مظــــــلومــــة..!!

مظلــــومة …!!

منتصر نابلسى
[email][email protected][/email]

لا اعلم متى كان ذلك… ولكن فى يوم كسائر الايام …التى ترسم ملامح الدنيـــا العجيبة المتناقضة فى ردود افعالها…وتباين معـــالمها وتقلب احوالــها فى اقبالها وادبارها ،وتعاريجها ومنحدراتها المخيفة، هى لحــــظة من لحظاتها اختــارتنى الدنيا رغم انفى، بين لحظات عشق عارمة، بين امراءة ما ورجل ما فى مكان ما على خارطة الشهوة الجنسية …والاندفاع فبين براكين الاحتدام والاهتياج ،وسط احساس طغت فيه حلاوة اللذة المحرمة….على نور العقل المتوازن بدون تدارك للعواقب ، فامتزجت الحميمية بالنزوة… بكل طيش الانفلات … ثم تجاوزتها الى مرحلة ما بعد العشق الى… الانجراف فى تأوهات الانتشاءة ….التى تـــــركتنى عاصفتها الجنسية …المتقدة جنينا فى رحم ….امراءة هى بالاحرى امى التى لم اراها قط ولا اعرف حتى اسمها الى اليوم ولا اعرف من ..هى او ما هى وقد نميت من توهج تلك العلاقة الشهوانية العارمـــة القاصمة فقد… كتب لى البــقاء علقة ، ثم تدرجت نموا… الى مضغة حتى تكونت فى احشاء امى…. او هكذا قد كان الامر، ورغم القرار المكين فى بطن امى الامـــن الذى احتـــوانى لشــــهور امتدت معى الحياة ، ثم تملكنى الوجل والخوف والقلق، الذى كان يتســــرب عبر احساس والدتى الخائفة القلقة ،الى كيانى الضعيف …فكنت امـــوج فى دائرة من التوتر الرهيب…. وجاءت ساعة الصفروالطلق والولادة… وليتها لم تأت، لقـــد كنت احاول ان اتعلق ببطن امى، متشبثة باطراف الرحم…. ذلك المــــكان الامن متاملة ان يدثرنى بدفئه… حتى لااخرج للمجــهول الذى ينتظـــــرنى، فــقد تعمق بفظاعته وهوله كنت كمن يخــــرج من النور الى الظلمات … ولكن خـــــرجت الى دنيا ما اضيق سعتها على رحابة افقها… واول ما خرجت كانت فى نفــــسى لهفة لارتشف شيئا من حنان … ثدى امى… ولكن …ليتها ارضعتنى لحــظتها ليتها كانت احتضنتنى …. ليتها حتى دفئتنى فى حجرها بحنينها وامانها ليتـــــها قبلتنى بلهفة المشتاق، ليتها نظرت الى برائتى ورقة حالى، وقلة حيلتى وهوانى ليتها … نعم ليتها ماولدتنى…. لقد تركتنى بقسوة لفظتنى اتصدقون انها امى وما كان الذنب ذنبى صدقونى ماكان الذنب ذنبى… نعم ما كان ذنبى لقد ظلمـــــونى معا …. وما جنيت على احد منهما …. فى زاوية بيت خـرب متهــالك الاركان عند اطراف المدينة …وضعتنى على خرقة من قماش ثم تركتنى اتصدقون… ثم تركتنى…. وحدى.. ناديتها…بصوت بكائى… ولكن لم تكن تريد ان تسمعنى لم ترحم صوتى الهزيل لقد باعتنى للضياع…. الم يخطر على قلبها اننى قد تلتهمنى الكلاب او الذئاب … او يبتلعنى الموت من البرد والجوع والخوف…. ياللــهول لقد تركتنى وحدى مع الظلام ليردد صراخى الصدى والصمت ونبـــــاح الكلاب وتملاء الوحشة كيانى الصغير رهبة وهلعا…… وبعد ساعات اظنها سنوات من عمر الزمن…. اخذتنى ايادى طيبة الحمد لله لولا لطفه الخفى لكنت بين انيـــاب الكلاب… بين عشية وضحاها علمت اننى اسكن دارا المايقوما للايتام …لقد زال عنى الجوع نعم ولكن صدقونى لم تزول عنى دمعة الخوف الدفين لقد وجـــــدت مكانا ياوينى يا امى ولكننى لم اجد فيه حنانك واحضانك … لقد وجـــــدت حولى جمـــــع من الناس حولى لا اعرفهم ، لكن لم تكن مـــن بينهم ياابـــتاه لتحـتوبنى وتحمينى ..وتنسينى… وحشتى التى سكنت وجدان احزانى .. كنت اخــــاف من الظلام يا ابتاه فاصبحت اخشى معه المجهول…
اليوم قد بلغت العاشرة من عمرى، وانا مازلت فى دار الايتام …ولا اعـلم اين ساقتك دروب الحياة يااماه …هل ياترى تتذكرينى هل اجول بخـــــاطرك هــــل تذكرى طفلتك الصغيرة المظلومة المنسية المكلومة ،ام ان مجرد تذكرى اصبح مبعثا لاحزانك القديمة ، هل اصبحتى اما حقيقية لابناء اخرين ياترى؟؟ ام انك كررت الخطأ الجسيم الذى ادفع ثمن تكلفته انا …وكم كانت التكلفة حقا باهظة يا ابى… وانتما ترمىان بى بكل قسوة واستهتــار ابنتكما فى بئر الحيــاة العمــــيقة …السحيقة لقد تركتمانى فى مــهب الريح ،وسط امواج الحياة المتلاطم… وانا لا اجدكما قربى لاتشبث باحـدكما حتى لا اغرق فى خضمها واتلاشى فى متاهاتها واضيع بين منحنياتها …الخطيرة ….ومنحدراتها الكثيرة…..
ابنتكما ….مظلومة بنت المايقوما

تعليق واحد

  1. سلمت يداك يا منتصر وياليت يقرأه كل ذئب هائم يقع على عروض الناس أو طائشة ضائعة مع دروب العلمانية والشيوعية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..