أخبار السودان

حوار مع مع “الكنداكة” التي خاطبت الشرطة في بري

حاورها: إدريس عبدالله

لا يختلف اثنان حول الدور الذي لعبته المرأة في ثورة ديسمبر المجيدة، وخلال أيام الثورة برزت عدد من الكنداكات بقوةٍ وبسالة بطرق مختلفة، وفي أحد مواكب بري “أسود البراري” ظهرت إحدى الكنداكات في فيديو تدعو قوات الشرطة للانحياز للثورة وشرحت لهم أن الثورة من أجل إصلاح الدولة ورفاهية الجميع بمن فيهم الشرطة.. “مداميك” سعت للتعرف في حوار على تلك الكنداكة .

بطاقة تعريفية:

وشاح محمد قرشي، من مواليد منطقة “24 القرشي” في ولاية الجزيرة طالبة في السنة الثانية في جامعة الخرطوم كلية الآداب.

وشاح، ما الدافع وراء مخاطبة القوات الأمنية آنذاك؟

في ذاك الوقت بالتحديد كان النظام في كامل الاستعداد الأمني ويتعامل مع المظاهرات بعنف مفرط، ظللنا نبحث عن حلقة وصل تقربنا من سقوطه حتى من داخل مؤسساته، أما الحديث مع الشرطة لا يخرج من محاولة لاستمالة عناصر الشرطة وكسبهم في صفنا، رغم أن الشرطة بالنسبة لنا هي إحدى أدوات النظام الحاكم، لكن في نفس الوقت ممكن أن يكون هناك أمل، فالشرطة بالتحديد عكس جهاز الأمن.. كانت وسيلتنا لاستمالتها ليس من أجل وصولنا فقط ولكن أيضًا الشرطة متضررة بذات القدر، ومنهم العالمون بفساد النظام لكنهم صامتون خوفاً وأيضاً منهم من لا يعرف حقوقه من الأساس.

ما هو شعورك لحظة مخاطبتهم ؟

لم أخطط لذلك إنما جاء الحديث بالصدفة، وشعرت أن هناك منهم غير راضين عن الوضع وقتها، بعدها توقفوا عن إطلاق الغاز المسيل للدموع، وكنا حريصون على الكر والفر وعدم التضرر، وإنه ليس شعورًا إنما هو استعطاف، ولكن شعورًا جماعيًا بأننا كلنا محتاجون لبعضنا في تلك اللحظات.

هل لمستي أثناء مخاطبتك لهم بأن هناك تجاوباً مع حديثك؟

نعم بالتأكيد، بعد حديثي تغير موقف بعض من أفراد الشرطة وصاروا ينبهونا لتحركات وكمائن جهاز الأمن وهيئة العمليات.

وشاح كواحدة من أيقونات الثورة أين كانت يوم السادس من أبريل؟

ستة أبريل طلعت الصباح مشيت سجن دبك لزيارة أحد المعتقلين في ذات اليوم الصباح مع أسرته، بعدها الساعة الواحدة والنصف كنت في الموكب المتجه إلى كوبر ثم دخلنا القيادة العامة.

ممكن توصفي لي شعورك في تلك لحظات ؟

وأنا خارجة من المنزل كان إحساسي باحتمال حدوث مجزرة، خاصة مع إصرار الثوار على نجاح المليونية، كان ينتابي خوف على نفسي وكل الثوار، لكن خرجنا في المواكب من أجل أن نكون وإن نحدث التغيير، وحين رأيت عبور الموكب الحاشد بكيت دون ما أشعر، كان شعورًا داخليًا فيه تداخل فرح وخوف وانتصار وأمل وقصص كثيرة لا يمكن أن توصف.

في ذكري أبريل كيف تقيم وشاح حكومة الثورة ؟

الثورة كفعل أنا فخوره بأني شاركت في هذا الفعل والسودان كله تحرك نحو المطالبة بحقوقه وتحقيق أحلام ظل ينادي بها وضد الظلم والقتل، حكومة الثورة لا يمكن تقييمها في فترة بسيطة، إذا ما قارناها بما وجدته من خراب والدمار في البلاد، ولكن بالنسبة لي أحبطتني، وخلقت فينا عدم ثقة بينا وبينها، سقوف آمالنا وطموحاتنا كانت عالية والحكومة ليست بقدر الطموحات ولم تحقق إلا القليل.

رسالة في بريد المجلس الوزراء والحرية والتغيير والحركات الكفاح المسلح وكل قوى الثورة؟

أهدافنا كانت مشتركه لإسقاط حكومة البشير، بعد الإسقاط اختلفت قوى الثورة أتمنى أن تتوحد حتى نحقق ما خرجنا من أجله سويًا، إلى قوى الثورة اقول نحن لا نرغب في خطط مكتوبة وأحاديث، لكي نصبر، نحن بحاجة لنرى عملًا فعليًا يؤكد لنا تحقيق نتائج ما ثورنا من أجله، ونحتاج للسلام حقيقي سلام اجتماعي في المقام الأول، ومحتاجين لقوانين تحمي حق النساء والأطفال والرجال وتكون على مسافة واحدة من الجميع، ونود أن نرى الحكومة تنظر باهتمام في قضايا الطلاب وقضايا النساء والأطفال وفي أزمة المواصلات والوقود وفي صفوف الخبز.

قوى الثورة والأحزاب منظمات المجتمع المدني منها والحركات المسلح

إن هذه البلد بكل الاختلافات والتنوع الثقافي والديني (حقتنا كلنا)، ويجب علينا النأي عن المتاجرة بالقضايا وتقسيمها الذي قلل من وحدتنا. وإن قضايا النازحين والرحل والمتضررين لا يمكن حلها بالتصارع وراء الكراسي والسلطة، ولا قضايا أهلنا في دارفور يمكن حلها هكذا، ولكن حلها يكمن في جلوس كل الحركات الكفاح المسلح والأحزاب المدنية للتحاور لأن هذا القضايا حساسة ولا تحتمل الخلاف.

مداميك

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..