خندق الخرطوم العظيم ..!!

قبل ايام كانت الطائرة (صافات) السودانية الصنع تطير على ارتفاع منخفض فوق جسر المنشية.. في جوف الطائرة فريق من المهندسين السودانيين وبجوارهم عدد من ضباط شرطة المرور..فوق الأرض ومن داخل غرفة التحكم المركزية كان عدد من المسئولين يتتبع رحلة الطائرة المزودة بكاميرات مراقبة عالية الكفاءة ..التجربة المشتركة تحاول تحسس أزمة المواصلات بعيد الإغلاق المؤقت لجسر المنشية .
في هذا الصباح وفي شمال ام درمان استيقظ نائب والي الخرطوم مبكرا..المهندس الشيخ الصديق سيدشن الحملة الرسمية لبناء خندق حول الخرطوم..الخندق سيبلغ طوله (180 ) كيلومتر..الهدف الرئيس من الخندق حماية الخرطوم من الأعادي..خندق الخرطوم سيمتليء بالماء..أرجوك عزيزي القاريء لا تسال من اين يأتي هؤلاء بالماء وحي (بري) الذي يرقد على ضفاف النيل ينتفض سنويا بسبب العطش.
حتى لا يحتج الناس على هذا الهدر المالي فقد أوردت الزميلة المجهر ان خندق الخرطوم العظيم سيصاحبه حفر آبار بغرض توفير المياه للمشاريع الزراعية.. ومن باب أمانة الملكية الفكرية فان اقتراح الخندق يعود لمولانا الفاتح عزالدين المنصور ..وقتها كان الشيخ المنصور معتمدا صغيرا على ام درمان.. ويبدو ان المقترح قد حاز على الرضاء الرسمي فقفز صاحبه بدون مقدمات الى قبة البرلمان رئيساً للهيئة القومية التشريعية.

في تقديري ان ولاية الخرطوم تريد ان تستخدم السيف في مواجهة الدبابة..فكرة حماية العاصمة بحائط ترابي أو ترعة عميقة لن تحقق المراد..حينما يهم العدو بمهاجمة الخرطوم سيتسلل من حيث لا تحتسب الحكومة.. هل تتذكرون كيف شق قتلة الدبلوماسي الأمريكي قرانفيل نفقا بالقرب من بيت مدير السجون..ستة اشهر وهم ينحتون في الأرض حتى خرجوا (بسلامتهم) من السجن ومازال بعضهم حرا طليقا.

هذه الفكرة ياسادة ستزرع الخوف ولن تحقق الأمن .. ستبدو الخرطوم مثل مدينة من القرون الوسطي تحصن حدودها بأسوار عالية..من هذه المياه المحيطة ستزحف جيوش من البعوض لتهاجم مواطني الخرطوم.. المياه غير المتحركة ستجلب التلوث..كل زائر للخرطوم سيحس بالهلع وهو يرى السدود الترابية .

بصراحة ..من الأيسر والأقل كلفة ان تشتري الخرطوم سور افتراضي.. التقانة الحديثة تجعل لكل. مؤسسة حدودا وهمية..عبر تقانة حاسوبية بسيطة تستطيع غرفة الرقاب المركزية ان تحدد أي خطر يتهدد حدود ولاية الخرطوم.. ومن قبل ذلك ان تحصن السلطة بالعدل وبقدر ابتعاد القيادة من التصريحات التي تستخف بالآخر وتجعله في وزن الذبابة.

سيدي والي الخرطوم ابحث عن المستفيد من الخندق ..دائماً وراء الأفكار الساذجة رجل ذكي جداً.. كيف ياسادة لبلد تستخدم الطائرة في تنظيم المواصلات وتحمي نفسها بخور طوله مائة وثمانين كليلو متر.
(التيار).
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. والله العظيم كل يوم اكتشف بأننى جاهل ولا افهم شئ من حولى – حكاية الخندق التى شرحها عمود الاستاذ الظافر جعلتنى اقتنع بأننى انسان جاهل لا اعرف كوعى من بوعى فى طلاسم ما يجرى فى بلد الاساطير الانقاذية. العزاء الذى أحسه فى دخيلتى أننا حصلنا بالفعل على كاتب عمود جرئ وسلس التعبير اسمه الظافر

  2. فالسيول لاتغير مجراها وإلي النيل منتهاها بدلاً من إنشاء قنوات مائية وصرف صحي لتصريف المياه إلي النيل يفكر هؤلاء ببناء سدود ترابية فماذا فعلت السدود الكهربائية حتي تنجح تلك الردميات لصد مياه الامطار اموال تهدر من اجل المصلحة الخاصة .

  3. ( الذين أمنوا و لم يلبسوا ايمانهم بظلم أولئك لهم الأمن و هم مهتدون ) … صدق الله العظيم .

    للأسف عودتنا الانقاذ أينما يكون هناك مشروع انشاء وهمي و هلامي لايرجي منه !!! فابحث عن المآكلة !!!

  4. الإنقاذ بت حاول بوسائل من القرون الوسطى على المحافظة على الخرطوم حيث يسكن الريس والطيار بتقوم وباقى السودان ممكن أية دولة تريد الاحتلال مرحب بيها، الجماعة ديل عايزين يموتونا كمدا. هات الدواء يالفاتح جبرا

  5. الطائرة صافات السودانية الصنع .بلاى انت ياود الظافر مصدق انه في طيارة صناعة سودانية ولا مامصدق لكن بتخدم فى جماعتك وعايز تهبل بينا؟

  6. إذا صحت حكاية الخندق دي، وأكيد مافي دخان من غير نار، خاصة أن صاحب الخبر من أهل الدار، بذلك يكون تم التحكم في البر، طبعا حايكون في بوابات ذي بوابة عبدالقيوم وتفتيش وكلاب بوليسية وعساكر خلف المتاريس جاهزين قدامهم لوحة كبيرة مكتوب عليها وروني العدو وأقعدوا فراجة، وبما أن الجو محمي بالنظر والكفوف الضارعة مايجي منو خطر، ولسان الحال يقول الماشي بالواطة بنحاول فيهو لكين الجاي من السماء إن قدّرتنا بيهو، وبعد ما حفروا الخندق بالطواري وماشالونا باللواري فضل لينا البحر (النيل)، أكيد الداير يدخل ده ممكن يغير اللاندكروزرات باللنشات، وفيو وين ما داير لا إشارة لا شارع مقفول لا زحمة، فأنا شايف موضوع الخندق نضيف عليه طوابي علي النيل ذي حقة الخليفة عبدالله، لاكين ماتبقو ذي الخليفة تسوها وراكم الجيش في كرري والطوابي في الملازمين، و ..الله يستر من ذات الطوابي.
    آخر الكلام……. مصائب قوم عند قوم فوائد، عجائب مش؟

  7. هذه فكرة ليس لحماية الخرطوم إنما الفكرة هي الزراعة حول منطقة امدرمان لأنه هذه المناطق خصبة وهي أن تشق الترعة من النيل وليس آبار وراجع معلوماتك وهي ترعة للزراعة وهذا المشروع مدروس وعلي راسه مهندسين وانا ماكوز لكن ماكل مشروع فاشل

  8. عندما قال وزير الدفاع ان افراد القوات المسلحة – طبعا المو اصلهم جنجويد- مرتباتهم ضعيفة قال الشيخ الكبير شيخ الحركة الاسلامية الزبير لياخذ المقاتل حقه من الغنائم لاحظوا ان الشيخ المقترح حل المشكلة من الغنيمة كان وزيرا للمالية فى وقت من الاوقات اظنه فى ذلك الوقت كان يتخيل نفسه كابى الاسود الدؤلى امين بيت المال فى البصرة ايام الخليفة على بن ابى طالب اما الذى اقترح الخندق حول الخرطوم ايها السادة فهو يتخيل نفسه فى موقف سليمان الفارسى ايام غزوة الاحزاب هؤلاء عاشوا لربع قرن ويعشون الان وهما كبيرا لكن وهمهم لا يسنده السلوك القويم لم يسرق الدؤلى من بيت المال وانما وقف ضد عبدالله عباس حبر الامة والى البصرة عندما امتدت يده الى مال المسلمين ما علينا ولكن هؤلاء الموهومين وبدون ان يتناسب سلوكهم مع الوهم حيجننونا ويذهبون بنا الى مستشفى التجانى او مصحة كوبر

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..