مقالات وآراء

إفراغ!!

أطياف
صباح محمد الحسن

طيف أول :
قضت الحياة، أنه مهما أعياك من رهق الحياة ، تأكد أن في الحياة، شيء يستحق الحياة!!

ولازالت الخلافات المكتومة بين الحركات المسلحة ، وقيادة الجيش تؤكد أن الطرف الثالث فيها يختبئ وراء واجهة المؤسسة العسكرية، التي تجد نفسها راضخة لضغوطه، وذلك بأستجابتها ببعض القرارات التي تدفع بها الي مربع الإستفاهم الوعِر هل مازالت تقف طائعة لتنفيذ خطط الفتنة التي لاتنتهي!!
فالقرار الذي اتخذته القيادة العسكرية وأصدره رئيس المجلس الإنقلابي الفريق عبد الفتاح البرهان والقاضي بإفراغ العاصمة الخرطوم من جميع التشكيلات العسكرية والكيانات المسلحة خلال أسبوعين، قرار يكشف أن صاحب المصلحة فيه ليست المؤسسة العسكرية لأن سحب القوات العسكرية من المدن يجب أن يتم بنهاية الحرب اوبقرار وقف إطلاق النار
فوجود القوات المسلحة والقوات المساندة في كل موقع ومقر هو أمر تقتضيه ضرورة الواقع الذي لم يتغير ، لطالما أن الحرب لم تلق اوزارها، كما أنه يتعارض مع قرار السلطة الانقلابية لمغادرة مدينة بورتسودان واستقرارها في الخرطوم فهي بلاشك ستنتقل بكافة وحداتها العسكرية وقواتها وتعيد فتح مقارها العسكرية فما الذي يجعلها تعود للخرطوم وتخرج القوات الأخرى منها
والقرار كان يجب أن يكون أمرا بتحرك كل القوات المسلحة والمساندة للجيش والقوات المشتركة الي دارفور وهنا يكون امرا طبيعا لأن الحرب في الإقليم تستعر!!
ولكن القرار الذي اصدره الجيش بخلو العاصمة من المظاهر العسكرية أعقبه ظهور للكتائب الأمنية المسلحة تتباهى بوجودها في قلب شوارع العاصمة وتتوعد بملاحقة كل “دعامي وقحاتي” فالاستعراض الذي تقوم به هذه الكتائب بالرغم من انه يتم في شوارع (فاضية) ولكن يأتي في اشارة واضحة الي أن القرار العسكري لايشملها!!
بالمقابل فما تم تأكيده أن الحركات المسلحة ترفض قرار إخراجها من الخرطوم،
ففي خلال شهر واحد وجدت الحركات نفسها في مواجهة” حيلة التخلص” منها مرتين الأولى عندما حاولت القيادات الإسلاميةعزلها سياسيا، ومنعها من نصيبها في الوزارات
ومرر البرهان ذلك تفاديا للمواجهة العسكرية، والثانية الآن عندما عادت الفلول بحيلة جديدة لعزلها عسكريا وإخراجها من العاصمة
وهذا يعيدنا الي ماذكرناه من قبل أن القيادة الإسلامية تريد ترحيل الحرب الي دارفور وأنها ترى أن الحركات المسلحة يجب ان تتصدى بمفردها للدعم السريع في الوقت الذي منحت فيه كتائبها اجازة مفتوحة
ولكن هل يقصد النظام بهذه المحاولات صناعة ميدان حرب جديد والإيقاع بين الجيش والحركات ليقطع الطريق أمام أي حل دولي متوقع!!
والفلول تعتقد أن انسحاب الدعم السريع من العاصمة يخلق مسرحا خاليا يمكن أن يكون مناسبا لترتيب واقعا جديدا لاترغب فيه لذلك ارادت بهذه الحيل، خلق ميدان فوضوي جديد يجعل المراقب والممسك بورقة الحل يعيد حسابته من جديد في النظر الي حل الأزمة لمواجهته أزمة جديدة ، واقع إن لم يمنعه من نصب خيام الحل، عمل على تأجيله!!
ومعلوم أن الفلول بعد أن فشلت في العودة عبر الحرب الي سدة الحكم مهمتها “عرقلة” كل الحلول المطروحة سيما بعد أن ادركت ان الحكم المدني هو الخيارالمطروح دوليا الآن
والبرهان ربما لايستطيع اجبار الحركات بالخروج من العاصمة مثلما عجز عن إجبار الكتائب الإسلامية على القتال في دارفور
وهذا يعود الي فقدانه للقرار على كل القوات المساندة له والتي تأتمر بأمر قادتها فالكتائب الإسلامية، وقوات كيكل ترى قياداتها الإسلامية انه آن آوانها لكي تستريح ،. لطالما ان القتال انحصر في اقليم دارفور في الوقت الذي ترى الحركات انها ولطالما قاتلت في صفوف الجيش فمن واجب الجميع القتال بجانبها في دارفور
وكان هذا سيحدث لولا وجود قيادة إخوانية هدفها زرع الفتنة ليتواصل مسلسل الدم ولايتوقف، بالتحريض على قرارات بنية اشعال نار الفتنة من جديد والدخول الي ” مرحلة ثانية”
لكن الناظر عن بُعد لهذه التحركات يجد أن العقلية الكيزانية مازالت تقرأ من الكتاب القديم ، وتمارس ماكانت تمارسه من قبل بأدوات بدائية تجاوزتها الفكرة الدولية لصناعة الحل فخطة ” الإقتلاع” عميقة ليست بالسطحية التي تتوقعها، وتتجاوز الحيلة السياسية التي تمارسها الفلول لطالما انها كانت ولازالت غارقة في المحلية، فترتيب الميدان أمر لايقرره احد طرفي الصراع، والبرهان لايستطيع حماية الفلول ، ولاحتى حماية نفسه، وإصلاح المنظومة الإمنية هو عملية إصلاح شامل لمؤسسات خرِبة، فلولا سوء المنظومة الأمنية لما اندلعت الحرب في البلاد،لذلك أن كل الواجهات الأمنية المسلحة سيطولها الإصلاح فعملية الإستعراض التي تصور وراثة العاصمة و”وضع اليد” ، وطرد قوة وإبقاء أخرى ماهي إلا عروض مسرحية مؤقتة ، أما انها تكشف عدم ادراك لقادم مختلف ، او حالة هذيان لا إرادية!!

طيف أخير
#لا_للحرب

العقوبات التي فرضها الإتحاد الأوربي على أبو عاقلة كيكل أقل مايستحقه القائد “الدعامي” المحتمي في صفوف الجيش الآن فجرائم الجزيرة والكنابي
تضع كيكل في مقعد المحاسبة مع قادة الدعم السريع!!

غمضُ العين عن شرّ ضلالٌ *** وغضّ الطرف عن جورٍ غباءُ

الجريدة

تعليق واحد

  1. سوف نقف مع المشتركه اذا بدأت حربها ضد الكيزان وذبحهم في الشارع العام مورال فوق ضد الكيزان الملاعين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..