عاهة مستديمة

هنادي الصديق
تم المُراد، وتحقق حلم الاسلاميين، وتأكد الجميع بأن الضغائن والأحقاد الناتجة عن عنجهية حكم الإنقاذ والمظالم التي اقترفها لاكثر ما يزيد من ربع قرن تركت في هذا الشعب الطيب (عاهة) مستديمة لم يعد معها يتقبل كل شيء، وإن صمت، لأن في صمته كلام!
قبل فترة قصيرة أجاز برلمان الانقاذ الوطني التعديلات المنتظرة للدستور الدائم للبلاد وسط هتاف وتكبير وتهليل نواب وحشود لم تعرف طريق البرلمان يوما، وأخري هجرته لسنوات قبل أن يتم (إستنفارها) مكرهة.
كل الذين هللوا وكبروا، وتحدثوا وكتبوا مؤيدين، وكل من بالغ في المدح أو شطح مثل النائب الأول السابق أو الاسبق ربما تناسوا أن من بين أسماء الله الحسنى (العدل)… وهو أفضل الحاكمين.!!
التعديلات لم تأت علي هوي الشعب، ولم تزيد الطين إلا بلَه، جلها كرست لإحكام القبضة علي المواطن، مع تهميش واضح لأكبر المناصب، أي اصبح الوضع مشوُها أكثر من ذي قبل، رغم إبتداع منصب رئيس الوزراء الذي يراه الكثيرون(خالي صلاحيات)، إضافة إلى تعيين نواب جدد للجهاز التشريعي ليكون مجرد ترضية وتسوية سياسية لا أكثر ولا أقل، بجانب كونه إضافة أعباء مالية علي خزينة الدولة رغم الظروف الإقتصادية الطاحنة التي يعلمها الجيمع.
توقعنا من النظام أن يكون أكثر حصافة ويتعامل بشكل مختلف خلال الفترة القادمة بعد أن فقد الأرضية التي كان يقف عليها، وهي الشعب الصابر المحتسب، بعد أن أفاق نصفه من الغيبوبة التي (أُدخل فيها) عنوة، والبعض الآخر من هول الصدمة.
توقعنا أن يتخلي قادته قليلا عن خطاب (الجوعير) والصراخ، وان يبتدع اساليب أخري خلاف أساليب أركان النقاش في حرم الجامعات، ولكن خاب ظننا كالعادة، وظل الحال علي ماهو، بل تعداه للمزيد من العنف ومصادرة الحريات في سبيل (الكنكشة) علي الكراسي، والتمتع في نعيمه.
البعض راح يؤطر لفكرة أن المرحلة القادمة هي مرحلة وحدة الإسلاميين والتي ستجعل حكمهم للسودان اسهل وأيسر من ذي قبل، وظهر ذلك في الخطاب الناعم لقادة الشعبي تارة وبرود نبرتهم تجاه التعديلات الاخيرة في الدستور، تارة اخري، ولعل حديث القيادي (عمار السجَاد)، وكمال حسن عمر إلا دليل على الهبوط الناعم الذي توقعه الشارع السوداني قبل ان ينقلبوا علي الوطني مرة اخري ويعودوا ل(مربع واحد).
خلاصة القول، التعديلات الدستورية الاخيرة و(المقبلة)، عبرت بوضوح عن ما سيؤول إليه مستقبل السودان، ويؤكد علي العتمة التي تنتظر شعبه بعد أن تيقن من حقيقة أن النظام يعتبر الشعب الدَ أعدائه.
واثبتت التعديلات غير الموفقة ان البلاد تسير وستسير في طريق وعر جدا تصعب العودة منه.
الأحداث الاخيرة التي تم إخمادها بسرعة واعتقال المئات من شرفاء الوطن، وقبلها عصيان 27 نوفمبر و19 ديسمبر، توقع الجميع أن تجعل المعارضة بكافة أشكالها، تعيد ترتيب صفوفها وإستغلال حالة التخبط التي يعيشها النظام مع ازدياد حالة الضيق و(نشاف الريق) التي تعاني منها الحكومة، ممثلة في ضائقة الوقود والغاز وارتفاع الاسعار بشكل عام وغيرها من مظاهرالوهن التي اضحت السمة الرئيسية للنظام، والعمل بجدية وباتخاذ اساليب جديدة غير معلومة لإبعاد هذا النظام قدر المستطاع وبهدوء دون خسائر.
والكرة الآن في ملعب الشعب والمعارضة معا.!!
الجريدة
الله يخليك استاذة هنادي وإيه حكاية الريشة وما الريشة ؟ دي ما فهمناها … ملاكمة وزن ريشة ؟ أوعي بالك
الله يخليك استاذة هنادي وإيه حكاية الريشة وما الريشة ؟ دي ما فهمناها … ملاكمة وزن ريشة ؟ أوعي بالك