كيف نقرأ إنهاء بعثة البند السادس

خليل محمد سليمان

معلوم ان بعثة البند السادس هي بعثة مدنية سياسية تعمل علي تقريب وجهات النظر بين الفرقاء بطرق سلمية ” الحوار”.

تكون بعثة البند السادس بطلب من سلطة البلد، او التوافق معها، ولا تفرض بعثة البند السادس، و لا تملك سلطة او قوة لتنفيذ ايّ امر، او مشروع.

تُنهى بعثة السادس بأحد طريقتين..

* نجاح البعثة في تحقيق التوافق بين الفرقاء، و تأسيس الإنتقال السلمي المطلوب.

* فشل البعثة في تحقيق الاهداف التي جاءت لأجلها.

المعلوم انه لم يتم إنها مهمة بعثة السادس لنجاحها، بل لأنها فشلت، و فوق ذلك إنزلقت البلاد الي الحرب.

اعتقد قراءة التضليل، و جعل ان في الامر إنتصار لأمر مؤسف.

الآن كل التقارير و الدوريات الدولية تُدين الإنتهاكات التي قامت بها مليشيا الدعم السريع، و بدأ الجميع استشعار الخطر مما حدثت من اهوال إبتداءاً بذبح والي غرب دارفور، مروراً بدفن الناس و هم احياء، و عمليات الإستعباد و بيع البشر في الاسواق، و عمليات الإغتصاب الممنهج، و العدد المهول من المقابر الجماعية، و كيف يُساق الناس بالصياط كالبهائم.

عليه ايّ تدخل للمجتمع الدولي سيكون لصالح الدولة لا ضدها بأي حال من الاحوال.

لو إفترضنا انتصار الجيش علي الدعم السريع في الخرطوم و تم دحره، تبقى المعضلة و العقبة في إقليم دارفور.

في الوضع الراهن لا يقبل إقليم دارفور ايّ قسمة.

يا تسيطر عليه مليشيا الدعم السريع القبلية منفردة، يا دحرها، و تسيطر عليه الحركات المسلحة القبلية منفردة.

للأسف لا خيار ثالث في دارفور حيث خرج الجيش من المعادلة تماماً و بذلك تكون خرجت سلطة الدولة و معلوم للجميع ما حدث هناك..

قتال الجيش مع الحركات في دارفور تحت هذا التحالف سيقود الي كارثة، فهذا التحالف في حد ذاته لا يمكن ان يصمد فسنرى إنشقاقات، و تحالفات تقتضيها المصالح، شئنا ام ابينا علي رأس الامر لوردات حرب لا تعنيهم الدولة في شيئ.

اعتقد ستبدأ بعثة البند السابع بإقليم دارفور و من المصلحة ان يحدث ذلك بأعجل ما يمكن لأن الوضع يتجه الي الحرب الشاملة مع غياب الدولة، و الجيش الوطني.

قادة الجيش إستنفدوا الوقت في إستيعاب بند الترتيبات الامنية الخاص بالدمج و التسريح لنزع فتيل الصراع القبلي، و الإنزلاق الي الحرب الاهلية الشاملة، فكان من الاجدى ان ينخرط الجميع تحت راية الجيش و تشكيل وحدة هدفها الدولة.

اعتقد هذا الإتجاه يزيد ثقة المجتمع الدولي، و يبعث بالطمأنينة لكل المكونات القبلية في الاقليم.

كسرة..

كنت حضور في لقاء مع المبعوث الامريكي في القاهرة في العام 2013 فبدأ حديثه بسؤال ..

ما هي الضمانات في حال إنتصرتم، و إستلمتم السلطة بأن لا تديروا عمليات إنتقامية ضد مكونات اخرى؟

قادر تتخيل دا تساؤل يطرحه المجتمع الدولي الذي نخشاه، و نناصبه العداء؟

اطرح ذات السؤال اليوم..

ما هي الضمانات في حال إنتصر الجيش المتحالف مع حركات مسلحة قبلية بعدم إدارة عمليات إنتقامية ضد مكونات اخرى في إقليم دارفور؟

المعلوم بالضرورة لا يمكن ان تكون الغلية للجيش في حال الإنتصار!

اخيراً..

الوضع بجد خطير، و يُنذر بشرور لا يمكن حساب عواقبها، ما شاهدناه حتى الآن في هذه الحرب من فظاعات ما هي إلا رأساً لجبل الجليد!!

ارجوا عدم التفكير الهتافي، و إعتماد الخطاب التضليلي لمعاداة المجتمع الدولي في هذا الوقت العصيب في حياتنا جميعاً.

نعم هناك عدم ثقة لكن وضعنا يفوق في تعقيده مستوئ إنعدام الثقة بالمجتمع الدولي بمراحل، بالواقع و الحساب كل مساوئه تُعتبر اخف الاقدار لما سنديره بيننا من اهوال، و فظاعات.

اللهم اني بلغت فاشهد..