مريسة مرسي..!!

مريسة مرسي..!!

سيف الحق حسن
[email][email protected][/email]

تكون مخطئا إذا أعتقدت ان الذي يحدث في مصر لن يؤثر على بلدنا سلبا كان أم إيجابا. وإن كان النيل يجري شمالا فإن جريان التكتلات السياسة لا إتجاه لها وبالأخص الحركة الإسلاموية. فهي كالعنكبوت خيوطها في كل مكان التي قيل انها أقوى من الفولاذ. فكل الخيوط تؤدي إلى ثوابتها العالمية وكل ما يعترضها فريسة تقع في شباكها ستقضي عليها. ليس عندهم كبير غرض في كيف وصلوا السلطة لأن الأهم الغاية أو الوصول للهدف سواء بإنقلاب أو الديمقراطية. فالديمقراطية بالنسبة لهم وسيلة مثلها مثل الإنقلاب للوصول للسلطة، وليست أداة لتحقيق العدالة السياسية والنهوض بالوطن بمشاركة جميع أطيافه. وهذا ما اكده المرشد محمد بديع، وراشد الغنوشي رئيس حزب النهضة في تونس وغيرهم من زعماء الحركة الإسلاموية في مؤتمر الحركة الإسلاموية بالخرطوم حينما لم ينتقدوا حكم إخوانهم في الأربع وعشرون عاما التي خلت. أولا بالطريقة الإنقلابية على الديمقراطية التي جاءوا بها ثم بالفشل والفساد الذي ألحقوه بالبلاد. بل بالعكس أكالوا المدح والثناء بأنهم أول من شق الطريق او (قش الدرب) لهم في المنطقة. وهذا نفس كلام نافع الذي ردده اول ما قامت ثورات الربيع العربي (الممغوص) حيث قال ربيعنا بدأ منذ أن اتينا بالإنقاذ!. وهم بالتاكيد إستفادوا من طريقة كيفية ترويض المجتمع وتخديره وإستبداده وقمعه واللعب والإستهبال عليه وإستغفاله وكله بإستخدام الدين ليتمكنوا. والأنكى والأضل ان هؤلاء السواهي يسعون لنيل الدعم الكامل والإستقواء بالغرب وامريكا لتحصين حكمهم كما فعل الطغاة من قبل. وهذا ما تصرح به أمريكا كل مرة إنها لن تسهم في إسقاط طغمة البشير ولن تسقط أي عناكب تمارس الإستعمار الوطني مادام هي تمارس سحر الصناديق. ولكن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون، فهل يعلمون لماذا؟.

مرسي فاز برئاسة مصر بفارق ضئيل جدا 51% عن منافسه. عدد المرشحين كان حوالي 20 مليون من ال 90 مليون لسكان المحروسة، اي مرشحي مرسي كانوا 10 ملايين من التسعين. وبرغم هذا كان يأمل الجميع أن يكون مرسى رئيسا لكل المصريين ويحاول أن يكسب الجميع ويكون حذرا في تعامله مع الجماعة التي كان ينتمي إليها. ولكن وكعادة الإسلامويين لا يابهون بأحد، شرع مرسي مباشرة بالتمكين وتكميم الأخرين. فبدأ يمارس سياسة تخدم مصلحة فئة معينة من الشعب مستعجلا طبخة الدستور الذي لا يسمن ولا يغني من جوع إلا أنه سيزيد المصريين إنقساما. بلغ المشاركون في الإستفتاء في الدستور حوالي 16 مليون، أي أقل من العدد الذي صوت لرئاسة الجمهورية. ومن قال للدستور نعم حوالي 10 مليون فقط. أي حوالي 13% من الشعب المصري ككل. وبرغم من القلاقل والمظاهرات والإعتصامات التي طالبت بتأجيل الدستور إلى ان يحدث توافق وتكون بالدستور نصوص اكثر احتراما للإنسان وحقوق المواطنة، لم يستمع مرسي لنصيحة ان الدستور ليس مهما للمصريين في هذه المرحلة بقدر أهمية توافق الجميع والوثوق في الرئيس المنتخب. وهو ما زال يواصل السمع والطاعة ويصر أن يكون رئيسا للجماعة فقط لتمكينهم من الدولة. وبسبب فرض هذا الدستور تعسفا سيكون هناك عدم الإستقرار وإنقسام حاد ومشاكل أخرى ستطفوا كمشكلة الإقتصاد بإنخفاض قيمة الجنيه المصري وهبوط مؤشر القطاع السياحي غير مشاكل الغلاء والبطالة، والتي مع التمكين ستسوء بالتاكيد. وما المُجِرب أعلم من المجرب.

فهل سيتراجع مرسي، أم سيظل مغبي في الخرم المترع لجماعته بخمر السلطة وهو غاطس في إناءها إلى أذنيه. فعندما يأتي رئيس بالديمقراطية ويقوم بهذه الممارسة وينسى كل شعبه فمعناه إن هذه ليست ممارسة سياسية بل هي مريسة سياسية. وإن سكر مرسي بهذه المريسة فقد سكر له أخوة من قبل. فقد خمرت السلطة عقولهم وفي عز نشوة السكرة إتضح قبح الفكرة وإنكسرت الجرة، ومع شهقة السكرة صاحوا عاليا: مثلث حمدي. فلا عجب ان يصيح رصفائهم في شمال الوادي ويقولوا: مثلث مرسي.
فإذا الحكاية كلها مثلثات في مثلثات، دعونا نترجاهم ان ينكشحوا لمثلث حلايب ويتلم أبو سن على أبو سنينتين ويقيموا فيه الدولة أو الإنداية أو بيت العنكبوت الذي يعجبهم أو ما شاءوا ويعتقوا أبناء وبنات النيل لوجه الله الذي يقولون انهم يفعلون كل شيئ له. أهو.. منه نكون حلينا مشكلة حلايب.

تعليق واحد

  1. مرسى والبشير وحاكم قطر وغيرهم قطع شطرنج فى طاولة الماسونية العالميةلتدمير الأوطان بهدف الإستيلاء على الثروات فحسب.

  2. تحليل رزين ومنطقي وفيه نظرة واقعية لمجريات الاحداث في مصر والتي لا نريد لها باي حال من الاحوال ان تلحق بمصير السودان البائس تحت ظل حكم الجماعة اتمنى ان يصحو مرسي من سكرته والا سيدخل الجميع في نفق الفشل الذي يعانية اخوة له في السودان خاصة بعد ان جاءت نسبتي الفوز بالرئاسة والتصويت بنعم لمسودة الدستور غير جازمة وقاطعة كما تفضلتم بذكره طي المقال الف شكر يا استاذ سيف الحق.. مجهود مقدر

  3. الاستاذ سيف الحق تحياتى
    حسب فهمى ان المشكله ليست فى كيفيه تفكير الاسلاميين للوصول للسلطه والتمكين سواء كان بالانقلاب او الصناديق او انهم كما قلت ليس لديهم كبير غرض فى كيفيه الوصول هذا, خصوصا اننا رأينا نفس الاشكالات هنا لمن اتوا بالانقلاب او هناك لمن اتوا بالصناديق هم يرون انهم اولى بتحقيق العداله بين الناس والنهوض بالوطن بمشاركه جميع اطيافه المؤمنه بعداله الاسلام , وطبعا انت تريد العداله (السياسيه) والنهوض بالوطن بمشاركه( جميع اطيافه ) وفى هذه الحاله لو افترضنا ان انقلاب الانقاذ كان يساريا او علمانيا او ان الاخوان فى مصر لم يفوزوا فى انتخابات مصر وفاز شفيق فى انتخابات الرئاسه هل كانوا يستطيعون تحقيق العداله السياسيه والنهوض بمشاركه كل الاطياف بما فيهم الاسلاميين وهل يمكنهم عمل دستور يرضيهم ويرضى عنه الاسلاميين , اكاد اجزم بأستحاله ذلك لان الفريقين متناقضين تناقض الزيت والماء لا يختلطان ولن يختلطا خصوصا ان كل طرف متخندق خلف افكاره بالقداسه الدينيه او الحداثه السياسيه وهذه هى المشكله وليس غيرها .

  4. أخي سيف الحق وأرجو أن تكون كاتب حق ؛ اولا ربنا سبحانه وتعالى ماخلق اصابع اليد الواحده متشابهه وهجومك على مرسي غير مبرر ؛ فقط لأنه إسلامي ! عجبا لماذا عندما تأتي الديمقراطيه بالإسلاميين تقوم الدنيا ولاتقعد كما حدث في غزة وفي مصر ؟! اليست هذه هي الديمقراطيه التي ينادي ها الغرب ؟ وثانيا بالنسبة للدستور المصري ؛ إذا إنتظر مرسي أعوام للتوافق على الدستور فلن توافق المعارضه عليه لأن نفسية المعارضة العربية ككل لم تتقبل أو تتعلم ثقافة الإعتراف بالهزيمه في الإنتخابات كما يحدث في الغرب ؛ لذلك تظل المعارضة رافضة لكل شي لانها إنهزمت ويهما مصلحة وطنها وتظل المسألة مسألة مكايدات ؛ وثالثا بالنسبة للأرقام التي ذكرتها فهي ليس بمقياس ؛ انظر إلي نتائج الإنتخابات في امريكا وغيرها من دول الغرب الفارق ضئيل ولايذكر ومع كل هذا يكون هناك إعتراف و إحترام لرأي الاغلبيه مهما كان العدد ؛ ورابعا أريد أن أذكر أن الرئيس مرسي غير موازين المنطقة فأرجو أن ترجع إلي قراءة إقتصاد إسرائيل ماذا حدث فيه منذ فوز مرسي وأنظر إلي حرب غزة الأخيرة وغيرها من الأمور ؛ فأتمنى أن نعطي مرسي فرصة ثم نحكم عليه ؛ فأصابع اليد ليست واحدة ؛ وأختم بسؤال لك أخي العزيز : إن فاز غير الإسلاميين في مصر هل سوف يكون هذا موقفك؟!! هل تنشدون ديمقراطيه على قياسكم !!!

  5. نعم تعليق الاخ شاه صحيح جدا وليس من وهم نظرية المؤامرة لان المؤامرة قد حدثت بالفعل ولم تعد نظرية بل حقيقة و واقع على الارض . الحركة الاسلامة او ما يعرف بجماعة الاخون المسلين ما هي الا امتداد لحركة الماسونية العالمية التي تهدف لتفكيك الاوطان وتدمير القيم لا سيما الدينية منها بهدف خدمة اجندة خارجية وقد نفذ فرع الحركة في السودان ممثلا في حكومة الانقاذ ومن خلفها حزبي المؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي المخطط الكبير على اكمل وجه وذلك بتقسسيم السودان الى دولتين وهم الان بصدد استكمال الجزء الاخير من المخطط عن طريق قسيم السودان الى عدد من الدويلات في جنوب كردفان والنيل الازرق ودارفور ولن يقف في طريقهم شئ الا حدوث ثورة شعبية عارمة تزيل هذه الجماعة من على وجه ارض بلادنا وتطهر السودان من دنس هذه الجماعة الشيطانية…..

  6. لقد قلنا من قبل مرارا وتكرارا بان الاسلام هو المشكلة وليس الحل فهؤلاء المتاسلمون لم يطاوا ارضا الا وفارقتها كل معاني الخير والفضيلة ..؟؟!!

  7. مرسي ومن هم على شاكلته من الاسلاميين لا يعرفون المريسة يا سيف الحق
    عندما تكون ضد كل من ينادي بالاسلام وفي كل مكان فهذا يعني أنك تعادي الاسلام نفسه!!!!!!!!
    وهاهو roni يرى أن الإسلام هو المشكلةّّّّ!!!! وهذا كلام لا يقوله مؤمن و يقود للكفر من أوسع الابواب
    نسأل الله لكما الهداية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..