محاكمة النظام

محاكمة النظام
عبدالله مكاوي
[email][email protected][/email]
ابتدر نظام الإنقاذ مسيرته بكذبة بلقاء مازال صداها يصم الآذان مدعيا عدم صلة الحركة الإسلامية بانقلابه المشؤوم ومنذ ذاك الحين لم ينفك النظام عن ممارسة تلك الهواية المضللة لدرجة الإدمان وشرع في تنزيل برامجه المتسربلة بلباس الدين الحنيف التي طالما أشرعها في وجه مناوئيه بصفتها برامج مقدسة تتنزل عليهم من السماء وتحمل الشفاء لكل أدواء السياسة ولا يأتيها باطل الممارسة الملتوية بين يديها ولا أدران المصالح الشخصية والحزبية من خلفها لان الذين يقومون بتطبيقها مشهود لهم بالتدين وملازمة الجوامع والسهر مناجاة لرب العزة من فوق سبع سموات لدرجة رأي فيها بعض البسطاء أن أيام الصحابة لابد عائدة بمقدمهم الميمون وبدأوا يتساءلون بطيبة نفس وسلامة خاطر من منهم يا تري مصعب بن عمير ومن منهم سلمان الفارسي ومن سيعيد للدين مجده ومن ومن الخ ولم يطل حبل الانتظار كثيرا لأولئك الحالمين ليتملكهم الرعب عندما فتحت المعتقلات أبوابها ترحب بكل من يحمل رأي مخالف لرأي النظام / الدين او يُشتم منه رائحة معارضة او شبهة معارضة كما حدث لأحد أقربائي، ولم يستفق القوم من تلك الصدمة حتي داهمهم سيل الصالح العام ليجرف معظم الكفاءات ويلقي بها الي المجهول مع أسرهم من غير ذنب جنوه سوي الالتزام بلوائح العمل او رفض تسيس الخدمة المدنية او تصفية لحسابات قديمة او لمجرد اتاحت الفرصة للمحاسيب الذين لم تسعفهم قدراتهم اوالتدرج الوظيفي الطبيعي لبلوغ المناصب القيادية وهم يقفون علي أبواب الخدمة المدنية يفركون أياديهم وتتلمظ شفاههم انتظارا للفرصة للانقضاض علي وليمة المناصب والامتيازات التي تضاعفت عشرات المرات في عهدهم وكل واحد فيهم استولي علي مؤسسة او هيئة واخذ قلمها بيديه وكتب نفسه سعيدا وأضاف نفسه الي قائمة الأثرياء ولا بأس من زيادة زواجه او زوجتين (والبحر الكيزاني ماب يابه الزيادة) ون ثم اتجهوا للتعليم العالي وحولوه الي بالون ينفخوا فيه كل عام جامعة جديدة ليزداد علوا في الهواء وابتعادا عن الواقع الحقيقي الذي يفترض ان يكون محور اهتماماته ودراساته للتغلب علي صعوباته وتحسينه للوصول لحياة أفضل لدافع الضرائب والاتاوات المواطن المسكين، ثم تذكروا في غمرة الهيجان موضوع الزراعة والأمن الغذائي وجاءوا بخبرائهم لتطوير الزراعة وغزو العالم بمنتجاتنا الزراعية وأشفقنا علي المواني والمطارات من التعب والسهر من كثرة المنتجات المتكدسة بالأطنان وتحتاج للترحيل إيفاءً لالتزاماتها مع الجهات المستوردة لمنتجاتنا عالية الجودة زهيدة الأسعار وتخوفنا من جمعية حماية البحار( أنشأت خصيصا استهدافا للسودان) من التقدم بشكوى للأمم المتحدة متهمة السودان بتحميل البحار فوق طاقتها بكثرة الإنتاج وقوافل السفن التي تجوب اعالي البحار محملة بخيرات السودان. وكذلك فعلوا بالصحة والاقتصاد وغيرها من المجالات ليصل كل صاحب بصيرة مهما كانت قليلة الي خلاصة مفادها ان هذه المجموعة الحاكمة لا تصلح حتي لإدارة روضة في سقط لقط(ما يقوموا ناس سقط لقط يرفعوا في شخصي الضعيف قضية إشانة سمعة كما حدث للبروف كمال شداد في واحدة من صراعاته التي لا تنتهي أثناء توليه لامور الرياضة في فترة سابقة بإيعاز من العنبة الرامية فوق نادي الهلال) ناهيك عن دولة قارية مثل السودان، المهم كشفنا الخطة وباقي الخرطة كما في الجابرية وظهر أنها مجموعة اغتصبت البلاد في ليل مظلم كئيب وبدأ مع وصولها مسلسل الخراب يهد حيل البلد وهدام الدمار ينقصها من أطرافها وخيراتها وأبناءها واستطال حبل المعاناة والصعاب والتف حول عنق المواطن البسيط وطرفه بيد النظام الذي لا يعرف غير شده وزيادة الخناق وحرمان المواطن من الكرامة والقوت والأمل بعد أن تم ضرب مقدراته ومواهبه وطاقاته في مقتل فهو لا يجد ما يسد رمقه ويلبي حاجاته الأساسية في الداخل او يستطيع السفر والمنافسة في الخارج لتحاصره دائرة العجز والإحساس بالذنب تجاه النفس والأهل والوطن انتظارا لمعجزة تخرجه من واقعه الضاغط التعيس ليبكي مع الضو في قصيدة الراحل المقيم حميد الضو و جهجهة التساب
الضوْ بكى
بكى ما بكى
بكَّاهُو حسْ الطائرات(الإغاثة)
بكَّاهُو قُدْرَتُو تنْتَهِي
بكَّاهُو يرجَى المعجزات
وبعيدا عن سيرة البكاء وبعد تكشف خزائن الأسرار وأهوال الفساد علي اعلي المستويات بالأدلة والوثائق كما في كتاب الأستاذ القدير والمجد فتحي الضو (الخندق) ومقالات الأستاذ الكبير عبد الرحمن الأمين وغيرها من الوثائق وهو ما كان ينقص الأحاديث الشفهية التي تستند الي رؤية العين المجردة للدنانير المسروقة تطل بأعناقها وعماراتها وعرباتها في كل حي وساحة بل حتي القري الصغيرة لم تسلم من انقلابات أحوال الرساليين الجدد الذين تحولوا بقدرة قادر في غمضة عين وانتباهها من بسطاء كالآخرين معلومة مصادر دخلهم الي رجال أعمال(أعمال شنو ما معروف) وأصحاب أموال لا حد لها ويشهد عليها البذخ الشديد في مناسباتهم الاجتماعية التي تجد فيها العجب العجاب!!
هذه الوثائق وما تحمله من أدلة تمثل أركان قضية تجريم النظام وفق خطة تستهدف الرأي العام في الداخل والخارج عبر الإعلام والدبلوماسية وغيرها من الوسائل بهدف قتل أي بذرة احترام او تأيد او تعاطف قد يجده النظام من قبل أي جهة او أفراد بمعني آخر يجب إسقاط النظام في قلوب وعقول اكبر قدر من الناس وعندما يكتمل هذا الهدف يصبح موضوع سقوط النظام الفعلي تحصيل حاصل لان النظام عند هذه المرحلة يصبح كالعهن المنفوش لا يحتاج إلا لنفخة بسيطة بأقل مجهود وخسائر لترسله الي مزبلة التاريخ مشيع باللعنات وديون لا قبل له باحتمالها ودفع مستحقاتها بعد ان يترك لنا وطنا يحتاج لعزيمة الرجال وشجاعة الأبطال لإخراجه من هذه الحفرة ووضعه علي الطريق الصحيح ليساهم مع الآخرين في بناء مستقبل الإنسانية المشترك .