بكري الصائغ
مع مجئ هذا اليوم -الجمعة ٢٠/ أكتوبر الجاري- تكون حرب الجنرالاين البرهان و”حميدتي” قد دخلت يومها المائيتين والتي بدأت في يوم السبت ١٥/ أبريل الماضي ومازالت مستمرة حتي يومنا هذا، وبدأت في الاتساع لتدخل مناطق كثيرة كانت أمنة وبعيدة عن المعارك، ولم يعد يخفي علي أحد، أن راقب بدقة سير المعارك منذ بدايتها يلمس علي الفور إنها قد اتخذت في الشهرين الاخرين من المعارك (أغسطس وسبتمبر) منحي جديد يتمثل في نوعية الاسلحة المتطورة والصواريخ والمسيرات التي أصبحت عند الطرفين المتقاتلين مما ضاعف من تأزم الأحوال بعد أن تعرضت كثير من المناطق الأهلة بالسكان ومنازل المواطنين لقصف من الطرفين أدى الي وفيات كثيرة وسط المواطنين.
دخلت الحرب السودانية يومها ال(٢٠٠) وسط غموض يكتنفها بسبب أن القياديين العسكريين في كلا الطرفين المتقاتلين رفضا عند عدم الإفصاح عن عدد القتلى والمصابين!!، ورفضا بشدة أن يكون بينهم في مواقع القتال صحفي وطني او مراسل أجنبي يمد العالم بتقاريرها!!، ومن غرائب ما يجري في القيادة العامة، أنها منعت أن يقوم الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة القيام بواجبه في مد المواطنين بمجريات المعارك!!
في ظل التعتيم الكامل خلال ال(٢٠٠) يوم السابقة من المعارك، ظهرت عند المواطنين كثير من الهواجس والظنون مما جعلتهم يألفون روايات متعددة عن الحرب، وهنا استعرض عينة من هذه الهواجس والظنون والاشاعات التي ملأت البلاد:
١- فئة من المواطنين أكدوا، أن البرهان استعان بالطائرات الحربية المصرية لضرب المناطق التي احتلها قوات “الدعم السريع”، وأنه نسبة لعدم فهم هؤلاء الطيارين المصريين بجغرافية المناطق الموجودة في العاصمة المثلثة، كان قصفهم العشوائي الذي أدي الي سقوط مئات الضحايا ، المسؤولين في القوات المسلحة رفضوا التعليق وإن كان صحيحا أن الطائرات المصرية تشارك في حرب السودان؟!!
٢-
الفئة الثانية من المواطنين، وصلوا الي قناعة ثابتة، أن البرهان لا يثق اطلاقا في الطيارين الحربيين السودانيين، وانهم قد ينقلبوا عليه ويقصفون القيادة العامة والبدرون الذي يحتمي به، لذلك قام البرهان بتسليم السلاح الجوي السوداني للمصرين!!، مما زاد من قناعة المواطنين أن المصريين هم من يقودون الطائرات الحربية، ذلك الحادث الذي وقع في يوم ٢٩/ سبتمبر الماضي ٢٠٢٣ عندما قام الطيران الحربي بقصف أحد مباني القيادة العامة بالخرطوم بالخطأ ونتج ووقوع إصابات وسط منسوبي القوات المسلحة جراء النيران الصديقة.. ورغم أن القوات المسلحة أكدت القصف جاء من طائرة حربية تابعة للقوات المسلحة وليست لأي جهة أخري، الا أن المواطنين اعتادوا منذ زمن طويل علي عدم تصديق بيانات وتقارير الجيش.
٣-
فئة ثالثة من المواطنين قالوا، أن من قام بشراء المسيرات التركية التي استجلبتها القوات المسلحة هي جماعة الفلول وتنظيم الاخوان في السودان وتركيا بالتنسيق مع وزارة المالية التي يملكها جبريل ابراهيم!!، ورغم غرابة هذا الطرح حول المسيرات التركية الا ان القياديين العسكريين يرفضون الكلام عن المسيرات التركية والتي كتبت عنها كثيرا صحف الخليج!!
٤-
الفئة الرابعة من المواطنين سخرت بشدة من البرهان المختفي داخل غواصة في عمق البحر الأحمر (بدرون جديد مصفح!!)، ما عاد يدلي بتصريحات ولا يلتقي صحفيين ومراسلين، قابع في بورتسودان بلا عمل ولا شغل ولا مشغلة ولا يحل ولا يربط!!، هذه الفئة الرابعة من المواطنين اطلقت علي البرهان لقب “الحي الميت”، مثل “حميدتي” الذي هو الاخر حاله لا يختلف عن حال البرهان المزري!!
٥-
(أ)- غالبية المواطنين وبنسبة كبيرة، اصبحوا علي يقين تام، أن حرب السودان قد خرجت تماما من يد البرهان و”حميدتي”، وانها اصبحت تدار من بعيد بواسطة دول لها مصلحة في استمرار الحرب.
(ب) بعض المواطنين كتبوا مقالات نددوا فيها بدولة الامارات انها وراء أحداث السودان.
(ج)- جماعات كثيرة حملت مصر تصعيد الازمات في البلاد.
(د)- جماعات كثيرة أكدت دور روسيا في استمرار الحرب بواسطة جماعة “فاغنر” بسبب ذهب دارفور.
(هـ)- هناك من أكد علي دور برهان في بدء الحرب… بينما هناك من أصبح علي قناعة أن “حميدتي” هو من أطلق الطلقة الأولى.
دخلت الحرب السودانية يومها ال(٢٠٠) واسوأ ما فيها، ما جاء في صحيفة “الراكوبة” بتاريخ يوم الجمعة ٢٠/ أكتوبر:
بالرغم من ذلك التقدم والنجاحات العسكرية التي تحققت، إلا أنها لم توفر الحماية للمواطنين إلا بالنزر اليسير، ولم تستطع توقيف عمليات النهب، ولم تمنع انتشار قوات الدعم السريع بالصورة الكاملة، فوجود مسلح واحد في أي منطقة هو تهديد أمني بلا شك. وأن إيصال المساعدات الإنسانية تواجه قيوداً بسبب انعدام الأمن والنهب والعراقيل البيروقراطية، حسبما قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في 8 أكتوبر، مضيفاً: “تحتاج المنظمات الإنسانية إلى 2.6 مليار دولار أميركي لدعم 18.1 مليون شخص بمساعدة متعددة القطاعات وخدمات الحماية حتى نهاية العام، ولكن لم يتم تلقي سوى 676.9 مليون دولار (26.4 بالمائة) حتى 31 أغسطس/ آب الماضي”.- أنتهي-
قمة المأساة تكمن، ان لا احد يعرف متى تنتهي حرب السودان، بل حتي الامم المتحدة نفسها عجزت عن إيجاد حل لوقف المعارك التي تشتد كل يوم اكثر ضراوة، مما حد بالسفارة الأميركية في السودان الي اصدار في بيان في 17 أكتوبر الي أن أكثر من 5.8 ملايين من المدنيين اضطروا إلى الفرار من منازلهم منذ 15 إبريل الماضي، بما في ذلك أكثر من 1.1 مليون فروا إلى البلدان المجاورة. وأضافت: “استجابت الجهات الإنسانية الفاعلة للاحتياجات الأساسية بشجاعة. لكنها تكافح من أجل الوصول إلى المحتاجين بسبب القتال العنيف والعقبات التي تفرضها كل من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع”. ودعت السفارة لضرورة قيام القوات المسلحة السودانية و”الدعم السريع” بوقف القتال على الفور، بما يتوافق مع التزاماتها بموجب إعلان مبادئ جدة الصادر في 11 مايو/ أيار الماضي بشأن حماية المدنيين في السودان، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية من دون عوائق، وحماية المدنيين وحقوق الإنسان الخاصة بهم، والوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي.
-صحيفة “الراكوبة” بتاريخ يوم الجمعة ٢٠/ أكتوبر-
ملحوظة خارج النص:
اليوم الجمعة ٢٠/ أكتوبر الجاري، يصادف الذكرى ال(٤٩) علي استشهاد الطالب/ طه القرشي في جامعة الخرطوم برصاص شرطة وزارة الداخلية…. ومنذ ذلك العام الي اليوم والرصاص مدور بلا توقف.
لقد أشرت في مقالكم الممتاز الي ان “قمة المأساة تكمن، ان لا احد يعرف متى تنتهي حرب السودان” … بالضبط !
الاخ بكري الصائغ شكراً علي جهد التوثيق الوافر وتحري المصداقية في زمن شغل الصحافة الهبتلي ..
الوضع العام وتطوراته يا استاذ غير مطمئن البتة، توقعات اي انفراجة تبخرت تماماً بانشغال العالم و”المنطقة” بغزة واكرانيا.
يمكننا القول الفاتحة يا جماعة !!
شيلو الفاتحة علي الجيش، انقاسمات في موسم الهجرة الي صفوف الجنجويد بالجملة والقطاعيز
اظن النصحية للناس هي:
ليس هناك نصر -لا نصر قريب او بعيد او صبر ساعة-.
ليس هناك تحرير للخرطوم… الخرطوم تم جغمها بالكامل جنجودياً والمليشيا تسأل هل من مزيد !!
ليس هناك عودة للعاصمة كما كانت …. ومن يحلم بعودتها -او العودة اليها- فليحلم تائهاً في عالم الاوهام ..
ليس هناك ايا من هذه والخزعبلات الكيزانية !!
الرسالة للنازحين والناجين من جحيم الحرب:
الله معاكم !! القصة دي صفرجت … والله يجبر بي خاطركم ويعوضكم !!
يا جماعة وفقوا اوضاعكم أَيْنَ مَا كُنْتُمْ اين ما كنتم ورتبوا حياتكم حيث انتم، ومن لديه فكرة او رغبة في الرحيل من هذه البلاد فاليرحل. وكذلك الامر بالنسبة للاجئين بدول الجوار.
لا تضيعوا وقتكم ومستقبل اولادكم بإنتظار شئ لن يحدث … وكفوا عن الاستماع لاكاذيب البلابسة وبراطيش الكيزان والجيش المحاصر المتراجع فهذه كلها اكاذيب مدفوعة الثمن وقد اصبح الترويج في حرب الانتصارات الاسفرية الوهمية هو مصدر رزق وتكسب هؤلاء البلابسة السفلة المأجورين !!
أسوأ احداث محبطة ومؤلمة وقعت
خلال الـ(٢٠٠) يوم من المعارك..
١-
الجمعة ٢٠/ أكتوبر ٢٠٢٣:
بعد منع الجيش إيصال الإمدادات «أطباء بلا حدود» توقف دعم العمليات بمستشفى في الخرطوم… الدعم تمنع دخول تناكر المياه للأحياء بنيالا وتستهدف المواطنين مباشرة!!
٢-
ظاهرة عسكرية غريبة لم نألفها من قبل: بعض من ضباط وجنود القوات المسلحة انشقوا عنها وانضموا لقوات الدعم السريع… وبالمقابل ايضا انضمام ضباط وجنود من الدعم السريع للقوات المسلحة!!، أخر مافي هذه الظاهرة، ما نشر اليوم الجمعة ٢٠/ أكتوبر الجاري:
قوة من الجيش تنضم لقوات الدعم بقيادة ضابط
المصدر-المشهد السوداني-
“إرم”: – أعلنت قوات الدعم السريع بالسودان، الخميس، أن قوة من الجيش السوداني، بقيادة ضابط برتبة مقدم، انضمت إليها في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور. ونشرت قوات الدعم السريع فيديو على منصة “إكس” يُظهر ما قالت إنه انضمام قوة قوامها 236 من ضباط صف وجنود، من القوات المسلحة بالفرقة 15 الجنينة، بقيادة المقدم أبوكورة يحيى الدوم الشهير بـ “جبل مون”. والأربعاء أعلنت قوات الدعم السريع أن قوة تضم 300 فرد من قوات الاحتياط التابعة للجيش السوداني، بالفرقة العاشرة “أبو جبيهة”، انضمت إليها بقطاع كردفان، إضافة إلى انضمام قوات أخرى من شرطة “القوز” جنوب كردفان.
٣-
واحدة من أسوأ ما وقع خلال شهور الحرب، تزايد أعداد الجثث الملقاة في شوارع العاصمة المثلثة وكردفان ودارفور تنهشها الكلاب الضالة.. لا توجد احصائية باعدادها، ولكن هناك رقم تقريبي غير رسمي بإن اعدادها فاقت الـ(١٠) ألف قتيل. ولا يدخل في هذا الرقم عدد الجثامين في ثلاجات المستشفيات التي تعاني من انقطاع الكهرباء.
٤-
الجوامع والكنائس في مدينة امدرمان تعرضت للدمار نتيجة القصف المدفعي، وفي هذه الأماكن المقدسة وقعت ايضا اعتداءات بالسلاح الناري علي المصلين، بعضهم لقي حتفهم قتلا بالرصاص بالداخل.
٥-
(أ)- ظهرت انتهازية بعض التجار الذين استغلوا انعدام السوق من السلع الضرورية والادوية فرفعوا من أسعار ما عندهم من بضائع لم يكن في مقدور الكثيرين الحصول عليها.
(ب)-
بعض اصحاب المنازل خارج العاصمة المثلثة (ود مدني مثالا) قاموا بتاجير منازلهم للفارين من جحيم المعارك بمبالغ كبيرة عجز الكثيرين عن دفعها.
(ج)-
بعض اصحاب البصات السفرية والعربات قاموا بنقل افراد واسر من الخرطوم الي مدني وحلفا الجديدة وبورتسودان بالدولار.
٦-
(أ)- طبقت قوات “الدعم السريع” سياسة التجويع في المناطق التي احتلتها لدرجة أن بعض المواطنين ماتوا جوعا داخل منازلهم بسبب حرمانهم من الخروج وتهديدهم بالقتل إن فكروا في مغادرة منازلهم…
(ب)-
السودان.. وفاة شقيقتين من
الجوع بعد حصار منزلهما 55 يوماً..
المصدر-“دنيا الوطن”- 2023-06-11-
توفيت زبرفينت و شقيقتها زفيار داخل منزلهما بأحد الأحياء السكانية وسط العاصمة السودانية الخرطوم بعد أن حاصرهم القتال المستمر بين الجيش وقوات الدعم السريع ما يقارب 55 يوماً. وقال أحد السكان في المنطقة “إن الشقيقتين واجهت صعوبة كبيرة في الخروج من المنزل بعد أن نفدت عندهما مياه الشرب والمواد الغذائية مما أدى إلى وفاتهن.” وفق(سكاي نيوز بالعربية).
٧-
واحدة من أسوأ الأخبار التي نشرتها الصحف والمواقع السودانية والاجنبية ، خبر هروب البرهان سرا من القيادة العامة الي خارج الخرطوم تاركا خلفه كل شيء وغير عابئ بحال الخرطوم المدمرة، هذا التصرف المخجل ما كان يجب أن يصدر منه وهو الجنرال الذي كان مفروض عليه أن يبقي في الخرطوم ليشرف علي سير المعارك ويقودها اذا لزم الأمر، أن يكون قدوة للضباط والجنود، لا ان يلوذ بالفرار ويسلم المسؤولية لمن هم لا يفقهون طبيعة حرب الشوارع.
٨-
تعرض البرهان سخريات لاذعة لم نعهدها من قبل بهذه الحدة وصدرت من غالبية المواطنين الذين اطلقوا عليه (البرهان الحي الميت!!)، فهو منذ بداية المعارك في يوم السبت ١٥/ أكتوبر الماضي وهو قليل الظهور ولا يميل الادلاء بتصريحات او مقابلة صحفيين ومراسلين، سخرت الجماهير منه بعد وصوله مدينة بورتسودان وقالوا انه قابع داخل غواصة في عرض البحر الاحمر، وأن هذه الغواصة هي “البدرون الحديدي” الأكثر أمانا له من الأولي!!
٩-
لا توجد احصائية رسمية بعدد حالات الاغتصابات التي وقعت خلال شهور الحرب، ولكن بعض الصحف الأجنبية نشرت الكثير من اخبار الاغتصابات وكيف أن بعضها كانت مصحوبة بالقتل. هناك احصائية غير رسمية نشرت في بعض الصحف، أن حالات الاغتصابات خلال شهور الحرب فاقت الـ(٢٠٠) حالة.
١٠-
نشرت الصحف والمواقع السودانية الكثير عن النهب والسرقات التي طالت العربات الحكومية بما فيها عربات الإسعاف والشرطة والعربات الخاصة بالمواطنين، وكيف أن هذه العربات تم ترحيلها الي نيالا وتم عرضها للبيع جهارا نهارا في أسواق المدينة علي مرأي من المحافظ والاستخبارات العسكرية!!، العربات الفارهة المسروقة من العاصمة المثلثة تم نقلها الي تشاد لتباع هناك بالدولار!!
١١-
(أ)- أسوأ ما كشفتها المعارك الضارية التي اندلعت قبل (٢٠٠) يوم بين القوات المسلحة البالغ عدد الجنود فيها نحو (١٠٠) ألف جندي وقوات “الدعم السريع” التي تملك (٦٦) ألف جندي، أن القوات المسلحة بكامل فروعها المتعددة (سلاح الطيران، سلاح المظلات، سلاح المدفعية، سلاح المشاة، الاستخبارات العسكرية.) كلها فروع لم تكن علي استعداد تام للدخول في معارك مع الدعم ، بل والأسوأ من كل هذا، أن الاسلحة التي تملكها القوات المسلحة وتحارب بها الأن قديمة وعتيقة خرجت من الخدمة ولا تصلح للاستعمال بشهادة ضباط شهدوا علي مصرع زملاء لهم اثناء التمارين عليها وانفجرت في وجوههم ، وكان وزير الدفاع السابق عبدالرحيم حسين قد استوردها (وهو يعرف حق المعرفة أنها فاسدة ولا يجب شراؤها.) من روسيا وأوكرانيا وروسيا البيضاء.
(ب)-
لهذا لم يكن امام البرهان من حل أخر إزاء الوضع المزري داخل الجيش، الا ان يستنجد بمصر وتركيا لانقاذ الجيش المهلهل، فحصل علي طائرات مصرية ومسيرات تركية.
١٢-
(أ)- خلال فترة الحرب التي مازالت جارية ومستمرة حتي اليوم، انبرت اصوات “الحمدلله انها قليلة” تنادي بانفصال دارفور عن الوطن الأم، اصحاب هذا الطرح عللوا حجتهم أن دارفور هي بلا جدال أصل المصائب والمحن، ومنذ نشأتها لم يستفيد السودان منها بشيء، وكل ما وقع في السودان من خراب واقتتال ومجازر منذ عام ٢٠٠٣ جاءت من دارفور او بسببها، وفي الانفصال يكمن الحل الوحيد لإنهاء الحرب… وجاء الرد من بعض المثقفين الدارفوريين ، أن السبب الرئيس للمشاكل، اننا ونحن في عام ٢٠٢٣ مازلنا نعيش في سودان ١٩٥٦ بنفس الأفكار والسياسات القديمة والتفرقة العنصرية، والسلطة دائما بيد أهل الشريط النيلي.
(ب)-
كتب أحد المعلقين/ عبدالإله صديق:
نحن ضد كل العبارات العنصرية على شاكلة عرب وزرقة وجلابة وضد الترويج لفكرة عنصرية الشريط النيلي والبحر والتي لمعت هذه الأيام وكذلك الحديث عن أتركوا دارفور تنفصل لنرتاح منها من خلال بعض الناشطين واللايفنجيه الذين يحملون رايات وطبول العنصرية لا يعتلون منبراً حتى يقرعون طبولها يؤججون نيرانها. نشر ثقافة العنصرية والكراهية نار ستحرق الكل ولن يكون هناك ناجي وإن إعتصمنا بجبلٍ عالي من حرها .. بث سموم الكلام في الوسائط الإعلامية ليس ( لهوٌ ولا هواء ) تحمله الريح إلى عدم بل هو سُم زعاف يتمدد في شرايين الناس ونفوسهم ويتحول فيما بعض إلى لهب لن تطفئه حين ذاك ماء الحكمة والعقل والتعقل.
حجم الكارثة كبير والفساد في الجيش يا استاذ بكري الصائغ متغلغل وقديم ونخر في العظم كالسوس … فساد متاصل واصبح خاصية متميزة ووصمة عار في جبين كل جندي وضابط …
مثلاً هذا ما كتبيه العارف ببواطن الامور اللواء معاش احمد ادريس ..منقول اقتباس يا استاذ بكري السائغ من قطوف الاسافير:
بينما كان قادة أركان الجيش يتقاسمون عضوية مجالس إدارات شركات التصنيع الحربي وجياد وبنك أمدرمان الوطني وشركة زادنا وغيرها من الإستثمارات، كان من يليهم من ضباط في التسلسل الهرمي من لواءات وعمداء وقليل من العقداء يعملون ليل نهار للشراكة مع التجار في مختلف القطاعات مستفيدين من التهرب من كل ما يدفع للدولة وفقا لــــ”رتبتهم”..
في ذلك الوقت كان العقداء والمقدمين يعملون ك موظفي علاقات عامة يخلصون المسائل العالقة للمشبوهين من تجار الدهب والعملة وشركات التعدين والصادرات…
أما صغار الضباط كان عليهم العمل على إدارة ما تبقي من الجيش وتسيير دولاب العمل اليومي بالإضافة لعملهم في تجارة العربات البوكو … وأخيراً كان الجنود وضباط الصف يعملون في ذلك التوقيت في الأعمال الهامشية وقيادة الركشات والأمجاد والترحال وغيرها ويدفعون الرشاوي للحصول على فرصة السفر لليمن ….!!
جميعهم استيقظوا يوم ١٥ أبريل ولم يكن لديهم أي علم عن طريقة إدارة ما يحدث خلفهم … ولا ما يمكن أن يحدث أمامهم !
هذه هي الحقيقة لكل من يسأل أين الجيش!
حقيقة ديل ما جياشة … ديل سماسرة كرين ساي والدليل الحرب دي !!
اللواء أحمد إدريس
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _
ولا حول ولا قوة الا بالله … توزيع مهام اللغف وتوزيع العمل حسب الرتبة … سماسرة كرين ساي !!
احترافية في الفساد بتراتبية وقمة في المهنية !! ولمان الذخيرة تدور تلقي جماعتك يتلفتو ؟؟ نفسي نفسي كيف اخارج نفسي ..
انها عقلية وانتهازية ليس البرجوازي الصغير زي ما بقولو الشيوعين، و لكن احط من ذلك عقلية تاجر القطاعي والتشاشي في سوق الملجة !!
الحبوب، يقولعصام الدين السنهوري.
حياكم الله وأسعد أيامكم بالخير والعافية.
ونواصل رصد الجديد في أخبار حرب السودان.
السبت ٢١/ أكتوبر: السودان في اليوم (٢٠١) من الحرب
-(عناوين أخبار دون الدخول في التفاصيل.)-
١-
(أ)- تجديد الاشتباكات العنيفة بمحيط القيادة العامة في الخرطوم.
(ب)- مواجهات عنيفة في امدرمان و تدمير مدرسة حكومية.
(ج)-الجيش يصد هجوما جديدا للدعم على سلاح المدرعات.
(د)- سقوط ضحايا بمعسكر الحصاحيصا خلال مواجهات بين الجيش
والدعم بمدينة زالنجي.
(هـ)- الدعم يفرض حالة حظر التجوال في مدينة أم روابة.
(و)- حظر الجيش للإمدادات الطبية يوقف العمليات الجراحية بمستشفى جنوب الخرطوم.
٢-
(أ)- جوع ومرض.. أوضاع اللاجئين السودانيين في أدري التشادية.
(ب)- قائد بالجيش السوداني:
المصدر- “وكالات”- دول ساهمنا في تعميرها ووقفنا معها وهي ضد الشعب والجيش. قال القائد بالجيش السوداني، اللواء نصر الدين، إن النصر على القوات المتمردة بات قريبا. وكشف نصر الدين في فيديو بمواقع التواصل الاجتماعي، الجمعة، عن أن هناك دولا ساهم السودان في تعميرها، لكنها الآن تقف ضد الشعب السوداني. وأضاف” في دول ساهمنا في تعميرها ووقفنا معها وهي ضد الشعب السوداني والجيش”.
(ب)-
السلطات السعودية توقف مجددًا تأشيرة العمرة للسودانيين.
(ج)-
بالأرقام .. جشع واستغلال تجار أزمات.. مـعــارك الخرطوم تلهب أسعار الإيجارات في الولايات الآمنة.
(د)-
عشرات الوفيات ومئات الاصابات بالكوليرا في القضارف.
٣-
مستشار السفارة في القاهرة يشن أعنف
هجوم على الفنانين والفنانات السودانيين
المصدر- “متاريس”-18/10/2023-
القاهرة: (متاريس)
شن الملحق الثقافي في سفارة السودان بالقاهرة مرتضى علي عثمان هجوما عنيفا على فنانين لم يسمهم بسبب احيائهم حفلات غنائية في العاصمة المصرية. وبحسب رصد (متاريس) ظهر عثمان في مقطع مصور صابا جام غضبه على فنانين سودانيين في القاهرة يقيمون حفلات غنائية رغم ظروف الحرب في البلاد. وقال موجها حديثه للفنانين “احرجتونا مع الجاليات الأخرى في مصر” مستنكرا تنظيم حفلات غنائية دون مراعاة مشاعر النازحين من الحرب. وقال الملحق الثقافي “يوميا حفل وراء حفل وناس ترقص كأنوا ما حصل لينا شئ” وخص بالذكر “الفنانات البيجو استفرغوا قدام المايك واغانيهم الهابطة دي” على حد تعبيره. ومضى عثمان في هجومه واصفا تلك الحفلات دون هدف في وقت يبكي فيه السودانيون بالقاهرة دما بسبب أوضاعهم.
٤-
السودان الآن:
مكالمات مجهولة تستغل محنة أهالي وأسر المفقودين
المصدر- Deutsche Welle-
يتعرض أهالي وأسر المفقودين في السودان لعمليات خداع واحتيال وابتزاز من خلال مكالمات هاتفية مجهولة المصدر. وقد حذرت مبادرة المفقود من الاستجابة لهؤلاء، وطلبت بكشف مصير المفقودين وإطلاق سراح المختطفين والمعتقلين.
الحبوب الفاتح الصديق البيلي.
ألف مرحبا بحضورك الكريم.
جاء في تعليقك وكتبت:
(ليس هناك نصر -لا نصر قريب او بعيد او صبر ساعة-.
ليس هناك تحرير للخرطوم… الخرطوم تم جغمها بالكامل جنجودياً.).
يا حبيب، جاءت الاخبار اليوم السبت ٢١/ أكتوبر الجاري:
(أفادت مصادر ل”قناة الجزيرة الاخبارية”، اليوم السبت وصول نائب القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول شمس الدين كباشي ووزير الدفاع إلى قاعدة وادي سيدنا بأم درمان.).
أنتهى الخبر القصير الخالي من اي تفاصيل حول سبب مغادرة كباشي القيادة العامة، وهو لم يزرها منذ ابريل الماضي، وهذا يعني بكل وضوح أن الوضع في قاعدة وادي سيدنا في خطر وربما علي وشك السقوط في ايدي الدعامة.
قاعدة وادي سيدنا بأم درمان معروفة عنها انها من اقوي القواعد العسكرية في البلاد بحكم انها تمثل أكبر قاعدة طيران ومنها تطير الطائرات الحربية والمسيرات لتقصف مواقع الدعم… سقوطها في يد قوات الدعم معناها نهاية المعارك لصالح الدعم، سفر كباشي لن ينقذ الحال، فهو قد فشل في تحرير جزيرة توتي الصغيرة، فكيف ينقذ قاعدة شبه محاصرة.
الايام القادمة مثقلة بأحداث خطيرة.. وهذا الكلام ليس من عندي ولكن مسير المعارك التي أصبحت حدة وضراوة.
ونواصل السرد عن:
أسوأ احداث محبطة ومؤلمة وقعت
خلال الـ(٢٠٠) يوم من المعارك..
١-
اذا كانت الحروب مكروهة ولا يتمنى أحد وقوعها في اي مكان بالعالم، و ممقوتة شكلا ومضمونا عند كل الشعوب قاطبة بلا استثناء بحكم إنها تحمل في داخلها الموت والخراب، فان الحسنة الوحيدة التي لمسناها في معارك السودان، انها قد كشفت للشعب حقيقة القوات المسلحة التي ظللنا نتباهى بها عبر السنين الطوال، وكيف كنا نفتخر دوما ان السودان عنده قوات مسلحة تصون البلاد وترهب الاعداء، هذه المعارك التي دخلت يومها الـ(٢٠٢) عرفتنا كم كنا مخدوعين في (جيشنا جيش الهنا.. الحارس مالنا ودمنا)!!… وأسوأ ما في الامر، أن الجنرالات الذين خربوا الجيش واوصلوه الي هذا الوضع البائس مازالوا قياديين فيه، واولهم البرهان!!
كانت هناك الفرصة الكبيرة امام الفريق أول/ البرهان- بحكم عمله الطويل في مجال العسكرية – ان يطور الجيش ويرفع من مقامه ويعيد له هيبته المفقودة، وأن يجعله واحدة من أحسن الجيوش الأفريقية، كل ذلك كان يمكن تحقيقه عن طريق “هيكلة القوات المسلحة”، وهو المطلب القوي الذي كان واحدة من أهم مطالب الشعب بعد سقوط النظام السابق، ولكن مع الأسف الشديد تعمد البرهان تعطيل “هيكلة القوات المسلحة” خوفا من غضب نائبه الفريق ألاول/ “حميدتي” الذي رفض بات قبول فكرة الهيكلة التي تحمل في داخلها حل قوات “الدعم السريع” حل نهائي وضم الضباط والجنود فيها للقوات المسلحة، واستجاب البرهان لطلب “حميدتي” وابقي الجيش في حاله المزري، واليوم هذا الجيش يدفع ثمن اخطاء البرهان وكباشي وياسر وخليل ومعهم القياديين العسكريين في القيادة العامة.
٢-
اعود مرة اخرى واقول، أن الحسنة الوحيدة التي لمسناها في معارك السودان ، انها قد كشفت للشعب حقيقة هشاشة القوات المسلحة التي لا تملك معدات قتالية حديثة بل اسلحة (خردة) استغلها عبدالرحيم حسين من روسيا ، وإنه ما ان وقعت المعارك حتي وجد البرهان نفسه مضطر للخروج من البدرون ولو كلفه ذلك حياته من أجل القيام بسفرات عاجلة الي مصر وتركيا بهدف طلب مساعدات عسكرية ضرورية لإنقاذ ما تبقى من الجيش، غادر البرهان البلاد وعاد بطائرات حربية مصرية ومسيرات تركية ومهندسين وفنيين مصرية لاصلاح الطائرات الخردة، رحلة البرهان بهدف الحصول علي دعم عسكري من مصر وتركيا والسودان الجنوبي وقطر وارتيريا كشفت جهارا نهار حقيقة جيش السودان الذي ما عنده شيء يحارب به!!
٣-
من منا لايعرف، إنه وبعد اربعة شهور من المعارك الطاحنة وهزائم القوات المسلحة في تحرير العاصمة الخرطوم، اضطر البرهان الي الاستعانة بالاسلاميين والفلول و”كتائب الظل”، وطلب من الشباب القادرين علي حمل السلاح التسجيل في مراكز التجنيد، ولم يكتفي بذلك بل طلب من قدامي الضباط حمل السلاح للدفاع عن البلاد ضد المتمردين… كل هذا كشف بوضوح شديد، أن الجيش اصبح في وضع مزري، ما عاد عنده ما يكفي من ضباط وجنود للقتال في الجبهات المتعددة التي فتحتها قوات “الدعم السريع” وتزداد كل يوم اكثر عددا ، ومما زاد الوضع اكثر سوء علي البرهان عمليات هروب الضباط والجنود من الجيش والانضمام لقوات الدعم أصبحت كثيرة ولم تعد تثير الاستغراب!!
أخبار حرب السودان في
يومها الـ(٢٠٢) والجديد فيها
وماذا كتبت الصحف عنها؟!!
١-
بالفيديو : حميدتي يوجه قواته بتسليم
محطة ضخ البترول الى فريق هندسي
المصدر- المشهد السوداني-
أعلنت قوات الدعم السريع، السبت إنها سلمت محطة ضخ البترول بمنطقة العيلفون إلى فريق هندسي من شركة بشائر بتوجيهات من قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي).
شريط الفيديو:
https://www.sudanakhbar.com/1442817
٢-
قائد عسكري يعلن انضمامه لقوات
الدعم والبرهان يصدر قرارًا بإعفائه
المصدر- المشهد السوداني-
الشرق الاوسط: محمد أمين ياسين
أصدر رئيس مجلس السيادة، قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، (السبت)، قراراً بإحالة اللواء، محمد علوي كوكو مخير للتقاعد بالمعاش، بعد انضمامه لقوات الدعم السريع، كما أصدر قراراً بإعفائه من منصب رئيس اللجنة الإشرافية المشتركة لمنطقة أبيي المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان، حسب مكتب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة، نبيل عبد الله، على موقع «فيسبوك». وكانت قوات الدعم السريع أعلنت في بيان الخميس الماضي، انحياز المئات «من شرفاء القوات المسلحة بقيادة اللواء محمد علوي كوكو، لخيار الشعب واستجابة لنداء القائد محمد حمدان دقلو (حميدتي)».
وأعلن كوكو في تسجيل مصور نشر على منصة «إكس»، انسلاخه من الجيش والانضمام لقوات الدعم السريع، وقال إنه «تولى مناصب في هيئة الاستخبارات العسكرية والتفتيش»، مضيفاً أن انشقاقه جاء من أجل نصرة قضية السودان وإقامة الديمقراطية للإسهام في الاستقرار والإعمار. وذكر أن البلاد تعيش حالة تخلف بسبب الفساد المتركز في هذه الأجهزة التي تحكم السودان بفساد كامل، خصوصاً الفترة الأخيرة لحكم فلول المؤتمر الوطني «النظام المعزول».
وقالت «الدعم السريع» في البيان: «استقبلت قواتنا بقطاع غرب دارفور 236 فرداً بقيادة ضابط برتبة مقدم من الفرقة 15 مشاة بالجنينة، إلى جانب انضمام 300 من الضباط والأفراد من الفرقة العاشرة أبو جبيهة، و50 فرداً من قوات الشرطة بولاية جنوب كردفان». وحسب بيان «الدعم السريع»، فإن عدد المنضمين له يومي الأربعاء والخميس الماضيين، وصل إلى 907 أفراد، بينهم 3 ضباط؛ أبرزهم رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية والتفتيش الأسبق، اللواء محمد علوي كوكو، حسب زعمهم.
٣-
(أ)- بعد 6 أشهر.. كباشي يغادر مقر القيادة بالخرطوم ويتعهد بدحر التمرد.
(ب)-
بالفيديو كباشي يظهر لاول مرة ويلقى خطابا عقب مغادرته مقر القيادة العامة.
(ج)-
وصل الى بورتسودان .. كباشي يغادر مقر القيادة العامة بعد 6 اشهر ويتعهد بـ”دحر التمرد”.
(د)-
مصادر تتحدث عن زيارة كباشي للسعودية.
٤-
اختفاء قسـري لـ715 مدنياً في السودان.
٥-
(أ)-
قصف يستهدف محطة مياه المنارة في أم درمان.
(ب)-
الخارجية السودانية: توقف محطة مياه المنارة بأم درمان إثر قصفها بـ ١٣ دانة من قبل ميليشيا الدعم السريع.
٦-
قناة سعودية تكشف عن موعد استئناف مباحثات جدة بين الجيش والدعم.
٧-
اشتعال مواجهات الخرطوم والقصف وهذا
موجز ماجرى خلال الساعات الماضية.
https://www.sudanakhbar.com/1442754
٨-
مواجهات الخرطوم تهدد سكان «الفتيحاب»
بالمجاعة وتشرد الآلاف من «العيلفون».
٩-
آلاف النازحين يواجهون خطر فقدان حياتهم نتيجة تمدد العمليات العسكرية خارج العاصمة الخرطوم.
أُحِبُّ الزُهور وَأَهوى الطُيورَ***** وَأَعشَقُ ثَرثَرَةَ الساقِيات
وَرَقصَ الأَشِعَّةِ فَوقَ الرَوابي *****وَضِحكَ الجَداوِل وَالقَهقَهات
الثرثرة لا تسدد الضرائب. – مثل انكليزي
🥸 السيد المحترم ابن الصائغ لك التحايا و الشكر على كتاباتك التوثيقية عن غزوة الخرطوم و ما يجري الآن من مناورات و اكاذيب قبيلة البني كوز بكل صنوفها 😳
منذ قيام الدولة الدينية في جمهورية سودانستان و تاكيد العقلاء للجمع المغيبة و جموع المطبلاتية الذين تتماهى الدولة الدينية مع ثقافتهم و طرق معيشتهم مثل تلك الجموع التي كانت تحت الطلب من جماهير ام ضبان و العيلوفون وكل المناطق التي تزحف للخرطوم للهتاف لدهاقنة بني كوز بهتافات مثل ( شريعة شريعة و لا نموت الاسلام قبل القوت ) أو ( الحد الحد لمن يرتد )
حذر العقلاء من ان مصير الدول الدينية لا بد ان يكون الخراب و الدماء و السرقة و الارهاب لكن كان يتم التصدي لهولاء العقلاء من جهلاء القوم بكلمات مثل شرع الله لا بديل له و شرع الله هو الطريق لسعادة الدنيا و الآخرة و سيعزنا الله بالاسلام و كل تلك الخزعبلات وزالاوهام 😳😳
كل ما يجري الآن هو النتيجة الطبيعية لنظام اجرامي ساهم كل ابناء سودانستان فيه ما عدا قلة قليلة مغلوب على أمرها فلماذ البكاء الآن 😳
حقيقة الامر ان سكان الخرطوم و الجيشكوز و توابعه قد فقدوا مدينة تقع على ضفاف نهرين كبيرين و تحيط بها مساحات لا محدود من السهول الخصبة و تشتتوا في المنافي و الدول الأجنبية ومعهم اطفالهم الذين يطالبونهم بوجبات ماكدونالدز و البطاطا المحمرة و تركوا النيل و ارض النيل لقريش افريقيا المطعمة بنكهه بوكو حرامية 😳
يا للعار 😳😳😳
🥸 اخي ابن الصائغ اهدي لك و لمحبيك هذا المقال الدي رايت فيه انا ان الليلة أشبه بالأمس و ان الجنجكوز يقراون من كتاب غزوات بدو جزيرة العرب 😳👇👇
الاحتلال العربى لمصر بين تدليس الشيوخ وحقائق التاريخ 2/2
هشام حتاته
كانت حروب الردة شاغلا رئيسيا لخلافة ابوبكر ، وجاء الخليفة عمر بن الخطاب (634 – 644 م) بعد ان استقرت شبه الجزيرة العربية لاختيار السقيفة ، وبدأ تفعيل الآية 29 من سورة التوبة
( قاتلوا الذين لايؤمنون بالله ولاباليوم الاخر ولايحرمون ماحرم الله ورسوله ولايدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون )
وكما قلنا فى نهاية الجزء الاول من هذه الدراسة ان العرب كانوا يعلمون مايعانيه القبط من الاضهاد الدينى فاكتفى بن الخطاب باربعة الاف على امل انضمام المصريين اليه ، ولكن وقف الشعب المصرى متفرجا ينتظر الغالب ليعطية الجزية ، فكان المدد باربعة الاف ثم اربعة الالف اخرى ، وثلاث سنوات حتى استقر الامر للعرب .
وبدا الزحف شمالا على فلسطين والاردن بقيادة عمرو بن العاص ، ثم شرقا على مخزن غلال الامبراطورية الرومانية والبقرة الحلوب … مصر ، بدأ الزحف فى عام 639 م ومضت ثلاث سنوات حتى تم فتح حصن بابليون بعد حصار دام سبعة اشهر، كان قتالا بين الروم المترفين ، والعرب الجائعين القادمين من جفاف وقحط الصحراء الى ارض الخير والزرع والنماء . وكان القبط خارج المعادلة ، فمنذ الاحتلال الفارسى لمصر عام 525 ق.م ( مايقارب الالف عام ) تناوب على مصر الغزاة ، يذهب الفرس ويأتى الاغريق ، ويذهب الاغريق ويأتى الرومان ، ويذهب الرومان ويأتى العرب …. لافرق ، فالشعب المحتل لمدة الف عام ماتت فيه جذور المقاومة
** ونقف مع مايروجه الاسلاميين من ان الفاتحين ( المحتلين ) كان شعارهم : الاسلام او الجزية او الحرب . وبرغم مافى هذه المقولة من اذعان على قبول دين راغما او فداء العقيدة بالمال ، الا انه كان خاصا بقبائل الجزيرة العربية فقط ابان دعوة الرسول ، وقد عبر عنها عمر بن الخطاب عندما قام اثناء خلافته بطرد اليهود والمسيحيين من الجزيرة العربية بالكامل حيث : لايجتمع بجزيرة العرب دينان ..!!
ــ فنحن لم نقرأ فى طول التاريخ العربى وعرضه ، ولافى اى من كتبهم التاريخية والتراثية ان وقف جيش العرب الغازى على اطراف اى من الدول التى احتلها وارسل المراسيل محذرا ومخيرا ..!!
ــ ولم نقرأ ايضا انه بعد الاحتلال ارسل الوعاظ ورجال الدين بالتبشير بالدين الجديد ….!! وظل المسلمين فى مصر اقلية حتى العصر الفاطمى عندما ادعى احد الخلفاء الفاطميين الوحى الذى كان ياتيه من قمة جبل المقطم ( نلاحظ انه من مفاهيم الوحى فى الذاكرة الانسانية ان يأتى من مكان عال اعتقادا انه قريب من السماء .. !!) وامر هذا الخليفة بالمساواه بين المسيحيين والمسلمين حسب الوحى الذى كان يأتيه , وبناء عليه فتحت وظائف دواوين الحكومة امام المسيحيين ، وتخلصوا من الصليب الحديد المعلق على صدورهم فرضا عليهم من الحكام العرب ( والذى بسببه اطلق عليهم ذو العظمة الزرقاء نتيجة احتكاك سلسلة الصليب الحديدى بفقرة الرقبة الخلفية مما كان يؤدى الى تورمها وزرقتها ) ، وركبوا الخيل والدواب ذو السرج الذى كان محرما عليهم . ولكن هذا الخليفة الفاطمى الشاب قتل على حماره وهو صاعدا جبل المقطم ليتلفى الوحى ، ويقال انه هرب الى لبنان وهو المنسوب اليه الطائفة الدرزية .. !! وعندها جاء خليفة آخر ليعيد الوضع كسابقة بعد ان استطاب للمسيحى المساواة مع المسلم والعمل فى الدواووين ، وهنا اعلن الكثير منهم الاسلام ليستمر فى المكاسب التى حصل عليها .
– اما مايقال ان الفاتحين ( المحتلين ) العرب اقروا البلاد المفتوحة ومنها مصر على دينهم ، فهذا صحيح وحقيقى لان نشر الدين لم يكن هدف الفاتحين ( المحتلين ) ولكن الهدف ( ان يدفعوا الجزية
عن يد وهم صاغرون )والاية 29 من سورة التوبة توضح هذه بجلاء ، فلماذا اللف والدوران ..؟؟
عزيزى القارئ : آثرنا اعتماد المراجع العربية الاسلامية دون الاستناد الى المؤرخين الاقباط رغم الالتقاء بين الطرفين فى كثير من الاحداث التى وقعت ، ترسيخا للمقولة المعروفة : وشهد شاهد من اهلها
– بعد الانتصار وفرض الجزية رأى عمرو ان ملابس جيشه البالية الرثة لاتتناسب مع مارآه من ملابس الجيش الرومانى ، ون الهيبة تقتضى الأبهه ، والابهة تقتضى الملابس الفاخرة ففرض علاوة على الجزية ( لكل رجل من اصحابه دينارا وجبة وبرنسا وعمامة وخفين ) – المقريزى : المواعظ والاعتبار ، الجزء الاول ص 293 . ( واحصى المسلمون فألزم جميع اهل مصر لكل منهم جبة صوف وبرنسا او عمامة وسراويل وخفين فى كل عام ، او بدل الجبة الصوف ثوبا قبطيا ) – البلاذرى : فتوح البلدان ص 253 . وجاءة جماعة من زعماء القبط يستأذنون العوده الى قراهم بعد ان اعلنوا الولاء والطاعة للسيد الجديد ، فسمح لهم قائلا ( لاحاجة لنا بصنيعكم اعطونا عشرين الف دينار … ) – البلاذرى : المواعظ والاعتبار ص 293
– وعلى سنة السلف من الرومان سار السلف من العرب ففرضوا قانون ضيافة الفارس لمدة ثلاثة ايام فى اى مكان ينزل به وتوفير كل مايحتاج اليه من مأكل ومشرب واقامة ( ومازلنا حتى اليوم نقول اننا عرب والضيافة عندنا ثلاثة ايام فى خلط بين الضيافة المفروضة قسرا على الفلاح للعربى وبين كرم الضيافة الطبيعى ) .
ــ لبس عمرو الحرير والديباج وانتفخت ثروته ، فارسل له بن الخطاب ( بلغنى انك فشت لك فاشية من خيل وابل ، فأكتب لى من اين لك هذا المال ؟) – القلقشندى : صبح الاعشى الجزء السادس ص 386 . وبعث اليه محمد بن سلمه يقاسمه اموالة …؟؟
ــ وللذين يقولون ان مصر دخلت دين الله افواجا نستمع الى الطبرى فى تاريخ الرسل والملوك ص 106 يقول عن رسائل بنى امية عن العبودية الصريحة الى امراء مصر بقولهم ( ان مصر انما دخلت عنوة ،وانما هم عبيدنا ، نزيد عليهم كيف شئنا ونضع ماشئنا )
ــ ويفيدنا القرشى فى معالم القرية فى احكام الحسبة ص 99 ( يقف الذمى بين يدى عامل الجزية ذليلا ، فيلطمه المحتسب بيده على صفحة عنقه ، أد الجزية ياكافر ، ويخرج الذمى يده من جيبه مطبوقة على الجزية فيعطيها له بذلة وانكسار )… !!
ــ ونقرأ للطبرى ايضا ناقلا عن احد جنود عمرو بن العاص (لما افتتحنا بابليون تدنينا قرى الريف فيما بيننا وبين الاسكندرية قرية فقرية ، حتى انتهينا الى بلهيب وقد بلغت سبايانا المدينة ومكة واليمن ) تاريخ الطبرى ص 105
ــ والبلاذرى فى فتوح البلدان القسم الاول ص 253 ( وكانت قرى من مصر قاتلت فسبى منها والقرى بلهيت والخيس وسلطيسس فوقع سباؤهم بالمدينة ) ، وعندما رد بن الخطاب بعضهم الى مصر بعد ان اخذ المقاتلين مااخذوا من النساء سبايا والرجال عبيد ، كانت الجزية هى الاساس ولاستمرار تدفقها على عاصمة الخلافة كان القول العمرى : ( الجزية قائمة تكون لنا ولمن بعدنا من المسلمين احب الى من فيئ يقسم ثم كأنه لم يكن ) – الطبرى ص 105
ــ ( توجه عمرو الى نقيوس لقتال الروم فعدل ” وردان ” – احد موالى عمرو – لقضاء حاجته عند الصبح فاختطفه اهل الخربة فغيبوه ، فوجده عمرو فى بعض دورهم فأمر باخرابها واخراجهم منها ) … ( كانوا رهبانا كلهم ومع ذلك فقد قتلهم عمرو جميعا وخرب المدينة خرابا لم تشهده مثله من قبل حتى سميت بعدها بالخربة ) – ابن عبدالحكم ، فتوح مصر واخبارها .
ــ اراد عمرو بحنكته السياسية استعمال القبط فى وظايف جباية الخراج وحساب الضرائب لخبرتهم فى ذلك ، الا ان بن الخطاب كتب اليه قائل ( كيف تعزهم وقد اذلهم الله ؟ ) …. !!!! كان عمر يريدهم ان يعملوا بالارض ليدفعوا الجزية عن يد وهم صاغرون .
ــ وفى عمل من اشد اعمال السخرة بدأ المصريين فى شق قناة امير المؤمنين من النيل حتى البحر الاحمر لتحمل المؤن والخيرات الى عاصمة الخلافة فى المدينة ، فكانت تشغيل هذا العدد الضخم – مائة وعشرون الف – يسبب انكسار خراج مصر وخرابها ،فأرسل اليه عمرو لتاجيل حفر القناة ، ولكن ابن الخطاب كتب اليه يقول ( اعمل فيه وعجل ، اخرب الله مصر فى عمران المدينة وصلاحها ) …… !! الطبرى الجزء الرابع ص 100 ، ويشير السيوطى الى واقعة تسخير عمرو بن العاص للمصريين فى حفر القنوات واقامة الجسور ( الف عمرو قوة من المصريين عددها مائة وعشرون الف عامل مهمتها الاولى العمل فى حفر القنوات واقامة الجسور والقناطر ) حسن المحاضرة جزء اول ص 63
ــ اشتد البلاء وازداد عاما بعد عام ، حتى ان الرهبان الذين اعفوا من الجزية فى البداية فرضت عليهم بعد ذلك ، وكانت الجزية .. ثم الجزية .. ثم الجزية حتى لمن اراد ان يسلم فعلية ان يدفع .. – اكثر من خمسة وسبعون عاما تمر والقهر يصل الى منتهاه ، ويتردد فى التاريخ العربى لفظ البقرة ( كناية عن مصر) كثيرا ، فمن دعاء بن الخطاب ” در ضرعك ” دعاء لمصر- البقرة – بزيادة الثروة . الى حديث عثمان بن عفان لابن العاص حينما عزله عن ولاية مصر وعين بدلا منه يحلب اكثر قائلا : لقد درت اللقحة – البقرة – بعدك يابن العاص، فيرد عليه : نعم .. ولكن هلكت فصالها ….. !!. وبمناسبة هلكت فصالها نقرأ للخليفة سليمان بن عبدالملك لمتولى خراج مصر اسامه بن زيد التنوخى يقول ( احلب حتى ينقيك الدم ، فاذا انقاك الدم حتى ينقيك القيح ، لاتبقيها لأحد من بعدى ) ………… !!!!!!! – المقريزى : المقفى الكبير ص 39
ــ ولم يقتصر الامر عند هذا الحد من جزية وسخرة وتكاليف ضيافة ورسوم ملابس …. الخ ، ولكن يتعرض هذا الشعب لحملة تبخيس من السادة العرب مازالت آثارها ممتدة فى تباهى بعض المصريين حتى اليوم باصولهم العربية واحتقار الفلاح ، والمثل المعروف ( يأكلها التمساح ولايتزوجها الفلاح …!!) فالمرأة من اصول عربية لايتزوجها الفلاح حتى وان اكلها التمساح … !! كان القبط يزرعون ويبنون ويصنعون للسيد العربى المحتل، وبدلا من الشكر والامتنان او حتى الصمت نقرأ ان من وصفها المسعودى فى مروج الذهب ( معدن الذهب والجواهر والزمرد والاموال ومغارس الغلات ) ومن قال عنها ابن العاص : مصر تعدل الخلافة كلها – نراها نفسها ( فى اهلها مكر ورياء وخبث ودهاء وخديعة ) المسعودى : مروج الذهب . ويقول ابن عباس : ان المكر عشرة اجزاء ، تسعة منها فى القبط ، وواحد فى سائــــــــــرالناس ..!! . اما الخليفة معاوية بن ابى سفيان يقسم اهل مصر ثلاثة اصناف ( ثلث ناس وثلث يشبه الناس وثلث لاناس ، فاما الثلث الذين هم الناس فالعرب ، والثالث الذين يشبهون الناس فالموالى ، والثلث الذين لاناس المسالمه ويعنى القبط ) المقريزى : المواعظ والاعتبار ص 56
– فأهل مصر يغلب عليهم ( الدعة والجبن والقنوط والشح والرغبة فى العلم وسرعة الخوف والحسد والنميمة والكذب والسعى الى السلطان وذم الناس بالجملة ………. الخ ، ومن اجل توليد ارض مصر الجبن والشرور والدنيئة فى النفس لم يسكنها الاسد ، واذا دخلت ذلت ولم تتناسل ، وكلابها اقل جرأة من كلاب غيرها من البلدان ، وكذلك كل مافيها اضعف من نظيره فى البلدان الاخرى ماخلا ماكان منها فى طبعه ملايمة لهذه الحال كالحمار والارنب ) المقريزى : المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والاثار ص 43 …….!!
– ودور المرأة المصرية فى حياة زوجها ومالها من احترام ومشاركتة فى امور الحياة ، لم يفهمها السادة العرب كما لم يفهموا ان الاسود لاتسكن الارض الزراعية ، ولا ان الشعب المغلوب على امرة يلجا الى المكر والخداع ، ولا ان الف سنة من الاستعمار علمته السكينه والاستضعاف ، ولا أن حضارته الراقية وارضه الزراعية الخصبه لم تولد لديه ” حق الاعتداء ” ، فنحن هنا امام شعب متحضر مسالم مستقر فى ارضه عبر آلاف السنين يزرع ويحصد ويبنى حضارة ، امام مجموعة من البدو الهمج الجياع من شح الصحراء الذين ارغمهم الصراع على الماء والكلأ فى صحرائهم الكئيبة على التقاتل ، شعب وصلت حضارته القمة بمقاييس ذلك الزمان امام مجموعة من البشر على اول سلم الحضارة اقرب الى التوحش منهم الى الانسانية . ولكنه لم يفهم طبيعة التآلف بين الرجل والمرأة – وحتى الآن فى الريف المصرى- فيذهب خياله فى حكى اسطورى يقول : ان فرعون عندما غرق مع رجال جيشه وهو يطارد موسى خلت مصر من الرجال ولم يبقى فيهم الا العبيد ( فطفقت المرأة تعتق عبدها أو أجيرها ليتزوجها ، وشرطن على الرجال الايفعلوا شيئا الا بمشورتهن وامرهن فأجابوهن فى ذلك ، فكان أمر النساء على الرجال ) المقريزى ص 39
– ويحتفل العرب باليوبيل الماسى ..!! ( خمسة وسبعون عاما ) وتبدأ ثورات القبط على الظلم والقهر والتبخيس ، وتصل الذورة فى العام 107 المعروف بثورة البشموريين ، وبعدها ثورات هنا وهناك ، ولاأكثر من مائة عام نجد ثورات يتم اخمادها حتى نصل الى الثورة الكبرى فى العام 216 التى شارك فيها القبط بعض عرب اليمن وبعض قبائل القيسية الذى عملوا بالزراعة وتم تهميشهم نتيجة تغلب العصبية حتى بين العرب وبعضهم ، فبعد ان منح الخليفة المأمون مصر والشام لاخيه ابى اسحاق ( الخليفة المعتصم فيمابعد ) ترضية ومنحة ، فزاد الخراج ليقتسم على ثلاثة ( والى مصر – ابى اسحاق – الخليفة ) بعد ان كان يقتسم بين والى مصر والخليفة مباشرة .. ودفع اقباط مصر حصة زائدة لابى اسحاق ، وتدهورت الامور ، حتى كانت الثورة الكبرى التى عمت انحاء مصر ، حتى ان والى مصر ( عيسى بن منصور ) ترك العاصمة وهرب الى ضاحية حلوان . فارسل المأمون لواليه على برقة ” الافشين حيدر بن كاوس الصفدى ” التوجه الى مصر للمساعة فى قمع الثورة ، ودارت المعرك ، وزادت الثورة مما اضطر الخليفة المأمون الى الحضور بنفسه على رأس جيشه .
ثلاثة جيوش تتصدى لقمع الثورة :
جيش المأمون يقاتل اهل الحوف ــ وجيش الافشين يقاتل اهل البشمور ــ وجيش موسى بن ابراهميم ابن عم الخليفة يقاتل اهل الصعيد ، ثلاثة جيوش من اشراس البدو يحملون السيوف والرماح ويمتطون صهوات الجياد يقاتلون شعبا اعزل سلاحة الفأس والنبوت وطبعا النتيجة معروفة ….!! اخمدت الثورات تماما ، استفتى المأمون فى الاسرى فقيها على مذهب الامام مالك :فقال ( ان كانوا خرجوا لظلم نالهم فلا يحل دماؤهم وأموالهم ، فقال المأمون : انت تيس وابن مالك اتيس منك ، هؤلاء كفار لهم ذمة اذا ظلموا تظلموا الى الامام وليس لهم ان يستنصروا باسيافهم ولايسفكوا دماء المسلمين فى ديارهم ، واخرج المأمون رؤسائهم فحملهم الى بغداد ) اليعقوبى ص 192 . وقضى المامون فى الاسرى ( يقتل الرجال ، وتباع النساء والاطفال ، فبيعوا وسبى اكثرهم ): الكندى ص 216 . ويزيدنا ابن اياس حسرة فيقول ( سبوا القبط وقتلوا مقاتليهم وابادوهم ، وقمعوا اهل الفساد من سائر اراضى مصر بعد ان قتلوا مقتلة عظيمة ) ابن اياس الجزء الثانى ص 215
– ورغم الدماء التى لم تجف والجراح التى لم تبرأ والكرامة المهانه ، ساح المأمون فى القرى شمالا وجنوبا مستعرضا جيشه زيادة فى الترهيب ، وفرض على كل القرى التى مر بها ضيافته هو وجيشة ، ضيافة تليق بجيش امير المؤمنين واكيد ترحيبا يليق ايضا بكرامة امير المؤمنين .وزيادة على كل ذلك حاول الخليفة ( المأمون …… !!) ان يسرق الهرم . نعم حاول ان يسرق الهرم حيث تتناقل الاجيال ان كنور الفرعون خوفو بانى الهرم الاكبر مدفونة داخل هرمه ، فاحضر الخليفة العمال محاولا عمل فتحة فى جسم الهرم الاكبر بتسخين الحجارة ثم صب الخل عليها حتى تتفتت ، ونجح فى عمل فتحة موجودة ومعروفة حتى الآن فلم يجد شيئا فأنصرف . لم يكفية سرقة الشعب القبطى فحاول سرقة اجدادهم الفراعنة …………..!!!!! فاين نشر الاسلام من كل هذا ؟؟؟
ــ ان الجزية ظلت مفروضة على من اسلم حتى جاء الخليفة عمر بن عبدالعزيـــــــــز فى العام 127 م واعفى منها من يعتنق الاسلام وقال قولته المشهورة : لقد بعث محمد هاديا ولم يبعث جابيا ، ولكن …!! وحتى لاتتأثر خزائن الخلافة تم تحميل قيمة جزية من اسلموا على باقى القبط …!! فالجزية هى الاساس وليس الاسلام ، قرن من الزمان وليس الا الجزية .. وباقى
القرون اعفاء من اسلم وتحميل الفارق على من بقى على دينه ، ونباهى انه فى عصر عثمان عم الرخاء وبيعت الجارية بوزنها ذهبا ، وانه فى عصر عمر بن عبدالعزيز رعى الذئب مع الشاه ، ونتغاضى اما عن تدليس او عن جهل ان هذا الرخاء كان فى عواصم الخلافة سواء المدينة او دمشق او بغداد فقط لاغير اما اهل بلاد اللبن والعسل والبقر الحلوب من البلاد المحتلة فعليها ان تمول الذهب الذى يشترى به الجارية ( ولاندرى عمل الجارية التى يدفع وزنها ذهبا ..!!) وتشبع الذئب ليرعى مع الشاه بعد ان يدفعوا الجزية عن يد وهم صاغرون . ونتيه فخرا بقولة هارون الرشيد للسحابة المارة : امطرى حيث شأتى فسوف يأتينى خراجك … ولانلتفت الى مافى هذا القول من ان كل خيرات الارض المملوكة للسادة العرب تصب فى خزانة الخلافة .
ــ وتقولون ان الجزية هى مقابل الحماية .. !! ونسألكم ممن الحماية ..؟؟ محتل رومانى رحل ومحتل عربــــــــى جاء …..!!! على الاقل المحتل الرومانى لم يأتى بدعوى دينية من رب السماء لتنشر العدل بين مخلوقاته .ولم يقولوا قولة معاوية : المال مال الله ، وانا خليفة الله ، مااخذته فهو حقى ، وما أعطيته فبفضل منى .. !!
ــ وتقولون ان الجزية نظير عدم اشتراك غير المسلمين فى الحروب والجيوش ، ونقول لكم ان المصرى مسلما كان ام قبطيا لم يشارك فى جيش بلاده منذ انتهاء العصر الفرعونى حتى حكم محمد على الذى كان اول من اسس جيشا من المصريين .
ــ وتقولون ان الجزية بديلا عن الصدقة . وهذا قول تضحكون به على العامه ، فالصدقة لها معايير مختلفة تماما عن الجزية ، ولها انصبه معروفة ، وتدفع تطوعا عن المال والذهب والفضة ومن اخفاها لاحساب عليه الا حساب السماء ، ولكن الجزية مال مفروض على كل رأس من البشر ، يملك او لايملك ، وليست لها معايير فهى تدفع حسب رغبة الحاكم وتلبية احتياجات المحتل .
والسلام على من قال الحق