أخبار السودان

الأجانب والسرطان.. أكثر من قضية

عند بزوغ شمس اليوم سوف تشرع وزارة الصحة ولاية الخرطوم في تنفيذ القرار الأخير لوزير الصحة مأمون حميدة والقاضي بعدم صرف وتداول أدوية السرطان في القطاع الخاص وذلك حسب التوجيه الصادر لمدير المركز القومي للعلاج بالأشعة والطب النووي بالمنع نهائيا من صرف الأدوية الخاصة بعلاج السرطان لأي مريض أو طبيب في القطاع الخاص على أن يتم صرف فقط عبر المستشفى الحكومي والمتخصص أي الذرة الآخر وجد الكثير من الاستحسان لدى الجهات العاملة في القطاع الخاص لجهة أنه يوفر الأدوية المجانية لمواطنين ويضمن توفرها

تقرير: زينب أحمد
وعلى حسب حديث عدد من المختصين فإن القرار ربما جاء متأخرا بعض الشيء حيث إن المركز القومي للعلاج بالأشعة ظل يقدم خدمة العلاج المجاني لعدد من الدول المجاورة منذ إنشائه رغم التكلفة العالية العلاج، مشيرا إلى السودان هو الدولة الوحيدة الذي يقدم خدمة العلاج المجاني لمرضى السرطان الأجانب
وعلى حسب حديث الدكتور معز حسن بخيت، الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة ولاية الخرطوم، فإن القرار ينصب في المقام الأول لمصلحة مرضى السرطان ويضمن معالجة المرضى مجانا داخل المستشفى الحكومي، مضيفا من المعلوم أن أدوية السرطان باهظة الثمن وقد لا يستطيع المرضى توفير ثمنها ومنع تداولها في القطاع الخاص يضمن التغطية الكاملة لمرضى كما أن خروجها للقطاع الخاص من شأنه أن يضاف من احتمال عدم السيطرة عليها مجمل حديثه بقوله باختصار فإن القرار يضمن ضبط صرف الدواء مع ضمان مجانية كاملة لعلاج المرضى.
مضيفا بقوله نحن في الحوادث لا نفرق ما بين المواطن السوداني والأجنبي في العلاج ويتم توفير العلاج لكليهما مجانا أي السوداني والأجنبي على حده سواء قبل أن يستدرك بقوله لكن في حالة العلاج المستديم ومنها أدوية السرطان فإننا نوفر العلاج فقط للسوداني حيث إن جرعات السرطان تكلف ملايين الجنيهات، مما يشكل عبئا اقتصاديا على الدولة والمريض نفسه.
وانهى المعز حديثه قائلا: لـ(التيار) أمس (الأربعاء): حتى نضمن نفاذ القرار فإن الجهة الوحيدة المسؤولة عن توفير الدواء هي المركز القومي للعلاج بالأشعة والطب النووي عبر مستشفى الذرة على أن يتم توجيه الامتدادات الطبية بتسليم الدواء للجهة المسؤولة مباشرة.
معاناة لا تنتهي
في الاتجاه المعاكس ظل مرضى السرطان يعانون الأمرين في سبيل توفير العلاج نسبة للزيادة المقدرة بالإصابة بالمرض ومعظمهم يأتون من الولايات البعيدة بحثا عن علاج، حيث إن المرض يشكل تحديا حقيقيا لحياة المئات من المواطنين رغم عدم توفر إحصائيات دقيقة لعدد المصابين بالمرض، لكن الشاهد في الأمر وعلى حسب المختصين فإن المرضى في زيادة مستمرة لعدة أسباب في مقدمتها ارتفاع نسبة الفقر، وتشير تقارير سابقة إلى أن الذين تلقوا العلاج في الفترة الأخيرة بمستشفى الذرة بالخرطوم بلغ نحو 3000 مصاب، إلى جانب عدد من الحالات التي لم يبلغ عنها، وأكد ذات التقرير أن أكثر المناطق إصابة هي المناطق الريفية مقارنة بالمناطق الحضرية وكشفت الأبحاث عن إصابات الأطفال دون الـ16 عاما قد سجلت ارتفاعا ملحوظا خلال الست سنوات الماضية.
ويضيف المختصون في مجال العلاج بالطب النووي والأشعة أن ضعف التوعية بمخاطر المرض واحدة من أسباب تفشي المرض حيث إن جهل العديد من المواطنين بالمرض والمخاطر ساهم في انتشار المرض، لجهة الاستخدام غير الرشيد لبعض الأدوية والعقاقير الطبية بالإضافة لنقص الكالسيوم في الجسم وتناول التبغ والشيشة.
الذرة
رغم توفر عدد من المراكز الخارجية للعلاج في بعض الولايات، إلا أن المرضى ظلوا على صلة دائمة بمستشفى الذرة بالخرطوم، الذي يشدون له الرحال من اجل العلاج، حيث إن المركز يوفر العديد من المختصين في علاج المرض الأمر الذي ادى لتكدس المرضى، وبالتالي ضعف التغطية الكاملة لكل المرضى إلى جانب تعطل بعض الأجهزة من حين لآخر الأمر الذي يستدعي سخط المرضى والمرافقين لهم حيث إن المركز شهد قبل فترة ليست بالقصيرة خروج عدد من المرضى ساخطين من التأخير في العلاج الشيء الذي بررت وزارة الصحة ولاية الخرطوم لاحقا بتعطيل إحدى الأجهزة.
كل هذه المعاناة حسمها وزير الصحة ولاية الخرطوم، مأمون حميدة في اتجاه مصلحة المريض بالقرار الأخير على أن يتم توفير العلاج منذ مطلع أكتوبر الحالي مجانا بنسبة 100%.

التيار

تعليق واحد

  1. بس موضوع علاج الأجانب مجانا دا غريب شوية!! أعداد السودانيين المصابين بالمرض في تزايد والعلاج تكلفته باهظة. فكيف يستقيم ذلك؟!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..