كيف يفكرون كما يفكِّر الشرفاء؟! – عثمان شبونة

* من خلال تبادلاتنا اليومية للرسائل؛ صبَّحني الزميل العزيز خالد أبو أحمد المقيم بدولة البحرين الشقيقة بخبر عادي جداً (بحكم اللحظة)؛ لا يثير اهتمام أحد وسط تلاطمات الأخبار في المحيط السياسي.. لكن بحسه الوطني جعل من الخبر الخافت بؤرة تنال اهتمامي بملاحظات وتساؤلات منفعلة تجاه دولتنا السودانية الواقعة الآن تحت مخالب الضباع الحاكمة.. يتلخص الخبر في انخفاض أسعار الخضروات في سوق المنامة ــ الأسبوع الفائت ــ بنسبة تراواحت بين 35% و50%؛ عقب وصول شحنات للسوق من الأردن ومصر والسعودية وعمان والإمارات وتركيا واليمن.. وتلخصت حروف أبو أحمد في نقاط (بعفوية الواتساب) منها:
1 ــ البحرين القريبة مِنّا تصلها الخضروات يومياً من كل انحاء العالم إلّا من السودان.. حتى بنغلاديش التي تبعد عن البحرين حوالي ١٢ ساعة سفر بالطيران حاضرة في السوق.. بينما السودان الذي يبعد عنها ساعتين ونصف من بورتسودان غائب..!
2 ــ عندنا سفارة عمرها ١٩ سنة في البحرين (وفود جاية وأخرى ماشة) وصرف كبير.. فإلى متى بالله عليكم؟!
3 ــ حتى اليمن (يا جماعة الخير) والتي في حالة حرب وصلت خضرواتها للبحرين.. ونحن نكبِّر من ذواتنا الفاشلة و(نتفاصح).. هل في العالم دولة أفشل من دولتنا؟!
* أذكِّر العزيز خالد أن (مصلحة الوطن) محصورة في جيوب أفراد التنظيم الحاكم بالداخل والخارج.. ونسف الدولة الوطنية على أيديهم لا يؤمَّل بعده أن يتحسن الحال لشعبنا الطيب بالتصدير أو بغيره قبل أن تتحسن أحوال جميع الأكلة داخل هذا التنظيم الذي لا يشبع..! لا ننتظر صادراتنا أن تعم في العالم ونتمتع بعوائدها إذا لم يندحر طغاة المتأسلمين الفشلة الخونة.. وهذا ليس ببعيد؛ فالثورة على العهد الراهن من أجل مستقبل السودان (العملاق) ورفعته لها أسباب أقوى مما كانت في جميع العهود؛ بما فيها العهد الاستعماري البريطاني..! العصابة التي تدير السودان بالوكالة اليوم (خدَم) لتنظيم دولي إرهابي لا يبخل عليهم (بالكوميشنات) في بيع البلاد؛ وليسوا متفرغين للأشياء التي تبدو صغيرة (كما حملها الخبر أعلاه).. وصادرات السودان حتى لو بلغت البحرين وكافة بحار الدنيا سيذهب عائدها (الخرافي) لجيوب التنظيم الذي ليس في باله غير مسخ الوطن وتحويل شعبه إلى أشباح خاضعة ذليلة..! هؤلاء لا يفكرون كما يفكر الشرفاء.. كل همهم تمكين دويلتهم الأمنية الجاسوسية التي تضيِّق على العباد؛ تتطفل في شؤونهم؛ تهين النساء وتستهدف خصوصويات المجتمع؛ بينما قادة تنظيم هذه الدويلة في درك القوادين وأحقر من ذلك..!
* يزخر السودان بإمكانيات كان يمكن من السهولة أن تجعل قامته الأعلى في التصدير؛ خصوصاً لسلع طبيعية مثل الخضروات ــ الفواكه.. وهذه الإمكانات والميزات النسبية المتاحة في أرضنا كان من الممكن أن تجعل مواطن السودان يعيش رخاء لا يتوفر في بقية الدول العربية والإفريقية.. لكن الرخاء وفساد الحكام لا يجمتعان؛ خصوصاً مع إدارات كسيحة؛ ووزارات يسكنها (البوم) والانتهازيين..!
أعوذ بالله
الجريدة
رصاصه في راس البشير
هي الحل
رصاصه في راس البشير
هي الحل