مقالات وآراء

إنتقال السودان ما بين المخاوف والمصالح والأحلام

أحمد ادم حسن عبدالله 
مولانا محمد عبدالقادر الذي كان مرشح لرئاسة القضاء وجه عدد كبير من الرسائل في حوار أجرى معه بصحيفة الانتباهة جاء فيه….

على السادة رجال الجيش أن يدركوا أنهم جزء أصيل من هذا الشعب ، ومكانتهم في القلوب ما داموا يقومون بدورهم في حماية الوطن وحدوده ، بعيداً عن السياسة.

على السادة أعضاء المكون العسكري أن يدركوا أن التخلص من الجرم لن يكون بإرتكاب المزيد من الجرائم ، هذا الشعب لا يستحق ما يجري له.

على السادة الجنرال حميدتي وقادة الحركات المسلحة ، مع كامل إقرارنا بالظروف التي فرضت ميلاد جيوشكم ، لكنها الآن تبدلت ، فالمطلوب هو أن تدركوا أن أهداف الثورة والمرحلة الحتمية المقدمة عليها بلادنا ، لا مكان فيها للجيوش الخاصة ، سيكون البقاء والمحبة لمن يلقي السلاح ويتمسك بالمدنية ويساهم في نمو ورفعة بلده وتطوير إنسانه .

على السادة أنصار النظام السابق التخلي عن المكابرة وعليهم الإقرار بالجرم العظيم الذي إرتكبوه في حق الوطن ، وأنه لا سبيل لعودة الشمولية ، وأنه ليس من حق أحد أن يحول بينهم والإنخراط في ركب الثورة ، لكن لا بد من رد المال العام ورفع المظالم العامة والخاصة ، ولا بد أن يدركوا أن إزالة التمكين الذي يعتبرونه استهدافًا لهم ، هو في الواقع تطهير للذات ، بدونه ستظل تلاحقهم اللعنات .

على السادة المأمورين الذين يطلقون الرصاص على الثوار أن يعلموا أنهم خرجوا من أجلكم ، ونقول للسادة الذين يأمرون بإطلاق الرصاص وهم يقفون خلف الستارة، أخرجوا وشاهدوا جسارة الثوار، وأسألوا أنفسكم ما هي قضيتهم وما هي قضيتكم ، وعندها ستتاورون خجلاً وخذلاناً .

وللجميع نقول ، شاهدوا (الكنداكة) وهي تصطاد البمبان دون إكتراث لما قد يصيبها، شاهدوا الثوار وهم يستشهدون رافعين علامة النصر ويوصون الأحياء بأن يرموا للأمام ، هؤلاء الشباب كانت لهم أحلامهم كما لكم أحلامكم ، وكانوا يحبون الحياة كما تحبونها، لكن روح الوطنية غلبت ، فإذا غلبت روح الوطنية في نفوسنا جميعاً فإن كل شيء سيهون، سيجتمع شملنا جميعاً وسنسموا فوق الخلافات والأحزان ونحقن الدماء وسنهزم التدخلات الخارجية وسننفرد بخيرات بلادنا وسنبني السودان ، وعندها سيعم الخير وسيرتاح ويفرح الشهداء (كل الشهداء).
إلى هذه النقطة انتهت رسائل مولانا محمد عبدالقادر .

و مما سبق نجد أن هناك أحلام و مخاوف ومصالح لكل طرف من الأطراف وكلها تؤثر بصورة مباشرة على التحول نحو الدولة المدنية.

نجد أن الاحلام متمثلة في أحلام وتطلعات الشعب وهو الأساس الذي يبحث عن طريق نحو تحقيق حلمه الكبير بالدولة المدنية وأيضا نجد الجانب العسكري الذي لديه طموح خفي مكشوف للحكم وأيضا احلام الحركات المسلحة بإيجاد موقع داخل الواقع الذي يتشكل وأيضا نجد احلام دول المحور في تسيد حلفائها للحكم بعد أن سقط نظام الإخوان وحتى هؤلاء الأخيرين الذين يحلمون بالعودة إلى الحكم و أيضا روسيا من جهة وأميركا من جهة أخرى ومعها دول الاتحاد الأوروبي في ضمان مصالحهم في السودان من حيث الفرص الاستثمارية والاستراتيجية.

تلك هي الأحلام لمختلف مكونات المشهد ومعها نجد كمية من المخاوف والمصالح متمثلة في تخوف المكون العسكري من المساءلة عن ما اغترفوه في حق الشعب والوطن وكذلك نجد مخاوف دول المحور في عدم سحب القوات السودانية المشاركة في اليمن وكذلك نجد مخاوف الجارة مصر في ضمان استمرار تدفق المواد الخام الزراعية والحيوانية على وجه الخصوص ولا ننسى مخاوف الإخوان في ابتعادهم عن المشهد .

كل تلك الأحلام والمخاوف والمصالح يجب أن تدرس بطريقة عقلانية وإستراتيجية تضمن عدم عرقلة التحول الديمقراطي المدني وبتحقق هذا الأخير الذي يضمن دولة ذات قانون ودستور ومؤسسية والتي سيكون تأثيرها الإيجابي داخليا وخارجيا مع ضمان عدم عرقلة التحول المدني الديمقراطي من قبل الأطراف المعنية داخليا وخارجيا.

‫2 تعليقات

    1. هذا يعنى انك لا تعرف اين هى احلامك ابحث عنها ف حتما ستجدها بقربك تحت اسفل ذلك البوت . .. الم تجد حائط اخر ترمى عليه هذه . . . . عوضا عن هذا الحائط المسخن بالجراح و الدماء و الدموع . . .. و كمان دكتور . . .عينى باردة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..