحف في كل العالم . إبنه جورج بوش شاهد مافعله والده. قرر أن يصبح رئيسا بأي ثمن. بالطبع أثرياء أمريكا كانوا هنالك للمساومة. خرجوا بصفقات مربحة. في المقابل حقق بوش الإبن حلمه. أصبح رئيساً وشن حرباً ودمر ما بقى من العراق. فعل ذلك وهو يحلم بمجد زائف في أمريكا. لايزال العراق يعاني من نزوات بوش الأب وبوش الإبن. نزوات صادفت أيضا غرور عربي في الجانب المقابل. تم إقناع صدام بأنه يمتلك أسلحة دمار شامل. جرام هو في الكذبة الخطرة . قاموا بتدمير العراق ثاني أغنى في الشرق الأوسط بناء على كذبة. في الحاضر نعرف أن الرئيس الأوكراني أيضاً كان ممثلاً. زيلنسكي قام بدور الرئيس على الشاشة. لم يكتف بذلك. أصبح رئيساً فعلياً لأوكرانيا . طموحه توافق مع طموح رجل خطير على الجانب الآخر . الرئيس بوتين عاصر آخر أمجاد الإتحاد السوفيتي فقرر أن يعيد هذه الامجاد بطريقة منقحة. ما حدث من الرجلين هو ما تشاهدونه الآن على الشاشات. فقط تذكروا أن ما يجري في الشاشات امامكم من قصف وقتل وتدمير أحداث حقيقية للأسف الشديد.
في السودان كان الضابط الشاب نميري يقف وراء الرئيس عبود في منتصف القرن الماضي. لابد أنه أعجب بما رآه فقرر أن يصبح رئيساً. هذا ما تحقق له لمدة ستة عشر عاماً. النميري كان محبوباً من الجيش وغالبية الشعب. كان الكثيرون يينتظرون لقاءاته الجماهيرية بفارغ الصبر. صوره الساحرة وهو يخاطب صفوف الضباط والجنود أو يتلقى التحية العسكرية وقسم الولاء . لقاءاته مع رؤساء الدول. الإستقبالات والمراسم الفخمة.رئيس النظام البائد وقتها كان ضابطاً صغيراً شاهد أمجاد الرئيس نميري. ثار الشعب ضد نظام نميري وأسقطه في أبريل 1985م. لكن ذلك لم يسقط حلم الضابط الصغير. هذا الحلم غير المشروع كان الخيار المفضل لشيوخ الإسلام السياسي . حققوا له حلمه بإنقلاب جعله رئيساً لمدة ثلاثين سنة. أيضا ثار ضده الشعب واقتلعه بثورة في أبريل 2019م. رغم كل ماحدث من تجارب. قام قائدالجيش بإنقلاب في 25 أكتوبر 2021م. قائد الانقلاب كان رئيس مجلس السادة في السودان. كان مقرباً لرئيس النظام البائد . يبدو أنه أراد أن يستمتع بطعم سلطة وحده. سلطة غير مؤهلا لها. تماماً مثل رئيسه المخلوع. حلمه الذي نسبه لوالده كلف السودانيين الكثير ولا يزال. أسوأ ما يفعله رئيس دولة هو إشعال حرب داخلية. الحرب التي تدور رحاها الآن تحصد الأرواح وتدمر البلاد وتشرد الأحياء وتملأ المشافي بالمصابين. لا يبدو أن قائد الإنقلاب ومن يعاونوه أو من يحاربوه يدركون حقيقة ما يجري. ولا يبدو أن لديهم خطة أو رؤية ما لإنهاء الحرب وإيقاف القتل والدمار . يحدث هذا عندما لا يبذل المخلصون كل جهودهم لإيقاف العابثين بأرواح الناس ومصائر الشعوب. عندما يتقاعس أو يتردد العقلاء عن التدخل بقوة لإيقاف هؤلاء الجهلاء رأفة بهم أولاً. والأهم يحدث هذا عند التهاون في محاسبة هؤلاء المغامرين.
وحده الفريق إبراهيم عبود يستعصي على التصنيف. حكم بين1958 إلى أن أسقطته ثورة أكتوبر 1964 م. لم يخطط لإنقلاب عسكري. بل سلمه حزب الأمة السلطة طواعية. لكنه لم يسلمها لاحقاً حسب المخطط. كلف ذلك السودان الكثير. استغلت مصر جهل العسكر وجعلتهم يوافقون على اتفاقية مجحفة ظللنا نعاني من آثارها حتى اليوم. راجعوا اتفاقية مياه النيل.
الذين وقفوا قريباً من مانديلا ومهاتير وأوباما وميركل وأردوغان أو حلموا بتحقيق أمجاد مثلهم. أحلامهم مشروعة تماماً. هؤلاء وصلوا للسلطة بطريقة عادلة. وتفانوا في خدمة شعوبهم. وهذه مهمة صعبة ولكنها ممكنة ومجزية إنسانياً.
لكن من يقفوا قرب قادة الإنقلابات العسكرية أو الرؤساء الفاشلين. أو يحلموا مثل احلامهم عليهم مراجعة أنفسهم قبل فوات الأوان. هؤلاء نهاياتهم سيئة. أحلامهم تتحول إلى كوابيس حتى لو نجحت محاولاتهم في الاستيلاء على السلطة. يعرفون بعد فوات الأوان أنهم سيواجهون مصيرا مؤلماً ونهايات تعيسة.
والآن هل يريد أحدكم أن يصبح رئيساً؟
نعم والف نعم، حميدتى وبغطاء سياسى انقلابى منكم وبكم ولكم.حميرتى ابن الحمار يحاول أن يقلب معكم وبكم السلطة ليكون ريسنا!!!!.لقد استعان الرجال العظماء من السياسيين بالاسود اولاد العظمة من ضباط الجيش السوداني ليجعلوههم رؤساء اما انتم أيها البؤساء سماسرة السياسية والارزقية القحاتة الرخصاء الهوانات أشباه الرجال فقد قدمتم لنا حميرتي لتجعلوه ريسنا. الرئيس حميرتي بدأ معنا باحتلال منازلنا وسرقة حتى ملابس النوم وفرش الأسنان (راجع اسواق دقلو). بمن ستقارن ياترى حميرتى هل بعبود أو نميري أو البشير أو العطا او بلول أو الكد أو ود ابراهيم؟. هولاء اسود لم يهتكوا عرض بنات السودان ولم يحتلوا منازل الشعب السوداني ليجعلوها قواعد حربية . قادوا انقلابات من المدرعات فمن نجح انقلابه أصبح ريسنا ومن فشل واجهه مصيروه المحتوم الموت رميا بالرصاص وقصص صمودهم تروى وستروى إلى الأبد، لم يهرب منهم احد إلى كينيا أو يختفي أو يندس فى غرف نوم حراير السودان. هولاء هم اسود الجيش السوداني. فهل تتحدث عن القادة والوسائل الناجحين وتدعم حميرتي بعد كل ذلك؟