مقالات سياسية

لا تذبحوا العدالة!

محمد الحسن محمد عثمان

نقلت النورس نيوز خبرا من جوبا عن التوقيع النهائى على ورقتى السلطه والتعويضات  فى مسار دارفور اليوم الجمعه 13 مارس 2020 وتم الاتفاق بمنح ابناء دارفور نسبة 30% من وظائف القضاء والنيابه ولا اعرف حقيقه من وراء هذا اللغم الذى سينسف العداله ام انه سذاجة وعدم خبرة وضعف من يتولون السلطه والذى اصبح واقع لمسناه غير قابل للنقاش.

كانت السلطة القضائية طوال عهدها بعيدة عن المحاصصة العنصرية وكانت القضائيه مفتوحه طوال عهدها لكل ابناء السودان لايسال فيها عن العنصر او اللون او الجهة أو الدين.

كانت امنا القضائيه تفتح احضانها لكل ابناء الوطن لا يسال فينا الاخر عن جنسه فهذا سؤال ممقوت كانت قلوبنا موحدة ويد كل منا فى يد الاخر من اجل تحقيق الدين وانبل هدف وهو العدالة وعندما ندخل ذلك المبنى المهيب نتخلى عن اى انتماء آخر غير الانتماء لهذه المؤسسة العريقة.

وعندما جاءت الانقاذ وبدا التمكين فى القضائيه على اساس سياسى وبدات مذابح القضاه وتم تجنيد القضاه فى الدفاع الشعبى وحاربوا اخوانهم فى الوطن الواحد استنكر الشعب السودانى ذلك ورفضه حتى المجتمع الدولى وارتد المكر السيء على الانقاذ وكان قرار المجتمع الدولى بان القضاء السودانى غير قادر ولا راغب فى محاكمة من ارتكبوا مجازر دارفور وكانت هذه وصمة عار فى وجه السلطه القضائيه التى ظل وجهها ناصعا منذ ايام الاستعمار وظلت تشع عداله ووطنيه فلطخ وجهها الكيزان  وقرر المجتمع الدولى ان يحاكم البشير امام محكمة الجنايات الدوليه ورفضت الانقاذ ذلك واستهلك ذلك الكثير من طاقة البلاد وواجهت البلاد العقوبات الدوليه بسبب ذلك.

وبعد الثورة وبدل ان تزيل الثورى كل التشوهات التى علقت بالسلطه القضائيى وتزيح من منصة القضاء كل من حمل البندقية مع الدفاع الشعبي والامنجية وكل من حمل بطاقة المؤتمر الوطنى وهو قاضى وكل من حاكم شباب الثورة بالسجن لمجرد انهم هتفوا ضد الكيزان ليعود وجه القضائية يشع عداله فوجئنا بالثوره لا تنشغل بذلك و تدخل المحاصصة فى  السلطة القضائية ودارفور الحقيقيه لم تطالب بالمحاصصة وانما طالبت بالعدالة وان تبدأ الثوره بمحاكمة من اعترف بلسانه انه قتل 10 الف من ابناء دارفور فى سبب لا يذبح فيه خروف بدل ان تحاكمه فى حفنة دولارات.

وياترى بعد المحاصصة كم سيكون نصيب الهدندوة فى السلطة القضائية؟ وهل رئيس القضاء سيكون من نصيب ابناء البرتى اوالزغاوه واشعر بهذه المحاصصة ان القضائية تذبح ويقسم لحمها على القبائل
واتوقع ان يقود رفض المحاصصة فى القضائية ابناء القضائية نفسها بقيادة نادى  القضاة وسيساندهم الشعب السودانى فلا محاصصة سياسية او عنصرية فى مرفق القضاء والقاضى بمجرد جلوسه فى منصة القضاء يخلع عباءة العنصرية اواللون او الدين ويلبس عباءة العدالة ليؤدى اقدس مهمه عرفها التاريخ فى حياد تام فيا من تقودون سفينة الوطن الآن اذا عجزتم عن اصلاح القضاء وهذا واضح فلا تزيدوا الامر سوءا  وتدخلونا فى متاهات جديدة هذه نصيحتى لكم وانتم اصبحتم معروفين بعدم سماع النصيحه
محمد الحسن محمد عثمان

تعليق واحد

  1. هل يقصد السيد الكاتب بانه لايوجد بين ابناء وبنات الهامش مؤهلين لتولي هذه المناصب؟ علينا ان نعترف بان الانتفاضات التي حدثت منذ الاستقلال في مناطق الهامش نتيجة لتفضيل ابناء قبائل الشمال فمنذ الاستقلال غالبية الوظائف القيادية تولاها ابناء الشمال فرئاسة القضاء منذ الاستقلال احتكار لابناء وبنت الشمال. هل كل رؤساء القضاء اكثر كفاء من كل ابناء الغرب والجنوب والشرق ومناطق الهامش الاخري؟ حينما اجازت الولايات المتحدة سياسة التميز الايجابي في الستينات احتج الكثيرين من العنصريين البيض بان السياسة ستحطم المجتمع الامريكي وبعد ستين عام امريكا في وضع احسن مماكانت. نتيجة لاتاحة الفرص لغير البيض ماعليك الا انتزور اي مستشفي او جامعة او شركة لتري غير البيض في مراكز قيادية بل انظر قائمة الامريكان اللذين فازوا بجؤائز نوبيل ستري ان الكثيرين من غير البيض. لحسن حظ السودان ابنائه وبناته من كل اقاليمه مؤهلين ونظلم انفسنا والاجيال القادمة اذا نتوخي العدالة في توزيع الفرص لكل ابناء وبنات السودان. كفاية الخراب الذي ارتكبه الكيزان بتميز اتباعهم . هل تعتقد مولانا وزير العدل غير مؤهل لمنصب قاضي؟ امثاله كثيرين في امريكا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..