د.غازى،،اى اصلاح تدعو له بـ”السائحين والدبابين ” يا رجل ؟!

محمد بشير ابونمو

يكتفى المرء احيانا بالصمت مع ابداء الدهشة عندما يرى او يسمع ان البعض ما زال يحدوه الامل و العشم فى بعض قيادات “الانقاذ” التاريخيين لقيادة اصلاح منقذ للبلاد لمجرد اطلاقهم لبعض التصريحات المناوءة للحكم هنا وهناك ، او كتابة بعض المقالات والتى تنتقد النظام “بلطف ورجاء” كالذى يبحث عن موقع وسط المجموعة الحاكمة وليس كمن ينادى لابدال النظام وهيكلته بحثا عن اصلاح ناجع ، بعد ان ثبت فساد الحكم وضرورة تغييره من جذوره ، وما يزيد شكوك المرء ليس فقط المجموعات التى تقف من وراء دعوة الرجل ، ك “السائحيين والدبابين” والذين تسببوا فى انفصال جنوبنا الحبيب بحربهم الجهادية ، او قادة الجنجويد امثال موسى هلال والذى تسبب بشكل مباشر فى هتك النسيج الاجتماعى فى دار فور الامر الذى يُصعب ترقيعه فى المستقبل المنظور ، ولكن ايضا ان هؤلاء (قادة الانقاذ ) هم ضالعون مع هذا النظام فى كل جرائمه طوال سنينه والتى قاربت الان الى ربع قرن من الزمان ولم يُسمع لهم صوت معارض فى اوج جرائم النظام ضد شعبه ، وخاصة جرائم النظام فى اهل دار فور والتى تسببت فى قتل مئات الآلاف ونزوح ولجوء الملايين فى افظع جريمة يمكن ان يرتكبها حكومة ضد شعبها الاعزل فى التاريخ الحديث ، ومن المفارقات المضحكة / المبكية ، انهم يذرفون دموع التماسيح الآن على قتل بضع مئات فى دولة جارة ، فى ظروف معروفة للجميع ، مع ان الحكام هناك اعلم من غيرهم بظروف البلد واحرص بسلامة ارواح مواطنى بلدهم بطبيعة الحال .

الدكتور غازى صلاح الدين العتبانى هو اكثر شخصية تناولته بعض الاقلام فى الفترة الماضية وصنفته بوصفه من رجالات الانقاذ الذين ينادون بالاصلاح من داخل حزب المؤتمر الوطنى وربطته هذه الاقلام ايضا وبل وضعته على رأس المجموعات المستاءة من قبضة الرعيل الاول من الاسلاميين والعسكريين على مقاليد الحكم وعدم افساح المجال للطامحين من شباب الحركة الاسلامية بالمؤتمر الوطنى من “السائحين والدبابين ” لتولى القيادة فى الصفوف الامامية فى سفينة الانقاذ والتى ظلت محتكرة للقيادات الهرمة من المدنيين والعسكريين على السواء ، امثال الرئيس البشير ، بكرى حسن صالح ، عبدالرحيم محمد حسين ، على عثمان طه ، دكتور نافع على نافع ، الدكتور عوض الجاز ، امين حسن عمر وغيرهم . ولكن الامر يتجاوز الصمت والدهشة الى المجاهرة لمحاربة مثل هؤلاء ومشاريعهم السياسية (كمقالنا هذا ) لانهم اخطر من النظام الحالى فى انهم يريدون العودة بنا الى عهود ممارسة الاغتيالات عبر الحدود مثل محاولة اغتيال الرئيس المصرى الاسبق حسنى مبارك فى اثيوبيا و احتضان الانقاذ للارهاب الدولى ورموزه فى بداياته ، مثل كارلوس وبن لادن وغيرهم من الاسلاميين الارهابين الهاربين من بلدانهم وتقديم التسهيلات لهم مثل الايواء و اصدار وثائق السفر ، والذين جرى تسليم بعضهم فى الآخِر الى حكوماتهم فى صفقات مشبوهة و جبانه لارضاء الامريكان(الذين دنا عذابهم ) . حتى لا نُتهم باننا نظلم الرجل بحديث غير موثق ، اقرأوا معى ما ُنقل عن الدكتور غازى العتبانى وذلك لدى مخاطبته عدداً من القيادات السياسية والإسلامية بالقضارف قبل يومين ، حيث ُنقل عنه هذا الخبر بجريدة الصحافة ليوم امس من خلال مراسله من القضارف الاستاذ / عمار الضوء :
(…..وشدد غازي على ضرورة تجاوز الحديث عن توحيد الحركة الإسلامية والتركيز على وحدة الأمة الاسلامية، مشيراً الى ان السودان ليس خارج دائرة خطر الاستهداف العالمي، مؤكداً ان المرحلة القادمة سيتم خلالها استهداف حركة حماس ثم السودان، وذلك عقب اجهاض حكم الاسلاميين بمصر، ويرى غازي من خلال حديثه اهمية تجديد الافكار السياسية والتنظيمية والطرح، قائلاً: اذا لم نتبن دعوة الاصلاح بأنفسنا ربما يتولاها غيرنا، وذلك علي اثر التحديات التي تواجه السودان جراء النزاع الدائرة في جنوب كردفان والنيل الازرق ودارفور وتردي الوضع الاقتصادي، وحمل غازي المؤتمر الوطني مسؤولية الواقع الماثل باعتباره الممسك بزمام السلطة، منتقداً ضعف المؤسسات التشريعية الولائية والمركزية، واحتكار بعض القيادات الرأي والسلطة.)

ينادى الدكتور غازى الى تجاوز الحديث عن توحيد الحركة الاسلامية السودانية ليس لعدم جدواه ، لفشل تجربة الاسلام السياسى برمتها فى السودان ، كما يراه الان معظم الشعب السودانى ، ولكن لهدف (اكبر واسمى) وهو التركيز على وحدة الأمة الاسلامية، لان السودان ليس خارج دائرة خطر الاستهداف العالمي ، ولان الدور سيأتيه بعد استهداف حركة حماس وخاصة بعد ( اجهاض حكم الاسلاميين بمصر) ، حسب قوله !

نرد عليه ونقول ان السودان دولة قائمة بذاتها ومسئولة بشكل منفرد عن سياساتها وتعاملاتها الداخلية التى تضمن له الحكم الرشيد والذى يقود بدوره الى رفاهية شعبه وتوفير الامن والاستقرار له (او هكذا ينبغى ان يكون ) ، ومسئولة ايضا عن سياساتها الخارجية و التى من المفترض ان تؤسس لعلاقة طيبة ومتوازنة مع المجتمع الدولى ككل لضمان مصالحه السياسية والاقتصادية ، ولكن الشعب السودانى لا مصلحة له من ربط مصالحه وعلاقاته الخارجية بتنظيمات اسلامية ارهابية كحركة حماس فى فلسطين او الاخوان المسلمين فى مصر ، ولا نرى ان الوحدة الاسلامية اولوية لحل اشكالات السودان الحالية ، السياسية منها والاقتصادية ، والشاهد على ذلك ان دولة اسلامية كماليزيا لم تربط تحقيق نهضتها الاقتصادية المعروفة بالتركيز على (وحدة الامة الاسلامية ) ، ولم تضع نفسها ولم يضعها احد فى (دائرة خطر الاستهداف العالمي) لانها دولة مسلمة ، ثم ان بلدا كالسعودية (قبلة العالم الاسلامى ومركز السلفية الاسلامية ) لم نسمع عنها يوما ان العالم الغربى يستهدفها لاسلاميتها وسلفيتها ، وبل العكس انها من الصق حلفاء هذا العالم الغربى بحكم تبادل المنافع ، وهل نحن فى السودان اكثر اسلامية من ماليزيا والسعودية حتى يستهدفنا العالم الغربى ؟ . هذا النهج الذى يبشر به الدكتور غازى يعتبر سلعة كاسدة وفاقدة للصلاحية و نوع من الهروب من مواجهة القضايا الداخلية الشائكة وبل نوع من صرف الانظار لكسب الوقت للنظام الحالى للتكيٌف مع الظروف السياسية الضاغطة .

ومفهوم بالطبع ان يستعجل الدكتور غازى اخوانه من اهل الحكم لإعمال (الاصلاح) لان الآخرين يمكن ان يقوموا به فى حالة التأخير وذلك فى ظل (التردى الاقتصادى الحالى واستمرار الحروب فى دار فور وجنوب كردفان والنيل الازرق) ، اى كأنه يقول لهم : هبوا الان لإعمال الاصلاح عملا بمبدأ ( بيدى لا بيد عمرو) ، كأن السودان مسجل باسم الجماعة الاسلامية السودانية بحق حصرى ! ولكن ربما لا يكون مفهوما للبعض ان (عمرو) المماثل فى هذا المثل العربى الشايع ، والذى يتخوف منه الدكتور غازى هو ” الجبهة الثورية السودانية ” !

محمد بشير ابونمو
لندن
الاحد الثامن من سبتمبر 2013 م
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. سؤال لكاتب المقال وكذلك لنا نحن في معارضه النظلم ماذا فعلنا هل تقدمنا خطوه الي الإمام في مشروع إسقاط هذا النظام العقيم هل نجحنا في إقناع المواطن البسيط بان إسقاط النظام سيحقق له الرفاهية هل أقنعنا المواطنين للخروج في مظاهره سلميه فقط مظاهره من 4 ألف مواطن يسقط النظام ولكن كل الذي نفعله نرتكن الي جماعات مسلحه في جنوب كرد فان والنيل الأزرق خطابها خطاب عنصري انفصالي لا يعترف بالآخر مما خدم مصلحه النظام وأطال من عمره ما تفعله الجبهة الثورية يخدم النظام أكثر ،،،، عليه يجب التحرك عبر القواعد الطلابية وتحريك الشارع بخطاب يطمئن المواطن وذلك بان يكون الخطاب موحد بحل مشكله البلاد بدون تجزيه أما ان يتحدث أهل دارفور بلغه وأهل جنوب كرد فان بلغه والنيل الأزرق وكل أقاليم السودان تشكي التهميش ولكن الكل يتحدث بلغه الابتزاز أكثر من لغه مخاطبته لمشكله السودان الوطن الجامع ….. يجب ان تطور المعارضة أساليبها بدلا من كتابات المثقفين من وراء الكي بورد يجب ان تكون هنالك أذاعه وأعلام له رساله تصل الي المواطن بدلا من معارضه يتم ارضاؤها بمناصب ،،،،،،،،،،،،. الشارع غير مقتنع والسؤال المحير البديل منو وحيعمل شنو …. الحكومة بقت جنازه بحر بس هبشه وتقع

  2. تركيز غازي صلاح الدين على الدبابين والسائحين في دعوته للإصلاح يعزى إلى علمه أن مسألة المناصرة والمعاضضة والقوة في ظل حكم الإسلاميين صار يرتكز على القبيلة وليس على الوطن والوطنية .. وهو لا قبيلة له .. وقد سهل ذلك على حزبه المرتكز على القبلية والعنصرية عزله من موقعه القيادي في المجلس الوطني .. وعزله هذا يقرأ في سياق ما نقلته بعض أجهزة الإعلام عن الرئيس البشير قوله: “فاروق أبو عيسى عندو قبيلة؟؟” ..

    وما دام سند القبيلة لا يتوفر له لتقلد الزعامة في بيئة لا يعترف إلا بالقبيلة مصدراً للقوة لم يجد صاحبنا ما يتكئ عليه للتسلق إلى مبتغاه – كعادة الإسلاميين في الإنتهازية – إلا على أكتاف هؤلاء المساكين التائهين: الدبابين والسائحين الذين يمكن أن يشحذ منها – حسب ظنه – عناصر القوة التي يفتقدها عبر تكتيكات من شاكلة الدعوة للعالمية الإسلامية .. وهو تكتيك إنتهازي شهدناه في ممارسة الإسلاميين للسياسة (أنظر في المفاصلة)..

    وأمثال غازي صلاح الدين ممن لا صلة لجذورهم بالسودان لا يهمه ما يحدث للسودانيين .. وإلا كنا قد قرأنا له ضمن ما كتب في رزايا النظام التقتيل المستمر لسنوات طوال في جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور حتى ولو على سبيل الإستشهاد بذلك على الحال المزري الذي وصل إليه السودان.. وهو يتوهم أن لا مكان له في السياسة السودانية إلا عبر دعوات من شاكلة الدعوة للعالمية الإسلامية الزائفة التي يعتقد أنها تجد آذاناً صاغية لدى بعض من السودانيين – أي كانوا!!

  3. انت ما كنت ضمن المنظومه الفاسده دى ( وكنت شيطان اخرس ) هسى جاى تقول الاسلام والسودان
    انحنا مسلمون قبل ان تأتو وبعد ان اتيتو وسنظل مسلمين بعد ان تذهبوا الى مزابل التاريخ ولا حاجه لنا بأسلامكم السياسى الذى يفرق بين الناس

  4. كاتب المقال يتحدث من منطلق يختلف تماماَ عن منطلقات الدكتور غازي الذي كل ما يهمه هو إنقاذ الحركة الاسلامية و ليس الشعب السوداني فالشعب السوداني له رب يحميه.

  5. السائحون من هم هم الهائمون علي وجوههم بعد ان لم يجدو مكانا مع تماسيح المؤتمر الوطني
    الدبابيين هم المغرر بهم الي السعي الي جنات الفردوس و الحور العين او قصور و مزايا في السودان المسكين المات زفوهو لوهم الحور العين و الحي مقلبوهو حار مابين المؤتمر الشعبي الذي صاح عرابه ان الموت في الجنوب ماشهاده وانو اخطأ في الانقلاب و ناس المؤتمر الوطني تنكرو لذلك النفر المغرر بهم
    لذلك هذه المجموعات مع غازي المهمش يتحركون بدعوي الاصلاح و غيره حتي يجدو موضع قدم لهم

  6. الامة بخير ولابدلليل ان ينجلي ولكن الدكتور غازي من نفس الزمرة يعني مايعمل فيها منقذ وهو من نفس الطينة كفاية ضحك علي الدقون.

  7. نشكر ابونمو علي المقالتة الموضواعية فى سرد الحقائق اكثر واقعية فى دولة اسمها السودان ,مايسمي مجموعة السائحون هي عبارة عن مجموعة لن ينال كيعكة الاخيرة بعدما شاركوا في الحكم مايقارب الربع القرن من زمان ,ساهموا فى القتل والتشريد ابناء الشعب وفصل الجنوب .الان بدوا يبحثون عن السلطة هم التائهون وليس السائحون ولن نحتاج الي توحيد الامة السودانية فى جانب اسلام السياسي الذي مزقت الشعب السوداني الى افراد واثنيات الضيقة وانتم سبب كل السياسات التي حصلت فى داخل دولة السودانية مايقارب الربع القرن من العذاب والتنكيل والتشريد وتقيل والاغتصاب ….الخ

  8. طظ في ا لدبابون وال سايحون والدبابات مجنزرة ماذا يريدون اكثر من ذلك ثقلاءءءءءءءءءءءءءءءءء دم بشكل قراد استوطن فينا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..