مقالات سياسية

فى ذكرى الأحد الدامي: الامريكان الافارقة يعلنون انهم يناضلون من أجل الديمقراطية أيضا مثل الاوكرانيين

محمد يوسف وردي

اوكرانيا كانت حاضرة فى احتفال الامريكيين الافارقة بذكرى الاحد الدامى اليوم ، لدرجة ان كمالا هاريس نائبة الرئيس التى حضرت الاحتفال بدات كلمتها بالحديث عن ان انظار العالم تتجه اليوم نحو اوكرانيا والشجعان الذين يقاتلون لحماية بلادهم وديمقراطيتهم منوهة بان بسالتهم تذكير بان الحرية والديمقراطية لايمكن ان يعتبرها اى منا كامر مسلم به !!

وفى مثل هذا اليوم قبل 57 عاما وفى تحد للقمع العنصرى خرج مئات السود – فى مسيرة احتجاجية لاظهار رغبتهم فى ممارسة حقهم الدستورى فى التصويت – من سيلما قاصدين مبنى البرلمان فى مونتغمري عاصمة الباما . كانوا جزءا من حركة اوسع كانت قد انتظمت ولايات الجنوب بعد سن قوانين تقيد حق التسجيل فى الانتخابات . لكن الشرطة البيضاء هاجمتهم بعنف وهم فوق جسر ادموند مما ادى لاصابة العشرات ونقل ١٧ شخصا للمستشفى علاوة كسر جمجمة الناشط الشاب جون لويس الذى اصبح فيما بعد من ايقونات حركة الحقوق المدنية وعضوا بالكونغرس لاكثر من ثلاث عقود . كان المؤمل ان تقطع المسيرة الطريق السريع الواصل بين المدينتين والبالغ طوله 54 ميلا ، بثت الصور التى اظهرت وحشية الشرطة فى ذلك اليوم الرعب فى امريكا ما ادى لتعاطف الامريكيين مع مطالب السود وساعد فى حشد الدعم لتمرير قانون حقوق التصويت بعد اشهر قليلة.

ينظر الامريكيون السود لسيلما باعتبارها ( مهد حق التصويت ) ، ولموقع الجسر كارض مقدسة ورمزا لكفاحهم السلمى من اجل حق التصويت للاقليات كلها داخل امريكا ،
وردد متحدثون فى احتفال اليوم ان حرب روسيا فى اوكرانيا هى حرب ضد الديمقراطية تجاوبا فيما يبدو مع صراخ ناشطين سود يقولون انهم يقاتلون من اجل الديمقراطية فى امريكا كما يفعل ريلنسكى فى اوكرانيا ، خاصة بعدما اقرت عدة ولايات تشريعات تقيد الحق فى التصويت وتؤثر بشكل مباشر على الناخبين السود .

وقد تعثرت جهود الديمقراطيين لاستعادة حق التصويت وباءت محاولاتهم لتحديث القانون التاريخى وتمرير اجراءات اضافية لجعله مناسبا بالفشل مؤخرا نتيجة لتصلب الجمهوريين ، علما بان المحكمة العليا كانت قد الغت اجزاء مهمة من قانون حق التصويت فى حكم محبط صدر فى العام 2013.

لقد اصبح احياء ذكرى الاحد الدامى سنويا محطة مهمة للسود – الذين وجدوا انفسهم عالقين مرة اخرى بين الظلم والعدالة وبين خيبة الامل والعزيمة كما قالت هاريس -ليس من جهة تكريم رواد حركة الحقوق المدنية فحسب بل من اجل مواصلة النضال لحماية حقوقهم الدستورية.

ماحدث فوق جسر ادموند فى ذلك الصباح البارد قبل 57 عاما كان نقطة تحول على صعيد المقاومة فقد عبر مارتن لوثر كينغ ومعه الالاف ذات الجسر اكثر من مرة فيما بعد وساروا لمدة خمسة ايام من سيلما لمونتغمرى فى حماية الشرطة بفضل تضحياتهم ، وفوق ذلك كان بابًا للامل عكسته التصريحات الصحافية اليوم لرجال ونساء شاركوا افى تلك المسيرة ولازالوا على قيد الحياة وكانت ابرزها اجماعهم
بانه رغم فظاعة المشهد العالق فى ذاكرتهم الا ان مسألة ان يصبح واحد من السود نائبا للرئيس فى امريكا بدا امرا لايمكن تصوره فى العام 1965 الامر الذى دفعهم للخروج فى المسيرة .

فى ظل فقدان مكتسباتهم التى حصلوا عليها نتيجة للاحد الدامى هل يتعين على السود القيام بما فعلوه من قبل مجددا بخاصة وان التغول على الديمقراطية بات يشكل خطرا حقيقيا ؟!

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..