نعرف يا شيخ علي..!!

*جاء على جبين الصفحة الأولى من صحيفة (آخر لحظة) عن علي عثمان محمد طه ذو المناصب العديدة والكبيرة (السابقة) والحالية نبذه للتشبث بالمواقع..وصفه بانه أمر غير حميد وقام الشيخ بتفصيل افاداته بشكل أدق في حوار نشرته ذات الصحيفة..الحوار أجراه الاستاذ اسامة عبد الماجد وكان حوارا ذا طابع خفيف أقرب للعام منه الى الخاص,وقد برع الشيخ كالعادة في توجيه الحوار بحيث يستحق الوصف أعلاه..اذ لا يعقل ان يهاجر صحافي الى ضاحية سوبا ليجري حوارا او ونسة ان صح تعبيرنا ما لم يفاجئه المحاوَر بذلك.
*انتقل الشيخ الى مزرعتة بضاحية سوبا كمقر سكن بالنسبة له بعد ان اخلى المنزل الحكومي الذي وهبته له الحركة الاسلامية بمقتضى موقعه..الموقع الجديد لسكن الشخ يبعد شرقاً حوالي عشرة كيلو مترات من رأس شارع الستين الشهير..حاول محاور الشيخ زجه في دوامة عاطفية ليستدر منه ما يدور في جوانحه جراء فراق سكنى العمارات والفلل المكندشة الى مسكنه الحالي,عندما سأله عن كيفية تقبله لبعد مسكنه من (مناطق الضوء)..رد الشيخ بأنه لا يسكن بعيدا وإنما تبدو المسافة بعيدة لمن يزور المكان اول مرة..تكتيك اللا إجابة الذي نمذج له الرد الآنف كان طابع ردود الشيخ على معطم الأسئلة التي وجهت له..اضافة الى اصرار الشيخ الغريب على أنه لم يعتزل السياسة بالرغم من أننا والشيخ يعلم أن النشاط السياسي في أضعف مستوياته ياتي بالناشط الى مرائي الناس والإعلام..
*كل ذلك في نفس الوقت الذي أكد فيه الشيخ ان انتقاله الى ضاحية سوبا وتبرؤه من الدار الحكومية وما يتبعها هو محاولة منه للانتقال من العام للخاص..وذلك يناقض بشدة اصرار الشيخ على انه مازال في العمل السياسي العام بحكم موقعه القيادي في حزبه وكونه نائبا برلمانياً..عدد القضايا المطروحة في الساحة السياسية والاجتماعية تحاصر الشيخ وتستحثه الظهور والادلاء بنصيب الرأي العام والاعلام من رأيه وموقفه منها بحكم وزنه الوطني الذي حققته مرحلة حكم حزبه المتمكن..لايستقيم عقلاً تأكيد الشيخ على انه سينذر وقته في اللاحق القريب للعمل الطوعي الذي سيمدد فيه مساحات العطاء بكل انواعه لشمل التطوع في مجالات التنوير الفكري والثقافي مع تاكيده على أنه بدأ يدون اشاراته في تحليل ما تمور به الساحة محلياً واقليمياً و دولياً,ما يشي بكتابِ ما سيصدره الشيخ قريباً.
*كل ذلك كلام مقبول جداً اذا ما احدثنا بعض الاسقاطات عن شخصية الشيخ وبعد انعاكاساتها..ولكن هذه الاسقاطات مستحيلة بمكان انها تتطلب مسحها من ذاكرة التأريخ..شيخ علي قال غير واحد أنه عراب الإنفصال السياسي(المفاصلة) التي ذهبت الشيخ حسن الترابي الى المنشية وبالبشير الى القصر الجمهوري..وهذا رأي (الحركيين) الذين كرهوا الساسة والسياسة بعد أن أضحت الحركة الاسلامية روحاً قلقة يتجاذبها جسدا الشعبي والوطني..كما أن هناك شريحة واسعة جدا من السياسيين والوطنيين وعدة ملايين من الشعب السوداني تُحمل الشيخ وزر انفصال حنوب السودان عن شماله والذي إضافة الى انه فتح جبهة معادية جديدة لم تكن البلاد تنقصها عصف بميزانية الدولة بعد ان فارقت اموال النفط الجنوبي التي كانت تشكل حوالي 80% من الدخل القومي لخزائن وزارة المالية التي تهب فيها الأعاصير..نحن نعرف يا شيخ علي أن التشبث بالمواقع غير حميد وينبغي الّا يصدر هذا الحديث من احد عمالقة الحزب وشواهد التمكين.
*عن نفسي..أعتقد ان الشيخ قد اكتفى بالخطوة الأولى فقط عندما نمذج للزهد بتلك الطريقة..بقي جانب استغلاله لموقعه الحزبي ومكانته في الحركة لينتزع باقي من تمكن في السابق.
[email][email protected][/email]
هذا الأبله يعتقد أنه بتصريحاته الأخيرة يقفز خارج المركب .. مركب الفساد الذي تورط فيه هو إخوانه يوم نفذوا انقلابهم المشئوم ظناً منهم أن مركب الحكم سهل مروض .. وما إن تجلس عليه إلا وتكون قد حللت كل المشاكل وإعترف بك الشعب زعيماً أوحداً !!! فأوردوا البلاد وأبناءه ما أوردوه من المهالك والبلاء والتقسيم والتشريد ..
وعندما إستيقن المأفون بعد ذهاب ثوب الحكم عنه أن ذلك كان مجرد أحلام يقظة .. وأن أمثالهم أبعد من أن يقيمون حكماً على أسرة ناهيك عن أمة .. خرج علينا بجلطاته التي هي تعبير عن السقوط .. ثم إستمراء الكذب والغش الرخيص بدل التوبة والرجوع إلى الله قبل ضحاياهم من أبناء البلد ..
هؤلاء كالأنعام أو أضل سبيلاً .. وهم يعلمون أكثر منا أن يوم نصب المقصلة لا بد آت وقريب قريب جداً ..