
مما لا شك فيه ان جائحة كورونا أثرت على العديد من القطاعات الحيوية في جميع دول العالم، ولم يكن السودان استثناءً في ذلك، فقد اتخذت الدولة السودانية العديد من الإجراءات بهدف محاصرة الجائحة وحماية المواطنين من خطر كورونا وقد شملت هذه الإجراءات تعليق الدراسة في جميع المراحل الدراسية كما حدث في أغلب دول العالم وحينها كان العام الدراسي في السودان في نهايته والامتحانات النهائية لمرحلة الأساس والمرحلة الثانوية تطرق أبواب أغلب البيوت السودانية.
كل الأسر السودانية عاشت أو سو
امتحانات مرحلة الأساس شأن ولائي لذلك تفاوتت الولايات في وضعها فقد أجرت غالبية الولايات الامتحانات وأنهت العام الدراسي لمرحلة الأساس، ولكن تبقى المعضلة الأساسية والعقبة الكؤود هي امتحانات الشهادة السودانية والتي تقع مسؤولية اقامتها وتأمينها على وزارة التربية والتعليم الاتحادية، وبكل أسف تجاهلت وزارة التربية والتعليم الحالة النفسية التي يعيشها الطلبة الجالسين لإمتحان هذا العام وأسرهم ولم يفتح الله عليها ببيان أو كلمة تخفف بها هواجس وقلق الطلبة الممتحنين وأسرهم وتعاملت وزارة التربية والتعليم مع الأمر بمنتهى اللامبالاة وعدم الاكتراث لما يحيط بالأسر والطلبة من قلق وهواجس، وضربت طناش أملاً في أن يتم الاعلان عن انتهاء جائحة كورونا فجأة كده، وبدون مقدمات.
ولعمري هذه أكبر مصائبنا أن يتعامل القائمون على التربية والتعليم بسياسة “أكل قوم” وترك التخطيط التربوي في ركن قصي وهو العملية الأهم في الإدارة التربوية وانتظار تحقق معجزة بين عشية وضحاها، غياب التخطيط الاستراتيجي في وزارة التربية والتعليم يصيب سمعة الشهادة السودانية في مقتل، كان المتوقع أن تخرج علينا وزارة التربية والتعليم ببيان في أول اسبوع بعد تعليق الدراسة توضح فيه الإجراءات التي تنوي الوزارة اتخاذها لإقامة امتحانات الشهادة السودانية وانهاء العام الدراسي ولكن يبدو أن ظننا في وزارة التربية والتعليم في غير محله تماماً فهي وزارة نائمة في العسل وتعاني من اعتلال كبير في شبكيتها لذا جاءت نظرتها مشوشة ومهتزة للشهادة السودانية وأهميتها والتي يعتبرها كل المهتمين بالشأن التربوي في السودان بأنها رمانة التعليم العام في السودان ومصدر فخره لما تتمتع به من سمعة طيبة في الاقليم والعالم فهي بلا فخر ابنة نجيبة لشهادتي لندن وكامبردج وقد سارت طوال السنوات الماضية على درب هاتين الشهادتين في المصداقية والموثوقية والسمعة الحسنة.
رنة في بريد رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك لقد ضاق الأمر وبلغ مبلغا لا يمكن السكوت عنه، إن الشعب الذي حملكم أمانة التكليف وفوضكم لقيادة الفترة الانتقالية ينتظر تدخلكم وانهاء هذه المهزلة املنا كبير في التعديل الوزاري المرتقب.
السماني شكر الله