معمر حسن محمد نور
في بداية الحرب ، عندما اصدر البرهان قرارات بإعفاء حميدتي من منصبه وحل قوات الدعم السريع. رأينا ان البرهان بهذه القرارات ، قد قلل الضغط على حميدتي بإعفائه من المسئولية العملية وترك له المسيولية الاخلاقية فقط فيما يجري. بينما اثقل كاهله هو بالاثنتين .. وهكذا عمل حميدتي على تكوين الادارات المدنية لتحمل المسئولية الفعلية وتفرغ للحرب. بعد مرور هذه الشهور ، ها هو الواقع يعيد تأكيد ما قلناه. فأصبحت ضرورة تكوين حكومة موازية ، مبنية على قصور الحكومة الفعلية في توفير الاوراق الثبوتية والعملة وحرمان التلاميذ من امتحانات الشهادة اضافة الى الاتهام بانتهاكات القصف الجوي للمدنيين في مناطق سيطرته وكسب قسما مقدرا من تقدم بينما وضع البرهان نفسه في احتمال خسارة المؤتمر الوطني ويجاهد في ارضاء بقية تقدم ويقدم الجزرات لها والمجتمع الدولي والاقليمي بينما يتعاطف المجتمع الاقليمي والدولي مع الحكومة الموازية لانها تريحهما من عبء قرارات منع الطيران والعمل الانساني. بل ان طلب الحكومة الموازية لمضادت طيران سيكون اخف من طائرات لمنع الطيران..
حقيقة اخرى ذكرناها في وقتها وهي ان توقيع تقدم لمبادئ مع طرف وعدم قبول الآخر سيلقي عليها عبء الرفض باتهامها بمساندة حميدتي وعدم العمل مع حميدتي الذي وقع. وهذا ما التفتت اليه المجموعة التي قررت العمل مع حميدتي. وارى ان صمود لم تدرس الامر جيدا وتعجلت بالحل الاسهل وهو فك الارتباط. وكل ما تلاه انعكس سلبيا عليها. فما ان اعلنت نفسها حتى تنكر لها لجاننا مقاومة وجسم نقابي للمحامين. بل واصدر صحفي عدو للكيزان بيانا باحقية الاسم. اما ما يتغزل فيه من الطلاق بأحسان ، فهو جيد لكن هنالك سابقة لم تفد فقد حدث هذا بين عرمان وعقار فهل من اثر؟ .
انك لا يمكن ان تقطع الوحل دون ان تلطخ ملابسك. وهذا ما يحدث من صمود مع ملاحظة في غاية الاهمية وهي ان العمل الجبهوي في تحالفات ضخمة ، دائما ما يفضي الى اتفاق حدود دنيا لارضاء الجميع. وعندما لا تجتمع مجموعة صمود لرفع سقف الطموحات بعد ذهاب ما يقارب نصفها، فهذا يعني عدم بحث الامر. وبالعكس فإن المجموعة المفارقة ، رفعت سقف طموحها من مجرد الدعوة للاخرين ، الى الانخراط وتحمل المسئولية ما سيجعل صمود معرضة لمزيد من التشظي والتجاذب بين الحكومتين .
