الطيب مصطفى وموسس

الطريق الثالث

بكري المدني
[email][email protected][/email]

الطيب مطصفى وموسس

* كثيرون لم يقبلوا بحكم المحكمة التى قضت بإعادة الطفل الشمالى هوية (موسس)والجنوبي تربية الى امه الجنوبية هوية وعرقا ودولة من بعد ان اعادته الشرطة من مطار الخرطوم ?حيث كان فى رحلة العودة الى وطنه الأول من خلال الشك في انه مختطف وذلك للفرق الجيني بين موسس وامه المربية وحكايته بإختصار لمن فاتته المتابعة ان موسس ولد في الشمال (السودان)لأبوين مجهولين وتبنته في الخرطوم ?قبل الإنفصال بسنوات اسرة جنوبية كسبت الدعوة فيما بعد وعاد اليها موسس وهى راحلة للجنوب
* لقد كنت مهتما ههنا بقراءة ما سوف يكتبه المهندس الطيب مصطفى (الراعي الرسمي) لمشروع انفصال جنوب السودان عن شماله سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ولم يخيب الرجل ظنى اذ مضى الى انتقاد الحكم الذى اعاد طفلا شماليا الى اسرة جنوبية وان لامس قلبه شئ من حنان نادر وهو يدعو الى النظر للأمر من زاوية اوسع !
* ان الغريب في الأمر ان يدعو المهندس الطيب مصطفى في حالة (موسس)بالنظر للأمر من زاوية اوسع مما يحتمل قبول عودة موسس الشمالى الى اسرته الجنوبية ولا ينظر (الطيب )من زاوية اوسع لموضوع اكبر تعلق بالوطن الكبير والشعب الذى كان واحدا ؟!
*ان المهندس الطيب مصطفى حرق كل المشاعر وتجاوز الكثير مما يجمع بين شمال وجنوب السودان وهو في غيه ذلك لتقطيع كل آصرة كانت تجمع بين الخرطوم وجوبا حتى ان كانت عاطفة ناشئة كالعاطفة بين موسس الشمالى وامه الجنوبية وكان مصطفى ولا يزال يصنف كل من دعا للوحدة او عمل لها بالضعيف والمنبطح وغير الموضوعى مع ان هناك كثير من الأشياء القوية التى تحس ولا تقال !
*كان حري برئيس منبر السلام العادل ان يعلم ويحس بأن هناك الألآف من الحالات التى تقارب وتطابق حالة موسس في العاطفة وان لم تكن في المثال والتى تتطلب نظرة من زاوية اوسع
*ماذا عن الأسر الشمالية والجنوبية والتى عاشت لعقود متجاورة ومتساكنة ومتعايشة وماذا عن القبائل في مناطق التمازج وماذا عن المصاهرات وزمالة الدرس وماذا عن سنين العمل في المؤسسات وكل هذى وغيرها من مشاعر انسانية كانت تتطلب النظر من زواية اوسع لولا ان الطيب مصطفى نفسه قد ضيق على الناس واسعا !
* طبعا ليست المشاعر هى التى جعلت المحكمة المحترمة والقاضى المحترم يحكم لصالح عودة موسس الشمالى الى امه الجنوبية ولكن هناك الكثير من الأسباب الموضوعية والحقائق الواضحة والتى جعلت قرارا جرئيا كهذا يصدر واسرة موسس في انتظاره بالمطار وان كان الأمر كذلك فلا شك ان ما يجمع بين الشمال والجنوب اكبر واوسع مما بين موسس وامه لو ان حالة الوطن كانت قد وجدت قاضيا عادلا وواعيا بمخاطر الإنفصال.

تعليق واحد

  1. ان بلدًا يكون امثال، الطيب مصطفى، احد مفكريها الذين تعمل وفقا لرؤيتهم (حري) بها وصول (المزبله)، وان تكون اسفل سافلين بين (زفرات)، المتضور جوعا، وشهيق الموت، المتحكم في مفاصل هذه الدولة السودانية المكلومة، التي استعصى (آخر ليلها)، ان ينجلي، بصبح ابلج، وما الإصباح منك بأمثل (وآخر الليل) مهما طال لابد ان ينجلي فهذه طبيعة الاشياء وناموس الكون .
    والنيه زاملة سيدا، ان بلدا يعمه البغض والحقد والكراهية، لن يكتب له الخلود، وان عمر الف سنه، حتى يغيروا ما بانفسهم من هذه القذارة .

  2. الأستاذ بكري
    لك التحية
    و ليتك تناولت سلوك ضباط مطار الخرطوم و الذين يفترض فيهم النظرة القومية الخالية من العنصرية. هل كانو سيتوقفون لحظة لو كانت الأسرة ذات ملامح خلاسية و الطفل ملامحه زنجية خالصة؟ألا يدعو الأمر للبؤس و الرثاء أن سلطات وزارة الداخلية تنظر إلى الناس من منظور عرقي و يتعاملوا معهم من هذا المنظور؟ هل تحركت ما يسمى بنقابة المحامين لردع هذا التعامل العنصري؟
    هل هنالك إنسان يتمتع بالحد الأدنى من الإنسانية يشعر بأي فخر بأنه جزء من هذا البؤس و القرف؟
    تصور كيف كان سيكون رد الفعل لو حدث هذا الأمر في إسرائيل أو أمريكا أو جنوب أفريقيا أو الإتحاد السوفيتي الشيوعي؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..