حقيقة التغيير .. وفرية التعديل ( 1)

وقبيل العيد .. أو بالأحرى منذ مطلع رمضان المنصرم .. هيأ الإعلام .. والمقروء منه تحديدا .. الرأى العام لتغيير قادم .. وراحت الإجتهادات المتتالية ترسخ للفهم .. ومصادر عديدة تغذى دور الإعلام فى ترسيخ هذا الفهم .. والمصادر لا تتجاوز إفاداتها أرنبة انوفها .. كل يصمم ويطلق إفادة تعزز بقاءه .. حتى الكبار لم ينجوا من هكذا مسلك .. أما الإعلام فقد جاء شيئا إدا .. من تغيير واسع شامل الى تعديل يتفاوت هو الآخر فى درجاته .. بل وإفترض البعض أن القادم تعديل محدود فكال النقد والتقريع على ذاك الأساس .. بالنتيجة .. إنتظر الجميع أمرا عقب العيد .. الشىء الذى لم يحدث .. وربما لن يحدث قريبا .. على الأقل ..!
تحدثنا من قبل عن رؤية الرئيس للأمر .. من واقع معلومات توفرت لدينا من مصادر .. ومواقع .. ومناسبات مختلفة .. وحرصنا على قول أن الأمر لمًا يجرى التشاور حوله .. ولم يصل مرحلة الترشيحات .. بل ولم يطرح على مستوى أجهزة الحزب .. وهاهى الأيام تثبت ما ذهبنا اليه .. ولكن يبدو أن البعض يمضى الآن فى إتجاه إغراق الرأى العام بمزيد من المعلومات الخاطئة الجديدة.. لتبرير معلومات ثبت خطأها بالفعل .. كقول تلك الصحيفة العربية أن تشكيل حكومة إئتلافية فى السودان قد فشل لتعنت الحرس القديم .. والمؤكد أن الحرس القديم لم يكن فى حاجة للتعنت أصلا .. لأن الحزبين المرشحين لتلك الحكومة .. وفق زعم الصحيفة .. يتمسك أحدهما .. وهو حزب الأمة القومى ..بشروط للمشاركة .. يتعنت الحزب الحاكم فى تطبيقها .. والآخر وهو المؤتمر الشعبى .. لا يرى سبيلا لمشاركته فى حكومة إلا بعد إسقاط النظام .. بالمقابل فإن النظام .. إن قلنا أن الرئيس يمثل النظام .. فهو يرى عودة هؤلاء .. تحديدا .. لحكومته أمرا دونه خرط القتاد ..!..وتعمد جلوس الرئيس بجوار الدكتور الترابى فى منزل التجانى آدم الطاهر .. ثم تعمده الإنخراط معه فى (ونسة طويلة ) .. لا يغير من هذا الموقف شيئا .. كما يتوهم الأستاذ كمال عمر .. وقد قلنا سلفا .. أن التغيير لا يستهدف الحكومة بمكونها الواسع .. بقدرما يستهدف الحزب .. أى المؤتمر الوطنى .. !
والذى يجعل من موضوع التعديل الوزارى فرية .. يعرفه الذين يعرفون الرئيس .. الذى يؤكد دائما أنه .. إذا كلف مسئولا فهو يفضل أن يعطيه الفرصة كاملة .. يبدو أن الحد الأدنى للفرصة الكاملة عند الرئيس .. لا تقل عن خمس سنوات ..! إذن هو ضد التعديلات المتكررة .. فماذا إذن ..؟
حين طرحت مسألة التغيير لأول مرة فقد طرحها الرئيس البشير .. وعلى نطاق محدود .. ويبدو أن الرئيس قد شعر أن حكاية الفرصة الكاملة .. قد بلغت حدها لكل الطاقم الذى ظل يدير به شئون البلاد والعباد .. لذا طرح الرئيس .. بجانب أسباب أخرى .. حيثيات تبرر رؤيته للتغيير .. وهى أن يتقاعد الجميع .. ليتقدم جيل جديد ليتولى مسئولية إدارة الحزب اولا .. ثم البلاد ثانيا .. وربما فات على كثيرين .. أن الرئيس لم يأتى بجديد حين .. فاجأ الإسلاميين بهذا الطرح .. ولاشك أنه قد استند الى سابقة الدكتور الترابى زعيم الحركة الإسلامية وعرابها يوم ذاك .. الذى فاجأ شيوخ الحركة الإسلامية بقرار التقاعد عقب وصول الحركة الى السلطة عام تسعة وثمانين تسعمائة من بعد الألف .. ليفسحوا الطريق لشباب الحركة لقيادة البلاد … ولاشك أن شباب ذلك الزمان .. شيوخ اليوم .. قد صفقوا لقرار الترابى يومئذ .. وتدور الدائرة .. ! غدا نواصل

صحيفة الخرطوم
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. هل تعتقد اذا حصل تغيير لكمية من الوزراء هل يؤدي الي اي تحسن في امور البلاد ؟
    وهل نحتاج لتغيير القوانين والدستور ايضا ؟

  2. مسألة التغيير هذه ذكرتني طرفة يحكيها بعض الظرفاء يقول فيها ان احدى الجميلات خطبهاشاب اسمه حميدة الوحش فقالت الحسناء لخطيبها بصراحة انت انسان رائع ولكن المشكلة في اسمك ما حلو فذهب خطيبها للمحكمة وقام بتغيير اسمه الى حمادة الوحش ارضاء لخطيبته ولكنها لم ترضى عنه لأن الوحش ظل موجود ولم يتغير رغم تغيير الاسم … هذا هو التغيير المنتظر اذا حدث من اساسو!!!!!!!!!!!

  3. تحدثنا من قبل عن رؤية الرئيس للأمر .. من واقع معلومات توفرت لدينا من مصادر .. ومواقع .. ومناسبات مختلفة .. وحرصنا على قول أن الأمر لمًا يجرى التشاور حوله .. ولم يصل مرحلة الترشيحات .. بل ولم يطرح على مستوى أجهزة الحزب .. وهاهى الأيام تثبت ما ذهبنا اليه .. ولكن يبدو أن البعض يمضى الآن فى إتجاه إغراق الرأى العام بمزيد من المعلومات الخاطئة الجديدة.. يذهب البعض الى ما ذهبت اليه من نفس الموارد التي تستقي منهاأخبارك مع إختلاف المستويات و في السودان تنعدم الاسرار حتى و لو كانت معلومات استراتيجية و هذا للاسف فالسؤال ماهو موقعك ؟ و اي المصادر التي ذكرت يمكن التعويل عليها … و التغيير في حد ذاته ليس غاية لأن الفريق الذي يلعب بخطة غير مدروسة مهما غيرت في اللعيبة لن يجدي و لن يسرق النصر المشكل الاكبر هل هناك برنامج الولاية الثانيةما زال حيا ؟ و هل تم تنفيذه بنسبة 60% على أن تكمل النسبة أو ترتفع الى 80% في بقية الفترة المتبقية و إلا ما فائدة وزير اسعافي او اي تنفيذي يمسك العصا من خمسيها ؟؟؟ و هل تشكل عندنا نظام الحكمالذي يستوعب كل رأي ام أن من يخرج من التشكيل الجديد يذهب الى الأطراف ليشتري له عشرة عربات دفع رباعي و كمين كلاش و عدد من الاطفال و الصبية من الفاقة و المتعطلين و تبدأ اللعبة من جديد.. هرمنا .. قرفنا .. يئيسنا.. فقدنا الامل.. و دي خرمجة ما عندها نهاية!!!

  4. الاخ محمد لطيف
    هناك فرق بين التغيير واعادة التدوير
    والتغيير في السودان يمر عبار مواجهة اتفاقية نيفاشا2005 والاستحقاقات المترتبة عليها المتعلقة بالمناطق الثلاث والعلاقة مع دولة جنوب السودان والحريات الاربعة والقرار 2046 والحوار مع قطاع الشمال الذى اضحى جبهة ثورية وتفعيل سلام الدوحة دار فور وتوضيح الوضع الدستوري لرئيس السلطة الانتقالية في دار فور..معنى ادق التغيير يجب ان يعاد هيكلة كل السودان باسس جديدة وهي معروفة والرجوع للشعب بانتخابات مبكرة ليحدد ويولي من يصلح…اى حاجة غير كده اعادة تدوير والتغيير للاوضاع الان وليس للاشخاص ..
    في تجربة الصين* قام الحزب الشيوعي في فترة وما بعد ماو بجمع 1000كادر في مختلف التخصصات لوضع برنامح وخارطة طريق تقوم updating للحزب وتغيير نظرية ماو عندما قال امريكا “نمر من ورق” ولكن دينق زيان مين قال”ولكن هذا النمر له مخالب” ونحن الان يجب ان نخرج من مرحلة”امريكا قد دنا عذابها” الى”سودان يسع الجميع” بكوادر جديدة شابة من الجيل الاوسط في كافة الاحزاب السودانية بتفعيل الاتفاقيات العالقة والالتزام بها نصا وروحا وتنزيلها للشعب عبر الاعلام واشراك الشعب في القضايا الجوهرية وهذا الامر لا يترك لشخص واحد يبت فيه اذا كان فعلا حزب المؤتمر الوطني حزب حقيقي ومؤسسي وليس “عذبة”
    *تجربة الصين في كتاب رحلة الى الصين للصحفي المصرى جمال البنا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..