المواقع الإلكترونية.. مساحة للتنفيس أم “سحّارة” للتكديس !

المواقع الإلكترونية.. مساحة للتنفيس أم “سحّارة” للتكديس !

بدور عبدالمنعم عبداللطيف
[email][email protected][/email]

وتتكرر حوادث الاغتيالات واستهداف طلاب دارفور بالجامعات السودانية ..بنفس سيناريو اغتيال الشهيد الطالب/ محمد موسى فى العام الماضى….تمت تصفية الطالب الدارفورى الرفيق/ عبد الحكيم عبد الله موسى الناشط بالجبهة الشعبية المتحدة طلاب جناج (عبد الواحد نور) والامين الثقافى لرابطة ابناء ريفي الملم (شاواية) بالجامعات والمعاهد العليا
 يدرس الشهيد بجامعة ام درمان الاسلامية كلية الزراعة المستوى الثالث.

وتعود تفاصيل الحادثة الى مساء الاثنين 2- ابريل..عندما عاد الشهيد الى منزله القاطن بمدينة الصالحة -امدرمان..بعد انهاء يومه الدراسى وتناوله وجبة العشاء مع اخوانه وزملائه…وفى تمام السابعة مساء تلقى الشهيد اتصالا هاتفيا وخرج على اثر ذلك من منزله
 وبعد منتصف الليل تلقى اشقائه اتصالا هاتفيا يعلمهم بان لديهم شخص مصاب بمستشفى امدرمان التعليمى…وتحركوا على اثر ذلك للمستشفى ولكنهم لم يجدوا اى معلومة تفيد عن الجانى غير ان صاحب بوكس اتى بالفقيد الى المشرحة ولم تؤخد اى معلومة عن صاحب العربة او رقم العربة ايضا… ولا يزال الجثمان بالمشرحة.

إذا كان النظام قد دجّن صحف الداخل فأصبح صحفيوها وكُتّابها يتعاملون مع الكلمة بحذرٍ وحرصٍ شديدين إلا من بعض هنّات هنا وهناك … تلك الهنّات التي لا تلبث أن يتم الإجهاز عليها فورياً إما بسحب المكتوب أو بإغلاق الصحيفة صاحبة “الجرم”.

ولكن الوضع يختلف تماماً بالنسبة لتلك المواقع الإلكترونية… تلك المواقع التي – في ظني ? أن أهل الحكم “قد” ينقسمون بشأنها إلى فريقين … فريق يستهين بدورها ولا يرى فيها أكثر من مُتنفًّس لأولئك التعساء الهائمين في بلاد الله الواسعة ، يبكون وطناً قد رمى بهم في أحضان غربة ما تفتأ تجرّعهم كل يومٍ ألواناً من الضغوط النفسية والمادية … أولئك البائسون المنتشرون في مشارق الأرض ومغاربها – وقد أصبحوا بعيدين عن بطش السلطة – قد وجدوا ضالتهم في تلك المواقع يدبّجون على صفحاتها المقالات ويسطرون البيانات التي تشجب وتستنكر وتدين الانتهاكات اللاإنسانية التي يمارسها النظام ضد معارضيه في الداخل … مقالات وبيانات ما تلبث أن تجرفها عجلة الحياة ويطويها النسيان.

وأما الفريق الثاني فيرى أن تلك المواقع التي تبحث .. وتنقّب .. وتحلّل .. و”توثِّق ” تمثّل خطراً حقيقياً على النظام فهي بمثابة “السحّارة” (الصندوق الخشبي المتين الذي كانت جداتنا يحفظن فيه مقتنياتهن الثمينة من الذهب والمصوغات) .. تلك السحارة يُطلَق عليها بلغة العصر “الكمبيوتر” … الكمبيوتر ذلك الجهاز الخطير الذي تُخزّن فيه تلك المواقع أحداث ووقائع وانتهاكات موثّقة بالصوت و مقاطع الفيديو، فلا يصبح هناك مجال للإنكار أو التنصل من المسؤولية.
وفي النهاية ليت الفريقين يدركان أن هناك من لا ينسى ولا يغفل ولا ينام … قال تعالى في سورة القمر: (( وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ * وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ )).

تعليق واحد

  1. شكرا لك استاذة بدور علي هذا الموضوع المهم. حقيقة هذه المواقع ستكون السلطة الخامسة لتغطية غياب الدور الطبيعي للسلطة الرابعة. ومهما كانت مثلما ختمت فالحقيقة ستظهر.
    كان لدى اقتراح للاخوة فى الراكوبة بتفعيل المنتديات حتى تعم الفائدة اكثر

  2. الاخت بدور
    اسمحي لي ان اورد الاية التي استشهدتي بها وتفسيرها

    ( وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ) أي: كل ما فعلوه من خير وشر مكتوب

    عليهم في الكتب القدرية ( وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ) أي: مسطر مكتوب،

    وهذا حقيقة القضاء والقدر، وأن جميع الأشياء كلها، قد علمها الله تعالى، وسطرها عنده في اللوح المحفوظ، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، فما أصاب الإنسان لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه.

    والمعني هنا لا يتوافق مع ما كتبت اعلاه بل يأتي في صياغ لصالح تجار الدين الذين يريدون لنا الخنوع بأن نقتنع ان وجودهم علي قمة السلطة هي إرادة المولي عز وجل وطبعا هذا مناف للحقيقة فالدين الاسلامي حضنا علي تغير انفسنا حتي يغير الله حالنا ونأتي الي الموضوع الاساسي وهو هجرة السودانيون الي خارج السودان وهنا احب ان اذكر النقاط التالية
    1- السودانيون المهاجرون متعلمين ومثقفين ومعظمهم من زبدة المجتمع السوداني ويشكلون خطرا كبيرا علي تنظيم الاخوان المسلميين العالمي بكشفهم عما يفعله الاسلاميون ان تمكنوا من السلطة وهم بذلك يلعبون الدور الرئيسي في تدمير الاخوان المسلمين والسلفيين
    2- اختلاط السودانيين بالعالم الخارجي يجعلهم اكثر تفتحا ودراية بحقوقهم وواجباتهم في السودان ويرفضون السيطرة عليهم بإسم الدين ويدركون ان الله عز وجل لم يعين عليهم احد مسيطر
    3- انهم يمثلون قادة المستقبل و الذين سيقودون السودان الي بر الامان والتقدم والرقي
    4-الانترنت اصبح الان اهم شيئ فبواسطته يتم استخراج المعلومة الصحيحة في ثواني معدودات وجعل التواصل متاح للجميع وابداء الرأي والرأي الاخر وهنا مربط الفرس فعلماء السلطان يسعون بشتي الطرق لخلق مجتمع جاهل لا يعرف حقوقه لتتم السيطرة عليه
    5- العالم الخارجي يثق في المعلومة المقدمة من خلال الانترنت من خارج السودان لان حكومة السودان لا تستطيع ممارسة رقابة عليها فهي بالتالي تقدم المعلومة الحقيقية بعكس الصحف التي تحت رقابة الحكومة
    6- تاثير هذه الصحف كبير جدا لفضح نظام الكيزان وهم يحاولون جاهدين ان يخربوا هذه المواقع الالكترونية وانت تعلمين دون شك ماذا فعلوا بموقع الراكوبة وسودانيز اون لين و حريات والقائمة تطول
    7-الماقع الاخبارية العالمية متاحة لهذه الصحف علي مدار الساعة فهم امناء في نقل الاخبار من مصادرها وليس من من يملونها عليهم
    8- جميع المغتربون توفر لهم حقوق المواطنة الكاملة في الدول الغربية وهم يعيشون في أمن وامان ولكنهم لم ينسوا محمد احمد ويسعون الي تخليص كل السودانيون من قبضة اخوان الشيطان فهم بحق مجاهدين في سبيل حرية وعزة السودان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..