مجلس الأمن ..لمن العصا .. ولمن السيجارة !

مجلس الأمن ..لمن العصا ..ولمن السيجارة؟

محمد عبد الله برقاوي..
[email][email protected][/email]

ربما يعتبر قرار الانذار الذي وجهه مجلس الأمن بالأمس لكل من دولتي السودان وجنوبه بوجوب عدم اللعب بالنار والزيت والا سيحرمان من المصروف، من القرارات النادرة في تاريخ المجلس القريب التي لم يماثلها الا القرار الأخير الذي صدر في حق سوريا ومعارضتها المسلحة وتمخض عن حل وسط تمثل في ارسال فرقة مطافيء بعدد فريق كرة القدم لمراقبة واطفاء حريق بحجم الجبل وكان نتاجا عن توحيد مواقف الروس والصينين الضاغط
( بتخميسة آخر سيجارة في علبة الفيتو ) التي يبدو أن النفس المتبقى فيها لن يكفي دخانه لازعاج عيون أمريكا المفتوحة جيدا ناحية حكومة الانقاذ وجماعتها ومنعهم من استعمال عصا العقوبات التي قد تصل الى حد فرض حظر الطيران العسكري ضدسلطة الشمال باعتبارها تملك الذراع الأطول لاختراق الأجواء والأرضي الجنوبية اذا ما ارتكبت بعوضة من طرف قواتها حالة تسلل نحو الجنوب ورفرفت بجناحها هناك!
طبعا من الواضح أن أمريكا و طاقم حكامها الجاهز قد وجدوا أنفسهم في حرج أمام ( فاول ) هجليج الذي تعمده دفاع الجنوب ، ولم يكن أمامهم من حل الا قبول قرار
( التعادل ) و باسلوب التهديد المزدوج اياه الذي يمثل مجرد البطاقة الصفراء التي أخرجتهم من المأزق !
جماعة الجنوب طبعا أذهلهم رد فعل المجتمع الدولى تجاه تصرفهم ، فخافوا وارتموا في حضن الصين التي تعلم مقدار ( الترطيبة المكنونة ) تحت غابات الأبنوس فطمأنتهم عن مواقفها داخل مجلس الأمن ، بل واقرضتهم ما يعينهم على مواجهة املاق ومعالجة وباء الحرب عدا ونقدا ثمانية مليارات من الدولارات وربما خلفها شحنة حاويات من عدة العيار الثقيل !
جماعة الانقاذ ايضا ولأول مرة يعترفون أن هنالك عدالة دولية يمكن أن يشتكوا لها ممن كانوا يعتبرون صوتها حتى الأمس القريب وقبل لطمة هجليج مجرد طنة ذبابة طائشة مقدور عليها برشة بفباف من مخازن الفريق عبد الرحيم !
فهم أيضا ركضوا ناحية ضريح الرفيق لينين والحصول على حجاب الفكي سيرجي لافروف ليقيهم من شرالشيطان في المحافل الدولية حيث لن تفيدهم هناك تعويذة ملالي طهران المشغولين بالنووي وشيعة البحرين !
والروس الجدد برجماتيون مصلحيون لا يهمهم في سبيل مصالحهم ان كان مقدار طول لحية وزير خارجيتنا حسب أو دون النصاب الشرعي أو نظام بوركينا فاسو..كان كمفشيوسيا !
أو أن بشار الأسد يصلي العشاء خلف حسن نصرالله ويكمل بقية السهرة مع وليد المعلم ليشربا نخب الدماء الثائرة طلبا للحرية !
واوباما هناك يغمز لوكيلته في نيويورك سوزان رايس بعمل اللازم ، فهو مشغول فيما تبقي له من الشهور القليلة ولا يريد أن ينفقها كلها بعيدا عن حملة اعادة انتخابه ، ولكنّه على كل حال سواء بقى في الحكم أم ترجل عن سدته ، فلن ينهي شهوره هذه الا ويسخّر بعضها اما لا ستسلام أنظمة مشاكسة أو لتدويخ عدد آخرمن الأنظمة الحاكمة في عالمنا الثالث ويتركها جاهزة لسكين
( التحليل ) !
فالعصفورة تقول لي ان نظام الانقاذ من بينها ، بل وسيكون له قبل ذلك نصيب من ضربات عصاته في مجلس الأمن ، الا اذا اندفع جماعة جوبا اعتمادا على تخميسة بقية السيجارة الأخيرة في العلبة الصينية الروسية ، و ارتكبوا خطأ في هجليج أخرى ردا على استفزازات الخرطوم المتوقعة ولو همسا في المسامع!
فهنا سيحرجون حكم الساحة الأمريكي مرة أخرى أمام رجال الخط وربما تختلط أوراق دورى المواقف الدولية من جديد ، ولكن سيتأكد أكثر بقاء كرة المشاكل العالقة بين البلدين لتتقافز طويلا في ملعب التدويل !
و ساعتها سيكون وضع حكومة الانقاذ في مجلس الأمن ..من قبيل ( غالبين نكسب .. درون نكسب )
وما الغالب الا الله .
انه المستعان
وهو من وراء القصد .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..