أخبار السودان

تنسيقية تقدم لا تزال تتلمس خطاها وسط فوضى الحرب في السودان

تواجه تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية “تقدم” الكثير من التحديات بعد مرور نحو خمسة أشهر على عقد مؤتمرها التأسيسي، ولعل أبرز تلك التحديات القدرة على استقطاب المزيد من القوى الحية والحركات إليها، لتشكيل كتلة حرجة قادرة على إعلاء صوتها وسط ضجيج الحرب في السودان.

وأقرت قيادة “تقدم”، خلال الاجتماع الثاني الذي عقدته الأحد، بوجود نوع من القصور، مشددة على ضرورة تطوير آليات العمل والتواصل مع القوى المدنية لإنهاء الحرب وتحقيق السلام.

وعقدت التنسيقية في أواخر مايو الماضي مؤتمرها التأسيسي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بمشاركة أكثر من 500 شخص يمثلون عددا من المكونات السودانية السياسية والمدنية والمنظمات الأهلية، وتُوج بإعلان تأسيسي تضمن أهدافها وآليات عملها.

وقد سعت التنسيقية خلال الفترة الماضية إلى إقناع قوى سياسية وحركات مسلحة بالانضمام إليها بغية تشكيل كتلة وازنة تضغط على طرفي الصراع الجيش والدعم السريع لإنهاء الحرب، لكن جهودها حتى الآن لم تحقق الهدف المنشود.

هناك تحفظات لدى بعض القوى والحركات تجاه التنسيقية، لاسيما في علاقة بالتمثيل، وتخشى تلك القوى أن تتكرر تجربة تحالف قوى الحرية والتغيير

ويقول متابعون إن هناك تحفظات لدى بعض القوى والحركات تجاه التنسيقية، لاسيما في علاقة بالتمثيل، وتخشى تلك القوى أن تتكرر تجربة تحالف قوى الحرية والتغيير، حينما استفردت مجموعة بعينها بالقرار ما أثر على عمل التحالف وساهم في تراجع تأثير المكون المدني.

وأرسلت الحركة الشعبية لتحرير السودان – التيار الثوري الديمقراطي، مذكرة إلى قيادة تنسيقية “تقدم” تطالب فيها بإجراء إصلاحات هيكلية وسياسية لتعزيز دور التحالف المدني في إنهاء الحرب. وتضمنت المذكرة مقترحات لربط الهيكل القيادي بالأمانة العامة وجعل الهيكل التنفيذي للأمانة خاضعا للقيادة، بهدف منع هيمنة بعض المجموعات وتجاوز الصلاحيات.

وبحسب موقع “سودان تربيون”، فإن الحركة الشعبية طالبت بمشاركة كل المكونات في صنع القرار، ووضع خطة متكاملة لوقف الحرب وتطوير الخطاب السياسي للتحالف على الصعيدين الإقليمي والدولي، بالإضافة إلى معالجة القضايا الإنسانية وحماية المدنيين.

وأشار مصدر مطلع إلى أن المذكرة انتقدت غياب التوازن السياسي والجغرافي في تمثيل مكونات التحالف، مما يحول دون تشكيل كتلة حرجة قادرة على التأثير في المشهد السياسي. كما لفت إلى مخالفات في اللائحة الأخيرة للمؤتمر التأسيسي وطريقة التعامل مع مذكرات لجان المقاومة والمجتمع المدني.

وطالبت الحركة الشعبية بإضافة نائبين للأمين العام، وضمان تمثيل المرأة بنسبة 40 في المئة، وتحديد آليات لتمثيل الشباب، وتسريع الحوار السوداني – السوداني.

أحد الإشكالات التي تواجه تنسيقية تقدم هو الشروط الكثيرة التي تفرضها القوى للانضمام إليها، مشيرين إلى أن إرضاء الجميع غاية لا تدرك

ويقول مراقبون إن أحد الإشكالات التي تواجه تنسيقية تقدم هو الشروط الكثيرة التي تفرضها القوى للانضمام إليها، مشيرين إلى أن إرضاء الجميع غاية لا تدرك.

وخلال الاجتماع الثاني للهيئة القيادية برئاسة رئيس الحكومة السابق عبدالله حمدوك، أكدت التنسيقية عزمها على تجاوز المعوقات التي اعترضتها خلال الفترة الماضية.

وحذرت الهيئة القيادية من تمدد أنشطة عناصر نظام الرئيس السابق عمر البشير مستغلة بيئة الحرب التي أشعلوها ومتسلقة على أكتاف المؤسسة العسكرية التي أحدثوا فيها الخراب جراء سنوات حكمهم الثلاثين.

وقالت الهيئة إن تلك العناصر تعمل على استخدام الحرب لنشر الإرهاب وتصفية الخصوم وإعلاء خطابات العنصرية والكراهية والتضليل، ومحاربة القوى المدنية الديمقراطية عبر نشر الأكاذيب حولها وفتح البلاغات الكيدية، كل هذه الأباطيل تأتي لوأد تطلعات الشعب السوداني في التحول الديمقراطي والتي عبّر عنها بوضوح في ثورة ديسمبر وهذا هو جوهر أهداف هذه الحرب وغاياتها.

وشددت على أن تنسيقية “تقدم” ستظل سدا منيعا أمام مخططات الفلول (عناصر النظام السابق)، وأن الشعب السوداني سيجهضها لا محالة.

العرب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..