حزب الأمة وتحالف المعارضة.. المهمة الغائبة !!

بين حزب الأمة القومي والمعارضة منذ وصول الانقاذ تاريخ طويل حافل برصيد وافر من عدم الثقة وتباين الرؤي والأهداف والخلاف الأخير بين حزب الأمة وحزب البعث بعد أن طالب الأخير بتجميد نشاط حزب الأمة في المعارضة إلي حين المثول أمام ” لجنة تحقيق” -له ماقبله- رفض حزب الأمة المثول أمام لجنة التحقيق وقال رئيس الحزب الصادق المهدي ” لن أجلس إلي أي لجنة تريد استيضاحي ” وأضاف ” ربما نخرج من تحالف احزاب المعارضة إذا لم يقم بإجراء الإصلاحات التي تم الإتفاق عليها والإلتزام بالضوابط التي تحكم العملية الديمقراطية وإزالة الشكوك حولها إلى جانب إعادة النظر في المفاهيم التي يتبناها حزب البعث ”
وفي أكثر من مناسبة كال رئيس حزب الأمة الكثير من الاتهامات لتحالف المعارضة وقال ” هناك أحزاب ضمن التحالف مارشال مديرية وكل الذين ينتقدوننا لو اجمعوا لا يملأون حافلة ، ومع ذلك يعتقدون انك كلما تكون صغيراً عليك ان تطول اسمك”. وكان حزب البعث الاشتراكي قد طالب بتجميد نشاط حزب الأمة وقال ” منذ فترة غير قصيرة درج السيد رئيس حزب الامة القومى على توجيه إساءات بالغة إلى السادة رؤساء الاحزاب والسيد رئيس الهيئة العامة عبر وسائل الإعلام فى سلوك سياسى سيء تعلمون تفاصيله جيداً ” والتفاصيل المرتبطة بموضوع هذا التقرير تتعلق بتاريخ العلاقة بين حزب الأمة والمعارضة في كل فترات مابعد الانقاذ ، وكانت علاقة حزب الأمة مع معظم القوي الفاعلة في التجمع الوطني الديموقراطي ليست علي مايرام حتي وصلت مرحلة ” الطلاق ” ونداء الوطن وذات قال القيادي السابق بحزب الأمة عبد الرسول النور ملخصاً مواقف الحزب المتأرجحة ” طلقنا التجمع ولم نتزوج الحكومة “. ومضي الحزب في المواقف الرمادية وأثبت الواقع أن حزب الامة لم يجد في نداء الوطن الارانب ولا الافيال ,ثم تكررت القراءات الخاطئة في التراضي الوطني حيث تحولت سفينة نوح إلي تايتنك وتحولت الإدانة الغليظة لدخول قوات العدل والمساواة إلي أدم درمان لتفاهمات مع خليل إبراهيم وأوراق في قاهرة المعز والمؤتمر السابع الذي وصف بالتمرين الديمقراطي تم فيه خرق الدستور وذبح الممارسة الديمقراطية من الوريد إلي الوريد وأقر رئيس الحزب بخرق الدستور وبرر ذلك بأنهم إضطروا لخرق الدستور من أجل درء الغبائن والحفاظ علي فئات وصفها بالمهمة لدي الحزب ، وأنتقد ميثاق الفجر الجديد بشدة ثم أعلن ، عن اتجاه لتوقيع اتفاقيات ظل مع الجبهه الثورية ،لمعالجة عثرات ميثاق الفجر الجديد،ولتكون اساساً للسلام مع الحكومة، وجدد في الوقت ذاته استعداده للتفاوض حول الدستور والتفاوض مع المؤتمر الوطني” رغم أنه وصفه بأنه غير وطني” وفقا لشروط محددة ،وكرر انتقاداته لبعض احزاب المعارضة وتساءل ساخراً اين هي المعارضة؟ .. كما وصف المؤتمر الوطني بأنه حزب سلطة وليس له فكر او رؤية وقال انه يخرق القانون ومليان مليشيات وإتهمه بنشر العنف في الجامعات وجعلها مخازن للأسلحة مطالباً الإلتزام بميثاق شرف طلابي ينبذ العنف تماماً .
ويري رئيس حزب الأمة أن حزبه ( كبير ) ولايحتاج إلي الآخرين وقال في مؤتمر صحفي عقد مؤخراً بعد أن هدد بالخروج من تحالف المعرضة ” نستطيع التحرك لوحدنا وإحداث التغيير ” في حين يري كثيرون أن فاعلية الحزب لاتتحق بالمواقف اللفظية وطيلة فترة الإنقاذ لم تشهد الساحة السياسية أي فاعلية حقيقية لحزب الأمة ، غير أن الإمام مضي أكثر وقال كثيرون لايفرقون بين ( الصندل والطرور) وغيرها العبارات والجمل التي تبدو مثيرة ومسيئة عند البعض ولكن الإمام يري غير ذلك وقال في تصريحات صحفية ” إنه لا يهاجم ولا يسيء لأي حزب أو شخص، مؤكداً أن ما يقوم به هو من باب التقييم وأنه قصد تنبيه الإعلام حتي يفرق بين حزب له رؤى وأفكار وحضور فاعل ويعقد مؤتمراته، وبين آخر خامل ليس له أفكار ولا يعقد مؤتمراته “.
ورغم المحاولات العديدة هنا وهناك للمحافظة علي ( جسد المعارضة)تظل المواقف المتباعدة بين حزب الأمة وأحزاب المعارضة مرشحة للمزيد من التصعيد ،تعمل أحزاب الشعبي والشيوعي والبعث بتناغم وتنسيق كبير صحيح وبالمقابل تسعي جهات كثيرة للعزف علي وتر الخلاف والإرث القديم لحزب الأمة في مفارقة (الجماعة) ودفع الحزب نحو (اليمين) والحوار مع السلطة والوصول إلي تفاهمات (أهل القبلة).
ولحزب الأمة ملاحظات كثيرة علي ? التحالف ? وقال في تحالف المعارضة الكثير غير أن السؤال الذي يفرض نفسه لماذا يقدم الحزب وصفات علاجية عبر وسائل الإعلام وهل من الأفضل معالجة كل القضايا في داخل الهياكل التنظيمية أم مناقشتها في وسائل الإعلام وهنا نستحضر جزء من ملاحظات حزب الأمة الكثيرة والمنشورة في كل وسائل الإعلام ” التحالف يعاني من علل أساسية في هيكلته وبرامجه وأنشطته تسببت في شل حركته إعلامياً وجماهيرياً وتنظيمياً فلم يحدث أي إختراق حقيقي في المشهد السياسي “. أين حزب الأمة من هذا الخلل وماذا قدم لمعالجة الخلل وهل يمكن معالجة قضايا تنظيمية داخلية عبر ( المؤتمرات الصحفية)..العلاقة كما ذكرنا تبدو مرشحة لمزيد من التدهور خاصة مع التطورات المتلاحقة في الساحة وبروز عناصر جديدة في ساحة المعارضة ? الطلاب والشباب والجبهة الثورية وغيرها ومعظمها تتحرك من مواقف تجنح أكثر نحو اليسار والمعارضة الواضحة والقاطعة للنظام القائم في حين يسير حزب الأمة دائماَ نحو ( الطريق الثالث).

حسن بركية – الخرطوم
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ياناس ياعلم .. صحيح المثل اللي يقول (البقول النصيحة يشيل ليهو عكاز) والله ما صدقنا إنو الصادق المهدي يا دوبك عرف إنو أحزاب قوى الإجماع الوطني فيها الطرور وماشابه و أزيدكم كمان فيها المتردية و النطيحة و ما أكل السبع و ماأهل لغير الله به .. والله أمنية منذ أن كنا طلابا فى الجامعات (( أن يعمل حزب الأمة لوحده)) .. حزب في آخر (إنتخابات حقيقية) حاز على 101 مقعدا فى البرلمان وبما يقارب ال 5000000 صوت يطالب بفصله أو محاسبته حزب لم يفز ولا بنصف مقعد .. مش كده و بس كل الأصوات التى حصل عليها ذاك الطرور و في جميع أنحاء السودان 35000 صوت ( ودي حصل عليها بكري عديل في دائرة أبوزبد الشرقية لوحده .. عجبي ).. وبعدين والكلام لكل الأحزاب السودانية بما فيها المؤتمر الوطني نتحدى فى حزب الأمة أن تكون فى البلد إنتخابات .. فاهمين أنتخابات يعنى شنو؟ و الله لو أي حزب حاز على مقاعد أكثر من حزب الأمة و الله إستقيل من حزب الأمة و أنتمي ليهو إنشاء الله يكون طرور

  2. ” التحالف يعاني من علل أساسية في هيكلته وبرامجه وأنشطته تسببت في شل حركته إعلامياً وجماهيرياً وتنظيمياً فلم يحدث أي إختراق حقيقي في المشهد السياسي ”
    يستند حزب الامه علي نتائج انتخابات 1986 كاكبر حزب يمتلك قاعدة جماهيرية مكنت السيد الصادق المهدي من رئاسة الحكومه خاصة في ولايات دارفور و المنطقي ان يستدعي الامام هذه الجماهير المواليه لحزبه لاحداث اختراق
    حقيقي في المشهد السياسي و الا فان هذه الجماهير المجلوبه صوتت لحزبه ليس عن قناعة ببرنامج الحزب و خطه السياسي
    او بدوافع {انصاريه} وانما بالاموال الليبيه التي مولت حملته الانتخابيه مقابل اعلان الوحدة مع ليبيا بمحرد
    اعلان نتائج الانتخابات؟؟؟؟
    لماذا لم يحدث حزب الامه و قاعدته الجماهيريه المزعومه اختراقا لوحده و بدون قوي الاجماع الوطني ؟؟؟ هذا الحزب ادعي في عام 1985 انه اشعل الانتفاضة من خلال طلابه في الجامعة الاسلاميه و سمي ثورة ابريل بثورة شعبان تأكيدا
    لحقوق الملكيه ؟؟؟ هل تاَكلت شعبيته الان ام انه و من خلال مشاركة ابنه في مؤسسة الرئاسة هنالك ترتيبات تجري
    وراء الكواليس لاستعادة سلطته الضائعه بعد ان استحالت عليه الانتفاصة و قد خسر قوته الضاربه و قاعدته
    الجماهيرية في دارفور؟؟؟؟ هذا التخزيل الذي ظل يمارسه السيد الامام تم و يتم بتنسيق مع المؤتمر الوطني لترتيب هبوط اَمن للنظام و فرملة اَليات التغيير المدنيه و العسكريه و التحكم في مسار الاحداث التي تتفاعل يوما بعد يومو اعتقد جازما ان الامام لا يزال مصرا علي {البلد بلدنا و نحنا اسيادا} و ما نحن الا مجرد رعايه علينا السمع و الطاعه لكل مايتفوه به؟؟؟؟ وصايه الامام هي التي جلبت لنا هذا الانهيار و التشظي و الانقسام
    و الانفصال منذ مقتل وليم دينق و الي اليوم؟؟؟؟
    السؤال المنطقي من الذي في يده السلطة و الثروة قوي الاجماع ام المؤتمر اللاوطني حتي نحدد من نواجهه ؟؟؟؟ مهاجمه
    المعارضه المدنيه و المسلحة لا تحدث الاختراق الحقيقي في المشهد السياسي بل اَليه لاستمرار التمكين و استمرار المعاناة و اضعاف المعارضة حتي يتم الانتقال الامن و تولي المهذي و الميرغني للحكم بترتيبات اقليميه و دوليه و عربيه تماما كما حدث في اليمن ؟؟؟؟ الشاهد ان الامام كان قد اطلق سراح عمر محمد الطيب نائب نميري و المحكوم عليه ب99 سنه سجن لم يمكث فيه سوي بضعة اشهر و المفارقه ان شاهد المك في محاكمة عمر محمد الطيب هو احد قادة نطام الانقاذ الذي يتولي رئاسة مجلس ادراة شركة زين للاتصالات التي احتفلت اليوم بعيد الام و كرمت ضحاياه من نساء اقليم دارفور اللائي كان من وراء تعاستهن و استمرار معاناتهن ابان توليه كمندوب للنظام في مجلس الامن؟؟؟؟؟؟
    ايها الامام ترجل
    ايها الامام اتق الله في شعب السودان المكلوم

  3. ما هو تعريف الحزب الصحيح ؟؟؟
    ما هو تعريف الحزب الصحيح ؟؟؟ وهل ينطبق هذا التعريف علي تنظيم طائفة الأنصار وطائفة الختمية الدينية ؟؟؟ بصراحة في الصغر كنت أصدق ومتبع بجهل للرأي العام بالسودان بأن هذه الطوائف الدينية التي كونها وقواها الإستعمار أحزاب قومية وديمقراطية وكنت مع أهلي نؤيد طائفة الختمية ؟؟؟ وعندما كبرت وبدأت افكر بتعمق ولا أتبع القطيع دون التعمق إعمال العقل ؟؟؟ إكتشفت أن هذه الطوائف لا يصح أن نطلق عليها أحزاب ديمقراطية ؟؟؟ وأظن إن أي أحد بقليل من التفكير بوعي وتعمق يكتشف تلك الحقيقة المرة ؟؟؟
    1- الحزب تنظيم ديمقراطي له برنامج وطني مدروس ومعد بحرص من قبل لفيف من الأخصائيين كل واحد منهم في مجاله سياسيين ، إقتصاديين ، علماء صناعة وزراعة وهلم جر ؟؟ وهذه الطوائف ليس لها أي برنامج مكتوب ولا الذين يتبعونها قرأوا هذا البرنامج إن كانوا يجيدون القراة ! وأيدوه وتسجلوا في الحزب إيماناً بهذا البرنامج ليدافعوا عنه ويدعوا الآخرين ويقنعوهم للدخول في ذلك الحزب والواقع يقول أن كل أعضاء هذه الطائفة جهلاء تابعين لها بالولاء الديني فقط وينضم لهم بعض التكنوقراط الإنتهازيين والوصوليين أو النسابة المتعلمين أو من الأفندية المأجورين وكلهم يجب أن ينحنوا ويقبلوا الأيدي حتي لأصغر صغير في الأسرة الدينية؟؟؟
    2- للحزب رئيس ونائب رئيس ومجلس إدارة منتخب ولمدة محددة يمكن أن ينتقد ويوجه ويقال ؟؟؟ وهذه الطوائف رئيسها من الأسرة الدينية ويأتي بالوراثة ويرأس حتي الموت ؟؟؟ ولا يستطيع أحد إنتقاده أو توجيهه أو إقالته والذي يتجرأ فقط بتعلية صوته عليه يفصل فوراً ويعتبر زنديق خارج عن الملة إن لم ينكل به ؟؟؟
    3- الحزب تنظيم سياسي ديمقراطي تحكمه لائحة تنظيمية مدروسة ومعلنة وتلتزم بالشفافية والديمقراطية ؟؟؟ ويعمل لمصلحة الوطن وليس مملوك أو يعمل لمصلحة عائلة بعينها ؟؟؟ وهذه الطوائف مملوكة لعوائل معينة ولا يمكن لغير أفراد هذه العوائل أن يكون له صوت مسموع أو شأن فيها والكل يطيع عراب هذه الأسرة دون أي جدال ويركع ويقبل أيدي عرابها في شكل شبيه بتنظيمات المافيا الإيطالية؟؟؟
    في هذه العجالة حرصت علي عصف رؤوس الكثيرين الذين شبوا وآمنوا بهذه الطوائف الدينية وإعتبروها أحزاب قومية ديمقراطية وهي أبعد من ذلك بكثير ؟؟؟ فهي التي تسببت في تخلف السودان وهذا التخلف يضمن بقائها وما زالت تتعامل مع الكيزان وتستلم منهم الصدقات والعطايا وتدعمهم وتسبط همم الشباب الثائر وتشرك أبنائها في حكومتهم الفاسدة حتي يضمنوا عدم المساس بمصالحهم المهولة في السودان وخارجه ؟؟؟ والثورة في الطريق ؟؟؟ أتحدي أن يقنعني أي كاتب وطني مستنير بالمنطق أن هذه الطوائف أحزاب ؟؟؟ والثورة في الطريق لكنس كل هذا العفن مع حلفائهم تجار الدين الجدد اللصوص مغتصبي الرجال والإناث والأطفال قاتلهم الله ؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..