مقالات سياسية

المنن في طي المحن

م/ التجاني محمد صالح

إن من نعم الله الخفية على الشعب السوداني أن تقع الحرب التي يدور رحالها منذ ١٥ أبريل من هذا العام و حتى الآن بين فريقين مجرمين و يتم توجيه غالب الذخيرة و السلاح لصدور بعضهما البعض و يجنب الله الشعب السوداني مواجهة كل هذه الأسلحة من الطرفين لوحده. اقول هذا لأن البعض يظن أنه كان بالإمكان قيام حكم مدني عن طريق مفاوضة العسكر بشقيه عسكر المدينة و عسكر الخلاء.

لقد فات على الكثيرين أن للعسكر فائضا من القوة و التكتيك ما يمكنهم من اللعب على المدنيين لعقود طويلة قادمة. كان العسكر يستخدمون من القوة ما يكفي فقط لتحجيم الثورة و يرفعون من معدل إستخدامها كلما زاد المد المدني الذي بهدد سلطتهم في الواقع. لقد فات على كثير من المدنيين الطيبين أن العسكر دائما يحتفظون بالقوة الكافية التي تستخدم وفق الحاجة إليها ضد المدنيين للقضاء على أية تهديد للسلطة العسكرية. راينا ذلك أثناء تنامي المد الشعبي السلمي. العسكر يعرفون هذه الحقيقة المسكوت عنها التي يمارسونها إن لزم الأمر و هم مطمئنون إلى نتيجتها النهائية. فالسلاح متوفر و إرادة إستخدامه لا يحدها دين و لا أخلاق.

إن أقدار الله و تدبيره لا معقب عليها فكانت الحرب بين المجرمين أستخدموا فيها السلاح الذي كان معدا أصلا لمواجهة الشعب. نعم لقد أصاب رشاش المدافع كثير من الأبرياء و هجّر الملايين من أبناء الشعب و لكن القسم الأكبر منه قد صرفه الله عن المواطنين و جعله في نحور المتقاتلين.

إن المتأمل في هذه الحرب و في هذا العنف المحض ليتساءل كم من دماء المدنيين كان يمكن أن تهدر بفعل هذه الأسلحة قبل أن يتمكن المواطنون العزل من السيطرة على إنفلات العسكر و إسترجاع الثورة؟ فلولا هذه الحرب التي نشبت بين العسكر لكان ليل المدنيين اطول و لعاشوا في خدعة قرب الحصول على الحكم المدني لمدى أطول و لله في خلقه شؤون.

قد يسال البعض و اين موقع ماما أميركا و وتوابعها من إعراب هذه المقتلة التي ضحيتها الأول السودان؟

٦ أبريل يحبنا و نحبه

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..