امدرمان الاهلية قلعة الترابلة والغبش

امدرمان الاهلية قلعة الترابلة والغبش

الرشيد جعفر على
[email][email protected][/email]

تعتبر المرحلة الجامعية من اهم واخصب الفترات التى تمر على المرء ومن اجمل
الايام التى يقضيها الانسان فى حياته فتظل محفورة فى ذاكرته يستعيد شريطها كلما
تغلبت عليه الايام . ولذلك يعطى طلاب الشهادة السودانية اهتمام متزايد للتحصيل
للظفر بدخول هذة المرحلة المهمة فى تحديد مستقبل كل متطلع الى افاق المعرفة لما
سوف تنعكس عليه نتائجها فى كل مراحل حياته المقبلة , لذا يعيد الطلاب الكره
احيانا اكثر من مرة وذلك للدخول للجامعة والتخصص فى احد علوم المعر فة الواسعة والمتعددة .

وقد قضينا ايام الجامعة بين ساحة امدرمان الاهلية فى اربعة اعوام مرت
سراعا ولكانها اربعة اشهر …….هكذا دابها الايام الجميلة الحلوه تذهب سريعا
لنبقى بعدها نعض اصابع الحسرة والندم على ذهابها …….ثم نذهب نحن ليبقى
الزمان ثم ياتى اناس ويذهب زمان فياتى زمان ويذهب ايناس وهكذا الحياة شد وجذب فرح وحزن وغم فى بحر الحياة المتلاطم الامواج .

مرت ايام الاهلية مثل لمحة البصر فقد كان كل يوم فيها اخضر وزاهى اضاء اجمل
لحظات عشناها فى رحاب ال 30 فدان المحررة على حسب ما كان يذكر اهل التجمع سابقا بالجامعة .

جمعتنا ايام الاهلية باصدقاء ورجال صناديد هم واحة من نور على زاكرة التاريخ
العطشى للخير والى كل روح جميلة تسرى على البسيطة ..
فقد كانت اسرة هاردى بقسم اللغة الانجليزية الدفعة 1996م مجموعة واحدة لا
يستطيع المداد ان يصف قوة الترابط والتماسك الاسرى الذى افاض وانجلى فى كثير من المواقف المرحة والمشاغبة لدرجة الاندهاش والانبهار فكانت المقالب المتعبه
والمناكفات المتعددة التى كانت توضح مدى عمق الصداقة وقوة الترابط بين افراد
هاردى الذى اصبح اسرة واحدة جمعتهم الايام وفرقتهم الان فى كل البقاع فما احلاهم اخوان الانسانية فلكم غنينا وكم ساهرنا وكم مازحنا ليالى الصيف وكم غنينا للحرية .

فقد كانت المقالب بمجوعتنا تعبر عن روح الاخاء والزمالة بقوه وصدق وان لم تكن كذلك ما احتملها احد , ابدا فقد كانت تفوق حد الاندهاش لدى الاخرين مثل مصيدة
وكمشة خالد الطاهر فى رمضان وصفعة ود skimmty ride فى ودالجاك
الحافظ من بت حلفا التى جعلته يستدير 180درجة وينظر للحياة بوجه اخر, وسخرية بت جبره من ابوالريش العوض, ومتاعب ود الجاك التى كان يسددها لنا عبر
الحمام الزاجل لايقاف الهجمات المرتده عليه وجريدة العوام التى كنا نحملها فى سبيل
توطيد اسمى واشهر علاقة بالمجموعة عند زيارة ليلى مصطحبا معى الرفيق قيس وبخور الجك فى قاعة الامتحان, وسماية فلب العجيبة التى جعلته يخرج عن طوره
فاين هم رفاق القلم والليالى الحلوه فعائد اصبح الان المدير الادارى باحدى الشركات بالمملكة- ود الجاك موظفا باليونسيف الذى ما ترك حمامة زاجلة بالجامعة الا وتغزل فيها شعرا افاض وروى الثلاثين فدان حتى الثمالة فافاضت وعدا وتمنى
-جاسر ابوالريش ذلك الانسان الشفيف الهادى الطبع الحلفاوى القح عندما يزعل يتحول الى شخص اخر لا تعرفه فالان مترجما بالسعودية – عصام ادم الذى ابتلعة جو التدريس فى مهنة الطباشير متنقلا بين المدارس فى البوداى والمدن كانه مختبر لصبر الانسان ومدى تحمله للسفر بين الخرطوم وسناراسبوعيا للتوفيق بين الزوجتين فى زمن اصبحت الواحدة مشكلة ومغامرة , و محمدالحافظ صاحب الصوت الشجى الذى طالما اطربنا به اصبح مندوب مبيعات باحدى شركات الادوية بالخرطوم والرائعة الصنديدة التى تساوى عشرة رجال بمواقفها مى زكريا التى احتضنتها الغربة الاليمة على الرغم من عدم حبها لفراق الوطن فهى كانت عليمة بمعنى ان تبقى بالوطن الذى لا ندرك معناه ومكانته الا عندما نرحل عنه فماذا فعلت بهم الايام وتصاريف الدهر العجيبة
فالصداقة اصبحت عملة نادرة فى هذا الزمان الرمادى فلم يعد هنالك رفيق يخفف محن الايام وعثراتها فالكل اخذته تصاريف الحياة ومشاغلها التى لا تنتهى الا لتبدا من جديد فما عاد الزمان هو ذاك الزمن الجميل البديع الذى اطلق على اثره الروائى الراحل الطيب صالح فى رائعته موسم الهجرة الى الشمال مقولة (الحياة يا محميد ما فيها غير المحبة والصداقة ) فقد تغيرت المعانى و اصبح حال كل شخص يقول للاخر لو عايزنى ارجع زى زمان قول للزمان ارجع يا زمان , فقد راح زمان كان جوز الحمام فيه تلاتة فرد كما يقول يقول صديقنا جلد , فقد اختفت الاشياء الجملية والمعانى الصادقة الحبله بكل عبق السنين وشذها بكل الوان التحنان المسكونة بالامل والتفائل السابحة فى زرقة المياه الصافية ينعكس عليها ضوء القمر فيرسم لوحة لاعظم واسمى ما فى الحياة من العلاقات الانسانية , فالانسان هو كتلة من الاحاسيس والمشاعر ومجموعة تفاعلات مع المجتمع المحيط به ودون ذلك يمكن ان نطلق علية اى شى اخر من الجماد .

حقيقة ان الايام التى عشناها بالاهلية غيرت تماما فكرة انها جامعة استقراطية
لفئة معينة من شرائح المجتمع السودانى لا يدخلها الا الحناكيش فكيف باولئك اذا
عرفوا ان ود الحافظ كان يجمع الشيرن ولا يدفع نصيبة يوميا لوجبة الافطار, وكيف
ان ود الجاك كان لا يغسل ملابسه لعدم وجود سكن مستقرالى ان اودت به للتندر من الحمام الزاجل فجعلته يهرب الى سنار ولا يحضر الا مع الامتحان فقط ولتتوالى شواكيشه داخليا وخارجيا من اقصى اليمين الى اقصى اليسار بعد فشل شبكة اهل السنة اخيرا فلك الصبر وبت قيدوم .
فهل مواقف الغبش والترابلة تلك يا ود الجاك تحسبك فعلا من اولاد الايس كريم
وانت ومعك عصام تبحثون كل اسبوع عن سكن يقى اجسادكم من البرد والحر فلم تنجو مساكن السوق العربى والشركات من اللجوء اليها وازقة عمارة الاخوة نهارا من تشردكم .

فلكم الله اعزتى ابناء هاردى فى كل ارجاء المعمورة فسوف تبقى تلك الايام عرائس
من نور وشموع تنير غساوة الايام المرة والرتيبة , فلك التحية امدرمان
الاهلية التى جمعتنا بتلك الكوكبة النيرة ولكل الاصدقاء عاطر التحايا والمنى
ولتلك الايام العطرة الخلود فى الذاكرة بمداد من نور لا يزيدها مرور الايام الا
خلودا فستظل المشاعر الصادقة الجياشة كشلالات من الامل بلا هوادة فى حياتنا
نستظل بها وبذكراها كلما ضاقت بنا تصاريف الايام .

تعليق واحد

  1. يازول انت وهم ولاشنو كلامك دة قولو لية واحد تاني الاهلية ملجا الساقطين من امتحان الشهادة

  2. الحمام الزاجل ده شنو يا الرشيد؟؟؟؟يكون ده ابونكيكو الطار من كبرى امدرمان وسمم الاسماك فى المقرن؟؟؟ مافى داعى للفضايح لانو ناس الامم المتحده لو عرفوا الخبر ده برفدوهو

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..