من ينصف الأطباء..؟!ا

رأي

من ينصف الأطباء..؟!

د. دفع الله أحمد دفع الله

٭ ظل الأطباء في طليعة القوى الحديثة السودانية منذ مدرسة كتشنر الطبية- كلية غردون باشا- ولم ينفك إرتباطهم بقضايا وطنهم في يوم من الايام ،وقد كانت بصماتهم واضحة في مكافحة الاستعمار وقد توج ذلك الكفاح رمزية أن يكون استاذنا التجاني الماحي رأساً للدولة في أول مجلس للسيادة وقد استمرت قيادة الاطباء في كل منحى من مناحي الحياة السياسية والرياضية والاجتماعية، فلمعت أسماء في حياتنا ولم يكن ذلك إستثناءاً بل هو من صميم واجب الاطباء وهم كبار المتعلمين في مجتمع أرسى قياده للخريج والافندي والطبيب وطلاب الجامعات والمعاهد العليا إنحيازاً للعلم واعترافاً بدوره ولكنه لم يُضن على غير المتعلمين أن يأخذوا دورهم الطبيعي، ولعله من نافلة القول ان قيادات الادارات الاهلية قد تمتعت بقدرٍ من التعليم المتاح آنئذٍ ولقد طلب السودانيون العلم ليس بارض الصين ولكن بارض الكنانة مصر فاهتمت الحركة الوطنية بارسال الطلاب في ظروف صعبة وكان ما كان لجمعية اللواء الابيض ممثلة في مكاتبات عبيد حاج الامين ووفوده الى مصر طلباً للعلم.
اردت بهذه المقدمة ان اربط بين دور الاطباء الوطني في السودان وبين التعليم بصورة خاصة ومصر الشقيقة. وقد كان في طليعة من قاموا بانتفاضة ابريل الاطباء حيث اشعل أطباء عطبرة الفتيل في اضرابهم ضد نظام النميري في 12 مارس 5891 حتى جاءت حكومة الانتفاضة بقيادة الاطباء. ولكن عندما جاءت الانقاذ عملت على شل الحركة النقابية في السودان بإبتداع بدائل نقابية جديدة تجردت من أى دور فاعل بل تحولت الى ابواق للنظام، أول واجباتها انها تأتي عبر بوابة الحزب الحاكم فقط وتحرم أي عمل سياسي وطني ثم تكون في حالة يقظة تامة لتلبية نداء الحزب الحاكم للمسيرات والبرقيات المؤيدة للنظام وحتى دورها المطلبي تحول الى كابح للمظالم في مسرحية يلعب فيها أعضاء النقابات والاتحادات كل الادوار (الحاكم والمحكوم). فنحن نعلم أنهم يعلمون ان الدور المطلبي يكون صحيحاً بعد إستقامة الدور الوطني ولكنه يكون خيانة اذا اصبح بديلاً للدور الوطني وعندما تكون البلاد في حالة من الديمقراطية الراشدة ويعرف كل دوره- تذهب النقابات ومنظمات المجتمع المدني الى لعب الدور المناط بها في ذلك الوقت وهو التوجيه والمطلبيه والتدريب حتى تسير التنمية في الاتجاه لصحيح. تناولت الانقاذ القفاز واسندت ظهر حزبها الى سلطة الحكومة وثروة الحكومة والمجتمع وسلاح لتنشب اظفارها في لحم القطاع النقابي فحولته الى خيال مآتة ليخيف الطيور ويزود عن ارض السلطة ولم ينجُ قطاع أطباء السودان من هذا البلاء العظيم الذي ذهب الى ابعد من سرقة نقابتهم منهم فهم يعلمون بأسماء ممثليهم في الصحف اليومية ولعل نقابة المنشأة قد اصابت الكثيرين بالدوار فأنت لا تعلم انك ممثل ام انك غير معني بالحاصل حتى اتحاد الاطباء فهو هيكل يملأه من يرشحه النظام وبدون سلطة فعليه فاصبح مآلاً للطموحات الفردية ذات العائد البسيط، انقسم الاطباء بين نقابات لا تمثلهم ولا يشاركون فيها وبين اتحاد مسلوب لا يعرفون ماذا يفعل وهذا هو المطلوب- ثم رأت عبقرية الانقاذ ان تقسم هذا الثور الذي وقع الى ثلاثة أقسام، أطباء ليسوا ذوي شأن وهم صغار الاطباء بالامتياز والنواب ونواب الاخصائيين، وأطباء إختصاصيين تنفتح أمامهم أبواب الرزق الفردي فتنفصم عُرى الزمالة بين مُطالبٍ وغير مُطالب. أما القضايا الوطنية ودور الاطباء فقد صار نسياً منسياً تمثل ذلك في ان المواعين التي يفترض ان يعمل من خلالها الاطباء قد تكسرت وتهشمت بل إبتعدت بقصورها هذا عنهم ولم تُعنِ بهم- فإذا بالدافع الذاتي والمحرك الوطني والشعور بالظلم يحرك المظلومين اكثر لاجتراح الصيغ التي يقاتلون بها لعلهم ينالون بعض المكاسب في هذا البلد المنهوب أو لعلهم يعيدون لمؤسستهم هيبتها ويستبدلون الذي هو ادنى بالذي هو خير- فأنفردت السلطة تفاوض الاطباء مجتزءين في مفاوضات أجبرت على الاعتراف بها والجلوس معها واعتبارها ممثلة لقطاعها بالرغم من وجود خيالات المآتة تلك ولكن المفاوضات كانت سياسية وسطحية وجزئية ودائرية تقوم بين القط والفأر يرعى إعلام النظام تلك المفاوضات فيوقع بين المريض والطبيب ثم بين الطبيب والطبيب ثم بين الاطباء والشعب، فتم التبشيع بالاطباء ووصفوا بأقزع الصفات وتم قمعهم وضربهم والاعتداء عليهم في سلوك هو الاول من نوعه في بلادنا التي تحترم هذه النخبة، وقد استعمل النظام الاخصائيين لإفشال خطوات الاطباء الصغار- بل وصل الحد بأن استعمل الحزب الحاكم وزيرة الصحة السابقة وهى ( شريك نيفاشا) المفترض فيها أن تكون هى من المهمشين وان تقف مع المهمشين والمظلومين ان تصف الاطباء بالعاطلين غير المرغوب فيهم فكانت جائزتها ان غادرت المنصب يلعنها التاريخ ولأن منصبها مقسوم في القسمة الضيزي لأهل حركتها فقد جاء من يخلفها يتلفت يمنة ويسرة لا يجد منصباً وإنما كرسياً يجلس عليه من يمتلك عشر ربطات للعنق وعشر بدلات لامعة لا يُسأل عما يفعل ما دام لا يمت الى الوزارة بصلة ولا يسألون عما يفعلون إذ هم الفاعلون أبناء الحزب الرائد الواحد الاحد الفرد الصمد. وكل مفاوضٍ يحق له أن يصل مع الاطباء الى ما يصل اليه ما دام هذا لا يُعطي الحق لاصحابه ولا يُعزز من مكانتهم شيئاً وقد اعطيت الوعود ثم تنازل الاطباء لصوت العقل وقالوا هى أشهر وتنفذ المطالب فاذا بالسلطة تلاحقهم ملاحقة الكلاب الضالة بالرغم من ان الكلاب الضالة لا تُلاحق في عصرنا هذا اذا جاء بها سدنة النظام. وحراك جديد للاطباء، بدأوا خطواتهم بكل حنكة واحترام- احاطوا من احاطوا بمطالبهم واوصوا من اوصوا بأن الوقت قد حان لتلبية مطالبهم وان على السلطة ان تفي بما وعدت به، وهذه المطالب المشروعة معروفة لكل مطلع على الـ Face book لموقع لجنة نواب الاختصاصيين، ولهذا فليس لزملائنا الاختصاصيين والذين تشملهم المطالب هذه ان يقولوا ما لنا وهؤلاء فإن العار الذي لحق بهم كاخصائيين لا يناصرون صغارهم وهم يزودون عنهم لا يجب ان يتكرر ولابد للاخصائيين من صحوة هى عِلة من عِلل الواجب والشهامة والوطنية والزمالة لا يتخلف عنها إلا هالك يملك نفسه وأهله وضرعه- إن الواجب في الاساس ان يتصدى الاخصائيون لمشاكل النواب لا العكس فإذا قام النواب بدورهم وأقاموا هيكلهم فلا أقل من ان يلحق الاخصائيون أنفسهم به بصورة أو أخرى ولكن المهنة وصحة المجتمع ودور العلماء في التاريخ قد يشكونا نحن الاختصاصيين اذا تخاذلنا عن زملائنا وابنائنا واخواننا الصغار.
فلا عُذر لمن انذر ولا مجال بعد اليوم لمن يفتخر بماضٍ لا يعضضه حاضر ولا عُذر بأن يستجيب الاخصائيون لعوامل الفرقة والشتات التي يشنها النظام الانقاذي- بل لا مجال لمن هم يقومون على أمر اتحاد الاطباء او نقاباتهم بأن النظام قد اتى بهم فهم لا يستطيعون ان يقارعوه فالذي لا يستطيع ان يقوم بواجب الوطن العام ليس له أن يتصدى لامر الناس العام فليجلس في بيت امه لا يناله مكروه، أما الذين يعتقدون أن زملاءهم ليس لهم قضايا فليصارحونا بذلك وبيننا وبينهم الشعب والتاريخ وسيقضي الله امراً كان مفعولاً. أما الذين يفرقون بين قضايا النواب وقضايا الامتياز وقضايا الصحة بصورة عامة بل وقضايا الوطن فهم لا يستطيعون ان يفرقوا بين قضايا الحزب الحاكم والحكومة ولا بين قضايا الحزب والدولة الذي اختصر الدولة في حزب أضر بالشرائح كلها وجعل فيها من يهتف بإسمه ويسبح له بالغدو والآمال في كل قطاعات المجتمع، ونحن إذ نرجو أن تعاد ممثلية الاطباء الى الاطباء وأن تنتزع حقوقهم والا تتم رشوتهم بإعطائهم مديونيات سابقة فالمطالب هى كل واحد وتجزأتها تؤدي الى تجزئة الاطباء أنفسهم والحد الادنى هو ان يمثل الاطباء اتحادا واحدا لا نقابات متعددة يصنعونه بأنفسهم حتى ولو حاد النظام عن ذلك فالحقوق تُعطى وفي الطليعة يقوم إخواننا الصغار وزملاؤنا وهم شباب المستقبل ونحن من خلفهم اللهم هل بلغت اللهم فأشهد.

*بروفيسور مشارك جامعة الزعيم الأزهري

الصحافة

تعليق واحد

  1. نصيحتي للإطباء في السودان ترك الطب وهمومه ويتحولو الي العلاج بالدجل واشعوذة تجارة رابحة مافي داعي لاشعة وتحاليل ووجع راس شوية اعشاب وخزعبلات وكلام غير مفهوم والتوكل على الله

  2. ينصر دينك يابروف والله كاد ان يتملكنا الياس ان فى كبار الاطباء رجل رشيد مثلك يقول لهؤلا الطغمة انتم على باطل ويقف مع ابناءه الاطباء فى حقوقهم المشروعة شكرا لك وسيحفظ التاريخ لامثالك شجاعتهم ويلعن الجبناء اصحاب المصالح الضيقة للتاريخ زاكرة لاتنسى ابدا

  3. إن نظرية جودة المنتج تقول:-
    مدخلات جيدة عمليات وفق معايير =منتج جيد
    ويا حليل أيام نقابة الأطباء التي كان رجالها يهزون الأرض تحت أقدامهم ويا حلي أيام الحكومة التي كانت تهتم بصحة مواطنيهاومراعاة حقوق موظفيها .

  4. و الغريب ان مجموعة من الاطباء ساهموا في وضع السودان الحالي و في تدهور اوضاع السودان السياسية و الصحية انظر الي هذه الاسماء من الاطباء غازي صلاح الدين – مصطفي عثمان اسماعيل(طبيب اسنان) – مجذوب الخليفة- مامون حميدة – الطيب سيخة – علي الحاج – المتعافي – مندور المهدي (صيدلي) – عيسى بشري – الجميعابي – كرار التهامي (صيدلي) – جلال الدقير – و غيرهم كثر لا تحضرني اسماءهم الان فليس كل الاطباء التجاني الماحي او داؤود مصطفي

  5. في كل الدول تدفع ما يعادل 3 الف دولار حتي تتخصص في السودان التخصص مجاني بل تصرف مرتب اكثر من 700 جنية ممكن برااااحة يفتح بيت …انا شايف المظلومين والدايرين دعم هم الخفراء والممرضين ومرتبهم 300 جنية وكمان ما ننسا البواليس والدياشة ..واساتذة الابتدائي

  6. حالة كبار الاخصائين بائسة يتحصلون رسومهم العالية حتى من الاطباء الصغار عندم ياتونهم مرضى بقو اجشع من اجشع تاجر ونسو الاسيكس وقسم ابو قيراط ودا كلو بسبب حكومة المسيح الدجال احيانا تخجل ليهم واحيانا يخجل بتاع الريسبشن وغايتو التحية للكماسرة وهم يقدرون حق الزمالة بينهم

  7. يا دكتور و من ينصف الشعب و الغلابة من كبار الاطباء و ما يسمى بالاستشاريين من مذبحة عياداتهم و مستشفياتهم الخاصة شوف رسوم مقابلة هؤلاء و قارنها مع الرسوم في مستشفيات الدول البترولية و لا حتي الاردن و مصر ناهيك عن اشياء تانية و كانه هو من يدفع لك

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..