عمر عبدالله محمد علي
قصة قصيرة جدا
1. عم مزمل ، رجل افنى ، زهرة عمره ، في مراقي الخدمة المدنية. حتى تقاعد.
كان يتسنم ، احد المناصب ، العالية في وزارة خدمية كبيرة.
في اواخر ، ايام عمله ، كان يريد أن يواصل ، دون أن يلجأ للتقاعد ، لكن . غلبه المرض ، فتقاعد..
للعم زمل ، أسرة صغيرة ، وزوجة حانية . تعبا في تربية اطفالهما ، أيما تعب . ولد واحد وبنتان ، لعم مزمل وزوجه ، من الأطفال.
سهر ، وتعب الزوجان في تربية الأسرة حتى قوي عودها.. حققت البنتان نجاحا وفلاحا ، بينما تعثر الولد ، عدة ، مرات.
لم يبخل ، ولم ييأس ، عم مزمل ، في مد يد المساعدة ، لابنه الوحيد.
2 . صرف ، عم مزمل كل مدخراته، وجهده ووقته ، في أسرته لتنجح ، وتقف في وجه عواصف الزمن. منحته تضحياته ، آمالا ، شابها بعض القصور ، بتعثر الابن. الذي كان والده، يدخره ، لأيام مضلهمات.
في يوم من الأيام ، والهدوء الحذر ، يلف منزل ، عم مزمل ، طرق الباب طارقا ، فخرج عم مزمل ، ليستجلي الأمر.
كان الطارق ، عامل المحكمة ، يحمل في يده اعلان إخلاء المنزل ، في خلال شهر ، واحد.
سقط ، عم مزمل على الأرض ، مغشيا عليه.
فقد رهن الابن ، المنزل ، عبر عملية تجارية خاسرة ، نتيجتها كانت فقدان البيت.
3 . تحول منزل عم مزمل ، لمأتم . وخيم عليه الحزن الأبدي.
.تداعت ، الأسرة للتفاكر ، حول هذه الكارثة.
البنتان ، والأم لم يكن لديهن غير الصبر والدموع والاحتساب.
وأما الابن ، فقد اختفى تماما من المشهد الإنساني ، العصيب.
عم مزمل ، وإن تعافى قليلا ، من هول الصدمة ، إلا أن قلبه ، المكسور ، لم يلتئم أبدا.
تلفتت ، وبحثت بشغف بالغ ، الأسرة الصغير ، في حل معضلة ، فك رهن ، البيت. استعصت ، وفشلت ، كل المحاولات . وحتى محاولة ، ترك البيت لمصيره الراهن ، واللجوء لمنزل ، الأسرة الكبير ، بالريف ، أيضا ، فشلت.
فجأة ، والأسرة تتداول ، في مصيرها العاثر ، سمع طرقا ، خفيفا على الباب.
فتحت ، الأم الباب ، بهدوء مشوب بتردد . فدخلت فتاة ، في مقتبل العمر . تشع جمالا ، وبهاء ، وسناء.
حييت ، الفتاة ، الجميع بأسمائهم ، فتبدل الحزن والألم لفرح وغبطة. عانقت ، الأسرة ، الفتاة عناقا حارا ، اهرقت ، فيه دموع البهجة والسرور. تحدثت ، الفتاة عن سبب ، حزن الأسرة ، وإنكسارها ، فأخبروها بعد تردد ، ولجلجة.
اخبرت . الفتاة الأسرة ، بأنها وصلت اليوم ، من كلورادو ، بامريكا ، لزيارتهم ، وشكرهم. فقد أخذت إجازة ، من عملها في بنك1.
فقال لها ، عم مزمل ،
وماذا فعلنا ، يا ابنتي العزيزة ازيب ، بنت الحبشة.
فقالت ازيب ،
لم ولن انسى ، يا عم مزمل ، عندما أتت ، بي أمي ، وأنا يافعة ، صغيرة ، لأعمل معكم ، في بيتكم. وأنت رفضت.
<ثم الحقتني بالمدرسة، مع بناتك. وسكنتني معكم.
وعاوزة اقول ليكم ،
أنا ، ازيب الحبشية ، مافي بيت بترهن ، وأنا موجودة…
النهاية.
وللقصة بقية لو سمح الاديب عمر عبد الله
مخالص تقديري
عمر التجاني
جاء الابن بعد عشرة أيام يتلصص الأخبار ووجد ان البيت قد تم تغيير شكله الخارجي فأضحى اكثر جمالا ورونقة، فتيقن بأن أباه وأمه قد تركا البيت ورحلا الي اين؟ وزرفرف دموعا كثيرة، و اقترب من الباب وجعل يبكي بصوت عالٍ. وفجأة فتح الباب وراى شخصا يخرج من البيت إذا هي امه وتردي ثيابا جميلة، انهار وأغمي عليه وبعد فترة أفاق وهو في ذات المنزل ووجد أسرته تحيط عرف أمه وأبيه وأخواته وراى بينهن ازيب ولم يعرفها.
ومضت أيام وليالي فقد أحس بان أهله راضين عنه وأسر لوالدته أنه يود الاقتران بأزيب. أمه قالت الأمر بيد أبيك ثم أفترع الأمر مع اب أبيه؛ هنا نهض الاب منتفضا لن تتزوج أبدا أزيب فأنت لاتصلح لها.
كنت خايفة تنهي القصة بزواج الابن الفاشل من أزيب، لكن الحمد لله كانت النهاية جميلة بانتفاضة الأب القوية ووقوفه ضد زواج ابنه.
سلام عمر وسامية..
إبداع يا عمر…ياخي ما تقعد تكتب..
سلام ومعزة..