من الذي أدخل هذا الخطأ على الجنيه السوداني؟!

ملاحظة عابرة من أستاذنا: «حسن سالم جمعة سهل» تقودنا إلى تقصي ذلك الخطأ الفادح الذي يشوه جنيهنا السوداني!
والخطأ الذي نتحدث عنه يكمن في تقديم العدد على المعدود في عبارة: «واحد جنيه سوداني» والصواب أن تُكْتَبَ: «جنيه سوداني واحد» أو: «جنيه واحد» أو: «جنيه سوداني».
وجنيهنا السوداني هو العملة العربية الوحيدة التي بها هذا الخطأ اللغوي، ففي عملة مصر «جنيه واحد» والسعودية «ريال واحد» والإمارات «درهم واحد» وليبيا «دينار واحد» واليمن «ريال واحد».
والمفارقة أن أساتذتنا هُم الذين علموا اللغة العربية لكثيرٍ من أهل هذه البلدان!
فكيف لمثلنا أن يقع في هذا الخطأ الذي لا يمكن أن يفوت على تلميذ في مرحلة الأساس؟
فالعددان واحد واثنان لا يحتاجان إلى تمييز، لأن المعدود يأتي سابقاً لهما.. يقول تعالى: «وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو» البقرة «163».
ولم يُسْمَعْ من العرب أن قدَّموا العدد واحد على المعدود، وحتى ما جاء من تقديم الصفة على الموصوف عدُّوه شاذاً، فالأصل في الصفة أن تتلو الموصوف لأنها تتمة الموصوف وزيادة في بيانه، والصفة تابع للموصوف والتابع لا يأتي قبل متبوعه، وقد منع النحاة ذلك، وجعله ابن جني قبيحاً، وقصره ابن عصفور على المسموع وذكر أنه قليل، فهو بذلك أقرب أن يكون شاذاًً!
وخلاصة القول هي أن العرب لم يقدموا العدد واحد على معدوده قطعاً، وأنهم قبَّحوا تقديم الصفة على الموصوف.
لندع أقوال العرب جانباً ونبحث عمن أدخل هذه العبارة على الجنيه السوداني، فربما تَمَّ إدخال تلك العبارة بطريقة عفوية.. فنحن قد اعتدنا على تقديم العدد واحد على المعدود في كلامنا العامي.. ومن ذلك قولنا: «واحد فول».
أو ربما يكون ذلك الخطأ نتيجة للترجمة من الإنجليزية التي تتقدم فيها الصفة على الموصوف!
وقد نجد أكثر من عذر لمن تسبب في هذا الخطأ، ولكن ليس هذا ما نرمي إليه الآن، بل ما يهمنا في الأمر هو: من الذي أدخل هذا الخطأ على الجنيه السوداني؟
هذا التساؤل قادنا للتنقيب عن أوَّل جنيه سوداني بعد الاستقلال… والمدهش أن ذلك الجنيه الجميل قد كان مكتوباً بطريقة صحيحة: «جنيه سوداني» وعليه توقيع مأمون بحيري رئيس لجنة العملة السودانية 15 سبتمبر 1956م، أي في عهد عبد الله خليل.
أما الإصدار الثاني للجنيه فقد كان في عهد محمد أحمد المحجوب 7 فبراير 1968م، وقد كُتِبَ بنفس الطريقة الأولى: «جنيه سوداني» وعليه توقيع عبد الرحيم ميرغني محافظ بنك السودان.
وكذلك جاء جنيه النميري في 27 أبريل 1974م: «جنيه سوداني» وعليه صورة بنك السودان القديم.
كل الجنيهات السابقة جاءت صحيحة في كتابتها.. ثم ظهر الخطأ اللغوي لأول مرة على الجنيه السوداني!
كانت بداية الخطأ على الجنيه الذي صدر في الأول من يناير 1981م، ذلك الجنيه الذي ظهرت عليه صورة النميري وصورة أخرى لطاؤوس، ليصبح النميري أول رئيس سوداني يضع صورته على الجنيه، ويصبح جنيهه أول جنيه سوداني يحتوي على ذلك الخطأ اللغوي الشنيع!
ذلك الخطأ الذي استمر متداولاً لمدة ثلاثين عاماً من غير أن يتم تصويبه.
فقد ظهر هذا الخطأ للمرة الثانية على جنيه الأول من يناير 1987م إبَّان حكومة الصادق المهدي.. ثم ظهر للمرة الثالثة في جنيه التاسع من يوليو للعام 2006م مع جنيه البشير!
وبعد أيام سيتم إصدار الجنيه المعدني للجمهورية الثانية، فهل سيتم تلافي ذلك الخطأ الذي ظللنا نتداوله لمدة ثلاثين عاماً؟ نأمل ذلك.

الصحافة

تعليق واحد

  1. الغريبة الصحيفة نفسها ارتكبت هذا الخطأ و الكاتب ربما لم ينتبه ،في أعلي الصحيفة مكتوب سعر الصحيفة واحد جنيه (راجع اي من اعداد صحيفة الصحافة)

  2. ههههههههههههههههههههههه
    السبب الحركة الشعبية قاتلها الله …. فهي اتعبتنا في حضورها وغيابها

  3. الناس في شنو والحسانية في سنو ;( ;( ;( ;( آسف على الخطأ اللغوي بالمثل (إذ وردت كلمة سنو بدل (شنو) :cool: :cool: :cool: :cool:

  4. الغريب في الامر أن صيغة تقديم العدد على المعدود تستخدم في الدارجية الخليجية كثيرا و لا تستخدم في الدارجية السودانية الا في بعض الحالات .

  5. تعرف يا صاحب المقال إن غالبية الدول العربية كلها لما تعمل أي إحصائيات تذكر فيها الدول العربية جميعها وتنسى اسم السودان!!!!!!!!!!!!!! أفيدونا بالله يا أخ العرب؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  6. الملأحظه قيمه جدا ويجب وضعها في الأعتبار وتقديم الصفه على الموصوف غير صحيح وكذلك العدد علي المعدود وقد لأحظت في الطبعه الجديده نفس الخطأ{عشره جنيهات سودانيه} والصحيح ان تكتب {جنيهات عشر} وقد جاء في سوره الفجرالأيه الأولى والثانيه قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم{ الفجر* وليال عشر} وقد قدم الموصوف على الصفه

  7. كان دي مشكلتنا بسيطة.
    السؤال لو كان لنا اقتصاد دولة هل كنا غيرنا عملتنا . هل سمعتم من قريب او بعيد من الدول العربية التي نتحدث لغتها ولسنا منها كعنصر بدلت عملتها في 50 سنه الماضيه.
    احسن شيء خليكم زي لبنان وتعاملوا بدولار عديل وعملتكم للحاجات الخفيفه ملح وكبريت

  8. أخي عبود الخطأ يكون في تقديم الواحد والاثنين فقط لأنها تعرب صفة والصفة لا تتقدم على الموصوف ، أما الأعداد الأخرى فتتقدم ولا شيء في ذلك ، فنقول : عشرة جنيهات / خمسة جنيهات …
    أما واحد كما أورد صاحب المقال : الصحيح : جنيه واحد

  9. الأنسان يهمه في المقام الأول عدد العملة يلية نوعها ثم أصلها . ومثال ذلك :
    س ـ كم سعر هذه السيارة ؟
    ج ـ ألف جنيه سوداني .
    حتى أنت ياصاحبي تستخدم هذه اللغة سوى كنت في الخليج إو في الصين .

  10. ليس المهم اذا كان الحمار امام الكارو او من خلفها ,,,ولكن المهم كم جنيه بعد الواحد تجيب "كيس الملاح"!!!

  11. ما قلته عرب طلعتو نوبه ..
    يوم قلتوا نوبه طلعتو عرب

    طبعاً العربي فصيح لسطان ولكنه جبان

    والنوبه قليلي كلام ولكنهم شجعان

  12. ابننا الأستاذ فيصل
    بارك الله فيك على هذا البحث القيم.. ولا أدري كيف يفوت على مثلنا مثل هذا الخطأ ولمدة ثلاثين سنة.. وكيف فات على سيدي الصادق؟.. أبو الكلام.. وكيف فات على ناس علي عثمان؟.. لا يمكن أن نرضى هذا الخطأ لعملتنا لأنها مسألة سيادية…!
    قد يقول بعض الناس أن هذه المسألة من قبيل الترف الفكري.. ولكن الأمر ليس بهذه البساطة.. المحقق المصري محمد محيي الدين أصيب باكتئاب لأن أحد كتبه كان به خطأ بسيط وهو خطأ عروضي لا يؤثر.. أنا شخصياً لا أستطيع أن أواصل قراءة كتاب مليء بالأخطاء..
    نشكرك على هذه الطريقة المقنعة التي تدل على تمكنك في العربية ونشكر لك إشادتك بالأساتذة السودانيين الذي علموا أهل اليمن وليبيا.. ونخشى أن يأتي يوم يمد فيه لنا هؤلاء عملتنا ويقولون علموا أنفسكم!

  13. { والمفارقة أن أساتذتنا هُم الذين علموا اللغة العربية لكثيرٍ من أهل هذه البلدان! }

    انتم من علم العرب اللغة العربية ….!! ؟؟ شيئ غريب والله … …..

    دائما نحاول نحن السودانيون المفاخرة باننا نحن من بنى الخليج ونحن من كسى الكعبة ونحن من …. ونحن … ونحن … الخ .
    ولكن …. ليس منا من يستطيع ان يفاخر بحاله الان وبحال بلده البائسة الفقيرة المهانة الذليلة المتخلفة ….

    تساءل معي … من بنى امريكا ؟؟ اليس الزنوج هم من بنى امريكا …. اليس جزء من هؤلاء الزنوج هم اجدادنا …. تذكروا تاريخكم والقائد الزبير باشا … !!!

    اذا يحق لنا ايضا ان نفاخر باننا نحن من بنى امريكا و اوربا…. وهذا يكفينا فخرا …. وعملا … ولا حاجة لنا في ان نعمل ونبني سوداننا …. يكفينا اننا بنينا العالم كله ….
    اذا كنا نحن من بنى الخليج والدول العربية كما ندعي وعلمناهم اللغة العربية … فمن الذي يحق له ان يفخر …. نحن العمالة ( عمال ومهندسين واطباء ومدرسين) ام هم المخدمين واصاحب المشروع والارض …. ؟؟؟ .. صور مقلوبة !!

    لا يستطيع شعب ان يفخر بانه طور غيره وهو في ادنى درجات التخلف …

    هذا الفهم المسيطر علينا ماهو الا نوع من الشعور بالدونية … ومحاولة اخفاء الفشل والعجز المهيمن على النفس …. الامر الذي اقعدنا واذلنا بين العالمين ….
    الشعوب تجاوزت هذا الفهم يا سيدتي يا الصحافة …
    مشكلتنا ليس الواحد قبل الجنية او الجنيه قبل الواحد …. فالجنيه هو هو بقيمته و وضاعته اينما كُتب الواحد …
    المشكلة فينا وفي عقولنا الغير قادرة على رفع قيمة الجنيه لمستوى عملات من علمناهم لغتهم وبنينا لهم دولهم ومجدهم …. المشكلة فينا لاننا لا ندري حتى الان قدر انفسنا …. ومن لا يدري بقدر نفسه لا يبني وطنه ….. ولكن يبني اوطان الاخرين …. ويفخر بذلك !!!

  14. ما مشكلة حيعالج هذا الخطأ بعد إعلان الدرويش قييام الجمهورية المستعربة الثانية وعنندها ستغير كلمة جنيه لأنها إقتباس من الجنيه الإسترليني من بريطانيا دول الكفر والإستكبار وحتصبح العملة الجديدة إما الدينار أو الدرهم أو الريال وعاش الدرويش خائن وطنه وشعبه

  15. يا اخوانا دة دلالة علي اننا لسنا دولة عربية ولا نمت للعرب بصله

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..