الختان يحول نساء كردستان العراق الى كتل من ثلج

المراة في شمال العراق تعاني من تاكل حقوقها المادية والمعنوية مما يجرها الى هاوية الانتحار.
عادة تمارس في السر واثارها تخرج للعلن
بغداد ? تعاني المراة الكردية في العراق من تاكل حقوقها المادية والمعنوية وهي اسيرة تقاليد بالية ابرزها الختان حيث تتحول غريزتها الى كتلة ثلجية وتصاب عواطفها بالشلل الى اجل غير مسمى بامر من مجتمع لا يرحم ضعف تركيبتها الجسدية ورقة نفسيتها.
والختان هو قطع جزء من الجهاز التناسلي للمرأة وقد يصل الأمر في بعض الأحيان إلى قطع جزء من الشفرتين.
وقد رفض الطب عملية الختان، لأنه يحرم المرأة من اللذة الجنسية ويؤدي في بعض الحالات إلى نزيف حاد أو احتقان في البول وصعوبات وآلام بالغة في الولادة.
وتم تعريف الختان من قبل منظمة الصحة العالمية كجريمة صحية بشعة، وحرّمته معاهدة سيداو التي وقعّها العراق.
وكشفت دراسة قديمة أجرتها منظمات أجنبية في 190 قرية ومدينة في شمال العراق أن نسبة تتراوح من 70-95 بالمائة من النساء تعرض للختان.ورغم أن الظاهرة تغذيها معتقدات اجتماعية، إلا أنها تمارس في السر.
ووفقا لرئيسة لجنة الدفاع عن حقوق المرأة في برلمان كردستان ان مشروع قانون منع الختان يندرج ضمن المادة 412 من قانون العقوبات العراقي لسنة 1969.
“فمن اعتدى عمداً على احد بالجرح أو الضرب أو العنف أو بإعطاء مادة ضارة أو ارتكاب أي فعل آخر مخالف للقانون قاصداً إحداث عاهة مستديمة به، يعاقب مدة لا تزيد على خمس عشرة سنة”.
وشكلت نبيلة برزاني، وهي ابنة مسعود برزاني لجنة لمنع ختان الاناث في شمال العراق.
وتقول امراة تمتهن الختان في العراق، إن “ختان الطفلة متوقف على نموها الجسدي، فقد يحدث ذلك عند البعض في سن الثالثة او الرابعة لكنه لا يظهر قبل السابعة لدى الاخريات”.
وتضطر المراة في اقيلم كردستان في كثير من الاحيان الى الانسياق وراء الموروث الثقافي والاجتماعي حتى لا ينظر اليها كنشاز.
وتشير بعض المصادر إلى رغبة بعض الإناث في الختان وهم في عمر الـ18 عشر عاما لأسباب اجتماعية تتعلق بنبذ الزوج لهن أو المجتمع لعدم تعرضهن لعملية الختان. ففي بعض القرى من كردستان العراق، يتم “رفض الأكل والشرب من أيدي امرأة غير مختونة.”
وتعاني المراة العراقية من الامية والجهل والتمييز.
وأكدت وزارة التربية العراقية، ان نسبة الأميين في العراق وصلت الى ستة ملايين أمي، مشيرة الى ان بغداد تتصدر المحافظات العراقية بنسبة 2.5 مليون أمي ومن ثم السليمانية ومحافظة ذي قار.
ويرى النشطاء ان اغلب المعالجات الموضوعة لمشكلة زيادة الامية في العراق هي معالجات لا تخضع الى التخطيط العلمي الصحيح.
واشارت تقديرات رصدت في الفترة بين 2008 و2009 إلى وجود ما بين 60 بالمائة إلى 65 بالمائة منهم من النساء الاميات في العراق.
ومن اسباب تفشي الأمية الحروب وفترة الحصار السابقة إبان حكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين إضافة إلى الأوضاع الأمنية المتدهورة وتهجير ملايين العراقيين.
ويقول إمام وخطيب جامع رشاد المفتي في اربيل عمر ملا حسن إن الختان “كان موجوداً ايام النبي محمد الا انه لم يأمر باستمراره او بمنعه”.
وسرعان ما يستدرك قائلاً ان “ختان النساء ليس واجباً في الشريعة الاسلامية، ولا يوجد نص قرآني او حديث نبوي انما المسألة متروكة للعرف، فإذا رأى الناس ان هذا الامر جيد يفعلونه وإذا اعتبروه مضراً فلا يفعلون”.
ويعزو ناشط في منظمة تهتم بحقوق الإنسان والأسرة هذه الظاهرة إلى أسباب دينية من جهة والى التقاليد المتوارثة في المجتمع من جهة أخرى.
ووفقا للبحث الذي أجرته المنظمة فان “معظم من يخضع بناته لعملية الختان يعتقد أن الدين الإسلامي ألزم المرأة بالختان” .
وتشير طبيبة إلى أن العملية تجعل من الصعب على الفتاة ممارسة علاقة زوجية طبيعية لأن الجنس يرتبط في ذاكرتها بالعنف والألم.
ووفقا لاستطلاع محدود أجرته ناشطة عراقية على مدى سنتين، تبين أن 90% من فتيات العراق تتملكهن أفكار مرعبة ومرتبكة عن اول ليلة زواج.
وتربط الناشطة العراقية أسماء العبيدي بين ظاهرة استخدام القوة الشبيهة بحالات الاغتصاب في ليلة الدخلة وبين القيم الاجتماعية المتوارثة عبر الاجيال في العراق.
وتصف العبيدي ليلة الدخلة في العراق بأنها “ليلة ثلجية تفتقر الى المشاعر والعواطف لدى الكثيرين، وتفتقد لاي احساس بالمتعة الجنسية وأسلوب التعامل الحضاري، وترجع ذلك الى افراط بعض الرجال في القوة لفضّ بكارة الزوجة واظهار الفحولة امام الاهل والاقارب”.
ولا يتوقف الضرر على الجانب النفسي لدى الفتيات حسب مختصين عراقيين في علم النفس بل يتجاوزها الى الأضرار الصحية واصابة العديد منهن بالنزيف أو الإجهاض في مرحلة لاحقة.
كما تبين ان غالبية الفتيات يمتثلن لرغبات الازواج الجنسية خلال ليلة الدخلة دون المطالبة بحقهن في المتعة المشتركة.
ويعتبر خبير في علم النفس ان ختان الطفلة يؤدي الى تغلغل مشاعر الكره تجاه عائلتها والمجتمع، كما يولد فيها احساسا بالنفور من الجنس الاخر والدخول معه في صدام دائم او ان تكبت غيضها في صدرها في انتظار لحظة الانفجار.
ويشير المدافعون عن حقوق المرأة إلى ارتفاع نسبة انتحار النساء بحرق انفسهن في شمال العراق، معتبرين هذه الوقائع دليلاً إضافياً على أن المرأة في هذه المنطقة لا تزال تواجه عقبات كبيرة، على رغم الجهود الرامية إلى زيادة الوعي العام بشأن الختان والعنف ضد المرأة.
ووفقا لتقرير صادرة عن جهات حكومية عراقية في 2007 تبين أن 533 امرأة أقدمن على الانتحار أو تعرضن للقتل خلال عام 2006.
وحدد التقرير أنواع العنف الذي يمارس ضد المرأة بالضرب والاعتداء الجنسي والوعيد بالقتل والسب والقذف والزواج القسري والخطف والتحريض على الزواج والإبعاد عن الدراسة بالقوة.
وحمل بعض الإعلاميين الكرد الدين والفتاوى مسؤولية تنامي ظاهرة العنف الموجّه ضد المرأة الكردستانية في العراق.
ويفيد مسؤول بعثة المساعدات للعراق لدى الامم المتحدة بان جرائم قتل النساء في الاقليم الكردي هي من اكبر الانتهاكات لحقوق الانسان في عموم العراق.
وبينما قتلت 137 إمرأة حرقاً في 2007، تعرضت 1300 إمرأة في أربيل لتعجيز جنسي.
وحسب دراسة اجريت من قبل المؤسسات المعنية ومنظمات المجتمع المدني، راحت 35000 إمرأة ضحية جرائم الاعراف أو الانتحار منذ العام 1991 حتى ان البعض ذهب الى حد اعتبار “التواجد كإمرأة هو ذنب في الاقليم الكردي”.
اعداد: لمياء ورغي
ميدل ايست أونلاين