مقالات سياسية
المجد للشعب السوداني

وائل محجوب
• المجد لشعبنا الذي يخوض معاركه الفاصلة الكبرى لدحر الانقلاب انتصارا لثورته، ومقاومة لإستمرار مناهج العنف والقمع، ويهزم بزحفه الجبار أحلام الطغيان والاستبداد، وتتجلى عظمة مليونياتنا المتلاحقة هذي في روح البسالة والاقدام التي تتحدي عقلية الاحتماء بالقوة، ومن هنا فإن مليونية ٢٥ ديسمبر جأت استكمالا لزحف ١٩ ديسمبر نحو القصر، وتعزيزا لانتصاره، وتأكيدا على أن ارادة الجماهير ستبقى هي الأقوى، لا يصدها سلاح ولا يعطلها ارهاب.
• لقد جدد الثوار زحفهم الباسل نحو القصر، رغم اغلاق الجسور بالحاويات والاسلاك الشائكة، ونشر الشاحنات والسيارات العسكرية بكميات كبيرة لنشر الرعب، ودفع الناس للبقاء في منازلهم خوفا ورهبة، ومحاولات عزل المدن عن بعضها عبر نشر الارتكازات والمئات من الجنود المدججين بالسلاح، ومع ذلك استبسل ثوار الخرطوم ومن التحق بهم قبل الاغلاق، كرا وفرا، تراجعا وتقدما، ثباتا وصمودا لساعات طوال حتى وصلوا لساحات القصر، وما الثورة غير انها تحدي ومقاومة وجسارة.
• إن ما يجري الأن من نهوض ثوري جبار هو في حقيقته ليس مواجهة مفتوحة مع قوى الردة والثورة المضادة فحسب، ولكنها في الوقت ذاته بمثابة اسدال للستار على تاريخ طويل من الانقلابات العسكرية، وتأكيد على أن هذه البلاد لن تحكم بالانقلابات مرة أخرى، وأن عهد المليشيات ودولة اللا قانون، والموت المجاني قد انتهت الى غير رجعة، وما نشهده حاليا ما هو الا مخاض عصيب لفجر جديد، تبزغ فيه شمس الحكم المدني الديمقراطي، وتهزم فيه الديكتاتورية والغش والتدليس والاحتيال السياسي مرة وللأبد في بلادنا.
• إن هذه الجماهير التي تدافع عن ثورتها لن تهزم مطلقا، وانه لن يمر وقت طويل قبل أن تنهار هذه السلطة الانقلابية تحت وطأة زحف جبار وحاسم، ولن يجديها يومئذ العنف ولا القمع فتيلا.
• لقد مرت ثلاثة أعوام حينما دعا تجمع المهنيين السودانيين الجماهير للتوجه نحو القصر الجمهوري والمطالبة برحيل نظام الانقاذ، وكانت تلك هي المرة الأولى خلال الثورة التي تتوجه فيها الجموع الثورية نحو القصر، وقد تعرضت لقمع مفرط يومئذ وتفرقت مواكبها رغم الصمود الكبير، وفي هذا اليوم المجيد افلحت مواكب مدينة الخرطوم لوحدها، ودون اسناد من المدن الأخرى المحاصرة، في الوصول للقصر للمرة الثانية خلال اسبوع، وانسحب الثوار بقرارهم المسبق واتفاقهم يجللهم هتافهم الثوري الحاسم الصاعد للذرى؛
جايين جايين
يوم تلاتين
والشعب إذا وعد أوفى وصدق.
فهل من بعد هذا هناك من يتشكك في أن هذه الثورة تحمل انتصارها بيمينها.
النصر حليف شعبنا المقدام، والمجد والخلود لشهداء الثورة السودانية الكرام، وعاجل الشفاء للجرحى.
المجد لك يا ايها الشعب السوداني العظيم النصر اكيد
نعم لك المجد أيها الشعب الجبار،
فعلا اثبت قولا وفعلا انك جبار،
لم نشاهد الثورة الفرنسية ولكن نشاهدها اليوم حقيقة وواقع
ان ثورة هؤلاء تفوقها زخما وجسارة،
كحلتوا اعيننا بتلك الجسارة ،
المجد لكم ايها الشباب وايتها الكنداكات.