الفقراء يتذوقون الفواكه بالنظر والأغنياء يعترضون

بعض الناس وبل أغلب الناس فى السودان يتذوقون حتى لا أقول يأكلون الفواكه فى شهر رمضان فقط الى حد ما، ولا تخلو أي مائدة فطور بنوع من الفواكه حتى لو كانت (موز) هذا كان زمااان وليس الآن فى شهور رمضان القليلة الفائتة،وبما أن أى شيء مستهلك بدءا (باللالوب) وليس إننهاءا (بالنبق) يزيد سعره فى دولتنا بين الثانية والأخرى وترتفع تسعيرته فما بالكم بالفواكه وقد إرتفعت أسعارها وبلغت ذروتها وبقصد وبعلم التجار بإهتمام جميع شرائح المجتمع بالفواكه فى هذا الشهر (الأغنياء والفقراء). وزادت أسعارها بنسب كبيرة ومتفاوتة والهدف (المبطن) الغير معلن ليقفلوا الطريق للزبائن الجدد (عامة الناس) الفقراء من شراء وتذوق الفواكه لدراية التجار أن هؤلاء يضعيون فقط الزمن فى الأسئلة الرتيبة والإستفسارات التعسفية والتمنى والحديث عن الماضي وكيف أن الفواكه كانت أرخص شيء وبل أن ما يجدها الناس فى بيوتهم ومن أشجارهم وأشجار الشارع كان يكفيهم تماما ولا يحوجهم للسوق أصلا،والتجار يرون أن مثل هؤلاء الزبائن مضيعة للوقت وحرق ﻷعصابهم ﻷنهم لا يملكون غير (ماضي) لا يفيدهم اليوم يستعيدونه ويستنجدون به كل ما واجهتهم ظروف غريبة، والأخطر من ذلك وما يغيظ التجار يكونون حاجز غير مرحب به بين التجار وبين الزبائن (الفواكهين) الحقيقيبن الذين لا يسألون عن سعر ولا (آخر كلام تدينى بي كم)،والتجار يتصايقون بشدة ممن لا يستطيعون شراء الفواكه ويكونون فقط مجرد دروع بشرية وحائل بينهم والزبائن الحقيقين، وإذا إستمر الحال هكذا ناس تلف فى السوق من أولو الى آخرو و(تهبش) بيدها الفواكه وتعزلها حتى ترسم لها علامات باليد دون أن تشترى منها (موزة) واحدة، أتوقع من التجار إستصدار قانون يمنع المواطنين الفقراء من دخول أسواق الفواكه (ساكت) والنظر للفواكه (ساكت) ويغرم كل من دخل السوق وقضى فيها ساعات ولم يشترى شيء بتهمة التسبب فى زحام السوق وإزعاج (المتسوقين)،هذا بعد إعراب من يشترى الفواكه عن غضبه وخوفه من نظرات الفقراء الطويلة ورغباتهم الشديدة للفواكه التى لم يشتروا منها شيء وأن تصاب صحتهم بشيء من الفواكه التى أدخل فيها الفقراء أنفسهم دون أن تكون من نصيبهم،وحتى يقطعوا الطريق وبالقانون كمان أمام عامة الناس وأسواق الفواكه حتى لا تتذوق جموع هذه (عامة الناس) الفواكه بالعين وغيرهم يتذوقها بالمال فليس هذا عدل وفيه ظلم واضح وبين لمن يمتلك المال وفيه عدم تقدير لماله ومساواته بمن لا يمتلك المال أو القليل منه والسماح لهم بدخول السوق و(الحومان) فيه جنبا الى جنب دون (تمييز) ذاك صاحب المال عن هذا الفقير كما ميزه وضعه المالي والإجتماعي.
[email][email protected][/email]