الوطن والتغيير

الحقيقة .. والله إننا نشعر بوجعة ، ونحن نشاهد المعركة حامية الوطيس بين صحيفتي الوطن والتغيير ،كل يتهم الآخر ، ويتفنن في نشر الهجوم .. عن طريق الأخبار والمقالات والاعمدة الصحفية التي تحكي الإنتصارات والتشفي .. ما (يزعج) المرء.. أن كلا الصحيفتين أفرغتا مساحات واسعة .. كل يريد النيل من الآخر ..
الأمر والأدهى .. أن الناس يقرأون هذه المعارك على صفحات الصحف.. ثم لا يتدخل أحد ، ولا ينصح احد .. ولا يردع أحد .. هو مسلسل ممل وردئ .. بل ومدمر للأخلاق والعرف الصحفي ..
علمت أن البروفيسور (على شمو) حاول جاهدا التوسط والتدخل، لفض النزاع بين الصحيفتين ،أو بالأحرى بين العائلتين، عائلة سيد خليفة وعائلة مأمون حميدة.. إلا ان مأمون حميدة رفض الأمر من داخل صيوان عزاء الراحل سيد خليفة .. هذا صراع مقيت ينبغي ان يتوقف فورا، وأن تسمو كل الأطراف، وأن تترفع عن الإنحدار بهذا المستنقع الآسن ، ولا صراعهم هذا يهم القارئ .والبلاد . هذه المساحات ينبغي ان توفر لقفة الملاح ، ولكشف الفساد ولنقل الرأي المفيد سواء للحكومة أو الشعب ..
سؤال برئ جدا .. ما ذنب الصحفيين الذين يعملون في الصحيفتين ؟ كيف تقابل سمية السيد .. رئيس تحرير التغيير .. الاخ بكري مدني رئيس تحرير صحيفة الوطن .. لماذا يساهمون بتوسيع الشُقة بدلا من تضييقها وازالتها ؟
لماذا لا يقود بكري وسمية ورؤساء تحرير الصحف مبادرة لرتق هذا (الفتق الأخلاقي) بين الطرفين .. لماذا لا يطلق آل حميدة العفو شعارا ومبدأ وضربا للمثل الأعلى . لماذا لا يتنازل يوسف خليفة قليلا ويعترف بخطأه إن أخطأ أو خطأ صحيفته .. أين العيب في ذلك ؟ أين المشكلة في الأمر ؟
والله العظيم هذه الصراعات تزعجنا ، و(تفرسنا ) وتؤرق مضجعنا .. أين ميثاق الشرف الصحفي .. اين اتحاد الصحفيين السودانيين ؟ اين شبكة الصحفيين السودانيين ؟ أين السيياسيون الذين تتبارى الصحف في نقل أخبارهم ليل نهار ؟ من من هؤلاء جميعا سيسجل موقف مشهودا يسجله له التاريخ بإغلاق (صفحة المهاترات) والتشفي بين صحيفتي الوطن والتغيير .. بين خليفة وحميدة .. آن لهذا الوجع أن ينتهي ..
في تقديري أن كل العاملين في الصحيفتين متاثرون من هذا الصراع بشكل أو بآخر .. لذا فليبادر ايضا الصحفييون بالوطن والتغيير لتشكيل مجموعة رتق الخلاف .. واقامة جسور ال تواصل مع أجاويد سواء من داخل المجتمع الصحفي او السياسي ..
من العار ان تظل الصحافة اسيرة للصراعات .. ومن العار أن ننظر اليها هكذا دون أن نشمر عن سواعدنا ونتدخل ..يا أيها الناس .. من يتدخل ؟
[email][email protected][/email]