العازف محمد بشير.. رحيل فاجع كفاصلة إيقاع.. ذكرى ملتقى ليالي البروف

الخرطوم – صديق الدخري
هناك مبدعون قدموا الكثير للوطن في مختلف المجالات، عدِّد إن شئت: المسرح، الغناء، التشكيل والرياضة وغيرها من ضروب الإبداع، وظلت أعمالهم ومنتوجهم في ذاكرة الناس والأماكن لفترات طويلة، من بين هؤلاء الفنان وعازف البيز جيتار الراحل محمد بشير الذي لا تزال موسيقاه محفوظة في وجدان المستمعين داخل وخارج الوطن.
ولأن الحزن يأخذ أكثر من شكل وإحساس ويسيطر على ملامح الحضور، ويكون أقرب إلى الوجع من كونة عاطفة رحيل أو فراق، أحيا ملتقى ليالي البروف الذكرى الأولى لرحيل محمد بشير، وذلك بمركز الفيصل الثقافي، وشرف الفعالية حضور أصدقاء ومقربين منه بالإضافة إلى مجموعة من أهل الفن والإبداع، قالوا في حقه الكثير، وعددوا مآثره.
كلمات في حق الراحل
في السياق، قال الموسيقار عوض أحمودي إن الراحل يُعد من أمهر عازفي آلة البيز جيتار على مستوى السودان، ويتميز بلونية خاصة وطريقة متفردة في العزف على الآلة ونشهد له بذلك، أضف إلى ذلك بشاشته وطلته السمحة. وأضاف: إذا تحولت الابتسامة لرجل يمشي على قدمين لما ارتبطت إلا به، وما دام الموت نقادا يختار الجياد، فلعمري إن المنية لن تجد مهما طال بها البحث والتنقيب من هو أكثر منه أدباً وتهذيباً.
من جهته، قال البروف إن الراحل كان يقف على خشبة المسرح شامخاً تسبقه إمكانياته الفارعة وقامته المديدة.. ومن فرط تواضعه دائماً ما تجده منخفض الرأس ينظر إلى أسفل أثناء عزفه على آلة (البيز جيتار) مع أن دوزناته ترفع الجباه عالية وتجعل رؤوس من يرافقونه في التنفيذ الموسيقي قبل السامعين شامخة تعانق عنان السماء.. متواضع لدرجة الانزواء، فهو لا يعرف الوقوف أمام العدسات، ولا يعشق الحوارات الصحافية والفلاشات.. ما وقف يوماً ليتحدث عن نفسه مع أنه لو فعل فذلك حقه، وما توقفت أنغامه يوماً من الحديث عنه حتى بات اسمه معروفاً للذوقية وعشاق الغناء الرصين في بلد يعشق الفن.
لمسة وفاء
من جهته، قال الفنان جمال فرفور إن برحيل محمد بشير تيتمت الأنغام.. ترملت الموسيقى.. وارتدت الفنون ثوب حداد عندما نعى الناعي الموسيقي البارع وعازف (البيز جيتار) الماهر محمد بشير الذي يشهد له مشواره الفني الطويل بالإبداع، منذ أن جاء من قاهرة المعز ليلتحق بفرقة (النورس) الموسيقية في عام 1996م، ليشتعل جمالاً وطاقة، ويضفي على الموسيقى لمسة ساحرة وحس رفيع!
وأضاف: جاء ميلاده الموسيقي الحقيقي مع تأسيس فرقة (النورس) التي مثلت مع (البعد الخامس) مرحلة نضج موسيقي متجاوز ما بعد (زمن السمندل)، ووضع على الأغنية بصمة أكاديمية باذخة الجمال، عالية القيمة، عميقة الأثر، وبديعة التكوين.. عرفه الناس الذين ظنوا أنه كان يقود وقتها انقلاباً فنياً من أجل (توطين الذوق) واستعادة الغناء السوداني لأراضيه التي سرقتها الأغنيات العربية،
أما الشاعرة رباب فقالت إن مهارة محمد بشير الموسيقية لا يختلف عليها اثنان.. براعته في العزف على (الباص جيتار bass guitar) من الثوابت التي لا جدال عليها.. تطويعه لأوتار آلة البيز يعرفه (السميعة).. ومساهماته المقدرة في ضبط جماليات الاستديوهات لا ينكرها إلا مكابر أو غافل. وأضافت: برحيل محمد بشير ودعت الساحة الفنية نغمة عذبة لا مثيل لها، ودوزنة خاصة يصعب نسخها.
ليالي البروف
أما أصحاب ليالي البروف فقالوا: أغمض محمد إغماضته الأخيرة في عز شبابه تاركاً سيرة ناصعة وإبداعا خالدا.. تعازينا لأسرته الكبيرة و(زوجته وبناته الخمس وابنيه) الذين سيحملون اسمه ويفاخرون به.. نأمل أن يظل أصدقاء الراحل قريبين من أسرته وألا ينفضوا من أسرته.. وأن يلتف محبو دوزناته على امتداد الفضاء الفني ويقدموا لعائلته جزءاً من ما قدمه لهم من إبداع وفن
اليوم التالي
اللهم اغفر له وارحمه واجعل قبره روضة من رياض الجنة
اللهم اغفر له وارحمه واجعل قبره روضة من رياض الجنة