رد على رئيس علماء السودان، إنهم يكرهون النساء!

مدخل فى الموضوع:
يفترض أن يكون عنوان هذا المقال، أن المساواة بين الرجال والنساء لا تتفق مع فكر (الإخوان المسلمين) أو (الإسلامويين) – عامة – لا مع (الدين الإسلامى) أو أى دين سماوى شريعته العدل.
_______

ومن ثم اقول .. مشكلة الإسلامويين بقيادة جماعة (الإخوان المسلمين) التى ينتمى الي أحداهن، رئيس هيئة علماء السودان أنهم، لا يعرفون التواضع ولا يمارسونه فى حياتهم أو يعيشونه فى أنفسهم، لذلك تلاحظ وجوههم مكفهرة وعليها غبرة ويرمقون الآخرين دون عداوة أو خصومة مسبقة بنظرة إزدراء وإحتقار وكراهية (غريبة) على الرغم من أنهم يدعون ذلك (التواضع) ويرددونه بألسنتهم ويستدلون على ممارسته بالأحاديث مثل (ما تواضع أحد لله الا رفعه).

عدم التزام (التواضع) ذاك فى أدبياتهم وسلوكياتهم ? لأنهم الأعلون – يجعلهم ينسبون جهلهم (الفاضح) للإسلام فيسئيون اليه بذلك ويشوهونه، ومن عجب أن نجد من بين عضوية تلك الجماعات نساء كثيرات، مع أن ذلك الفكر يحط من قدرهن ويجعل مكانتهن متدنية حتى لو حصلت إحداهن على أعلى الدرجات العلمية.

الذى لا يعلمه الكثيرون ولا يدركون خطورته، أن تبنى هذا الفكر الذى يطرح مثل هذه الرؤى الرجعية والمتخلفة فى القرن الحادى والعشرين إذا مددناها الى جوانب أخرى مثلا رؤيتهم فى (الجهاد)، هو الذى يتسبب فى ظهور غلاة المتطرفين الذين يمرون على فتاوى مثل هذه وترسخ فى أذهانهم، فمثلما يفجرون كبريهات الرقص وأمكن الشرب، يسألون أنفسهم ولماذا لا يفجرون الأمكان التى تساوى بين الرجال والنساء أو التى تدعو الى ذلك.
اليس مثل رؤيته هذه وفتاويه وهو رئيس هيئة علماء السودان، يمكن أن تحظى بقبول عند (الشباب) خاصة (البسطاء) منهم .. لأنه (رئيس) هيئة علماء السودان ويفرضونها (بالقوة) على المجتمع الذى يعيشون فيه؟
قال الخبر الذى نشر على هذا الموقع:
“أكد بروفيسور محمد عثمان صالح رئيس هيئة علماء السودان أن المساواة المطلقة بين النساء والرجال التي يتحدث عنها البعض، لا تتفق مع قواعد ديننا الإسلامي الحنيف”.
وأضاف صالح:
“إن الله سبحانه وتعالى ساوى بين الناس جميعا في الكرامة الإنسانية وفى الحقوق والواجبات ، ولكن التمايز سنة من سنن الله الكونية والتي تجسدت في الخلق وفى اللون واللغة والميراث وغيرها، مشيرا إلى أن الإسلام ميز المرأة تميزا ايجابيا في نواحي كثيرة مثل شأن الأسرة ،مستدلا في ذلك بالحديث الشريف ” من أحق الناس بحسن صحابتي” ، واعتبر ذلك تميزا ايجابيا في حق المرأة ، وأضاف “لا توجد مساواة مطلقة في الدين الإسلامي بين النساء والرجال” ، مشددا على ضرورة مراعاة التمايز الذي تقتضيه سنن الله تعالى الكونية بين عباده)). إنتهى.

لا أدرى ماذا يفعل رئيس هيئة علماء السودان بهذا النص القرآنى، طالما كانت تلك رؤيته:

تقول الآية التى تتحدث عن النساء:
(وَلَهُنَّ مِثلُ الَّذِي عَلَيهِنَّ بِالمَعرُوفِ).

وماذا يفعل مع هذا الحديث الذى يقول:
“إنما النساء شقائق الرجال، ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم”
وتم شرحه:
“بأن المعنى – والله أعلم – أنهن مثيلات الرجال إلا ما استثناه الشارع”.
يعنى بحسب ذلك (التفسير) المأخوذ من (فكر) مشابه لفكر (رئيس هيئة علماء الإسلام)
أن (الشارع) هو الذى (إستثنى) المساواة بين الرجال والنساء لا (الخالق)، تنزه عن ذلك؟

مشكلة (الإسلامويين) الذين ينتمى اليهم (رئيس هيئة علماء الإسلام) تشعر بأنهم يكرهون النساء ويحقدون عليهن ولديهم معهن مشكلة والدليل على ذلك ان تلك الهئية بمجرد أن (تسربت) لها معلومة من قبل، تقول أن مجلس الشعب المصرى خلال فترة حكم (الإخوان المسلمين) التى لم تزد عن سنة ? بحمد الله – نوقشت على (هامش) من إجتماعاته، قضية ضرورة أصدار تشريع يجيز زواج (القاصرات)، فورا خرجت فتوى من تلك الجماعة (هيئة علماء السودان) تؤيد زواج القاصرات، يعنى والعياذ بالله أن يوافق رجل كامل الأهلية والرجولة وغير مختل عقليا على زواج بنته (القاصر) إذا كانت فى سن سبع سنوات أو عشر سنوات بل ربما أقل من ذلك، طالما كانت تطيق (الوطء) .. ثم لا يشعر بالحرج … تخيل!

إنى استغرب وأندهش، كيف لا يرى حرجا، من يدعى أنه عالم بتبنى رؤية وفكرة تقول أنه (مفضل) على والدته التى حملته داخل بطنها لمدة 9 أشهر، دعك من أن يتساوى مع زوجته، التى تربى أطفاله ومن بينهم رجال مستقبل ونساء، طالما هنالك (فهم) ورؤية أخرى مأخوذة من الدين ولها نصوص تؤيدها.

مثلا الا يمكن أن يستفاد من هذه الاية الحكيمة، التى تقول: (وأتبعوا أحسن ما أنزل اليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة).
وتلك الاية منحة كريمة و(حكيمة) من الخالق، تؤكد أن ما يرسل من السماء لأهل الأرض، يحتوى على (حسن) و(أحسن) .. فالسماء لا ترسل شيئا خلاف ذلك، وما عليهم غير أن يعملوا (بالأحسن) حسب زمانهم ومكانهم وضرورات عصرهم.

ما هى المشكلة عند أولئك (العلماء) بزعمهم إذا كان هنالك (فهم) من الدين يجعلهم متساويين مع أمهاتهم .. هل يريدون أن يكن أقل منهم مكانة؟

المشكلة الحقيقة عند هؤلاء الناس الذين يسيطر فهمهم المتخلف على كل امور الحياة، ولذلك اصبحنا متخلفين فى جميع المجالات لأنك لا يمكن أن تتوقع من شجر (الحنظل) أن يجود لك بثمار (عنب) .. المشكلة أنهم اسقطوا (حتمية) التطور التى أقتضاها رب العزة ومنح (البشر) عقولا تتصرف بها لا أن يكونوا مثل (البهائم) لابد من قيادتهم دائما ولا بد من نزول (أنبياء) بإستمرار حتى لو كان (الفكر) قادرا على إستنباط مفاهيم و(شرائع) وقوانين تناسب زمنهم وثقافتهم وتحضرهم، ورب العزة تقديرا منه للزمن أقسم به حينما قال (والعصر إن الإنسان لفى خسر).
والخسارة الحقيقية تكمن فى هذا الفهم (الجامد) غير القابل (للتطور) الذى يسمح بزواج طفلة (قاصر) فى سن خمس سنوات، وفى رفض (المساواة) العادلة بين الرجال والنساء، طالما كانت تلك (العدالة) ممكنة.

من خلال جهلهم الفاضح ذاك يفسرون على هواءهم آية واضحة، حتى فى وقت كانت فيه مناسبة لأهل ذلك الزمان وادخرت فى جزء منها لما يصلح لأهل زماننا.

حيث كان أمر طبيعى و(حكيم) الا تعطى المرأة حقوقا (كاملة) فى ذلك (العصر) الذى أقسم به (الإله) لانها ببساطة لا تناسب مع أمكاناتها، حيث كان يكفيها تشريعا يمنع قتلها و(وأدها) حية وأن يستبدل بتشريع يبقى على حياتها حتى لو كانت منزوعة الحقوق ومحدودة التكاليف، لكن هل من الحكمة أن تستمر على ذلك الحال (حقوقها) منقوصة الى يوم الدين؟

المنطق يقول لا يمكن أن يكلف تلميذ مرحلة (الأساس) بما يكلف به تلميذ المرحلة (الثانوية) الذى يستعد لدخول الجامعة وكلية الطب أو الهندسة مثلا، فمهما كان تلميذ ذلك (الاساس) ذكيا، لكن إذا كلف بمنهج (الثانوى) سوف يسقط بل ربما اصبح (معقدا) نفسيا بعد سقوطه.
كذلك أقتضت الحكمة أن تكون تلك المرأة فى عالم خارج لتوه من جاهلية (غليظة) أن يسمح لها بالبقاء و(بالحياة) بدلا من (الدفن)، على أن تكون محدودة (الحقوق) وغير مساوية للرجل تماما لأنها غير مستعدة نفسيا لما يحصل عليه الرجل أى كانت فى ذلك الوقت طالبة مرحلة (أساس).
تلك الحقوق (المحدودة) والمناسبة لها فى ذلك الوقت عبر عنه جزء من هذه الاية التى قالت:
“الرجال قوامون على النساء”. وهذا امر واضح يؤكد (قوامة) الرجال على النساء.

لكن لأن (الحكمة) الربانية والعلم الالهى (المستقبلى)، يدرك أن تلك المرأة سوف (تتطور) وتتعلم، لذلك لم يقضى بأن تكون (القوامة) بذلك الشكل (مطلقة) وسرمدية، بل أن يشرع لها تشريعا منصفا وعادلا حينما(تتأهل) وتصبح (مستعدة) بفضل العلم والتطور والتجربة، لوضع أفضل من (السابق)، لذلك جاء الجزء الثانى من الآية مقيدا القوامة (بشروط) تنتفى إذا إنتفت تلك الشروط وموضحا (علة) القوامة وسبب ذلك التفضيل، فأكتملت الاية بقول رب العزة:
“الرجال قوامون على النساء، بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم”.
يعنى (التفضيل) كان للرجل بسبب قوة (عضلاته) ولأنه من يحمى المرأة ويوفر لها (رزقها) – أكلها وشربها – حينما أخرجت من (القبر) ووضعت داخل (خيمة).

لكن طالما خرجت من تلك الخيمة وتعلمت وأقتضى تطور الحياة أن يكون (القانون) حاميا للجميع رجالا ونساءا وفى ذات الوقت هى (تعمل) أى ليست فى حاجة للرجل كى يوفر لها (رزقها).
لذلك فالأمر الطبيعى أن تنتفى (القوامة) أى أفضلية الرجل وأن تحصل على حقها فى الميراث متساويا مع حق أخيها كما اقر (برلمان) مملكة (المغرب) أخيرا، وأن تقبل شهادتها مثل شهادة الرجل فى المحاكم ، طالما هى تعمل دكتورة فى كلية القانون ويتخرج على يديها القاضى ووكيل النيابة والمحامى والبليد منهم يمكن أن تعطيه (ملحق) .. وتلك هى المساواة وذلك هو العدل اوشرع الأله لا شرع (الشارع)!

هذا الفهم من الدين الذى تسنده (نصوص) وأحاديث، ظل (الإسلامويين) بقيادة (الإخوان المسلمين) ولشئ فى نفس يعقوب يراوغون ويلفون ويدورون حوله كعادتهم يقولون ? بالسنتهم – حتى لا يفقدوا (النساء) ضمن تنظيمهم ويفقدوا صوتهن (الإنتخابى)، أن (الإسلام) قد ساوى بين الرجال والنساء تماما، لكنهم عند التطبيق وعند وصولهم (للسلطة) يبدأ التمييز ويتمسكون بذلك الفهم الذى يعود الى 1500 سنة للخلف، بل يطبقونه فى (المحاكم) بأن تكون شهادة المرأة على النصف من الرجل وأن تحصل فى الميراث على نصف ما يحصل عليه شقيقها.

ما هو مؤسف أن عدد كبير من النساء (المتعلمات) بل اساتذة جامعات ومن بينهن (قانونيات) ينضمين لمثل هذه (التنظيمات) وبعد فترة من الزمن (يتماهين) مع هذا الفكر ومع هذا الفهم ويصدقن ما فرض عليهن من جماعات تتاجر (بالدين)، فيقتعن بتلك (التفرقة) بين الرجال والنساء بل يتولين إقناع نساء أخريات غيرهن.
تاج السر حسين ? [email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..