تجربة العصيان.. وفلسفة اللاعنف

كان من الممكن أن يعطي العصيان المدني نسبة تقريبية لمستوى الرضا الجماهيري العام عن الحكومة وسياساتها الاقتصادية، فقط.. لكنه أعطى وبنفس القدر قراءة مهمة لموقف الجماهير من القوى المعارضة وموقف الشارع من تلك القوى والأحزاب .
بلد به إجمالي أحزاب وقوى سياسية لا يقل عن المائة وخمسين حزباً وحركة بين المعارضة والمشاركة والمسلح وغير المسلح وحين يتم طرح مشروع مثل العصيان المدني كنوع من الحراك السياسي الاحتجاجي يتم هذا خارج تخطيط وتنفيذ جميع هذه الأحزاب بشكل كامل .
الشارع السوداني لو كانت لديه تحفظات على سياسات الحكومة وحزبها الحاكم فإنه من الواضح جداً احتفاظه بنفس القدر من التحفظات تجاه كل هذا الزخم والضجيج السياسي الذي تصدره قوى المعارضة .
وفي ظني أن تجربة العصيان المدني غض النظر عن الموقف منها والتقييم لنسبة نجاحها لكنها تشير إلى أن الشارع السوداني يمتلك وعياً عالياً جعله يفكر في استخدام أداة احتجاج مختلفة تجنبه تحمل مسؤلية تلك النتائج الوخيمة التي تشوه كل احتجاجات الجماهير ومواقفها، ثم إنها أداة كانت مفاجئة للسلطات التي لم تكن قد اعتادت على هذا الأسلوب من الاحتجاج بأدوات اللا عنف .
لقد قدموا فلسفة مختلفة للاحتجاج الهادئ تحت أقصى درجات الضغط والمعاناة المعيشية، والتي كانت كل التوقعات لها أن تكون ردة فعلها بتلك الصورة التقليدية، من تظاهرات وتخريب وفوضى.. لكننا نعتبر أن تيارا شبابيا واعيا جداً بنتائج العنف ونتائج التخريب ونتائج السماح حتى باختطاف هذا الحراك لصالح أجندات حزبية وسياسية خاصة.. هذا التيار اتخذ خط عودة من مسار التصعيد في اللحظة التي دخلت فيها بيانات الجبهة الثورية والمجموعات المسلحة والأحزاب المعارضة إلى أطراف ساحة حراكهم بنوايا اختطافه .
العصيان المدني نجح بنسبة ضئيلة أو كبيرة هذا محل خلاف.. لكنه أحدث شيئاً يستوجب من الحكومة التعامل معه بجدية واهتمام أكبر، احتراماً للثقافة التي استحضرها هذا الحراك.. ثقافة الاحتجاج عبر أدوات اللا عنف.. الاحتجاج الهادئ الذي يجب أن يجعل الحكومة تفتح ذهنها لمراجعة سياساتها الاقتصادية، وقبل ذلك تكثف جهودها لمحاصرة الفساد .
قضيتان هما اللتان يتحدث بهما لسان الشارع الآن ومطلبان يستعيدان العافية في بلادنا.. الأول هو الخلاص الاقتصادي وتقديم حلول ناجعة. والثاني هو إثبات جدية أكبر في محاربة الفساد بكافة صوره وأشكاله .
الشعب السوداني – وليست الأحزاب المعارضة – سيكون راضياً عن الحكومة لو قامت فعلاً بتطهير مؤسسات الدولة من الفساد ومحاسبة المفسدين بجدية أكبر .
وسيكون راضياً بشكل تام ولن يفكر في التجاوب مع أية دعوات تغيير لو نجحت الحكومة في تغيير سياساتها الاقتصادية ونجحت في معالجة هذه الأزمة الاقتصادية بوسائل وأفكار علمية مضمونة النتائج .
وقد قلت (الشعب وليست المعارضة) لأن القوى المعارضة لن ترضى عن الحكومة ولو قدمت ما قدمت للشعب السوداني لأن هم تلك القوى مختلف تماماً.. والشعب السوداني الذي لم يمنح أياً من قيادات المعارضة شرف قيادة حراكه هذا يعرف هذه الحقيقة جيداً ويعرف أن جميع الأحزاب السودانية هي (أحمد وحاج أحمد) .
نقول هذا للحكومة لأننا نعتقد أن دورها الأخلاقي والتاريخي الآن يفرض عليها أن تدعم جميع تيارات اللا عنف في هذا البلد .
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين
اليوم التالي
عارفنك كوووووووز و عفن كمان !
هذه النوعية من الكتاب الحكوميين ولكنهم يتخفون حول مواضيع حمالة أوجه ..والغريبة أنه يختم مقالاته بما أسماه شوكة كرامة : لا تنازل عن حلايب وشلاتين ..لكى يتدثر بثوب المعارض لسياسة حزبه وحكومته ..ولكن انقشعت ورقة التوت ..واللعب أصبح على المكشوف يا جمال
قضيتان هما اللتان يتحدث بهما لسان الشارع الآن ومطلبان يستعيدان العافية في بلادنا.. الأول هو الخلاص الاقتصادي وتقديم حلول ناجعة. والثاني هو إثبات جدية أكبر في محاربة الفساد بكافة صوره وأشكاله .
—————
هي قضية واحدة أيها الكوز المتخفي قضية القضاء علي النظام القائم وليست أسعار ومراجعة الإجراءآت الإقتصادية , ونقولها لك الشعب لن يكن راضيا عن أي نجاح لمراجعة الإجراءآت الإقتصادية , العصيان ليس للإجراءآت الإقتصادية إنما لقلع النظام ولقلع أمثالك من الصحفيين ( النص نص ) . خسئت أيها الكوز.