وزير النفط السابق جادين علي : إضراب العاملين بالكهرباء عقوبة للشعب المسكين
(الترهل) في شركات الكهرباء والتعرفة يحتاج لمراجعة

الحكومة “بدون راس” وعدم وجود وزير عطل زيادة رواتب الكهرباء
في عهد حمدوك تم تخصيص (1.7) مليار دولار لإصلاحات عاجلة لقطاع الكهرباء
أوضاع العاملين بقطاع الكهرباء أفضل حالا مقارنة مع كافة العاملين بالخدمة المدنية
كثير من الخفايا والإشكالات يحتضنها قطاع الكهرباء مع وقف تنفيذ الحلول السريعة نسبة لعدم اكتمال هياكل الدولة بحسب حديث وزير النفط والطاقة السابق جادين علي خلال مقابلة له مع (الإنتباهة ) ليكشف عن عدة معوقات تواجه البت في قضايا الكهرباء بداية باستقرار الامداد الكهربائي الى احتجاج العاملين بالقضاع واعلان إضرابهم عن العمل وحمل جادين هشاشة الدولة مسؤولية النظر في قضايا العاملين وأعاب الوزير على العاملين انتفاضتهم وعدم مراعاة الوضع الذي تمر به البلاد وجعل المواطن هو من يدفع الثمن ، (الإنتباهة) وضعت قضايا الراهن الاقتصادي والجدل الذي الكثيف الذي دار مؤخرا بشأن العاملين بقطاع الكهرباء الى الحوار التالي :
* حدثنا عن الوضع الراهن لقطاع الكهرباء في ظل الظروف الاقتصادية ؟
= قطاع الكهرباء هو واحد من اهم القطاعات الاقتصادية في الدولة وكما هو معلوم أن الدولة في السنين الأخيرة لها مشاكل اقتصادية و في فترة الحكومة الانتقالية برئاسة رئيس مجلس الوزراء د .عبدالله حمدوك
وبعد ان فتح السودان على العالم كان في رأس قائمة اهتمامات الحكومة اصلاح قطاع الكهرباء وتم تخصيص مبالغ ضخمة جدا تناهز المليار او ٧٨٠ مليون دولار لإصلاحات عاجلة لقطاع الكهرباء .
*ماهو الحل الجذري لتحقيق استقرار كهربائي؟
= في الفترة الانتقالية وقبل الانقلاب كانت الحكومة تسعى لتحقيق اصلاحات عاجلة لقطاع الكهرباء وتنظر الى إعادة هيكلية في القطاع حتى يسير الى الأمام وكما هو معلوم توجد مشاكل معروفة وموروثة في القطاع يمكن ان نسميها مشاكل هيكلية متمثلة في زيادة اسعار الكهرباء والتعرفة و الترهل في الشركات وغيرها من المشاكل التي تحتاج إلى مراجعة ولكن لم تتم لأسباب مختلفة الى ان حدث الانقلاب و عطل كل شيء .
وقطاع الكهرباء وهو القاطرة التي تسير عليها عجلة الاقتصاد من الإنتاج و التصنيع والخدمات التعليم و الصحة واي خلل فيها يسبب مشكلة كبيرة حتى على مستوى المنزل يكون الاعتماد على الكهرباء في المذاكرة والطباخة وغيرها فالكهرباء حساسة جدا .
*ماهي نظرة الإدارات العليا لمطالب العاملين بالقطاع ؟
= العاملون في قطاع الكهرباء هم مهندسون مميزون وحتى في الجامعات تعتبر من التخصصات المميزة والطلب عليهم عالي جدا في الداخل والخارج فمثلا في السعودية يوجد حوالي ٤٠٠ مهندس سوداني في قطاع الكهرباء السعودي وغيرهم في دول الخليج مما يؤكد انه قطاع مرغوب وفرص العمل فيه واسعة جدا وبالتالي لابد من تمييزهم و هي مسألة عرض وطلب وسوق العمل مفتوح وكل شخص يبحث عن العمل الذي يوفر له دخلا مريحا ومهندس الكهرباء من حقه ان يطالب بتحسين وضعه والحكومة ووزارة الطاقة لا اعتقد انهم غافلون عن هذا .
* بحسب ما يتداول من معلومات ان العاملين بقطاع الكهرباء تمت زيادة مرتباتهم في فترة قريبة ؟
= حصل تعديل في أقل من سنة لمرتباتهم ولولا ذلك لحدثت هجرة ضخمة لكل الخبرات التي تم تأهيلها خلال السنين الماضية وكما علمت انه في الفترة الأخيرة تكونت لجان لتعيد هيكلة الرواتب للعاملين في القطاع واللجنة على وشك انها ترفع تقريرها لتتم اجازته حسب المراحل المعروفة .
*حسب التصريحات فإن الهيكل الراتبي تمت إجازته مع بداية الموازنة لماذا التأخير في الصرف والتهديد بالإظلام ؟
= لا شك ان مشاكل الرواتب وزيادتها مرتبطة بالميزانية وبداية السنة وتجاز من جهات مختلفة وكما هو معلوم ان الوضع فيه ربكة كبيرة جدا حكومة بدون رأس ووزير مكلف وبالتالي مثل هذه المسائل قد تكون الحركة فيها بطيئة جدا وفي مثل هذا الظرف افتكر ان اي إغلاق واضراب يعتبر عقابا للشعب السوداني المسكين لانه يدفع الثمن مرتين الاولى الانقلاب وما ترتب عليه من معوقات وفقد السودان كثيرا من الوارد من الخارج والثانية تصرفات العاملين بالداخل وعدم مراعاتهم وتنفيذ اضراب واستعجال لنتائج بضرورة ستأخذ زمنها لجهة ان هياكل الدولة غير مكتملة وتوجد ربكة في كل شيء ويجب ان لا يحمل المواطن فوق طاقته واتمنى من الاخوة المهندسين ان يراعوا الظرف الذي يعيشه السودان خاصة ان الناس في مرحلة تشكيل حكومة وليس النظر لمطالب فئوية واذا كان المشكلة تحل بهذه الطريقة فمن الممكن ان كل فئة تضرب وتتوقف عن العمل والحال يقيف ويكون هكذا ما يهدف اليه الانقلابيون بتوقف الحياة وتظل الامور كلها رهينة المجهول واتمنى من المهندسين والعاملين بالقطاع ان يتبعوا الطرق التفاوضية السليمة للوصول الى نتائج وما يندهشوا اذا الاجراء اخذ زمنا طويلا لسبب ان الدولة في ربكة وعدم انتظام ومتوقع يحصل اي شيء .
* برأيك ماهي شرعية الإضراب وتثيرها ؟
= يفترض ان تتم مثل هذه المطالب باجواء شرعية تمثل القطاع بصورة مقبولة فلا يمكن ان نتخيل ان مجموعة من العاملين يسمون لجنة الهيكل الراتبي ما يجعلنا ان نتوقع غدا ان تظهر لنا لجنة بدل السفر ولجنة بدل العلاج وسلفية المباني وسلفية العربات وغيرها وهذا كلام غير لائق ويجب ان تتم بجسم نقابي منتخب يمثل الناس حتى يكون رسميا أمام الجهات ويمثل العاملين بصورة حقيقية .
*هل تعقتد ان مطالب العاملين لديها دوافع سياسية أم مطالب حقيقية تستحق الاحتجاج ؟
= في حال ان استمرت اللجنة تطالب بشكلها الراهن ستكون هناك شبهة ان هؤلاء مجموعة من الأصدقاء او يربط بينهم اي رابط ما او شخصي او حزبي او غيره فلا بد ان تتم معالجة هذا الموضوع من جهة مؤثرة في القطاع وبصورة ممتازة ليتم تحقيق مطالبهم .
*سبق أن قلت العاملين بقطاع الكهرباء أفضل من غيرهم بكثير مقارنة مع قطاعات أخرى فلماذا كل هذه الإشكالات ؟
= بالفعل ان أوضاع العاملين بقطاع الكهرباء الافضل حالا مقارنة مع كافة العاملين بالخدمة المدنية. ووضعهم ممتاز وما ذلك فهم يستحقون الكثير جدا لما يقدمونه من عمل خدمي كما ان سوق العمل لديهم واسع ومرغوبون ولديهم فرص في الداخل والخارج ولكن هذا لا يمنع ان يرعوا ظروف السودان ووضع الدولة الكارثي في الوقت الحالي ويجب ان يطولوا بالهم الى حين حل المشكلة الكبرى المتمثلة في شرعية الحكومة القائمة والسعي الى البر وبعدها تكون مطالب الرواتب أسولوية ثانية .
الانتباهة