أخبار السودان

جفاف في النيل ورسوم في الغابة.. مسرح العبث “يرفع الستار”

الخرطوم ? محمد عبد الباقي

(رسوم ترفيه) الجملة التي تناولتها أجهزة الإعلام من أفواه متحصلي هيئة الغابات ووزارة المالية الذين أقاموا لهم كميناً مع مدخل غابة السنط في مطلع العام الجديد من أجل تحصيل مبالغ مالية من المواطنين الذين يريدون قضاء يومهم في غابة السنط! منظر المتحصلين يطوقون الراجلين وأصحاب السيارة بقوة من الشرطة أمام مدخل الغابة جعل سائق الحافلة التي كانت تعبر بنا كبري الفتيحاب نحو الخرطوم يتوقف عنوة أمام الجمع، رغم أن لا أحد من الركاب طلب ذلك، السائق أوقف محرك المركبة، وتحرر من حزام الأمان الذي كان يطوق به جسده المتعب، ثم جهر بصوته عالياً (يبستو النيل بفعايلكم دي)، ومن ثم ردد هامساً (حسبي الله ونعم الوكيل)، وأدار المحرك، وانطلق يردد بمرارة النيل يبس.
مشهد درامي
صمت الركاب جميعاً صمت مطبق، وكأن سرب من الطير حط على رؤوسهم، أطرق الرجال ينظرون بين أقدامهم، وأسدلت أربع نساء كن يجلسن في المقعد الأخير أستار الحافلة المتسخة عليهن، صمت الجميع حتى الفتاة التي كانت تتحدث في الهاتف منذ صعودها إلى الحافلة من محطة سراج جنوب المهندسين أغلقت هاتفها ووضعته في حقيبتها التي كانت بلون طرحتها، رفع رجل كان يجلس في المقعد الذي يتوسط الحافلة تماماً صوته مبتدراً النقاس بعد الصمت الذي أعقب صرخة السائق قائلاً: لم يحدث أن نضبت مياه النيل ولم نسمع بمثل هذا من قبل إطلاقاً. وأضاف دون أن ينتظر تعليق من أحد، أعتقد إننا مقبلون على سنوات قحط وجفاف سوف تبدأ من الخرطوم التي كما ترون أن النيل عافها، فغار في باطن الأرض، وتركها تتلظى عطشاً في عز الشتاء، وسوف تحترق من العطش في أول الصيف.
طمي وخسائر
النيل الأبيض ينضب يبدو جفاف النيل ظاهراً للذين يعبرون بكبري الفتيحاب أو كبري النيل الأبيض قبالة مبنى المجلس الوطني الموسوم بالبرلمان، كل من يصعد كبري الفتيحاب ويلتفت شمالاً يصيبه الدوار، لأنه سوف يرى النيل الذي كانت تبحر فيه مراكب الصيد تحول إلى تلال من الرمال البيضاء لا شيء يدل على أثر الماء سوى كبري النيل الأبيض العتيقة. نضبت مياه النيل الأبيض شرق السلاح الطبي مما أدى لخسائر كبيرة للمزارعين الذين يزرعون الجروف التي تقع في تلك المنطقة بحسب (حسن طه يعقوب) الذي قال إن نضوب المياه من النيل في تلك المنطقة تسبب لهم في خسائر كبيرة منها أن الكثير من المزارع كادت أن تجف. ولتدارك الأمر أوضح (حسن طه) أنهم قاموا باستئجار بوكلن مقابل (400) جنيه للساعة لغرض إزالة الطمي الذي أغلق مجرى النيل ومنع المياه من الانسياب لكن العملية لم تنجح وتوقف البوكلن عن العمل.
موت الخضروات
محاولات يدوية لتسليك مجرى النيل أنفق عليها المزارعون آلاف الجنيهات من أجل إزالة الطمي من مجرى النيل، وعندما فشلت الآليات شرعوا في العمل بأيديهم كما ذكر (حسن إيدام) الذي قال بأسى: زراعتنا ماتت بسبب العطش لهذا ظللنا نعمل ليلاً ونهاراً من أجل شق الرمال التي أغلقت المجرى وردمها بالجوالات حتى تنساب المياه للأمام لنتمكن من رفعها بالوابورات إلى المزروعات من الخضروات التي شارفت على النضج، إلا أن العطش يهددها بالموت.
فزعة النيل (يا أبو مروة)
إلى ذلك يرى محمد آدم، وهو مزارع آخر يعمل ضمن المجموعة التي أرادت فتح المجري بأيديها، يرى استحالة مهمتهم، لكن يقطع بأنهم سيواصلون العمل ليلاً ونهاراً حتى يتمكنوا من شق الطمي مرة أخرى وتنساب المياه كما كانت في السابق. حدث تدريجياً أرجع عدداً من المزارعين الذين يعملون بين كبري الفتيحاب والنيل الأبيض منهم (مهاجر عبد القرآن) الذي قال إنه يعمل في المنطقة منذ حوالي عشرين عاماً ظاهرت نضوب النيل إلى الطمي الذي يأتي من النيل الأزرق. وأبان أن مياه النيل الأبيض بدأت في الانحسار منذ ثلاثة أعوام حتى نضبت تماماً منذ شهر تقريباً في المنطقة الواقعة شرق السلاح الطبي بأم درمان، وناشد (مهاجر) الجهات المختصة التدخل العاجل قبل الخريف من أجل فتح المجرى بالصورة اللائقة حتى تنساب المياه كما كان في السابق، مُقراً بأن المزارعين لن يفلحوا في فتح المجرى بأيديهم كما يفعلوا الآن

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. ترى علام تقام حفلات الرقص والتنطيط في مقبل الايام …..
    جفت الانهار ولم نعد بحاجة لكباري …..
    هرونا زعيقا ونفاقا وكذبا بانجازاتهم وكباريهم التي لم تفيد احدا سوى لصوصهم ….
    اللهم انا نسالك الفرج

  2. توبوا إلى الله توبة نصوحة يا عباد الله عشان يعود النيل إلى طبيعته… ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رُفع إلا بتوبة

  3. نتيجة للفساد الذي عم البلاد من كبارها مرورا بحكومتها راعية الفساد .

    ارجعوا لله يا اهلنا وقد بدأ جفاف النيل الخالد بسبب بعدنا عن الدين معظم اهلنا اصابهم قحط سببه بعدهم عن الله .

    ونحن إن لم نرجع للاسلام الحيقيقي سنرى ما ماهو ابشع مستقبلاً

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..