بنحب الفساد..!

قرار رئاسي بالإبقاء على مدير وقاية النباتات بوزارة الزراعة خضر جبريل في منصبه،والتجديد له لعام،وقضية خضر جبريل ثارت قبل أيام قليلة من قبل ديوان المراجع العام،الذي قضى بإيقاف خضر جبريل،ثم تكسير وزير الزراعة المتعافي قرارا رئاسيا كان قد قضى بإيقافه،المتعافي ينتصر،والقرار الرئاسي الجديد يقضي بإعادة جبريل في منصبه وفق ما أراد المتعافي،ما يعني أن المراجع العام “ينفخ في قربة مقدودة” وهذا نموذج واحد فقط،يكشف إلى أي حد أن تفعيل المحاسبة عسير إلى أية درجة من العسر،وتكشف إلى أي مدى حجم التقاطعات التي تقف ضد المحاسبة،وتثبت أكذوبة لا كبير على المحاسبة،والمشكلة الآن أصبحت في هذه التقاطعات،والحماية التي توفرها الدولة،وفي البال مؤسسات كبيرة ذات وزن لا يستطيع المراجع العام مراجعتها أو حتى الاطلاع عليها،لأنها خط أحمر وفوق المساءلة،لذلك يبقى الحديث عن محاربة الفساد وتفعيل المحاسبة،وحتى إقرارات الذمة التي تنشط فيها وزارة العدل هذه الأيام مجرد ورق مطبوع وعليه توقيع.
السؤال الذي لا يُحظى بإجابة هو كيف لمسؤول يجرؤ على تكسير قرار رئاسي،ثم كيف لقرار رئاسي يتبدل بين ليلة وضحاها ودون توضيح لحيثيات القرار…قضية التقاوى الفاسدة عندما وصلت إلى البرلمان،طلب البرلمان من الوزير وهو المتعافي أن يأتي ليوضح ماذا يجري في التقاوى…المتعافي رفض أن يمثل أمام البرلمان لتتم مساءلته كونه مسؤولا عن الزراعة،وتحجج بأن بلاغ البرلمان لم يصله في مكتبه،بينما البرلمان أكد أن الخطاب تم تسليمه لمكتبه..الرئيس إبان تفجر القضية سئل عنها،رد بقوله إن القضية مجرد كلام ،هكذا يتبين أن الدولة ليست مقتنعة بما يثار من قضايا فساد أو قضايا يشتبه في نظافتها،لذلك لن تجد قضية فساد واحدة طريقها إلى العدالة.
قضية سكر النيل الأبيض التي استقال بسببها وزير الصناعة ورُدت إليه استقالته،وقتها قال الرئيس إن الشعب لابد ان يُملك حقائق ما حدث في سكر النيل الأبيض،بالفعل وحسب الإعلام تشكلت لجان لتحقق في ملابسات سكر النيل الأبيض،لكن الذي حدث أن الشعب لم يُملك الحقائق حول ما حدث..؟ ناهيك عن محاسبة المقصرين.
الملفات المشبوهة التي تتفتح كل يوم أمام العالمين وآخرها تجاوزات ديوان الزكاة الفاضحة،ليست الأولى ولن تكن الأخيرة…تقارير المراجع العام تخرج سنويا فاضحة أشد من العام الفائت،تمر التقارير مثلها مثل توصيات المؤتمرات،ولا شيء يحدث،رغم أن الرئيس تفاخر بأن السودان هو الدولة الوحيدة التي يسلم فيها المراجع العام تقاريره إلى الهيئة التشريعية ويتم إعلانها عبر الإعلام،ضارباً بذلك مثالاً في الشفافية،لكن ما القيمة إذا وصلت تقارير المراجع العام المفضوحة إلى طاولة البرلمان ولم يبت فيها البرلمان ولم يحاسب أحد،بل كان الأفضل ألا تصل إلى البرلمان..والأهون ألا تكشف من أن تُكشف دون محاسبة.
==
الجريدة

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ديوان المراجع العام ليس جديدا وليس من انجازات الانقاذ بل انشاءه الانجليز يتبع لمكتب الحاكم العام وظل طوال العهود السابقة والعهد الحالي محافظا على حيدته كاشفا كل حالات الفساد المالي التي تحدث في مراجعاته ويقدم تقاريريه باستمرار للبرلمان ولكن دون جدوى

  2. اصلا يا بت الناس سياسه الحكومه هي الفساد والافساد وتسمين القطط الفاسده وحمايتها بواسطه جهاز الامن بالمصادره قبل التوزيع والتمكين هو اسواء انواع الفساد ومعناه تركيز ثروه اللاد في يد اهل الحسبه باي صوره والتوظيف بالولاء النوع الثاني في الفساد ويؤدي الي تخريب الخدمه المدنيه ومعلوم ان هذان النوعان معمول بهم منذ 23 سنه وحتي يومنا هذا فاصبح النظام فاسدا ونخر الفساد في مفاصله وعظامه وكل فاسد بيحمي الفاسد الاخر ووصلت بهم الجراه ان يوظفوا جهاز الامن الغير وطني لحمايتهم بالمصادره قبل الطبع واصلا لا يوجد فساد هذه سياسه الدوله ام التقارير والورق الذي تتحدثين عنه فهو للهو والمرح ليس الا

  3. عشره علي عشره ,, بس الناس مفترض تعرف انو لو ما حرامي ما بتكون من الحكومه .. قضايا الفساد الاداري والمالي نزكم الانوف من روائحها النتنه

  4. بس ورينى مسوؤل اوحد استدعاه البرطمان وتم مثوله اى وزير يرفض الحضور ديل البرلمان دا عندهم زى بيت العزاء اذا كان كل وزير يخمى فسد الاخر اى محاسبة تنتظرون محاسبتهم عند زوالهم فقط

  5. اللهم صلي وسلم وبارك علي رسولنا الكريم القائل ( لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطع محمد يدها ) الفساد فعلا نخر في مفاصل دولة المشروع اللاحضاري والله لا استغرب من اي فساد يحصل كل دقيقة في مؤسسات الدولة بعد الذي حصل لأموال الزكاة والحج والعمرة وأوقاف السودانين بالخارج وخاصة في مكة والمدينة وأنا من المدينة والآن وقف المانجلك ناظره واحد حبشي عينته المحكمة السعودية بعد ان فشل جميع من تولاه من السودانيين في أدارتها بسبب الفساد والمحسوبية

  6. اكبر وزير فاشل وزير الدفاع والداخلية سابقا رفض المثول امام البرلمان ثلاث مرات ولكن عندما اراد ان (ينجر) له البرلمان قانونا يذل به المواطن الذي رفض ونبذ حروبه العبثية الخاسرة ..جاء اليهم مذعنا وتم -نجر- ذلك القانون المشين في بضع جلسات وبطريقة مذلة للبرلمان ..؟؟

  7. حكومتنا الرشيدة والخايفة من الله ومن يوم الحساب عليها أن تلغى مايسمى بديوان المراجع العام لانه لالزوم له و ولا تحتاج البلاد لخدماتة ولاننا بلدا فريدا من نوعه عالميا كل وزير فيه يمثل حكومة كاملة متكاملة فهو وزير المالية الذى يقرر الرسوم وبفرض الاتاوات ويحصلها لصالح وزارتة ( جيبة الخاص ) وهو وزير العدل الذى يتهم ويحاكم أى موظف عندة وهو وزير الخدمة المدنية التى تعيين وترفد من يحلو له دون الرجوع لاحد ويستطيع احد أن يقول له بغم…. ونحن تخطينا بمشروعنا الحضارى كافة دول العالم وشطبنا منذ 24 عام مبدأ الاستقالات والمحاسبات والشفافية لانها اصبحت موضة قديمة … لذا لاحاجة لنا بديوان المراجع العام الذى يبل ويموص ويشرب كل عام تقاريرة

  8. مأساة البلد فى رئيسها فهو اكبر فاسد ولاوالف لا ان يكون الفاسد مصلح لان ذلك قول الحق عز وجل ( ان الله لا يصلح عمل المفسدين)

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..