كسبِية الصادق الصديق وصِفرية المعادلة

إختيار الصادق ليوم (21 أكتوبر) لتحرير رسالة إلى زملائه الأحباب في نداء السودان له مدلولٌ لأظنه يغيبُ عن كل متابعٍ للتعامل مع منهجية خيار الانتفاضة كوسيلة أصيلة لإسقاط النظام، إلا أننا للأسف لا نتعظ ولا نتعلم من تجاربنا السابقة في التعامل مع الأحزاب الطائفية وحراك الشارع السودانى. ومثلما إختار الإمام تاريخ عودته بعناية (19 سبتمبر) رابطاً إياه بإعلان إستقلال السودان من داخل البرلمان -ولو صبر أقل من إسبوع لكانت عودته توافق تاريخ ميلاده وميلاد المسيح (25 ديسمبر) – إلا أنه إختار تاريخ ثورة أكتوبر ليقول للأحباب أن الثورة والإنتفاضة ليست خيار *”ولو راجينها واطاتكم أصبحت”*…
الصادق خرج في (تهدون) إلي أسمرا في عربية لاندكروزر في عملية نفذها إبنه عبد الرحمن الصادق. إلتحق الإمام بالمعارضة في أسمرا وإنتهت مشاركته بتفكك التجمع الوطنى الديمقراطى وعودة بعضاً منهم مشاركا الإنقاذ السلطة والثروة. أما عبد الرحمن المهدي – منفذ عملية تهتدون – فقد عاد (مستشارا للرئيس) وحلقة الوصل بين والده وما يدور في دهاليز سلطة الإنقاذ. وبعد أن إشتدت الضربات العسكرية علي نظام الإنقاذ من الحركات المسلحة وتسارعت وتيرة التدهور الاقتصادي. وبعد أن تعاظم السخط والغضب الشعبي علي سياسات الانقاذ وحكمها عبرت عنه بإنتفاضة سبتمبر في تعبئة كادت أن تسقط إمبراطورية فساد الإنقاذ إلا أننا جميعا شاهدنا دور الصادق وحزبه في قتل حماس ونضال الشارع والذي نال بسببه وشاح الدم بعد ثلاثة أشهر من إنتفاضة سبتمبر من يد السفاح. خرج الإمام للحاق بالمعارضة السودانية في عملية (تهتدون 2) والمهمة واضحة بالنظر لتاريخ الصادق في المصالحات والتحالفات السابقة.

في النقطة الأولي لخطاب الصادق إلي الأحباب، والذي أوضح فيها هدف عودته، هناك كلمتان مهمتان لهما مضامين يجب الوقوف عندها.
الأولي هي (تفعيل) والثاني (تعبئة).
إبتدر الصادق خطابه بأن هدف عودته هو (تفعيل) نداء السودان بالداخل. هنا يقلل الصادق من كل مجهودات العمل الميدانى الذي قام ويقوم به حلفائه داخل السودان دون كلل أو ملل. لا نحتاج هنا أن نحمل كلمة (تفعيل) أكثر مما تعنيه ولا نتعداها لفهمها في سياق حل النزاع داخل إحدي مكونات النداء فالصادق علي علم به ومشارك فيه ووجوده في الداخل أو الخارج لا يغير شيئا في إعتقادي. اما كلمة التعبئة للإنتفاضة فالصادق خبرناه في مواقف عدة أدت إلي التقليل من تصاعد هذه التعبئة. قُبيل العملية التى سُميت زُوراً إنتخابات أصدر الصادق بياناً يطالب فيهو البشير بتأجيل الإنتخابات والإ فإنه سيعبئ الشارع للإنتفاضة. وهاهو يعيدها مرة ثانية في خطابه للأحباب، عندما كتب قائلا: إن لن تقبل الإنقاذ بالحوار فسنسقطها بالإنتفاضة. إن كان الصادق لا يستطيع إستخدام خيار الإنتفاضة فيجب عليه التخلي عنه ويعلن أنه قد فشل في تحقيقه أو أن هذا ليس خياره وهو ما سماه المعادلة الكسبية في مذكرة حول حوار الوثبة. فمن الصعوبة التعبئة للحوار والإنتفاضة في آنٍ واحد “وجري وطيران غلبوا النعام”..

ماهو تسارع الاحداث الذي يتطلب الإستعجال كما يقول الصادق؟ من الواضح أن هذا الأستعجال لا علاقة له بإتهمات النظام بإستخدام الإسلحة الكيميائية أو تدهور الخدمات الصحية وإضراب الأطباء أو سوء الأوضاع الإنسانية في مناطق النزاع أو إعتصام أهالي الجريف دفاعا عن ارضيهم. كل ذلك تعبئة (داخل) السودان هدفها واضح جدا. أم يعنى الصادق بأن حوار الوثبة قد إنتهي ويتطلب الإستعجال فقد تبقت أياما علي توزيع المناصب الجديدة وتطعيم البرلمان بلاعبين جدد.؟
فالصادق قد درس مخرجات حوار الوثبة والتى أستحدث لها إسما جديدا أسماه حوار (الداخل) بدلا من تسميته لأحبابه بحوار الوثبة ولذلك يطلب الاستعجال وتفعيل نداء السودان (بالداخل) لإعلان موقف مشترك واضح معالمه.

علي الرغم أن الصادق يري أن النظام قد أتاح لهم فرصة كبيرة لعزله وطنيا وإقليما ودوليا إلا انه بذلك يبحث في كسر هذه العزلة مستعجلا الجلوس معه بدلا من إسقاطه….فهنئيا مقدما للصادق بالكسبية وهاردلك لنا بالصفرية…..والعبرة بالخواتم….

سيف اليزل سعد عمر

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. للأسف الشديد ، أن كاتب المقال يتحدث عن تاريخ شهوده ومن شاركوا فيه أحياء بيننا ، فعمد إلى تزوير ذلك التاريخ وطمس الحقائق وهو أسلوب درج عليه الحاقدين على حزب الأمة وكيان الأنصار وإمامه السيد الصادق المهدي ، وقد سبقه كثيرون ممن حاولوا اغتيال شخصية السيد الإمام الصادق ، وقد فشلوا وخاب كيدهم .
    التجمع الوطني الديمقراطي الذي تحدث عنه كاتب المقال ، بناه حزب الأمة ممثلاً في السيد مبارك الفاضل المهدي وبدعم من السيد الصادق بتسخيره لعلاقاته الدولية فنهض التجمع من العدم ولحق به بقية المعارضين وهيمن عليه الشيوعيين ممثلين عن كيانات وهمية ليس لها سند جماهيري ولا علاقات دولية فلم يأتوا بأي دعم وكان معظم الدعم يأتي به السيد مبارك الفاضل ويهيمن عليه المتسلقين والدليل على ذلك أن أموال التجمع لا يعرف عنها شيء حتى الآن ، كما نجد أن الحركة الشعبية أقنعها السيد مبارك الفاضل بالالتحاق بالتجمع .
    خرج السيد الصادق من السودان والتجمع قائم وعاد إلى السودان وترك التجمع قائم ، وكان على كاتب المقال أن يكون أميناً ويذكر من هم الذين تسببوا في تفكيك التجمع ونهايته ، فقد كانت اللجنة المركزية للتجمع من خمسة عشر عضو ، حزب الأمة منه عضو واحد هو السيد مبارك ، والاتحادي منه أثنين هما السيد محمد عثمان الميرغني ود. فاروق احمد آدم ( وهو كوز غواصه أرسله نظام الكيزان ليخترق به التجمع وقد نجح في ذلك وبعد انتهاء مهمته عاد إلى الخرطوم ) بقية أعضاء اللجنة جلهم من الشيوعيين حتى ممثلي الحركة الشعبية بينهم ياسر عرمان الشيوعي ، وعندما طالب حزب الأمة بإعادة الأمور إلى نصابها وهيكلة التجمع بحيث يأخذ كل حزب حقه الذي يناسب جهده وعطاؤه ، فرفض الشيوعيين ذلك وتهربوا من عقد المؤتمر العام للتجمع في أسمرا وتم تأجيله مرات ومرات ، ثم قاموا باستفزاز السيد مبارك مما أدى إلى تجميد عضوية حزب الأمة في التجمع .
    خروج حزب الأمة لا شك أضعف التجمع ويسأل عن ذلك الشيوعيين ، ثم كانت الضربة القاضية للتجمع من الحركة الشعبية التي باعت القضية بتوقيع اتفاقية نيفاشا ، فقد استخدمت الحركة الشعبية بذكاء التجمع لتحقيق أهدافها ، بقايا التجمع وقعوا اتفاقية القاهرة مع نظام الكيزان ، وعادوا جميعاً مشاركين في نهش جثة السودان .
    الحقيقة التي لا يستطيع كاتب المقال أو أي شخص آخر إنكارها ، هي أن الشخص الوحيد الذي لم يشارك الإنقاذ حتى الآن هو السيد الإمام الصادق المهدي ، وبرغم تلك الحقيقة ظل كثير من الحاقدين الحانقين يتنبأ بقرب مشاركة السيد الإمام في حكومة الإنقاذ ، وهي أمنية لكل الذين شاركوا حتى تتساوى الكتوف في السوء ، ولكن هيهات .
    لقد تحدث الكاتب عن أحداث سبتمبر وقد سبقه آخرون من الكارهين للسيد الإمام محاولين تحميله وذر فشل الأحداث ، كأنما السيد الإمام منعهم من الاستمرار في المظاهرات أو هو الذي وجهة الأنصار بضرب المتظاهرين بالرصاص الحي ، ولم يخبرنا كاتب المقال والذين سبقوه عن دورهم في تلك الانتفاضة ، ولماذا لم يكملوا حتى يتحقق النصر ، وأين هم كانوا في تلك الأثناء ، وهل من الشهامة والشجاعة أن يموت غيركم من أجلكم وأنتم في بروجكم العالية ، لقد عودنا الشيوعيين وأمثالهم منذ عهد حكومة مايو أن يشعلوا المظاهرات ثم ينسحبوا حتى لا يصيبهم الأذى ويتركون الأبرياء للبمبان والرصاص والإعتقلات .
    عموماً عودة السيد الإمام لا يقررها أنت أو أمثالك ، فحزب الأمة وأجهزته هم من يقرروا في هذا الأمر ، ولا يستطيع أحد أن يزايد على حزب الأمة وعطائه وجهاده في سبيل الوطن والمواطن ، وعطاء السيد الإمام ومجاهداته وتضحياته يشهد بها القاصي قبل الداني ، فأرونا مجاهداتكم وتضحياتكم بدلاً عن التشكيك والإساءة للآخرين .

  2. للأسف الشديد ، أن كاتب المقال يتحدث عن تاريخ شهوده ومن شاركوا فيه أحياء بيننا ، فعمد إلى تزوير ذلك التاريخ وطمس الحقائق وهو أسلوب درج عليه الحاقدين على حزب الأمة وكيان الأنصار وإمامه السيد الصادق المهدي ، وقد سبقه كثيرون ممن حاولوا اغتيال شخصية السيد الإمام الصادق ، وقد فشلوا وخاب كيدهم .
    التجمع الوطني الديمقراطي الذي تحدث عنه كاتب المقال ، بناه حزب الأمة ممثلاً في السيد مبارك الفاضل المهدي وبدعم من السيد الصادق بتسخيره لعلاقاته الدولية فنهض التجمع من العدم ولحق به بقية المعارضين وهيمن عليه الشيوعيين ممثلين عن كيانات وهمية ليس لها سند جماهيري ولا علاقات دولية فلم يأتوا بأي دعم وكان معظم الدعم يأتي به السيد مبارك الفاضل ويهيمن عليه المتسلقين والدليل على ذلك أن أموال التجمع لا يعرف عنها شيء حتى الآن ، كما نجد أن الحركة الشعبية أقنعها السيد مبارك الفاضل بالالتحاق بالتجمع .
    خرج السيد الصادق من السودان والتجمع قائم وعاد إلى السودان وترك التجمع قائم ، وكان على كاتب المقال أن يكون أميناً ويذكر من هم الذين تسببوا في تفكيك التجمع ونهايته ، فقد كانت اللجنة المركزية للتجمع من خمسة عشر عضو ، حزب الأمة منه عضو واحد هو السيد مبارك ، والاتحادي منه أثنين هما السيد محمد عثمان الميرغني ود. فاروق احمد آدم ( وهو كوز غواصه أرسله نظام الكيزان ليخترق به التجمع وقد نجح في ذلك وبعد انتهاء مهمته عاد إلى الخرطوم ) بقية أعضاء اللجنة جلهم من الشيوعيين حتى ممثلي الحركة الشعبية بينهم ياسر عرمان الشيوعي ، وعندما طالب حزب الأمة بإعادة الأمور إلى نصابها وهيكلة التجمع بحيث يأخذ كل حزب حقه الذي يناسب جهده وعطاؤه ، فرفض الشيوعيين ذلك وتهربوا من عقد المؤتمر العام للتجمع في أسمرا وتم تأجيله مرات ومرات ، ثم قاموا باستفزاز السيد مبارك مما أدى إلى تجميد عضوية حزب الأمة في التجمع .
    خروج حزب الأمة لا شك أضعف التجمع ويسأل عن ذلك الشيوعيين ، ثم كانت الضربة القاضية للتجمع من الحركة الشعبية التي باعت القضية بتوقيع اتفاقية نيفاشا ، فقد استخدمت الحركة الشعبية بذكاء التجمع لتحقيق أهدافها ، بقايا التجمع وقعوا اتفاقية القاهرة مع نظام الكيزان ، وعادوا جميعاً مشاركين في نهش جثة السودان .
    الحقيقة التي لا يستطيع كاتب المقال أو أي شخص آخر إنكارها ، هي أن الشخص الوحيد الذي لم يشارك الإنقاذ حتى الآن هو السيد الإمام الصادق المهدي ، وبرغم تلك الحقيقة ظل كثير من الحاقدين الحانقين يتنبأ بقرب مشاركة السيد الإمام في حكومة الإنقاذ ، وهي أمنية لكل الذين شاركوا حتى تتساوى الكتوف في السوء ، ولكن هيهات .
    لقد تحدث الكاتب عن أحداث سبتمبر وقد سبقه آخرون من الكارهين للسيد الإمام محاولين تحميله وذر فشل الأحداث ، كأنما السيد الإمام منعهم من الاستمرار في المظاهرات أو هو الذي وجهة الأنصار بضرب المتظاهرين بالرصاص الحي ، ولم يخبرنا كاتب المقال والذين سبقوه عن دورهم في تلك الانتفاضة ، ولماذا لم يكملوا حتى يتحقق النصر ، وأين هم كانوا في تلك الأثناء ، وهل من الشهامة والشجاعة أن يموت غيركم من أجلكم وأنتم في بروجكم العالية ، لقد عودنا الشيوعيين وأمثالهم منذ عهد حكومة مايو أن يشعلوا المظاهرات ثم ينسحبوا حتى لا يصيبهم الأذى ويتركون الأبرياء للبمبان والرصاص والإعتقلات .
    عموماً عودة السيد الإمام لا يقررها أنت أو أمثالك ، فحزب الأمة وأجهزته هم من يقرروا في هذا الأمر ، ولا يستطيع أحد أن يزايد على حزب الأمة وعطائه وجهاده في سبيل الوطن والمواطن ، وعطاء السيد الإمام ومجاهداته وتضحياته يشهد بها القاصي قبل الداني ، فأرونا مجاهداتكم وتضحياتكم بدلاً عن التشكيك والإساءة للآخرين .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..