كيف دفعت 11 سبتمبر وكورونا باتجاه الاتفاق بين إسرائيل والإمارات؟

قالت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية إن اتفاقية السلام بين الإمارات وإسرائيل هي ثمرة ما يقرب من 20 عاما من العلاقات السرية بين البلدين، فيما أشارت إلى أن هجمات 11 سبتمبر وجائحة كورونا ساهمت في تسريع هذا التقارب.
وذكرت المجلة الأميركية في تقرير نشر، السبت، أن العلاقات الإماراتية مع إسرائيل بدأت بعد قيام خاطفي الطائرات الأميركية السعوديين باستخدام دبي كنقطة رئيسية لتحويل الأموال التي ساعدت في هجمات سبتمبر.
وتضيف أن الاماراتيين سرعان ما استعانوا بعدها بالخبرات الإسرائيلية لتطوير برمجيات الأمن السيبراني التي من شأنها أن تساعد الإمارات في إنقاذ وإعادة بناء مصداقيتها كمركز مالي رئيسي في الشرق الأوسط.
وتنقل المجلة عن مؤسس مجموعة كورنرستون للاستشارات ومقرها لندن غان نسيبة قوله “كانت أحداث الحادي عشر من سبتمبر بمثابة جرس إنذار كبير، أوضح أن الإمارات بحاجة إلى امتلاك أفضل التقنيات، وقد أتاح ذلك فرصة للإسرائيليين”.
وعلى مدى العقدين الماضيين، تطورت العلاقات التجارية بين الإمارات وإسرائيل في مجالات أمن المطارات وعمليات الشحن وتحلية المياه والتكنولوجيا الزراعية والعقارات والسياحة، حسب المجلة.
وتتابع أن ما زاد من فرص عقد اتفاق السلام بين البلدين هو “اهتمام الإمارات خلال الأشهر الأخيرة بدعم الأبحاث الإسرائيلية المتعلقة بإيجاد لقاح وعلاج لوباء كورونا”.
وبالإضافة لذلك كان للتهديد المشترك الذي تمثله إيران على كلا البلدين وتطلعات الإماراتيين إلى لعب دور إقليمي أكبر، والقضية الفلسطينية، وضغط واشنطن، دور بارز في عقد الاتفاق، وفقا للمجلة.
وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، كشف وبشكل مفاجئ، الخميس، عن الاتفاق الذي ستكون بموجبه الإمارات الدولة العربية الثالثة التي تقيم علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل إلى جانب الأردن ومصر.
وقال ترامب إن “اتفاق إبراهيم” المبرم بين الإمارات وإسرائيل سيحقق السلام في المنطقة، وأضاف أن مشاكل الشرق الأوسط ستحل بمحاربة التشدد وتوفير الفرص الاقتصادية لأتباع كل الديانات.
وجاء في البيان المشترك للدول الثلاثة أن وفودا من الإمارات وإسرائيل “ستجتمع خلال الأسابيع المقبلة لتوقيع اتفاقيات ثنائية تتعلق بقطاعات الاستثمار والسياحة والرحلات الجوية المباشرة والأمن والاتصالات والتكنولوجيا والطاقة والرعاية الصحية والثقافة والبيئة وإنشاء سفارات متبادلة وغيرها من المجالات ذات الفائدة المشتركة”.
وقال البيان “إن بدء علاقات مباشرة بين اثنين من أكبر القوى الاقتصادية في الشرق الأوسط، من شأنه أن يؤدي إلى النهوض بالمنطقة من خلال تحفيز النمو الاقتصادي، وتعزيز الابتكار التكنولوجي، وتوثيق العلاقات بين الشعوب”.
وبحسب خطة السلام، حسبما أورد البيان، يجوز لجميع المسلمين أن يأتوا لزيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه، وينبغي أن تظل الأماكن المقدسة الأخرى في القدس مفتوحة أمام المصلين من جميع الأديان.
وفي الأعوام الأخيرة، طورت السلطات الإسرائيلية علاقات غير معلنة مع دول الخليج، ومن بينها الإمارات العربية المتحدة التي تتشارك معها المخاوف من نفوذ إيران المتنامي في المنطقة.