مقالات وآراء

حرب السودان … بين فكر الدولة والقبيلة …. الحداثة والتخلف

سهيل احمد الارباب

 

عندما تستنفر باسم القبائل … وانت دولة . يعنى انك تتراجع عن مؤسسات الحكم والدولة الحديثه … الى عهود الجهل والتخلف والهمجية .. واتوماتيك بتحول الحرب الى حرب … اهلية ….. وخطورة هذا … يطيل من امدها بفعل الغبائن العرقية … وتطوراتها بتحالف قبائل مع قبائل لربما بصلة الدم فقط وليس موضوع الحرب واسبابها … وليس الاختلافات السياسية حول ذلك … وستودى بتطوراتها المتوقعة وغير المتوقعة الى انفصالات من ارض الوطن بالمنتهى اكبر الاحتمالات ..

وعندما تستنفر باسم المؤتمر الوطنى او الاسلامين … فانت تستنفر باسم حزب … او الاسلامين … وهذا يعنى توظيف انتصاراتك لمصلحة حزبية بالمنتهى … وهو مايفضح حقيقة اسباب اشعالها وسيناريوهات تطوراتها فى اذهان من قاموا بذلك .

والوضع الطبيعى ان الدول الحديثة واقرب مثال اسرائيل عند الحرب تلجا لجنود الاحتياط … وهؤلا مستنفرين باسم مؤسسة الجيش … بابعاد المؤسسة العسكرية عن الصراعات السياسية والعرقية من يهود شرقيين او غربيين او فرس او اثيوبيين … وانتصرت بهؤلا فى كل حروبها ضد الجيوش العربية وتواجه الان ازماتها بغزة ولبنان باستدعا جنود الاحتياط.
فاذا كان الدعم السريع يلجا الى التجنيد والتحشيد برايات القبائل فهذا سلوك مليشيا جهل وتخلف وبربرية ومعنى بعصور تخطاها الزمن … فهل تنجر له وانت دولة وتمثل الوعى والحداثه والفكر المتقدم وتلغى مؤسساتك ومناهجها …

وتتعامل مع الازمه مثله … وتنجر الى مستواه المحدود .. وتنقاد الى مستوى فكره وشروطه بالنزال وتلغى تفوقك المعرفى الذى يتم عبر المذيد من اليقين بمؤسستك الرسميه وهى الجيش وادواته ووسائله وهو مايمكن من حسم المعركة باقل الخسائر السياسية والاجتماعية والوطنية .

 

 

[email protected]

‫3 تعليقات

  1. وأن كان الجهل السودانى رقم لا يمكن تجاوزه , الا أنه لا يعد المحرك الاساسى للأزمات السودانية , فتبنى الانظمة السياسية للحكومات المتعاقبة للسودان و على رأسها نظام الحركة الاسلامية لمنهجية السوق السياسى الذى تضمن فيه الولائات حسب التمويل الحكومى , هو ما خلق هذه السيولة وحول الحكومات السودانية الى نظام الحكم الكليبتوقراطى.
    والكليبتوقراطية هى حكم اللصوص الذين يديرون الحكومات لا لمصلحة الوطن أنما لمصالحهم الخاصة , ولعل المؤتمر الوطنى نموذج صارخ لهذه الممارسة , حتى أنه تحول فعلا الى كارتيل للسلطة و الاموال وتجاوز منهجيه حركته الاسلامية و انقلب عليها فى وقت سابق , ساعدت التركيبة الاجتماعية للسودان المبنية على القبلية و الجهوية أندماج كتله البشرية بهذا النهج المختل.
    وعلى أى حكومة قادمة أن ظل السودان موحدا , أن تضع فى حسبانها مخاطر مواجهة القبائل و المليشيات و (الكيانات) و حتى بعض الاحزاب التى تحولت بشكل ما أو بأخر الى فهم العصابات لتأمين مواردها و أدارة شئونها .

  2. استنفار الجيش للقبائل باسم القبائل ليس خطأً و إنما هو شيء مقصود لذاته من الحركة الاسلامية و مؤتمرها الوطني و هذا لأسباب عدة بعضها مادية و أخرى غائيّة. احد الاسباب المادية هو ضعف قوة المشاة في الجيش لان الجيش استبدل مشاته بقوات الدعم السريع و اصبح لا يملك مشاة و الحرب الحالية هي حرب مشاة.احد أهم الاسباب الغائية هو زيادة حنق القبائل على قوة الدعم السريع و بالتالي كسبها لدعم مليشيا الكيزان (الجيش زائدا الميلشيات الاسلامية الاخرى. سبب غائب آخر هو توفير قوة الحركة الإسلامية لما بعد الانتصار على الدعم السريع ربما لمواجهة مليشيات أخرى من ضمنها الحركات المسلحة التي و إن قاتلت مع الجيش الان الان فهي في الغالب ستختلف معه في تقسيم الكيكة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..