مقالات وآراء

درس إستقالة القراي

الدرس المستفاد في قضية القراي هو ان هذا الوطن لا يمكن في وقت الثورة أن يقاد بالفردية والاستعلاء، حاول المجلس العسكري ان ينفرد بالحكم فأعاده الشعب إلى صوابه، حاول القراي فرض منهجه المعيب على الشعب فتمت إعادته إلى علبه، هذا الشعب رفض الفردية والشمولية عبر السنين ولن يقبلها الآن ولا في المستقبل.

رفض الشعب فردية نظام عبود، ورفض فردية الانقلاب الشيوعي في ١٩٦٩، ورفض فردية الانقلاب الكيزاني في عام ١٩٨٩، وثار على الشموليات الثلاث ورماها في سلة المهملات، ولكنه لم يثر ابدا على الأنظمة الديمقراطية الثلاثة التي حكمت السودان، ولن يثور مستقبلا على أي نظام ديمقراطي، وذلك لسبب بسيط هو أن نظام الفرد والجماعة الواحدة يستخدم القهر والكبت والسجون وبيوت الاشباح والسلطة والمناصب ليفرض رؤيته الأحادية على الشعب غصبا عن طبيعته وثقافته وتدينه، بينما النظام الديمقراطي يحكم الشعب برضائه واختياره لا يقهره ولا يسجنه ولا يعذبه، كما يخضع النظام الديمقراطي لمراقبة الشعب نفسه عبر سلطته التشريعية والقضائية والسلطة الرابعة- الصحافة والاعلام، لهذا يفهم الشعب جيدا الفرق بين الشمولية والديمقراطية ولن يخدعه احد ولن يستجب لأي وصاية شمولية خلال فترته الانتقالية.

لذلك رفض الشعب منهج القراي، ورأي فيه ملامح الشموليين الكيزان والنميري وعبود، الشموليين الذين يفرضون على الشعب ما يريدون على طريقة فرعون ( لا اريكم الا ما ارى)، ومن العجب ان موقف الجماهير لم يجد القبول عند بعض الأحزاب كالشيوعي والحزب الجمهوري جناح أسماء محمود محمد طه، اذا شبهت هذه الاحزاب ما حدث للقراي بأنه سرقة للثورة!! الثورة بالطبع عند الشيوعيين وحزب أسماء لا تنتصر الا اذا أصبح السودان احمرا ومؤمنا بالرسالة الثانية لمحمود، هؤلاء فهمهم للثورة ذاتي وليس وطني، الثورة التي لا تحقق اهدافهم هم الخاصة هي ثورة مسروقة ونية ولم تسقط بعد، هؤلاء ينسون أن الثورة هدفها الأساس هو نهاية حكم الفرد وإقامة حكم الشعب، وهم لا يريدون الشعب أن يحكم، ولا يريدون الشعب أن يعبر عن رأيه حتى في فترته الانتقالية، يريدون أن يصنفوا الشعب المخالف لهم في الفكر والمنهج إلى طائفية ورجعية ويظنوا انفسهم أوصياء عليه وعلى خياراته، لذلك لا نتوقع أن تنتهي أبدا موضة ( لم تسقط بعد ) هذه ما لم يصعدوا هم إلى الحكم، سيواصلون في التصعيد والفوضى في كل الأحوال والظروف ولن يقبلوا باي انتخابات لانهم يعلمون سلفا انهم بلا رصيد وسط العامة، وفرصتهم الوحيدة للصعود إلى الحكم هو استغلال عاطفة الاجيال الجديدة والتجارة بدماء الشهداء للوصول عبرها الى السلطة، فهل الأجيال الجديدة سلعة قابلة للتجارة؟!

يوسف السندي
[email protected]

‫9 تعليقات

  1. منو القال ليك الشعب رفض المنهج
    ما تتسرع وتلفح الكلام المنهج دا
    باق ولو ذهب القراي ما تقعد تعوم
    عوم كيزان لو ما بقيت كوز

    1. بدا الكيزان في الظهور ولكن حتي لو،دخل الجمل في سم الخياط لن تاتوا للحكم مرة أخرى عليكم اللعنة.

  2. والله هذا الكاتب ما ترك مناسبة والا كال الهجوم على القراي ومن قبل الدكتور اكرم . يا اخي انت مع الثورة ولا مع الفلول منو قال ليك وعرفت كيف انه الشعب ضد تغيير المنهج. هل عملت استفتاء عشان تعرف راي الشعب . ولا الشعب عندك هم الكيزان. يا اخي اتقي الله ولو ما قادر تكون موضوعي في كتابتك شوف ليك شغلة تانية ارحم ليك . قال كاتب صحفي قال. خلاص نوم قرير العين فقد ذهب اكرم التوم والقراي. وبعد شوية نط لينا في زول تاني كرهه وظيفته. انت لو فيك ذرة وطنية وفعلا مع الثورة كان اتكلمت في المجلس العسكري ولا قوات الدعم السريع اللي بتقتل في الشباب في الشوارع بدون سبب. لعنة الله على من شجعك لتكون صحفي.

    1. في السودان هناك علاقة عكسية بين الدين والاخلاق حيث ينقص احد المتغيرين بزيادة الاخر وهذا ملاحظ بشكل كبير وثانيا صورة مايكل انجلو وغيرها موجودة في كثير من الكتب في السودان ولها ثمانية سنوات في المقرر الدراسي في جامعة ام درمان (الاسلامية) لماذا لم تقوم تلك الثورة ضد هذه الصورة والبكاء والصراخ في المساجد ولا الصور اصبحت مسيئة للذات الالهية الآن فقط ، انا ما عارف الاسلاميين في السودان وربما غير السودان ما عندهم اخلاق وغير صادقين لا مع انفسهم ولا مع الاخر

    2. قال صورة مايكل انجلو قال يا رررررررراجل أنت جاد اول مرة اشوف انسان كاذب ومنافق يدعي انه مناضل وغيور على الاسلام ياخي استحي من ربك لو ما بتستحي من الناس انت زيك زي الكوز الكاذب الاسمه السندي مافي فرق بينكم

    3. المهوسين دينيا لا يفقهون في الفن الرفيع شيئا وكل فهمهم من السرة وتحت وتكبير الكروش والجعبات.

  3. السبب هو اننا ابتلينا برئيس وزراء ضعيف وجبان لا يجرؤ علي مواجهة هاؤلا الاوقاد

  4. جوهر الصراع ليس بين قوى ( الايمان ) و قوى ( الالحاد ) الزميل الصحفى يوسق السندى انما بين ( قوى المدنية و الديمقراطية و التغيير الحقيقى ) و بين ( قوى الثورة المضادة)
    تبدو محايدا..دوما..و لكنك غير ذلك..بهذا المقال ظهرت على حقيقتك..انت ضد الكيزان و فى نفس الوقت ضد الشيوعيين يعنى انت ( سلفى انصار السنة)
    اظهر و ابان عليك الامان ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..