مقالات سياسية

وهم الدولة العسكرية 

يوسف السندي

 
يتصور قادة الجيش السوداني انهم أفهم من المدنيين سياسيا وأكثر قدرة على القيام بدور الحكم والسلطة، هذا التصور نتج عن تراكمات تاريخية ومنهجية غذتها سيطرة رؤساء عساكر على معظم فترات الحكم في السودان، بينما لم يحكم المدنيون سوى فترات بسيطة متقطعة لا تكاد تذكر.
حكم عبود ست سنوات، النميري ١٦ سنة، البشير ٣٠ سنة، وهاهو البرهان يحكم ثلاث سنوات، ويمكن إضافة سنة حكم سوار الذهب الانتقالية، مقابل هذا حكم الازهري اقل من سنتين، عبدالله خليل حوالي سنتين، محمد احمد المحجوب اقل من سنة، والصادق المهدي حوالي خمس سنوات متقطعة على فترتين.
فترات سيطرة العسكر الطويلة على الحكم مقارنة مع فترات سيطرة المدنيين القليلة انتجت هذا الجو النفسي الوجداني والتغذية السيكولوجية المنهجية التي تصور لقادة الجيش احقية العسكر في حكم السودان.
العسكر حين حكموا السودان حكموا بطريقة منفردة، بسلطة كاملة باطشة، جعلت زملاءهم في السلك العسكري يفعلون ما يشاءون في الحكم والسلطة وفي المدنيين، وهو عكس فترات حكم المدنيين التي كانت فترات حكم ديمقراطي لم يكن لرئيس الوزراء يد مطلوقة ليفعل ما يشاء، بل كان مقيدا بالبرلمان المنتخب من الشعب وبالدستور، وهذا أظهر سلطة العسكر كأنها سلطة قوية وسلطة المدنيين كأنها ضعيفة، مما زاد من ايمان العسكر الكاذب بجدارتهم في الحكم.
كذلك هناك طيف سياسي مدني انتهازي ظل يدعم حكم العسكر، ويصور لهم انهم الأجدر بالحكم، في سبيل تحقيق منافع ذاتية بعيدة عن الوطن والشعب، وهو ما زاد من وهم هذه التصورات وصحتها في وجدان وعقول العسكر.
ثورة ديسمبر تواجه الان هذا الايمان العميق لدى قادة الجيش الذين يتصورون بأنهم الاوصياء على السياسة في هذا البلد، وأن السياسيين المدنيين مجرد مهرجين، وان الشباب في الشوارع مجرد مغفلين تسوقهم شعارات اليمين تارة وشعارات اليسار تارة، وأن السودان لا يمكن أن يحكم الا بواسطة عسكري وعصا غليظة.
حكم العسكر السودان لفترات طويلة والنتيجة ما نراه الان من تردي وتأخر وغرق في الحروب والانحطاط الاقتصادي والصحي والتعليمي والاخلاقي، مما يثبت وهم الدولة العسكرية وزيف تفوق العسكر.
العالم بما فيه افريقيا يرفض الان الانقلابات والحكم العسكري مما يوضح ان عقلية تفوق العسكر قد اصبحت من التاريخ، إلا في عقول بعض القادة العسكريين السودانيين.
تغيير هذا الإيمان العسكري المزيف ومواجهة الانتهازيين المدنيين هو معركة ثورة ديسمبر، وهو السبيل الصحيح لوضع السودان في طريق المجد، وهو بالضبط ما يقوم به شباب ثورة ديسمبر البواسل ويقدمون في سبيله الارواح والمهج، فمن تقاصر او تاخر عن دعمهم فليراجع منطقه وعقله ووطنيته.

‫4 تعليقات

  1. اصلا العساكر ديل لا بفهموا ولا يستحوا يعني الدكاترة ديل هم من نخبة المهنيين في البلد دي لاهم ولا اساتذة الجامعات ولا المهندسين لا طالبو ولا لمحو تلميح وقالو عايزين استثمارات وامتيازات ولم يطالبوا بوزارة في تخصصهم نفسه خليك من المطلبة برئاسة حكومة ويتكلموا مع شعبهم بكل ادب واحترام الواحد فيهم ما يرفع عينه على خفير لو اكبر منه ويجوك العسكر جماعة صفا وانتباه وضرب نار بكل وقاحة وقلة آدب يقولوا ليك انحناء اوصياء على البلد دي على شنو ما ادري على حلفا الغرقتوها ولا حلايب وشلاتين والفشقة التركتوها وهربتو ولا الجنوب الفصلتو ولا دارفور الدمرتوها ومليتوها مليشيات بس أنا عايز المنطق العايزين يحكمو بيه البلد دي ما ممكن يعني الناس دي لا تفهم ولا تستحي دي مصيبة شنو الوقعنا فيها دي.

  2. دام هناك مستوى مخيف من الجهل والامية والطائف السياسية ممكن يكون حكم العسكر على علاته افضل بكثير من حكم المدنيين الانتهازيين الفاسدين.
    انت تقول في الحكم المدني يد الحاكم غير مطلوقة وهناك برلمان وهناك محاسبة الخ
    الكلام دا ممكن تخدع ببه الأطفال الذين يتظاهرون ولكن ليس من جرب حكم هذه الاحزاب
    تتذكر لما سيدك الصادق حكم السودان بعد انتفاضة ابريل؟ ما بتذكر اول شي عمله هو سحب 19 مليون من خزينة الدولة بواسطة وزيره للمالية بشير عمر وهي تعادل بأموال اليوم 19ترليون.
    ولما انكشف قال دي تعويضات لآل المهدي!!!!!!
    وينو البرلمان وينها الشفافية وينها المحاسبة وينها الوطنية ام ان الفلوس التي ينهيها سيدي فيها البركة.
    نفس الشي المنصورة لما جابوها الخارجية اول ما قامت به تزوير نتائج القبول للخارجية لصالح جماعتها.
    للاسف نحن في وهم الدولة المدنية التي ظلت كلما تم تطبيقها في السودان تصيب الثوار بالاحباط والألم. القضية في تقديري هي حاجتنا لأسلوب حكم يناسب السودان يقوم على كاريزما الديكتاتور العادل غير المؤدلج وغير ذلك اوهام واضاعة وقت

  3. قد يبدو حديث الأخ ربيع غريبا
    ولكنه بجد الحل الوحيد للسوداحكم دكتاتوري يتسم بالقوة والعدل
    وتطبيق بقوانين في غاية القوة عشان البلد تستعدل

    الهتاف للمدينة لا يراعي الواقع ابدا
    والمطلوب
    دكتاتورييييييياو

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..