بعد أن سجد أمام البشير… النظام يمنح “النيّل الفاضل” نثرية مليارية للتدريب في بريطانيا (وثائق)

وافقت رئاسة الجمهورية على تخصيص ميزانية مليارية، للقيادي الشاب في حزب المؤتمر الوطني، “النيّل الفاضل”، للمشاركة في دورة تدريبية في بريطانيا، مدتها (24) يوماً، تبدأ في 15 يناير وتنتهي في الثاني من فبراير 2019م.

وكان الأمين العام للصندوق القومي لرعاية الطلاب البروفيسور محمد عبد الله النقرابي، قد بعث بخطاب إلى وزير شؤون رئاسة الجمهورية الدكتور فضل عبد الله، يطلب فيه موافقة رئاسة الجمهورية على سفر النيّل إلى بريطانيا.

ووجه وزير شؤون رئاسة الجمهورية في خطاب اطلعت عليه (الراكوبة) بمنح الفاضل تذاكر السفر ذهاباً وإياباً من خزينة الدولة، كما وجه بمنحه مخصصات كاملة لمدة 24 يوماً.

وبدوره، استجاب الأمين العام للصندوق القومي لرعاية الطلاب البروفيسور محمد عبد الله النقرابي، لتوجيهات رئاسة الجمهورية، وقام بمخاطبة بنك السودان المركزي وطلب منه منح “النيّل الفاضل” مبلغ 7800 يورو، عبارة عن نثرية الدورة التدريبية، ومبلغ 5273 جنيه استرليني، عبارة عن رسوم المشاركة في الدورة.

وتشير (الراكوبة) إلى أن المبلغ الكلي لمشاركة النيّل الفاضل في الدورة التدريبية يتجاوز مليار جنيه، وفقاً لسعر الصرف في السوق الموازي، حيث تجاوز سعر اليورو 61 جنيهاً، بينما لامس سعر الجنيه الاسترليني حاجز السبعين جنيهاً سودانياً.

وسبق أن سجد “النيّل الفاضل” أمام الرئيس عمر ، عقب عودته من رحلة استشفاء خارجية، في خطوة وجدت الاستهجان من قطاعات واسعة من الشعب السوداني، لكونها تعد تقديساً للبشير يخالف الشرع والدين.

وعُرف عن النيّل تطرفه منذ أن كان طالباً بحمله السيخ والسكاكين والأسلحة النارية فى سوح الجامعات.

واعتبر ناشطون وصحافيون أن رئاسة الجمهورية تكافئ “النيّل الفاضل” من خلال الموافقة على هذه الدورة، خاصة أنها تكلف الخزينة العامة للدولة مبالغ مليارية، في وقت يعاني فيه الشعب السوداني من ضائقة اقتصادية خانقة.

وسبق أن قال رئيس القطاع الاقتصادي بالمؤتمر الوطني في ولاية الخرطوم الدكتور الماحي خلف الله، في ورقة سرية في مؤتمر الحركة الإسلامية الذي أقيم مؤخراً، إن الحكومة لا تملك سوى 25% فقط من حاجة البلاد من النقد الأجنبي.

وطلب ناشطون من النيّل الاعتذار عن الرحلة التي تكلف الدولة مبالغ مليارية، وناشدوه بتحويل المبلغ لبناء مدرسة في مسقط رأسه قرية “مريحلة” ريفي الجاموسي بولاية الجزيرة، التي تفتقد إلى أبسط مقومات الحياة، بسبب السياسات الخاطئة للمؤتمر الوطني الذي بدد موارد البلاد في ترفيه وتنعيم قياداته وكوادره.