قوة الرأي العام

من هذا الغافل الذي لا يعبأ بالإعلام وقدرته على تشكيل الرأي العام؟ وأنا هنا لا أعني الإعلام الحكومي الرسمي ليس في السودان وحسب ولكن في كل أرجاء المعمورة، الإعلام الشعبي والجماهيري الذي يستخدم كل وسائل العمل الإعلامي من صحافة وأسافير بشتى أدواتها ومنافذها، هذا الإعلام الذي يعبر عن الجماهير لا المسؤولين عن الشعب ﻻ الحكومة كسب الكثير من المعارك بالنقاط وبضربات الجزاء الترجيحية فهو قادر على تنميط بعض الشخصيات السياسية والعامة وحبسها داخل أطر محكمة من المستحيل أن تخرج منها بل ستظل حبيسة تلك الأطر إلى أن تخرج من ميدان العمل العام أو تسقط من الذاكرة كلية، مثلاً دعني عزيزي القارئ أكتب في صفحتي على الفيس بوك اسم (الصادق المهدي) فقط دون أن أضيف أي عبارة تزكية أو تحريض فستحصد بعد قليل غالبية من التعليقات هي عبارة عن خطوط الطول والعرض لصورة الصادق المهدي في المخيلة العامة، دعك من اسم الصادق المهدي فماذا إن أنزلت في صفحتي صورة لمولانا الميرغني؟ أو أحد ابنيه جعفر أو محمد الحسن؟ أنا أكلمك عزيزي عن تجربة ولو كان بالإمكان لنشرت لك التعليقات والإيماءات والرسومات هنا، هذا الإعلام هو الذى أقال وزيرا عظيم الخاطر لدى القيادة مثل المتعافي وهو الذى يصنع حاجزاً ترابياً يتوحل فيه مامون حميدة الآن وهو الذي نفخ في عرش الفاتح عزالدين فطيره من هناك وهو الذي ثبت لعلي محمود وزير المالية السابق تلك الصورة الساخرة وفمه مغروز في البيتزا فأصبحت مثل الفلاش باك الثابت عن الرجل وهذا الاعلام هو نفسه الذي نسج لقباً ثابتاً لذاك الوزير فنسي اسمه الحقيقي وألصقوا عليه لقبه فقط للمناداة حتى وسط زملائه وهذا الإعلام هو الذي سيقيل بعد يومين الوالي فلان والوالي فلان الآخر والآخر بل هو نفسه الذي حارب الصحيفة الفلانية التي خرجت ذات يوم بخط شتوم وهى تصيح (تبت يد المخربين) فأمسكت تلك الأيدي عن شراء تلكم الصحيفة فبارت مثل الطماطم في عز الشتاء توزع عشر نسخ فيعود راجعها خمس عشرة لو كنت محل المسؤولين لجلست أرصد اتجاهات الرأي التي يسوقها ذاك الإعلام ثم أبني معظم قراراتي خاصة تلك الجماهيرية منها على أساسها.
الصيحة
ديفيد كاميرون في زيارته لالمانيا قبل يومين حينما بدات الصحافة سؤاله في المؤتمر الصحفي كان يسال عن صحفي الديلي ميل ويطالبهم بسؤاله … الصحافة الان في الغرب تحديدا هي من ينجح ويفشل المسؤلين وتدعم مشاريع القوانين وسياسة الحكومة وهي من تخرج المظاهرات صراحة هي اهم من البرلمانات في احايين كثيرة
اتمني لو يتبنو هذه النصيحة المجانية فما تقوله هو عين الدميوقراطية و الشوري … لاحظت في الفترة الاخيرة مسابقات بين المسئولين في اطلاق التصريحات التي تتجاوز المساخة الي قلة الادب اغلب الظن ان هذه التصريحات تلقي قبولا لدي القيادة و ينظر لها بعين الرضي … متي يفهم هولاء ان الادب في مخاطبة القيادات هو سمة السياسين و موظفي الحكومة اما الراءي العام و حتي في اعتي الديموقراطيات لابد ان يكون جارحا في تعابيره حتي يسمع .