الخبر … كماهو، وليس كما نهوى ..!!

إليكم

الطاهر ساتي
[email][email protected][/email]

الخبر … كماهو، وليس كما نهوى ..!!

** الجمعة الفائتة، كتب الأخ الأستاذ عثمان ميرغني بزاويته موضوعاً يستحق النقاش، تحت عنوان (الرفض)..إذ وضع مانشيت صحيفة التيار في كفة، ثم وضع مانشيتات الصحف الأخرى في كفة أخرى، ثم رجح كفة مانشيت التيار بمعيار المهنية الصرفة..إذ أبرزت التيار إستقالة وزير الصناعة في مانشيت ذاك الصباح، بيد أن الصحف الأخرى أبرزت رفض رئيس الجمهورية لتلك الإستقالة، والأخ عثمان يرى بأن الأصل هو الإستقالة وليس رفض الإستقالة، وما يجب أن يتم إبرازه هو أصل الخبر (الإستقالة)، وليس رفض الاستقالة الذي لا يعتبر – بالمعايير المهنية الصرفة – خبراً، أو هكذا ملخص زاويته..وعليه، مع التقدير لتقديره المهني ورؤيته لما يمكن أن يكون مانشيتاً، اختلف مع الأخ عثمان في التقدير والمعيار المهني..تعريف الخبر لم يتبلور حتى الآن بحيث يكون تعريفاً متفقاً عليه، إذ لايزال خبراء المهنة منذ عقود يتبارون في التعريف بنصوص مختلفة، رغم أن كل نصوص التعريف تلتقي في مفهوم عام مفاده ( هو أن الخبر وصف لحدث آني يحظى بالإهتمام)، ولعل أشهر نص يسهل للعامة تعريف الخبر هو المثال القائل : عض الرجل الكلب، وليس العكس..أي يجب أن يكون عنصر الدهشة متوفراً فيه، أو هكذا أشهر تعريف ..المهم، بجانب التعريف المختلف حوله، هناك عناصر ثم معايير هي التي تكسب الخبر قيمته بحيث يكون مانشيتاً، وقد لاتتوفر كل المعايير- وعددها 8 تقريباً – في كل الأخبار، ومن أندرها معيار (الإستمرارية)..إذ خاصية الاستمرارية تكسب الخبر جدارة صحفية متواصلة حتى ولو تضاءلت ضخامته، ولذلك تم تصنيف الإستمرارية من المعايير المهنية التي – إن وجدت – تجعل الخبر رئيسياً، أي مانشيتاً..!!
** وعليه، نرجع لأصل الحدث..فأصل الحدث يومئذ لم يكن هو استقالة وزير الصناعة، كما ذكر الأخ عثمان ميرغني، ولا رفض رئيس الجمهورية لتلك الإستقالة، كما قالت بقية مانشيتات الصحف الأخرى..بل أصل الحدث كان – ولايزال – هو : عجز مصنع سكر النيل الأبيض عن الإنتاج، أو فشل مصنع سكر النيل الأبيض في الإنتاج ..وإستقالة وزير الصناعة – ورفض الاستقالة – هي ما وراء الحدث، وليس أصل الحدث، بمعنى : لو لم يعجز المصنع عن الانتاج – في التاريخ المعلن عنه – لما تقدم وزير الصناعة باستقالته لرئيس الجمهورية.. وعليه، فالمهنية الصرفة تقتضي تقديم خبر ( فشل المصنع في الانتاج) عن خبر ( إستقالة وزير الصناعة )، وكذلك عن خبر (رفض الرئيس للإستقالة)..والقارئ لتلك الأخبار الثلاثة بذهنية متلقي خبر(عض الكلب الرجل)، لايجد عنصر الدهشة في استقالة وزير الصناعة ولا في رفض الرئيس للاستقالة، ولكن عنصر الدهشة يتجلى بشكل صارخ وملموس في عجز مصنع للسكر عن الانتاج في يوم تدشين إنتاجه، وهذا – تقريباً – لم و لايحدث إلا في السودان..بجانب تلك الدهشة، هناك معيار الاستمرارية، أي تلك الخاصية المهمة – والنادرة – التي تكسب الخبر جدارته الصحفية بحيث يكون رئيسياً..إذ خاصية الاستمرارية – الى يومنا هذا، والى وقت لاحق – غير متوفرة في خبر ( استقالة وزير الصناعة)، وكذلك غير متوفرة في خبر ( رفض الاستقالة)، ولكنها متوفرة بكثافة في خبر ( عجز المصنع عن الانتاج أو فشل المصنع في الانتاج أو تأجيل إفتتاح المصنع)، حسب الصياغة الخبرية.. بمعنى : خبر الاستقالة – وكذلك خبر رفض الاستقالة – لم يستمر بعد حدوثه يومئذ ك(خبر)، ولن يستمر..ولكن السبر في أغوار أسباب فشل المصنع في الانتاج قد يثمر – لخبر الفشل – الكثير من عناصر الدهشة في مقبل الأيام، وهذا ما تعرف ب(تداعيات الخبر)،ومن هنا يكتسب حدث فشل المصنع عن الانتاج قيمته الخبرية.. وعليه، فان تقدير الأخ عثمان – حين صاغ الخبر – جانبه المهنية الصرفة ومال الي الإثارة بوضوح، وخير دليل على ذلك تحسره القائل في ذات الزاوية : ( لو صدرت صحف الخرطوم في صباح اليوم التالي تحمل مانشيت استقالة الوزير وحده، فإن الخبر يطير إلى عنان السماء وينفرد بالأثير الجماهيري والجاذبية الشعبية وحديث المجالس، ويحقق للوزير عبد الوهاب قفزة هائلة في عنان سماء المجد السياسي.. لكن تلقيحه وحقنه بخبر الرفض سحب عنه كثيراً من الأضواء)، بهذا النهج كتب مانشيت التيار على نحو : إستقالة وزير الصناعة.. وليس لي من قول ينصح ذاك النهج غير حكمة أحد أساتذنا الذي خاطب زميلاً بقسم الأخبار قائلاً : ( أكتب الخبر كماهو، وليس كماتهوى).. !!

تعليق واحد

  1. والله انا من الناس المرت على منشيت الرفض لم يثير انتباهي لذا لم اتوقف عنده لقراته، لان عناصر الادهاش فعلا غير متوفرة.

  2. أستاذ الطاااهر

    سيان لو كان الخبر الإستقالة أو فشل تشغيل المصنع…الخلاصة شنو؟؟؟نحنا عايزين نعرف…البشير عايز يحقق فى شنو؟؟؟وهل رفض الإستقالة..تقديراً لمجهودات الراجل؟؟ وللا لتحميله المسؤلية عن الفشل والإحراج تمهيداً لمحاسبته؟؟ وللا كتل الموضوع بفقه ( السترة)..وهذه كما نهوى…وليس كما هو..

  3. جيب من جوه …… عثمان مرغنى استلم يا حبيبنا …هاهو ساتى كما نهوي ا…الموضوعية تمشي علي قدمين الثقافة العالية التمكن فى اللغة … انصحك بان لا ترد يا عثمان لانك ان رددت ستضطره للعوده من منطلق ان عدتم عدنا وبدل هذا الهدف ستصبح النتيجة 10 صفر

  4. لحدى الان نحن ماعارفين الحصل شنو فى موضوع المصنع يعنى جابوهو من وين وبكم وامريكا دخلها شنو فى الموضوع – ده اصل الخبرياعثمان ويا الطاهر- ورونا الحقائق نحن ذاتو ماعارفين المصنع ده شرفالبحر ولا غربه بس عارفين انو فى ولايه النيل الابيض وحتى الوالى بتاعها ماعارفين اسمو الشمبلى ولا الشنبلى –

  5. إنت الظاهر عليك يا استاذ الطاهر ما لقيت ليك موضوع تكتب فيه عشان كدا كتبت كلام فارغ..عشان تملا بيه الوقت الظاهر عليك والا دا ما موضوع..اصلا تعلق عليه..فكان من الاجدر ان تكتب عن اسباب فشل تشغيل المصنع ..وانا ملاحظ ان مقالك الليله فيه اخطاء إملائيه …كدي امش للمدام خليها تظبط ليك كباية جبنه اعدل الراس..وتعال بكره اكتب لينا عن المصنع دا عشان نعرف الحاصل..مع تحياتي

  6. استاذ الطاهر نحنا من امس قلنا لعثمان ميرغنى انت فى شنو والناس فى شنو .خلونا من التبارى الاعلامى دا نحن ماقاعدين ليكم فى قاعة المجلس القومى للصحافة ولا جالسين لامتحانات القيد الصحفى نحن متلقين للخبر بنفهمو من خلال مايدار حولة استقاله او رفض دا ما موضوعنا البجيب فيكم السبب فى التاخير اهم عندنا من البيكوس لطريقة توصيلة ورونا سبب التاخير فى التشغيل وما تطعنو فى ضل الفيل

  7. اخى الطاهر ساتى انت قسمت الخبر الى اصل وفرع :
    اصل : عجز المصنع عن الانتاج
    وفرع : استقالة الوزير
    وما بين الاصل والفرع ما هو اهم من الفرع والاصل ( لجنة التحقيق ) .. فكان حريا بك وبعثمان ميرغنى التحدث عنها ولا مناقشة الاصل والفرع .
    فالاصل عندنا لما لا تُكون لجنة لتحيق لمعرفة الاسباب واقامة ميزان المحاسبة العدلية ومعرفة الخلل ومعاقبة المتسببين فى ذلك .والذى يدهشنى كيف لوزير لا يعرف ان هناك برمجيات لم تستورد الا قبل يومين من افتتاح المصنع ؟ وربى انه لقمة الاستهتار والفوضى والعبث .
    محاسبة الشركة المنفذة وتطبيق شروط الجزاءات المنصوص عليها فى العقد ( اذا وجدت )
    محاسبة جهاز الاشراف والمتابعة ( وتتبع خطواته فى رفع التقارير وكيفية الاشراف )
    محاسبة الوزراء الذين تعاقبوا على الوزراة
    والمحاسبة لست هى ادانة – فقط خطوات لمعرفة من هو المتسبب فى الخلل حتى يتم محاسبته قانونيا

    اخى الطاهر ( امل ان تكتب ما يريد الشعب ولا ما تريد انت وما يريد عثمان ميرغنى )ولست هناك فرق بين المبتدأ والخبر طالما انك لم تكتب عن ما هو اهم من الاصل والفرع

  8. صحافيو الانقاذ، انتو في الصياغة و نحن في الكوارث التي انزلتها الانقاذ على البلاد و العباد
    يا اخوانا ناقشوا لينا كيف نتجاوز العنصرية التي جعلت قبائلا بعينها ست بلد و الاخرون تبع
    ناقشوا لينا لماذا لا نرفع الحصانة عن رجال الامن و الشرطة؟ كل بما كسبت يداه
    ناقشوا لينا كيف نحافظ على علاقة ممتازة مع الجنوبيين بدل تهديدهم بغزو جوبا
    ناقشوا لينا لماذا يتهمنا الجنوب القديم يوميا بان دولة المشروع الاسلامي الحضارية تسرق بتروله علنا او عبر انابيب مدسوسة في الارض و البحث عن الخقيقة و المطالبة بالعقاب. لماذا صحفيو الكفار خير منكم؟
    ناقشوا لينا لماذا يفرح ابناء الشمال بالحريات الاربع مع مصر و يحرمون منها اهل الشرق و الغرب و الجنوب الجديد؟
    لماذا يموت شبابنا من اجل قطعة ارض في الجنوب ولا يموتون من اجل مثيلتها في حلايب؟
    ناقشوا لماذا لا تفتح الانقاذ قلبها و قصرها لابناء الوطن بدلا عن” لا نريد اسرى او جرحى”. ثم نلعن ابو اوكامبو و الجنائية التي لا تدافع عن اسياد اهل الانقاذ في فلسطين

    يا اهل بيزنطة ( اي يا اهل الصحافة) افيقوا

  9. المشكلة بقت ايهم اولاً البيضة ام الدجاجة لكن انا لاحظت منذ ان نشر عثمان ميرغني وثائق وفساد شركة الاقطان و قرصة الاذن التي تلقاها بايقاف صحيفته ايام اصبح يتحدث و كأنه مبعوث العناية الالهية للرقي بالصحافة في السودان وانه اصبح كمحمدحسنين هيكل و جريدة الاهرام في العهد الناصري فهو دائم التحدث عن نفسه و عن بطولاته في بلاط صاحبة الجلالة مع ان الجميع يعلم بان تلك الوثائق قد سلمت له في اطار تصفية حسابات بين اهل الانقاذ ويبدو ان الفترة التي قضاها طالباً بمصر علمته اخلاقهم و ليس الهندسة

  10. الله الله الله يا استاذ يا صحيفي – والله صاحبك الدخيل على المهنة دي كرهنا حتى قراية الجرايد – هو فشل في الهندسة القرّوها ليهو قراية معقول ينجح في الصحافة ؟؟؟ من زمان قلنا ليهو الشغلانة دي بيقروها قراية وقرايتها اصعب من الهندسة الما قدر يستوعبها – وذلك بحكم القاعدة التي تتعامل معها الصحافة والتي لا يمكن مقارنتها بتلك الخاصة بالهندسة هذه من ناحية ومن ناحية اخري الصحافة علم نظري وتلك علم تطبيقي بمعنى آخرالصحافة كعلم غير محدود المعالم بعكس الهندسة والتي تحدّدها معالم ونظريات وحسابات تطبيقية و لكن صاحبك ما عايز يفهم و قاعد يسوّق في كلامه (الخارم بارم) دا لغاية ما اصطدم بمقالك المهني القح هذا فما عارف حتى بعد هذا هل سيكون عنده نفس يكتب (ويقدّنا تاني؟؟؟) غايو انا لو محله والله لا اكتب حرفا بعد هذا للصحافة…..مع تقديرنا لكم يا أستاذنا ساتي و للحقيقة كل مقال تكتبه يزيل الامية عنا في المجال الخاص بالمقال – دمت ذخرا لا ينضب يا كبير.

  11. استاذ الطاهر كلامك فى محله تماما.
    ياريت تكمل الحرفة الصحفية وتفتح صفحات سكر النيل الابيض؟؟؟؟؟؟

  12. الاخ الطاهر تحيه طيبه
    نعود لاصل الموضوع والمتمثل في الحظر الامريكي وغياب الشفره لماذا لاتكون هناك عقليه تحسب لمثل هذه الامور والي متي نحن تحت رحمه مسؤلين لايعرفون من السلطه الا شهوتها والي متي مع عدم وجود استراتجيه للتعامل مع الاشياء بمنطق الممكن والمعقول واذكر تماما وقبل سنين وفي اجتماع ضم السيد عوض الجاز واسامه عبد الله وكان وقتها عوض الجاز وزير للطاقه كان الامر بخصوص مشكله المناصير المتمثله في الخيار المحلي كان خلاصه حديث عوض الجاز خلاص امشوا نحن الخزان تركناه وحديث الكاروري لكل حدث حديث والنتيجه معروفه تعقدت المساله وكادت ان تتطور الي امور اخري بنفس العقليه عقليه فرض الوصايه علي الاخرين وبدون اشراك اهل الاختصاص وحصر الامر في شخوص لايزيد عددهم علي اصابع اليد الواحده نصل الي هذه النهايات الي متي ؟؟؟؟؟

  13. الطاهر اخوى دحين الليلة ود ميرغنى زاتو وبن ؟فى زول شافو كاتب حاجة الليلة يا اخوانا؟معليش يا ود ساتى الشء بالشيء يذكر انا (مندهش) بس اها اسى سؤالى عن عثمان دا مابثير الدهشة ؟عثمان ميرغنى مافى اليوم ونحن مالاقينو ايهما يطير بة الى عنان السماء كونة مختفى ام سؤالنا عنة ؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..