رفاعة، العلم و النور و الجمال!! (صور)

حسن وراق
@ مع اريج نسمات الشتاء الذى تتوق اليه النفوس و تهفو اليه القلوب ، يتمدد الصفاء ارصفة في ربوع مدينة رفاعة التي تحمل الدفء و السرور و البهجة حيث يتزامن فصل الشتاء مع انطلاقة موسم الحراك الثقافي الخصيب و الابداع الانساني المترع بالجمال الذي أصبح طقساً مميزا لمدينة رفاعة و هي تحتفي بالعديد من المناشط الاجتماعية و الثقافية الابداعية التي يتسابق و يتنافس فيها ابناء المدينة الذين أعطوا و ما إستبقوا و قدموا و لم يبخلوا في اقامة الصروح و الفعاليات و العطاء الانساني الفريد في زمن عزت فيه التضحية وتراجع فيه الاقدام . عقد ابناء رفاعة العزم ان ينطلقوا بمدينتهم تحديا فوق علالي صروح المجد غرّة علي هامة الزمان وبين جماهير الولاية جسارة و اقدام يحلقون بجناحين من المتعة و الإدهاش بمنظمة رفاعة للجميع و منظمة شباب النهضة و تتربع جمعية فلاحة البساتين ممسكة بإيقاع دفة التحليق بحكمة و توافق و انسجام لأنها رمانة ميزان منظمات المجتمع المدني في رفاعة ، تنثر العطر و الرياحين و تزرع الجمال و البِشر و البشارة في معرضها السنوي الذي أصبح رزنامة تميز طقس رفاعة الثقافي و الابداعي الذي ينطلق في العاشر من شهر فبرائر القادم احتفاء بالعيد رقم 30 للجمعية.
@ موسم الحراك الابداعي في رفاعة تزامن مع زيارة رئيس الجمهورية الذي قام بافتتاح مستشفي أحمد نصرالله للاطفال و الذي شيدته منظمة شباب النهضة برفاعة كأحد اضخم الصروح الصحية في الجزيرة من ثلاث طوابق و بتكلفة تفوق 9 مليارات من الجنيهات و شرعوا في تشييد مستشفي للنساء و التوليد من طوابق ثلاث ايضا كل ذلك بجهد و مساهمة ابناء رفاعة في الداخل و في الخارج .إذا كانت منظمة شباب النهضة قد آلت علي نفسها العمل في مجال التشييد و البناء و تنفيذ المشاريع العملاقة بجانب بعض الجوانب الخدمية ، هنالك الجناح الآخر الذي يحلق برفاعة و هو رابطة رفاعة للجميع التي لا تعرف الموسمية ونذرت نفسها لمناشط تتسم بالاستمرارية في كافة المجالات و طوال العام فلها أعمال جليلة في مجال التعليم و تحفيظ القرآن و دعم كلية طب رفاعة الجامعية و توفير النواقص من اجهزة و وسائل و ادوات معامل و تزويد القاعات باجهزة الميديا و اعمال الصيانة و البناء و الانارة .
@ في المجال الصحي نهضت الرابطة بدعم مستشفي رفاعة و توفير اجهزة و ثلاجات و بئر ارتوازي و ملحقات الصرف الصحي و توفير أسّرة و مولد كهربائي و اقامة مخيمات لمرضي القلب والعيون وتوفير نظارات و سماعات وكراسي معاقين و كفالة بعض مرضي الكلي . إهتمت رابطة رفاعة للجميع بالنشاط الثقافي طول العام بإقامة منتدي بابكر بدري الثقافي الذي ينطلق من دار رابطة رفاعة للجميع منتدي اسبوعي استضاف عدد من الادباء وتدشين بعض الكتب و احياء التراث الشعبي عبر (ليالي الحقيبة) وقد ساهمت رفاعة للجميع بشكل دوري في معرض جمعية فلاحة البساتين في رفاعة بمعرض دائم خاص برموز و شخصيات رفاعة بجانب معرض الخطاط العالمي ابن رفاعة الراحل عثمان وقيع الله . ساهمت رفاعة للجميع في نشاط اجتماعي ضخم برعاية وكفالة الايتام وتوفير شنطة المدارس و كيس الصائم لاكثر من 1000 اسرة ومناشط يضيق عن ذكرها المجال.
@ رابطة رفاعة للجميع يكفيها فخرا فقط لو أنها إكتفت بحفل التأبين الراقي الذي أقامته الرابطة يوم السبت الماضي للراحلة المقيمة الاستاذة عائشة مالك حاج الخضر احدي رائدات التعليم الأُوَل التي توفاها الله في نوفمبر الماضي 2017 بعد حياة حافلة بالعطاء و البذل قبل تخرجها من معهد تدريب المعلمات بام درمان عام 1965 حيث درست علي ايدي الرائدات الاوائل الاستاذة حليمة الطيب و الاستاذة نفيسة ابوتركي . عينت بوزارة المعارف في اول يوليو 1960 استاذة بمدرسة بنات الحصاحيصا الاهلية و عملت في كل من الكاملين و شندي ورفاعة و المؤتمر الثانوية بمدني و مديرة في الهلالية و امل المجتبي ثم رئيسة للتعليم برفاعة . كانت أول مشرفة تربوية علي نطاق الاقليم الاوسط و ثاني مشرفة تربوية علي نطاق السودان و مستشارة تربوية للمحافظة . تقاعدت عن العمل في 2000 . جمعت الوثائق الخاصة بتاريخ التعليم في رفاعة وسلمتها لدار الوثائق القومية . من مؤلفاتها كتاب (رواد التعليم و اصحاب المنشآت التعليمية برفاعة) . تأبين الاستاذة عائشة مالك حاج الخضر كان يوم تكريم أنيق للعلم و المعلمين في شخص الراحلة التي تستحق أن يحتفي السودان بسيرتها التي عطرت حفل التأبين الراقي الذي أحسنت و أجادت في إخراجه رفاعة للجميع . شنفت فيه الآذان كلمات رائعات من المتحدثين زملاء و زميلات الراحلة وأسرتها وقصيدة اللامية العصماء للشاعر المهندس عبدالعزيز عبدالله نعمة ذات ال 55 بيتا في رثاء الفقيدة وسط حضور نوعي مميز و متحضر وبرنامج متخصص فريد زينته عبارات معتمد المحلية الشامي خفيفة الظل و قد تعهد بإطلاق اسم الراحلة علي أكبر صرح تعليمي بالمحلية. نعم إنها رفاعة أصيلة المدائن و مهد العلم والنور و الجمال و القادم أحلي دائما في رفاعة.