الدكتور الجزولي دفع الله ومسئولية انفصال جنوب السودان

د.سلمان محمد أحمد سلمان
1
أجرى الأستاذ أبوبكر صالح حميدي (صحيفة الصيحة) مقابلةً مع الدكتور الجزولي دفع الله رئيس وزراء حكومة انتفاضة أبريل عام 1985. وقد أعادتْ بعضُ الصحف الالكترونية، ومن بينها صحيفةُ الراكوبة، نشرَ المقابلة يومي الخميس 18 فبراير والجمعة 19 فبراير عام 2016. تناولتْ المقابلةُ عدّةَ موضوعاتٍ شملت الحوار الوطني، والوضع في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، وعلاقة حكومة السودان بحكومة السيسي وبالأخوان المسلمين في مصر، وانفصال جنوب السودان.
2
عن انفصال جنوب السودان كان السؤالُ الرئيسي وردُّ الدكتور الجزولي دفع الله عليه كالآتي:
” ـ كيف تنظر لعلاقة السودان مع دولة جنوب السودان؟
دعني أرجع للوراء قليلاً نحن لم نفعل ما ينبغي ليظل الجنوب في الوحدة، ومثلاً لما حدث الاستفتاء في اسكتلندا الإنجليز كلهم ذهبوا من سياسيين وقيادات رأي عام والتقوا بالناخب الإسكتلندي ولم يكتفوا بالنخب وطالبوهم بالاستمرار في الوحدة ومجلة “الأنوكومست” طلعت على غلافها شخصاً يبكي، وكتبت تحته “رجاءً لا تغادروا” ونحن قلنا للجنوبيين عايزين الانفصال هاكم اتفضلوا. يعني ما في سياسي واحد من الحكومة أو المعارضة مشى استقر في الجنوب ليرغبهم في البقاء مع الوحدة مع أنه حتى أصحاب الآيدولوجيات والأحزاب الأخرى أفضل لها تنفيذ أفكارها في السودان الكبير وليس المُجزأ. نعم هنالك ضغائن سببتها الحروب، لكن نقاط الالتقاء كثيرة حتى الآن اللغة المشتركة للجنوبيين هي عربي جوبا، وليست اللهجات المحلية أو الإنجليزية، وكل هذا كان يجب توظيفه لصالح الوحدة. أنا لا أستبعد تأثير مثقفي الجنوب على نتيجة الانفصال لأن لهم شكوكاً دائمة في الشمال، وهنالك أيضاً جهات خارجية كان من مصلحتها أن ينفصل الجنوب، ولعبت دوراً في ذلك باعتبار أن شمال السودان مسلم ويسعى لأسلمة الجنوب، وكذلك هنالك إسلاميون داخل الحركة الإسلامية يرون أن الجنوب عبء عليهم وإذا انفصل يستطيعون تطبيق مشروعهم الإسلامي دون ضغوط من أحد.” (انتهى الاقتباس).
3
كنتُ قد افتتحتُ مقالي الذي قمتُ فيه بالرد على مقال الدكتور غازي العتباني عن انفصال جنوب السودان واستنساخ نيفاشا (27 مايو عام 2012) بالآتي: “من التوجيهات المبدئية والأولية التي يتلقّاها طلّاب دراسة علم التاريخ هي توخّي الحذر والحيطة في كتابات الأشخاص الذين هم طرفٌ في الأحداث موضوع المقال أو الكِتاب. فهؤلاء الكُتّاب قد يرتكبون واحداً أو أكثر من ثلاثة أخطاء هي: أولاً تضخيم دورهم الإيجابي، وثانياً عدم ذكر أيٍ من الأخطاء التي وقعت، أو التعرض لها بصورةٍ غير متكاملة، وثالثاً تقديم التبريرات غير السليمة أو الصحيحة للأخطاء، إذا تمّ التعرض لها.”
وهذا ما حدث فعلاً في إفادات الدكتور الجزولي دفع الله في المقابلة آنفة الذكر. فقد تجاهل الدكتور الجزولي تجاهلاً تاماً ما قامت به حكومته من دور في تصعيد مشكلة الجنوب عندما كان رئيس الوزراء، وألقى بالمسئولية على المثقفين الجنوبيين والجهات الخارجية. ثم تحدّث عن الإسلاميين الذين “يرون أن الجنوب عبء عليهم وإذا انفصل يستطيعون تطبيق مشروعهم الإسلامي” دون الإشارة إلى دوره كإسلامي، ودور حكومته، خلال الفترة من أبريل عام 1985، وحتى أبريل عام 1986. ولا بدَّ من التذكير أن المطلبين الأساسيين لانتفاضة أبريل التي خرجتْ من رحمها حكومة الدكتور الجزولي دفع الله كانا إلغاء قوانين سبتمبر والحل السلمي لمشكلة الجنوب.
سوف نقوم في هذا المقال بتسليط الضوء على دور ومسئولية حكومة انتفاضة أبريل في تعقيد وتصعيد مشكلة جنوب السودان. وقد كان الدكتور الجزولي دفع الله (كما ذكّرنا أعلاه) رئيس وزراء تلك الحكومة، بينما ترأّس الفريق عبد الرحمن سوار الذهب المجلس العسكري الانتقالي الذي شغل منصب رأس الدولة خلال تلك الفترة.
4
بدأت الاتصالات بين الحكومة الجديدة الانتقالية التي ترأّسها الدكتور الجزولي دفع الله مع الدكتور جون قرنق بعد أسابيع قليلة من تشكيل الحكومة في شهر أبريل عام 1985. فقد كتب اللواء عثمان عبد الله وزير الدفاع في الحكومة الانتقالية في 27 مايو عام 1985 رسالةً إلى الدكتور جون قرنق خاطبه فيها بكلمتي “صديقي جون.” وقد ابتدر الرسالة بقوله إنه يتوقّع أن يتفهّم الدكتور قرنق الدوافع الوطنية لكتابة تلك الرسالة له. وقد ذكّرتْ الرسالةُ الدكتور جون قرنق بالانقسامات التي تعاني منها البلاد وبالمعاناة التي يعيشها الشعب السوداني، وأوضحت أن انتفاضة أبريل التي أطاحت بالنظام الدكتاتوري لم تحقّق أهدافها بعد بسبب نزيف جروح الحرب في جنوب السودان. أضافت الرسالة أن البلاد كانت تتوقّع عودة الدكتور جون قرنق للسودان مباشرةً بعد نجاح الانتفاضة ليساهم في التحوّلات الجديدة في البلاد بعد سنوات الحرب والدمار، لأنها لا تعتقد أن الدكتور قرنق يحارب كمتمردٍ، بل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية وتحسين أوضاع السودانيين في الشمال والجنوب. اختتم اللواء عثمان عبد الله الرسالة بعرضه مقابلة الدكتور قرنق في أيِّ مكان وزمان لمناقشة مسائل أمن واستقرار البلاد، موضّحاً أن ما يجمع الشعب السوداني في شطري البلاد هو أكثر مما يفرقهما.
5
يُلاحظ أن أول رسالة لدكتور قرنق من الحكومة الجديدة جاءت من وزير الدفاع، وليس من رئيس المجلس العسكري الانتقالي، أو حتى من رئيس الوزراء. كما أن الرسالة لم توضّح لدكتور جون قرنق إن كان اللواء عثمان عبد الله يتحدث باسم المجلس العسكري الانتقالي أو مجلس الوزراء، وكانت الرسالة أشبه بمبادرةٍ شخصية بدلاً من أن تكون عرضاً رسمياً من الحكومة الجديدة. كما أن الرسالة لم تعرض أيَّ خطوطٍ عريضة لبرنامج الحكومة الجديدة لحل مشكلة الجنوب يمكن مناقشته خلال اللقاء الذي اقترحه اللواء عثمان عبد الله.
6
تلتْ تلك الرسالة بعد أقل من أسبوع رسالةٌ أخرى في الفاتح من يونيو عام 1985 من السيد رئيس الوزراء الدكتور الجزولي دفع الله إلى الدكتور جون قرنق. يبدو أن الغرض من الرسالة الثانية التي تمّ إرسالها قبل أن يصل الردّ على الرسالة الأولى من الدكتور قرنق هو معالجة الأخطاء والنواقص التي تضمّنتها الرسالة الأولى. وربما كانت تلك الرسالة انعكاساً للصراع بين المدنيين والعسكريين في الحكومة، أو محاولة لاختطاف الإسلاميين زمام المبادرة في التفاوض مع الحركة الشعبية.
تحدّثت الرسالة الثانية عن انتفاضة أبريل وكيف تدخّل الجيش السوداني في اللحظات الحرجة من الانتفاضة ليقف بجانب الشعب مما ساهم في نجاح الانتفاضة، وأوضحت أن من المهام العاجلة والملحّة للحكومة الجديدة هي حلُّ مشكلة الجنوب. تضمّنت الرسالة ما أسمته أفكاراً للنقاش وشملت عرضاً بالعودة إلى اتفاقية أديس أبابا للحكم الذاتي للجنوب لعام 1972، وأشارت إلى الخلافات الثقافية والعرقية واللغوية بين شطري البلاد، وفي درجة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وضرورة وضع برنامج تنمية متكامل للجنوب.
7
وكأن هذه العموميات ومحاولة بثّ الحياة في روح اتفاقية أديس أبابا لم تكن كافيةً لإثارة الدكتور قرنق، فقد مضت الرسالة لتقول إنه على الرغم من أن مشكلة الجنوب لم تبدأ بالقوانين الإسلامية، إلّا أن السيد رئيس الوزراء يُقدّر آثارها، ويعتقد أنه إذا تمّ الاتفاق على المسائل الأخرى فإن مسألة القوانين الإسلامية لن تكون حجر عثرة في طريق الاتفاق، وأنه يمكن الوصول إلى حلٍ لأن هذه القوانين هي موضع نقاش. الأسوأ من هذا أن السيد رئيس الوزراء ذكّر الدكتور جون قرنق أن الشعب في جنوب السودان يعاني من نقصٍ في المواد الغذائية، وأن أعداداً من المواطنين هناك يموتون من الجوع، وأنه من الضروري وقف القتال حتى يصل العون الإنساني إلى من يحتاجونه. في نهاية الرسالة أوضح السيد رئيس الوزراء أنه مستعد لإرسال وفدٍ لمقابلة الدكتور قرنق في أيِّ مكان لبدء حوارٍ جاد لأنه ستكون هناك مأساة إذا ضاعت هذه الظروف المواتية للحوار بسب الظنون السابقة والمواقف الجامدة.
8
من الواضح أن هذه الرسالة لم تكن موفّقةً البتّة. فقد واصلتْ الحديث عن مشكلة جنوب السودان وعرضتْ العودةَ إلى اتفاقية أديس أبابا بينما كانت الحركة الشعبية قد أعلنت برنامجها في يوليو عام 1983، أي قبل حوالي العامين من الرسالة، موضحةً أن المشكلة لم تعد مشكلة جنوب السودان، بل هي مشكلة السودان ككل. كما أن ميثاق الحركة الشعبية كان قد أعلن موت اتفاقية أديس أبابا، وإحلالها بالسودان الجديد. تعرّضت الرسالة إلى مسألة الدين والدولة بصورةٍ فيها الكثير من التقليل، إن لم نقل الاستخفاف، بالدور الذي لعبته مسألة الدين والدولة في مشكلة جنوب السودان، وكان هناك الكثير من التعميم والمراوغة في مواجهتها. كما أن إخطار دكتور قرنق بالمجاعة في الجنوب، والتضرّع إليه بوقف القتال حتى يصل العون الإنساني إلى شعب الجنوب، الذي يحارب الدكتور قرنق وجيشه من أجلهم، لا بد أن تكون قد أعطت الانطباع أن الحكومة في الخرطوم تحاول أن تبدو مهتمةً بأحوال المواطنين الجنوبيين أكثر من الحركة الشعبية لتحرير السودان التي قامت وتحارب من أجلهم. ولا بُدَّ أن دكتور قرنق قد قرأ هذه الفقرة من رسالة رئيس الوزراء كإهانةٍ شخصيةٍ له.
كان غريباً أن تأتي رسالة السيد رئيس الوزراء للدكتور قرنق بعد أربعة أيامٍ فقط من رسالة اللواء عثمان عبد الله وزير الدفاع. كما أن الرسالتين لا بد أن تكونا قد أثارتا السؤال عن لماذا لم تأتِ هذه الرسائل من الفريق سوار الذهب رئيس المجلس العسكري الانتقالي؟ كما يُلاحظ أن السيد رئيس الوزراء قد عرض إرسال وفدٍ لمقابلة الدكتور قرنق في أيِّ مكان لبدء حوارٍ جاد، بدلاً من أن يعرض عليه مقابلته هو شخصياً.
9
كان ردُّ الدكتور قرنق، كما هو متوقّع، حاداً وغاضباً، وكان تاريخ خطابه الفاتح من سبتمبر عام 1985، أي بعد ثلاثة أشهر من رسالة السيد رئيس الوزراء. أوضح رد الدكتور قرنق أن رسالة رئيس الوزراء وصلته في 25 يونيو، أي بعد قرابة الشهر من إرسالها، وأن الرسالة كان يجب دراستها قبل الرد عليها بواسطة مكتب القيادة السياسية والعسكرية العليا للحركة الشعبية التي أصدرتْ عدّة قرارات. لكنه ذكر أنه قبل التطرّق لهذه القرارات لا بد من توضيح وتصحيح الكثير من النقاط التي تمّ تشويشها أو لم تُؤخذ بجدية. أوضح ردّ الدكتور قرنق أنه على العكس من دعاية وادعاءات المجلس العسكري الانتقالي فإن الحركة الشعبية كانت دائماً تدعو للحوار. وانطلاقاً من هذه النقطة فقد شنّ الردُّ هجوماً عنيفاً على المجلس العسكري الانتقالي، ووصفه بأنه امتدادٌ لنظام نميري، واتهمه بتصعيد الحرب والدمار والموت في الجنوب في نفس الوقت الذي كان المجلس يتحدّث عن التفاوض. وأشار الرد إلى عدّة حوادث اعتداءات وقعت في الجنوب في الأسابيع التي سبقت رسالة السيد رئيس الوزراء. ذكّر ردُّ الدكتور قرنق أن جنرالات المجلس العسكري الانتقالي هم الذين أداروا الحرب في الجنوب وصعّدوها منذ عام 1983، ولا يمكن أن يقودوا السودان ويتحدثوا عن السلام. وطالب الردُّ بتسليم المجلس لصلاحياته إلى المدنيين الذين قادوا الانتفاضة على نظام نميري وحربه الغاشمة في جنوب البلاد.
طالب ردُّ الدكتور قرنق بضرورة أن تلتزم الحكومة السودانية علناً بمناقشة مشكلة السودان، وليس مشكلة جنوب السودان، في مؤتمرٍ وطنيٍ جامع يناقش نظام الحكم في الخرطوم وأقاليم السودان. لكن الدكتور قرنق اشترط الاستجابة لمجموعة من المطالب قبل عقد هذا المؤتمر منها رفع حالة الطوارئ، وإلغاء قوانين سبتمبر، واتفاقيتي الدفاع المشترك مع مصر وليبيا. اختتم الدكتور جون قرنق رسالته بتأكيده أن الحركة على استعداد لحضور هذا المؤتمر الوطني حال الاستجابة لهذه الشروط الثلاثة.
10
قام رئيس الوزراء الدكتور الجزولي دفع الله بالرد على رسالة الدكتور جون قرنق في 10 نوفمبر عام 1985، أي بعد أكثر من شهرين من تاريخ الرسالة، موضحاً أن المجلس العسكري الانتقالي ومجلس الوزراء قد تمّ تشكيلهما بعد إجماعٍ عريض من القوى السياسية التي قادت الانتفاضة ووقّعت على الميثاق الوطني (التجمع الوطني لإنقاذ الوطن). أوضحت الرسالة استعداد الحكومة للنظر في مسألة رفع حالة الطوارئ قبل انعقاد المؤتمر. غير أن الرسالة تعثّرت وارتبكت في مطلب إلغاء قوانين سبتمبر. فقد أشارت الرسالة إلى أن هذا المطلب يمكن مناقشته في المؤتمر الوطني المقترح.
ويُلاحظ أن نفس هذا التعثّر والارتباك شملته رسالة السيد سر الختم الخليفة، رئيس وزراء حكومة أكتوبر الأولى، في ردِّه على رسالة حزب سانو بتاريخ 9 نوفمبر عام 1964، والتي طالبت بالنظام الفيدرالي. فقد أشارت رسالة السيد سر الختم الخليفة إلى أن هذه المسألة يجب أن تُترك لمؤتمر المائدة المستديرة.
لم يقم الدكتور قرنق بالرد على تلك الرسالة، وتوقّفت الاتصالات بعد ذلك بين الحكومة والحركة الشعبية. كان واضحاً أن المسافة التي تفصل الطرفين صارت كبيرة، والأمور العالقة معقّدة، والمواقف متباينة. وقد زاد من ذلك التعقيد والتياين صدور دستور السودان خلال فترة تبادل الرسائل.
11
في تلك الأثناء كان دستور السودان الانتقالي قد تمّ إعداده والموافقة عليه بواسطة مجلس الوزراء، ثم تمّ اعتماده بعد ذلك بواسطة المجلس العسكري الانتقالي. وقد وقّع كل أعضاء المجلس العسكري على الدستور في 10 أكتوبر عام 1985، ودخل الدستور حيز النفاذ في نفس ذلك اليوم. ولم يكن هناك أي دورٍ للتجمع الوطني في هذه المهمة.
وقد نصّت المادة 4 من الدستور على أن “الشريعة الإسلامية والعرف مصدران أساسيان للتشريع، والأحوال الشخصية لغير المسلمين يحكمها القانون الخاص بهم.” وقد أكّدت تلك المادة ورسّخت بقاء قوانين سبتمبر التي كانت انتفاضة أبريل قد طالبت بإلغائها، وطالبت بإلغائها أيضاً رسالة الدكتور جون قرنق. وقد سَمّى الدستور في عدّة مواد الانتفاضة التي أطاحت بحكومة نميري “ثورة رجب” وليس “انتفاضة أبريل”، ليؤكّد التوجّه الإسلامي للحكومة الانتقالية.
12
كما نصّت المادة 16 من الدستور على الآتي: “يقوم نظام الحكم الذاتي الإقليمي فـي الإقليم الجنوبي على أساس السودان الموحّد وفقاً لقانون الحكم الذاتي الإقليمي للمديريات الجنوبية لسنة 1972م أو أيّة تعديلات يجيزها ثلثا أعضاء المجلس العسكري الانتقالي ومجلس الوزراء في اجتماع مشترك، على أن يخضع أيُّ تعديل رغم تنفيذه، للاستفتاء المشار إليه في قانون الحكم الذاتي للإقليم الجنوبي متى ما كان ذلك ممكنا.”
وهكذا قرّرت حكومة الدكتور الجزولي دفع الله إعادة الحياة لاتفاقية أديس أبابا لعام 1972، من جانبٍ واحد. كان قرار إحياء اتفاقية أديس أبابا قراراً أحادياً من حكومة السودان، رفضته الحركة الشعبية صراحةً في رسالة الدكتور جون قرنق إلى السيد رئيس الوزراء التي أوضح فيها أن المشكلة هي مشكلة السودان وليست مشكلة جنوب السودان.
كما لا بُدّ من ملاحظة التعديل الخفي لاتفاقية أديس أبابا بواسطة الدستور الانتقالي. فبينما نصّت الاتفاقية بوضوح على أن تعديل الاتفاقية يحتاج إلى موافقة ثلثي مواطني الجنوب في استفتاء عام يُجرى في المديريات الجنوبية الثلاثة للسودان، أشار الدستور إلى عقد الاستفتاء “متى كان ذلك ممكناً.” وهذا بالطبع يجعل من الاستفتاء أمراً تقديرياً تقرّر الحكومة وحدها إمكانية عقده أو عدم عقده، ولم يعد ضرورةً قانونية. ومن الواضح أن هذا تعديلٌ جوهريٌ لاتفاقية أديس أبابا، تمّ اعتماده بواسطة مجلس الوزراء والمجلس العسكري الانتقالي، ودون اتباع الإجراءات التي نصّت عليها الاتفاقية نفسها للقيام بمثل ذلك التعديل. وهذا مثالٌ آخر للاستخفاف بالاتفاقيات التي كانت تعقدها حكومات الخرطوم مع الحركات والتنظيمات الجنوبية، ثم تنقضها بسهولةٍ ودون تردّدٍ أو تحفّظ.
13
وقد أوضحتْ موادُ الدستور تلك، وطريقةُ وكيفية إعداده، هيمنةَ جبهة الميثاق الإسلامي على الحكومة والمجلس العسكري الانتقالي، وانتهاء، دور التجمّع الوطني الذي قاد انتفاضة أبريل.
كما أصبح واضحاً أن إصدار دستور عام 1985 في 10 أكتوبر من ذلك العام، متضمّناً تلك المواد عن الشريعة الإسلامية وقضية الجنوب، كان السبب الرئيسي لعدم ردِّ الدكتور قرنق على رسالة السيد رئيس الوزراء المؤرخة 10 نوفمبر عام 1985. فالدستور قد صدر، ووضعَ وأطّرَ أسسَ حكم البلاد، بما فيها جنوب السودان. وقد جعل الدستور من هذه الأسس الدستورية أمراً واقعاً، دون نقاشٍ أو اتفاقٍ مع الحركة الشعبية، فما الذي تبقّى للمؤتمر المقترح؟ كما يُلاحظ أن السيد رئيس الوزراء قام بالردِّ على رسالة الدكتور قرنق بعد شهرٍ من صدور الدستور، وبعد شهرين من تاريخ الرسالة. أي أن رئيس الوزراء قد انتظر صدور الدستور ثم قام بالرد على الدكتور قرنق بعد ذلك.
وكان الدكتور قرنق قد أدلى بعدّة تصريحاتٍ بعد توقّف الرسائل مع رئيس الوزراء أعلن فيها أن السيدين رئيس المجلس العسكري الانتقالي ورئيس الوزراء كليهما من اتباع جبهة الميثاق الإسلامي.
كما أن الحرب التي قامت انتفاضة أبريل من أجل إنهائها زادت استعاراً، ووصلت أصوات المدافع وطلقات البنادق وقصف الطائرات المدن الكبرى في جنوب السودان. وزاد الجفافُ الذي كان قد عمّ شرق أفريقيا الوضعَ الغذائي الهشّ في جنوب السودان سوءاً. وفَرَّ بسبب الحرب والجوع مئاتُ الآلف من أبناء وبنات وأطفال الجنوب إلى الدول المجاورة، وإلى شمال السودان. حدث ذلك الجوع والموت والفرار رغم عملية شريان الحياة التي موّلتها ونفذتها الدول الغربية، والتي ساهمتْ كثيراً في التخفيف من آثار ذلك الوضع الكارثي في جنوب السودان.
14
وهكذا بدّدت حكومة انتفاضة أبريل التي ترأسها الدكتور الجزولي دفع الله، في أقل من ثمانية أشهر، أحلام وآمال ومطالب انتفاضة أبريل بحلِّ مشكة جنوب السودان سلمياً. وتواصل سيرُ البلاد في بقية فترة الحكم المدني الثالثة في اتجاه انقلاب 30 يونيو عام 1989. وقد اكمل الانقلابُ مشوارَ انفصال جنوب السودان، وأوصله إلى نهايته الحتميّة. وهذا ما سنواصل توضيحه بالتفصيل والوثائق في الأسابيع القادمة.
عندما قامت ثورة ابريل كان جون قرنق فى اوج عطمته واوج قوته بل استطاع ان يجند جيوشا تفوق قوة الجيش السودانى على الارض بكثير .
ورغم ان نوايا الحكومه الانتقاليه كانت حسنه جدا وكانت تسعى لحل مواتى اثناء ألفتره الانتقاليه الا ان قرنق فى طاغوته وتكبره كان يحتقر كل ألاحزاب والجيش وحتى شعوب الشمال . وكان يتعامل معهم بأنه الطرف الاقوى والذى يملى شروطه ولا صوت يعلو فوق صوته وقد اسماهم بمايو تو واسماء اخرى يعف اللسان عن ذكرها وهة مفتون بالمبدا الذى صنعه لنفسه واسماه السودان الجديد وهى نظريه عنصريه فى الاساس .
رغم ضعف موقف الجزولى كرئيس مؤقت جدا الا ان ما قام به فى فترته تلك من محاولات لرتق نسيج البلاد لا يسطيع ان ينكره احد .
يكفى ان الحكومه الانتقاليه قد اجتمعت به اربعة عشر مره فى كوكادام فى عام واحد فكيف يمكن ان نحمل الرجل هذه التبعة الثقيلة ؟؟؟؟؟
الدكتور سلمان محمد أحمد
لك أجزل الشكر والتقدير على هذا السرد الرائع الأمين والذى لايحتاج لوثائق.
الأجيال الجديدة تحتاج لمثل هذا التنوير بل معظم الذين عاصروا تلك الأيام
الرائعة التى وقف العالم إجلالآ لها يجهلون تغلغل جرثومة الإسلاميين فى مفاصل
إنتفاضة إبريل، فالإسلاميين منذ نشأتهم كالحية الرقطاء تتلون لكل الظروف والأمكنه.
على أن الدكتور جون قرنق كان سباقآ فى سبر غور الشيطانيين حينما نعت حكومة
الإنتفاضه بمايو تو. وياليتها كانت مايو تو ، هى كانت سيناريو لهذا البلاء.
طالما أنك وعدتنا بإستمرار سردك التاريخى بالوثائق والمستندات نتمنى أن يشمل
سردك الخلفيه السياسيه والعقائديه لأعضاء المجلسين العسكرى منهم والمدنى
حتى تكون عظة وعبره وحتى لا يحبط الشعب السودانى مرة أخرى .
لقد حمل الشعب السودانى عبدالرحمن سوارالذهب فى حدقات العيون وفاخر به الأمم
ليفجع فيه وهو يراه يقود حملة الإنتخابات الرئاسية لمرشح حركة الشيطانيين.
لم يطلب منه أحد أن يتخلى عن إنتمائه للشيطانيين ولكن إحترامآ للمكانه
السامقه التى يحتلها فى أفئدة الشرفاء ولكنه وللأسف دنسها بإختياره لنفسه هذا الدرك الوضيع.
لماذا نحمل دكتور الجزولي دفع الله اكثر مما يحتمل فالرجل كان ينفذ اوامر قائد تنظيمه الترابي وحبيبه الصادق المهدي
لا لا لا وقت للبكاء على ما مضي فقد إرتكب الكيزان عدة جرائم في حق الشعب والبلد بتداء بمشاركتهم لجعفر نميري في جرائمه و خاصة قوانين سبتمبر 83 وترحيا الفلاشا ورهن إقتصاد البلاد لشروط صندوق الدولي و تعيين سوار الذهب و الجزولي دفع الله على رأس السلطة السيادية و التنفيذية و قد أقسموا أنهم ليسوا (كيزان) وقيامهم بتنفيذ إنقلاب ضد الديمقراطية و فصل الجنوب و تدمير البلاد إقتصاديا و إجتماعيا وإشعال الفتنة و الحروب في دارفور و النيل الأزرق فالمطلوب تصحيح هذه الأخطاء و كنس هذا النظام و القصاص من المجرمين فهيا إنتفضوا و ثوروا فالترابي و عياله و تلاميذه المجرمون فسيموتون خوفا من غضبة الشعب و إنتقامه قبل أن تصلهم يد العدالة!!!
طبعا يا دكتور نحن ما مستغربين في مستوى كتابتك هذه فنحن نعرفك في واشنطون و لا أعتقد إنك تعرفني إلا إذا قابلتني.
رجاء يا دكتور! للقراء عليك حق و مثل هذه الكتابات الرصينة و التي تعطينا الأمل بأن السودان ما زال بخير و فيه العقلاء و العلماء و الأخلاقيون مثلك!
رجاء يا دكتور أكتب لتبين خطل و بساطة أمثال دكتور الجزولي و الذي لم ينس شيئا و لم يتعلم شيئا!
بئس التحليل تحليل الجزولي و بئس التاريخ الذي صير مثل الجزولي اميرا!
شكرا للكتابة المسئولة… لكن ما تطول الغيبة.
والله إنها لكارثة كبيرة اذا كان الاتجاه السياسي للجزولي وسوار الدهب ومجلسه ناس تاج الدين وحمادة ومين كده اعارف وعثمان عبد الله بأن موالين أو ضمن عضوية تنظيم أخوان الترابي معروفاً قبل وبعد انتفاضة 85، حيث يثور السؤال هنا وهو لماذا سكتت القوى الوطنية التي أنجزت الانتفاضة، على استيلائهم على السلطة بتلك الطريقة السهلةوتوظيفهم للفترة الانتقالية لمصلحة الجبهة الاسلامية الترابية آنذاك وهذا مأغراهم على تدبير المزيد من المكائد للديمقراطية حتى قاموا بانقلاهبم الذي جلب الدمار للبلاد وجلعها في مؤخرة شعوب العالم وباتت ملعباً ويقودها كبار الفاسدين والعواليق والانانيين وشذاذ الآفاق وعلى رأسهم المتخلف الكبير عمر البشير،، والله والله العار العار لكل من يساند هذه الطغمة الآن بعد كل هذا الدمار وكل العذاب الذي سأمته للشعب السوداني،، ونسأل العلي القدير أن يدمرهم وينجي بلادنا من كيدهم!!
تعرية الذين لعبوا الأدوار القذرة في تأريخنا الحديث و قبضوا ثمن تلك الأدوار و هم يأكلون اليوم ثمن ذلك؛ مغموسآ بدماء الضحايا
حقيقة ما اجهض انتفاضة ابريل الا امران:
الاول متعلق بانفضاض لجان الانتفاضة التي كان على مستوى الاحياء. هذه اللجان عظمها كان من النقابيين (اول من اهتمت الانقاذ بتكسيره بعد يونيو 89) وشباب الاتحاديين والشيوعيين. لقد تسبب اصرار السيد الصادق المهدي تحديدا على تقصير اجل الحكومة الانتقالية لمدة سنه واحدة في انفضاض هؤلاء الشباب لاحزابهم لملاحقة التجهيز للانتخابات. لوقدر للمرحلة الانتقالية ان تستمر اكثر من عام لتغيرت اشياء كثيرة منها انقلاب يونيو ماكان له ان ينجح.
الامر الثاني هو ازدياد اوار حرب الجنوب وعدم قراءة د.جون قرنق للوضع الداخلي بصورة صحيحة او للدقة انه كان اكثر اهتمام بتشكيل كاريزمته وصورته الشخصية كقائد بين انصاره وداعميه في اثيوبيا والمعسكر الاشتراكي حينها. الشواهد التاريخية عديدة التي تؤكد ان وزر زيادة اوار الحرب خلال سنة الانتفاضة يتحمله فصيل د. جون قرنق اكثر من الجيش السوداني. لو دخلت الحركة الشعبية حينها في العمل السياسي بدل العسكري لاختلفت المعادلة التي ادت لانفصاله. الجيش السوداني كان حينها اكثر انضباطا وكان به كثير من الكوادر التي كانت تؤمن بالديمقراطية واحترام تطلعات الشعب السوداني لكنها لم تجد يدا تمد لها من د.جون.
د. الجزولي برغم انه شخصية قوية وعنيد – كان يشكل خطرا على د.الترابي نفسه في جماعته- الا ان منصبه كان مكبلا تماما بالقيد الزمني لحكومته، فضلا عن ان امر الحرب والسلام لم يكن بيده بل بيد المجلس العسكري الذي هو ايضا كان انتقاليا. لقد كان القرار الداخلي هشا -و تعدد مصادر الخطابات من وزير الدفاع او رئيس الوزراء الذي ذكرته شاهدا.
لم اري في حياتي ولم اسمع باربي واجهل من سياسيي السودان، انهم انانيين وانتهازيين ولصوص وكذبة ومستهبلين وظلمة ويحبون الحرام كما يتنفسون
جميع من تعاقبوا على حكم السودان لم يقدموا للاجيال التي تليهم اي شيء ولم تكن لهم خطط استراتيجيه أو منهجية في الحكم ، انما همهم الجلوس على كرسي الحكم الوثير حتى تأتيه رياح التغيير وتقتلعه اقتلاعا ، وحتى الان من تولى حكم السودان سياسته رزق اليوم باليوم . واليوم الامر كله تضليل وتمكين من غير استراتيجية نرى معها فجر النور حتى ضاع جيلنا والان ابناءنا يتنكبون الطريق ، ومن هنا استخلص ان الانجليز استعجلوا في الخروج من السودان ، اعلامنا كله تدليس وتضليل ، ارفع يدايا الى الله ان يفرج همنا وهم المهمومين وكرب المكروبين آميييين .
شكرا اخي د. سلمان ولك التحية— ما زال د. الجزولي وسوار الذهب علي قيد الحياة ويمكنهما بدأ مشروع اصلاح العلاقات مع دولة الجنوب بانشاء حزب ( الوحدة جنوبا) ووضع اللبنات للابناء للسير في طريق تصحيح اخطاء قادة السودان في حق اهلنا بدولة جدنوب السودان وعقد مصالحة كما حدث في جنوب افريقيا علي عهد ماندلا — تضميد الجراح بين الشعوب لا ينقضي أو ينسخ بالتقادم فالاعتذار من اهلنا في دولة جنوب السودان حق قائم كما تقول الاعراب ولا يكفكف الا بنحر الجزور واقامة الولائم بعد التصالح ووضع خطة لرفع الظلم– لك التحية
اعتقد ان دكتور سلمان لم يتوفق في هذا المقال.
لا يمكن قبل بدء المفاواضات ان يتم قبول مطالب الحركة الشعبية.
جون قرنق لم يكن علي استعداد لبدء المفاوضات لقناعته ان مطالب الحركة الشعبية لا يمكن تلبيتها من خلال الوضع السياسي السائد حينئذ.
حكومة الجزولي دفع الله كان اجلها عاما واحد و كان مطلوب منها بصورة اساسية اجراء الانتخابات و تسليم السلطة للحزب الفائز بالانتخابات. و عليه كان اقصي ما كان ممكنا ان يتم ابتدار مفاوضات مع الحركة الشعبية علي ان تواصل بعد ذلك مع الحكومة الجديدة.
في رأي لا يمكن لوم دكتور الجزولي في موضوع الجنوب.
هذا الحديث لايسمن ولايغني كلام في الهواء الحصل وقدر الله ماشاء لابد للعباد من الخطا والنسيان وهذا لايرجع الزمن بل يعيد ذكريات ممكن تفرح وممكن تؤلم اكثر والان نشوف الجاي شنو نحن وين من المواضع دي كلها ماعندنا موضوع افلسنا لذا قالو الخةاجه لما يفلس بفتش دفاترو القديمه بعد اكثر من ربع قرن عايز تحاسب الجزول و و ووو ياشيخ اكتب حاجه فيها فايده لك في دنياك واخرتك الله يهدي الجميع ويولي الاصلح وعلي حسب اعمالكم يسلط عليك 67
انت تتكلم كان جون قرن كانت تهمهه مصلحة السودان او كان جادى جون قرن لم يكون جادى الا بعد ضغوط من الامريكان وضمن انفصال الجنوب
تقولون: “لماذا لم تأتِ هذه الرسائل من الفريق سوار الذهب رئيس المجلس العسكري الانتقالي؟”… إنت زول غريب!! يا أخي خليك في السدود!! أتود أن يخاطب رئيس الدولة رئيس حركة من الحركات المسلحة؟… بإعترافك فإن جون قرنق لم يرد على وزير الدفاع و لا رئيس الوزراء!! ماذا كان سيحدث إذا لم يرد على الفريق سوار الدهب؟ و هذا كان متوقعاً!! هل كنت ستتطالب له بالوحي من عند الله؟ فجون قرنق لم يكن مقتنعاً بالإنتفاضة و سماها “مايو تو” .. و أخيراً: جون قرنق مات قبل الإستفتاء على الإنفصال الذي صوت له الجنوبيون بأكثر من 95% أي ليس لأهل الشمال-عموماً- يدٌ في إنفصال الجنوب!!
كلام صحيح
وما زلت ا1كر كيف ان الدكتور الجزولى فى اول مقابلاته التلفزيونية غندما ساله المذيع عن قوانين سبتمبر قال بان المشكلة كانت فى طريقة تطبيقها
الخيش الترابى وتنظيم الجبهة الاسلاميه زرعوا العملاء والخونه فى كل خلايا الدولة . ودكتور الجزولى العميل كان يعمل بتوجيهات خيشه حسن الترابى للتمهيد للانقلاب لاقامة دولة الخلافة الاسلاميه فى السودان التى ستحكم العالم ها ها ها .
اما سوار الدهب فقد رأى شعب السودان خسته ووضاعته وعمالته وخيانته بعينه وهو يعمل سكرتير لانتخابات فوز الرئيس البشير ولى نعمته . بعد ان عمل على حل الجيش السودانى خوفا من الانقلابات الوطنيه .
كلاهما كوفئا بعد الفترة الانتقاليه .فسوار الدهب عمل مدير منظمة الدعوة الاسلاميه حتى اليوم وراتبه ومخصصاته بالدولار ولم تقنع منظمته كافر واحد بالانضمام الى اسلام الخيش الترابى طيلة ربع القرن الماضى .
اما دكتور الجزولى فعين مديرا للاغاثة الاسلاميه بالدولار ونهبوا فلوس العرب وباعوا الاغاثة ولم تصل لجائع واحد .
كل عضوية الجبهة الاسلاميه من العملاء والخونه واللصوص وبائعى الاوطان .
د. سلمان رجل أكاديمي نزيه يكتب حسب أمانته العلمية وما يمليه عليه ضميره مثل مثل كثير من الأكاديميين أمثال د. حيدر إبراهيم والكرسني والكتاب الشرفاء الآخرين. فالرجل يذكر حقائق. فعلا حكومة الفترة الانتقالية بشقيها العسكري والمدني كانت حكومة كيزان والدليل على ذلك الدستور الانتقالي والقانون الانتخابي الذي فصلوه على مقاس الجبهة القومية الإسلامية بتحويل دوائر الخريجين إلى دوائر إقليمية فسجلت عضويتهم بكثافة في الأقاليم التي ليس بها خريجين كثر وبالتالي فازوا بها جميعا (25 مقعدا) وغير ذلك من التلكؤ الذي حدث بالمراوغة وعدم تنفيذ أهداف الانتفاضة. وبعد أن سقطت الحكومة الديمقراطية ظهر جل أعضاء المجلس العسكري وأغلب أعضاء مجلس الوزراء بأنهم يحتلون مناصب في منظمة الدعوة الإسلامية التي سجل في مقرها خطاب الانقلاب الذي قدمه العميد عمر البشير.
الراكوبة منبر حر وكل شخص يمكن أن يعلق على ما يكتب من آراء ولكن لنبتعد عن السخرية والإساءات لأصحاب الرأي ولنناقش ما يقدمون من آراء ولا نلجأ للمسائل الشخصية التي لا تفيد. أكيد كل من لا يلتزم بأدب الحوار هو من الدجاج الإلكتروني التابع لجهاز الأمن الذي صادر قرار شعبنا.
شكرا لك دكتور سلمان لأنك تكتب بتجرد وموضوعية علمية وهنيئا لشعبي بأمثالك وكل الشرفاء الذين يرفدون بعصارة أفكارهم.
للأسف ضاعت الكثير من الفرص النادرة بسبب هذه القوانين المشوهة للاسلام وبسبب هذا التوجه الأعرج الذين لم تستفد منها البلاد أي شيء ..
المشكلة ما في من راسل قرنق المشكلة الحقيقية انه قرنق عنده اجندة معينة يعمل على تحقيقها فأول تعليق على المجلس العسكري برئاسة سوار الذهب اسماه مايو 2 ( مايو تو )
و الصادق المهدي رئيس الوزراء المنتخب في اصدق انتخابات جرت في السودان رفض مقابلته بصفته الرسمية انما كرئيس لحزب الامة
صحيح يا دكتور ان مشكلة عدم الثقة نتيجة لكثير من الممارسات السياسية و الاجتماعية السابقة لكن الاهم من ذلك طموحات و اجندة النخب الجنوبية و الدليل على ذلك ما يحدث الان بعد الانفصال فهم ارتاحوا من الشمال و مواطن الدرجة الثالثة حسب زعمهم فهل اصبحوا مواطنين درجة اولى في جنوبهم ؟
من هو الذى مكن هؤلاء من قيادة السودان
وهو يعرفهم تمام المعرفة
الحقيقة ان الصادق المهدى والترابى كانا
على اتفاق تام
من الواضح ان الحركة الاسلاموية الملعونة اختطفت انتفاضة مارس ابريل وفعلا كما قال قرنق ان المجلس العسكرى ورئاسة الوزراء مسيطرين عليهم ناس الحركة الاسلاموية وعندما تصحح الوضع بعد مماطلات من السيد الصادق المهدى وراى ان لا مخرج الا بالموافقة على اتفاق المبادىء بتاع الميرغتى قرنق وتم تكوين حكومة الوحدة الوطنية الابت تشارك فيها الجبهة الاسلامية لوقف العدائيات مع الحركة الشعبية وعقد مؤتمر قومى دستورى لكيف يحكم السودان هنا استشعرت الحركة الاسلاموية الخطر عليها وعلى برنامجها فقامت بانقلاب 30/6/1989 وسمته ثورة الانقاذ الوطنى وانه انقلاب قوات مسلحة الخ الخ(راجعوا البيان الاول) وكله كذب فى كذب الانقلاب لم يكن لانقاذ السودان بل لانقاذ الحركة الاسلاموية وبرنامجها!!!
وباقى القصة معروفة ومن ديك وعيك لا سلام لا وحدة لا تنمية مستدامة وبقت الحركة الاسلاموية مكروهة ولا نفذت برنامجها ولا حافظت على وطن الخ الخ الخ!!!
كسرة:لمن نصف الحركة الاسلاموية السودانية بالقذارة والوساخة والعهر والدعارة السياسية اقسم بالله ان هذه الالفاظ شوية عليها!!
كسرة تانية:موضوع اسكتلندة مختلف لان اسكتلندة تتمتع بالحكم الذاتى فى ظل وضع ديمقراطى كامل الدسم وهى تحكم نفسها بنفسها ومشاركة فى الحكم القومى فى وستمنستر ولذلك اختاروا الوحدة على الانفصال لان فى ذلك مصلحتهم!!!!
لا اوافقك الرأي يا أستاذ لم تمنح حكومة الجزولي الفترة الكافية لحل المشاكل بل طالبتها القوى الحديثة والاحزاب بتسليم السلطة في أقرب وقت ممكن الدكتور الجزولي دفع الله اعقل رجل يتولى المسئولية في بلادنا وكانت الفترة حرجة وقصيرة وتحت الضغوط وظروف البلاد الحرجة استمرت المرحلة الانتقالية سنة واحدة وهنا كان يكمن الخطر واستلمت الاحزاب السلطة في تهاون.. الدكتور الجزولي دفع الله رجل ناضج وسياسي محنك وغيور كان همه السودان بلا مشاكل بالطريقة العلمية التي تخرج به الي بر الامان…. الله يهديك أكتب في الذي يفيد الدكتور الجزولي رمز من رموز الوطنية نفتخر به لأنه عاقل ونظيف …. ارجو ألا تفسدوا حتى في كتاباتكم.
ياسلمان ياود امك توقفت عن الكتابة عن سد النهضة ال مابتفهم فية واليوم جاى تزرع فتنة يافتان هما الكيزان رموا لك جزرة ولا شنو .وانا ماعارف ليك اصل من فصل ولالون ولاطعم ولاريحة نقطنا بسكتاك ياواد تريح وتستريح
موضوع انفصال الجنوب حسب الوقائع السياسيه يمكن اختزاله في نقطتين فقط … الاولى منذ اندلاع التمرد 1955م حتى 1989م … الثانيه من 1989م حتى 2011م حيث انفصل الجنوب وتمزقت الخريطه اجغرافية والاجتماعية وضاعت وحدة السودان وهنا نلخص مسئولية كل جانب بكل امانه وصدق دون معارضه لاحد او موالاه ..فقط سنسرد حقائق ووقائع كماهي .
النقطه الاولى 1955م – 1989م :
كثيرا ما يذكر بعضالساسه موضوع المناطق المقفوله ابان فترة الاستعمار الانجليزي ويعتبرها البذره التي ادت لانفصال الجنوب ..وذهب الاستعمار ودارت الحرب الاهليه في الجنوب بدعوى التهميش اساسا حيث انشغلت القوى السياسيهفي الشمال بعد الانفصال في من يحكم السودان ما بين ديمقراطيات متشاكسه وصراعات حزبيه ضيقه سرعان ما ينتج عن ذلك انقلابات عسكريه تاتي في حالة هياج وعنترية وتتوعد بحسم التمرد في الجنوب عسكريا فلا تستطيع .. ومابين الديمقراطيات ومشاكساتها والنظم العسكريه وعنترياتها اصبح جنوب السودان منطقه استقطاب للصراع فتدخلت قوى اجنبيه باجندات ومطامع كبيره فكانت تصف الصراع فيجنوب السودان بانه صراع اثني تارة وتارة اخرى بانه صراع ديني حتى وجد اليمين المسيحي المتطرف والصهيونيه موطئ قدم في جنوب السودان مما استحال معه الحل السياسي وباءت كل المحاولات بالفشل عدا اتفاقية اديس ابابا حيث افلح الرئيس نميري بايقاف هذه الحرب الملعونه لمده عشره سنوات ولكن حدثت نكسه لهذه الاتفاقيه باعلان الرئيس نميري الشريعه الاسلاميه وتقسيم جنوب السودان الى مديريات فعاد المتمردون اثر ذلك الى القتال والتمرد وباءت كل الجهود من ثم في ايقاف هذه الحرب .
النقطه الثانيه 1989م – 2011م :
استولى الانقاذيون على السلطه بانقلابهم العسكري بالتزامن مع اتفاق كوكادام بين الميرغني وقرنق فاجهض الاتفاق واعلنوا الجهاد الاسلامي في جنوب السودان فنشط اليمين المسيحي والصهيونيه اثر ذلك واعتبروا الجهاد الاسلامي حربا دينيه فتاكد ذلك للمجتمع الدولي ودارت رحى الحرب الاهليه في الجنوب بابشع ما يكون ولكن دون حسم عسكري حتى تمت المفاصله بين حكومة الانقاذ فانقسم الاخوان المسلمين الى فصيلين مؤتمر شعبي واخر وطني وكانت دارفور ساحه لصراعهم وتصفية حساباتهم فاشتعلت دارفور واشتعلت قراها وقتل انسانها ولم يعد بوسع حكومة المؤتمر خوض حربين في الجنوب ودارفور معا فآثرت ان تهادن الجنوب لتتفرغ لحرب دارفور ولكن كانت ماساة حرب دارفور الانسانيه قد تفاقم ووصلت الى مجلس الامن الدولي الذي اصدر عددا من القرارات كان اخطرها 1593 بموجب الفصل السابع الذي منح المحكمة الجنائيه تفويضا قانونيا بملاحقة مسئولين في حكومة المؤتمر الوطني هنا نشط اليمين المسيحي والصهيونيه باستغلال الاتحاد الافريقي ومطامع بعض الدول الافريقيه مثل كينيا ويوغندا في حقول النفط السوداني والطامع الاكبر وهو اسرائيل حيث تحقق حلمها اخيرا بالوصول الى منابع النيل مع غنيمة ابار النفط السوداني وكان الامر حلم لا يصدق فقام معهد امريكي ذو خلفيه صهيونيه بتصميم وصياغة اتفاقية نيفاشا من اجل فصل الجنوب عبر تقرير المصير مع غرز ثلاثه خناجر مسمومه في صدر ما تبقى من دولة السودان الشماليه هي البروتوكولات الثلاثه لابيي وجنوب كردفان والنيل الازرق وقد تم كل ذلك بيسر وسهوله وبقدرات تفوق بكثير قدرات حكومة المؤتمر الوطني السياسيه والاستراتيجيه وغافلوهم با لابتزازوالتهديد بالمحكمة الجنائيه حيث خنعوا تماما فاعطوا كل شئ وباسرع ما يكون حتى انهم اصبحوا اكثر حرصا من حكومة المؤتمر الوطني بالسودان في بقائها على سدة الحكم لضمان استمرار مصالحهم دون بذل جهد ولا مال من قبلهم وهذا واقع الامر.
لم تكن محايدا يا دكتور وأنت تحمل دكتور الجزولي وحكومة الانتفاضة المسئولية وتدافع (من طرف خفي) عن دكتور قرنق !!! قرنق رفض التعامل منذ البداية مع الحكومة بل وأطلق عليها تعبيرات بذيئة (حكومة المعر……) !!! هذا ولم تمر على الانتفاضة سوى 30 عاما وشهودها أحياء فكيف إذا مر عليها مائة عام ورحل شهودها ؟؟!! خلينا في تخصصك ما رأيك (كخبير ومتخصص ) في سدود دال وكجبار والشريك ؟ لماذا التزمت الصمت (المريب) والموضوع يهمك كخبير متخصص وكأحد أبناء المنطقة المتأثرة بالسدود المقترحة!!!1
و الله لم اجد بٌدا من قول فلتذهب انت و قرنق للجحيم… و الله لا احتقر اكثر من الكيزان الا من يدافع عن قرنق و يصفة بالوطنية و الحركة الشعبية التي تٌريد تحرير السودان فدمرت الجنوب.
يا دكتور اتقي الله فيما تكتب انا لا ادافع عن الجزولي او الفترة الانتقالية ولكن ليعرف امثالك ان الشريك الاساسي للكيزان في تدمير السودان هي الحركة الشعبية فلو لا الحرب لما وجد الكيزان مبررا لانقلابهم و لو لا فوضي الجنوبيين في فترة الديمقراطية التي اعقبت انتفاضة ابريل لما كره الناس حكومة الصادق
الحركة الشعبية لم يهمها امر السودان ككل في لحظة من اللحظات و لكنها عزفت علي تلكم الاوتار لاستمالة السٌذج امثالكم.
لا تحاولوا التلاعب بنا كان خطا فادحا من قرنق مواصلة القتال لكسب مزيد من الاراضي ليلتهم الجنوب مستغلا اكتفاء الجيش بالتراجع (كما يفعل الحمار الذي ظن ان الاسد يهرب منه الي ان التفت اليه الاخير فقتله)ام ايهامنا الن المجلس العسكري صعد الحرب حتي وصلت المدافع الي المدن الكبيرة ففيه تناقض هذا دليل ان الحركة ظللت تقاتل مستقلة تقيد الجيش بعدم التصعيد املا في الحل السياسي دون فقد المزيد من الارواح واهدار المزيد من الاموال في شئ لا يحل الا سياسيا .ولم يكن في مقدور قرنق ان يوقف الحرب لانه ليس هو الذي يسيرها وما الذين كانوا يمولونه طيلة هذه السنين يفعلون ذلك من اجل سواد عيونه بل من اجل هدف معين لابد من ان يبلغوه حتي لو ازالوا قرنق المسكين الذي كان يعتقد انه هو المتحكم ناسيا انهم لن يدفعوا الا بعد ان يكونوا صنعوا القائد والقائد البديل في حال اغتر الاول وعمل فيها وطني ومصلحة الوطن اصدق انه قائد فعلا.ولذلك قرنق من الذين دفعوا لاجهاض الديموقراطية ومعول تفتيت للسودان غصبا عنه
الجنوب كان هينفصل يعنى كان هينفصل كنت امقت ولا احب ان يذكر احد مجرد ذكر بان ينفصل الجنوب ولكن بعد ظهور باقام اموم والور وبقية هؤلاء من امثاله وبما كان يبثه باقان والور من سموم وحقد حمدت الله بان فكانا الله منهم وحتى اخر كلمة قالها وهو يغادر اتفكينا من وسخ الخرطوم يدل على وقاحة معدنه ومن اقدار الله صار يلمح برجوع الجنوب الى السودان الام لان ما فعلوه فى الجنوب وشعب الجنوب يدنى لها الجبين الفات مات علينا المحافظة على ما تبقى من السودان الحبيب والا نبكى على اللبن المسكوب بدلا من البكاء على اطلال السودان ان فرطنا فيها
لا بد من الكتابة عن مشكلة الجنوب بعمق .. والجنوب يتحمل الجزء الاكبر فى الانفصال .. كذلك الغرب الذى ساعده فى الانفصال ..
تركه عاريا ومحاصرا .. وممنوع الاقتراب منه الا بتأشيرة .. المناطق المقفلة .. ليخلق مشكلة للطرفين ..
بعد الاستقلال طبيعي السودان يحافظ على حدوده .. ولكن الجنوب ظل يضع يتحدث عن برتوكولات جوبا 1947 .. وتمرد على واقع لم يصنعه الشمال ..
وظلت مشكلة الجنوب تراوح مكانها .. ونخسر اقتصاديا وسياسيا..
الثورات الشعبية كلها كانت من أجل الجنوب .. وكانت السبب المباشر ..
كانت اتفاقية 73 والخرطوم ونيفاشا .. ومبادرات .. واتخذها البعض البعض منصة لمحاربة الانظمة .. التجمع فى اسمرا منح الجنوب كامل التصرف فى تقرير المصير .. واتفاقية 73 منحت الجنوب صلاحيات كبيره .. ونيفاشا كذلك ..
أدهشني الراحل اروك تون .. فى قناة الجزيرة برنامج الاتجاه المعاكس .. موقف محير ومعاكس تماما .. ياسر عرمان يمثل الجنوب .. واروك تون يناصر الشمال .. بعد اتفاقية الخرطوم .. ويخاطب اروك تون ياسر عرمان .. لماذا لم يضع الانجليز جامعة الخرطوم وبقية التنمية فى الجنوب .. وما ذنب الشمال وهو مستعمر ؟؟ ..
والتاريخ يعيد نفسه .. ياسر عرمان يود أن يتحدث عن جبال النوبه .. ودانيال كودي .. وثابتا بطرس موجوديين ..
الاستفتاء كان الفيصل وبنسبة كبيرة .. الشعب السوداني .. لم يناصب العداء لابناء الجنوب .. وتحمل وحده أحداث اكتوبر .. عند تأخر طائرة كلمنت امبورو .. ومقتل جون قرنق ..
جون قرنق .. هو الذى وقع مع البشير .. وذهب الى موسيفني من وراء ظهره ..
الحديث الان .. يا سلمان لا طائل منه .. هم لديهم جوبا ونيفاشا و73 ..
أكثر من خمسين عاما صرف على الجنوب .. وحرب .. حتى التنمية حطمها التمرد ..فى مقدمتها قناة جونقلي .. يدفع المواطن والاجيال القادمة مبلغ مليار دولار قيمة معدات فقط .. الارواح مضت الى بارئها ..
الذي جعل قرنق يحارب ويستمر في الحرب بعد الانتفاضة لانه يعمل من اجل السودان ككل كوطن جامع لكل الثقافات والاديان والمعتقدات تكون المواطنة هي الاساس وما جعله يحارب هو استمرار الاسباب التي قاد من اجلها حركته اول مرة فقد سيطر الكيزان وبسطوا نفوذهم بعد ايئتلافهم مع نميري وجره لتبني خطهم السياسي وبعد الاطاحة بالنميري اتت نفس الجماعة لتسرق الانتفاضة وتنصب الجزولي وسوار الدهب لتنفيذ اجندتها وتفصيل الدستور حسب رؤيتها وقد كان فلماذا لا يستمر قرنق في الحرب والاسباب التي قام من اجلها لا زالت قائمة بل وبصورة اكبر مما كانت عليه فالجزولي وسوار الذهب هم من يتحملون فصل الجنوب بل هم السبب الاساسي اذ كانت الفرصة امامهم بعد الانتفاضة وكان مفتاح الحل بين ايديهم ولكنهم لا يملكون من امر انفسهم شيئا فالاوامر تأتي وعليهم التنفيذ وكان ان تمت مكافاتهم بالوظائف ذات المرتبات الدولارية والاسفار المتكررة
لم يكن للساسة السودانيين بعد نجاح انتفاضة أبريل المجيدة أي تصور لمعالجة مشكلة الجنوب وللأسف استمر غياب الفهم للحل وازداد غي التدهور حتي انفصل الجنوب بعد أن حلت علي البلاد كارثة الإنقاذ والتي فشلت في ادارة تفاوض نيفاشا وفشلت في إدارة الفترة الانتقالية. مشكلة السودان التي حاولت الحركة الشعبية ان تحلها في إطار المواطنة والمساواة علي اساس تعددية السودان ما تزال قائمة حتى اليوم وأغبياء الإنقاذ لم يتعلموا شيئا من أخطائهم التاريخية . شكرا بروف سلمان إذ أيقظت ذاكرتنا التي كادت تعصف بها خيبات العقدين ونصف
عندما قرات المقابلة مع الدكتور الجزولى دفع الله فى صحيفة الصيحة تاثرت جدا ودمعت عيناى للصدق الدى اجاب به الدكتور على اسئلة الصحفى.لا اعرف الدكتور شخصيا وكل ما اعرف عنه انه كان رئيس الوزراء بعد الانتفاضة وكان نقيبا لنقابة الاطباء.كنت ابحث عن طريقة للاتصال به وتهناته على الصدق والوعى فى اجوبته.
الدكتور الجزولى لم يبرئ نفسه فقد سرد كل مشاكل السودان واخطاء النخبة السياسة السودانية مند الاستقلال الى الحوار الوطنى الدى يجرى اليوم وبكل صدق نصح المسؤولين اليوم بان هدا الحوار لن ياتى باى نتيجة فى حل مشاكل السودان ادا لم يستمع الجميع دون لستثناء.
لكن ان ياتى د. سليمان محمد احمد وينتقد الدكتور الجزولى ويسرد اربعة عشر نقطة ليحمله انفصال الجنوب فهدا هو الدى اوصل السودان الى هدا النفق المظلم.الكل يعلم ان الدكتور جون قرنق وان لم يكن انفصاليا ولكن وقع تحت تاثير اعوانه الدين كانوا يظهرون تايدهم للوحدة ظاهريا وللانفصال بسرهم ولهدا دقوا طبول الانفصال بعد موته. الدكتور الجزولى انتقد موقف الساسة الشماليين واتى بامثلة حية من اوربا وغيرها.
لا شك ان د. سليمان لم ينصف الدكتور الجزولى ويظهر انه ينطلق من مواقف عدائية ضده كعادة جميع السياسيين فى السودان. اقول للدكتور الجزولى “صح لسانك” كما يقول السعوديون و”ابدعت كما نقول فى السودان واقول لدكتور سليمان “عيب يا اخى ز لأا تزيد الوطن جراحات ولا يوجد طريق للخروج من هدا النفق المظلم الا الاهتداء بنصائح الدكتور الجزولى الدى كان صادقا ويعبر عن كل السودانيين الدين لا ينتمون للاحزاب وخاصة العقائدية.
د.تاج الدين سيد احمد طه
المملكة العربية السعودية ? جدة
جوال 00966534693362
* كفيت و وفيت يا دكتور,
* و يبدو لى ان هذا “المقال” تحديدا يا دكتور, قد اوجع “الاسلامويين” وجعا شديدا, برغم انه يمثل سردا مباشرا, لوقائع و احداث و حقائق, يثبتها التاريخ و يشهد عليها الواقع!
* و دعنا يا اخى, نترك جانبا دور “جبهة الميثاق” فيما حدث, من خيانة لإنتفاضة أبريل 1985!..و لنتناسى الدور الذى لعبه كل من الجزولى و سوار الدهب فى ذلك, سلبا كان او إيجابا!..و لنفترض الآ علاقة لهما ب”جبهة الميثاق” اصلا!..و لنترك موضوع “فصل الجنوب”, كيف حدث و لماذا و من المتسبب فيه!:
* لنا سؤالين بسيطين و محددين, موجهان مباشرة لأى “إسلاموى”, من غير الجهلاء و البلهاء و الخونه و المجرمين و المنافقين منهم!..نرجو ان تتم الاجابه عليهما, بينهم و بين أنفسهم فقط, بصدق و امانه و تجرد امام الله:
– ماذا فعلت “الحركه الإسلامويه” ب”المسلمين” فى السودان عامة؟! و ماذا فعلت بشمال السودان “الوطن” نفسه, خلال اكثر من 26 عاما من حكم البلاد و العباد و “تحكيم شرع الله”!..ناهيك عن “ابريل” و “الجنوب” و “قرنق” و بطيخ!
– ثم, هل مثلت “الحركه الإسلاميه”, فى تقديرهم, أى إضافه حقيقيه ل”العقيده”؟! ام كانت خصما عليها؟!
* الا لعنة الله على الظالمين,,
ما سمعته من احد اعضاء مجلس الوزراء فى الفترة الانتقالية ان اكبر ماسورة كانت فى تعيين النائب العام الدكتور ربيع عبدالعاطى وقد تأخر اعلان هذا المنصب لفترة شهرين على ما اعتقد ولكن بطريقة ما نجح الكيزان فى تمريره اذ لم يعلم الكثيرون خلفيته الكيزانية
طوال الفترة الانتقالية كان يماطل فى موضوع قوانين سبتمبر وعندما يسأل عنها فى مجلس الوزراء كان يتهرب فمرة يقول انه لم يفرغ من اعداد البديل ومرة يدعى بان الغاءها مرة واحده سيخلق فراغ دستورى والافضل التدريج وووو وفى اخر جلسة لامه الوزراء حيث انتهت الفترة الانتقاليه ولم يتم الغاؤها فضحك عليهم وقال لهم معقولة يغشوكم سنه كامله؟ اى ان هدفه اساسا كان عدم الغاؤها
نعم قرنق لم يساعد الحكومة الانتقالية باصراره على التمرد ولكن المشكلة الاخرى كانت قصر الفترة واللوم فى ذلك يقع على عاتق الاحزاب فعندما قدمت قوى الانتفاضة خطتها اوصت بفترة انتقالية لمدة خمس سنوات ولكن عندما اطلعت الاحزاب على الامر رفضت رفضا قاطعا واصرت على تقليص الفترة لعام واحد ومن الواضح انه لم تكن لديها خطة لادارة وتنمية البلد اساسا والمؤسف انه حتى هذه اللحظه لا نعلم ان كان هنالك حزب لديه برنامج لذلك
عندما قامت ثورة ابريل كان جون قرنق فى اوج عطمته واوج قوته بل استطاع ان يجند جيوشا تفوق قوة الجيش السودانى على الارض بكثير .
ورغم ان نوايا الحكومه الانتقاليه كانت حسنه جدا وكانت تسعى لحل مواتى اثناء ألفتره الانتقاليه الا ان قرنق فى طاغوته وتكبره كان يحتقر كل ألاحزاب والجيش وحتى شعوب الشمال . وكان يتعامل معهم بأنه الطرف الاقوى والذى يملى شروطه ولا صوت يعلو فوق صوته وقد اسماهم بمايو تو واسماء اخرى يعف اللسان عن ذكرها وهة مفتون بالمبدا الذى صنعه لنفسه واسماه السودان الجديد وهى نظريه عنصريه فى الاساس .
رغم ضعف موقف الجزولى كرئيس مؤقت جدا الا ان ما قام به فى فترته تلك من محاولات لرتق نسيج البلاد لا يسطيع ان ينكره احد .
يكفى ان الحكومه الانتقاليه قد اجتمعت به اربعة عشر مره فى كوكادام فى عام واحد فكيف يمكن ان نحمل الرجل هذه التبعة الثقيلة ؟؟؟؟؟
اما اذا اراد الدكتور ان يبرء ساحة جماعة الاخوان فذلك شانه فقط نذكره بأنهم وبعد الجزولى بستة وعشرين عاما قد ذبحوا الجنوب بسكينة ميتة فلا زال من جراءها يرفس ويفرفر ويخلق من المشاكل ما لا يعلمه الا الله .
اللوم لا يقع على الدكتور الجزولي وحده بل على كل النخب السياسية.. من أهم اسباب إنتفاضة ابريل هي قوانين سمبتبر المهينة لكرامة الإنسان.. ولكن الآيدلوجيا الإسلامية اخرصت كل السياسيين الشماليين بسؤال بسيط هو هل انت ضد شرع الله؟ هل ترتضي بالفسوق والفجور؟ الخ.. فسكت الكل!!.. خصوصاً ان اكبر حزبين تسيطر عليهما طائفتين دينيتين..
جون قرنق له كل الحق في تسمية ما يجري بمايو تو!!.. وفي ٨٨ طرح شروط في التفاوض مع الميرغني اهمها إلغاء قوانين سبتمبر وقيام مؤتمر دستوري شامل!!.. وكانت النهاية إنقلاب الجبهجية بعد تماطل المهدي!!..
طوال تاريخ السودان الحديث لم يستطع احد ان يشرح الأزمة السياسية سوى شخصين.. شهيد الفكر م.م طه الذي كتب عام ٥٤ وقبل الإستقلال أن مشكلة الجنوب حلها في الشمال ودعا للإشتراكية والفيدرالية.. ثم عارض قوانين سبتمبر وكتب هذا او الطوفان.. ايضاً جون قرنق صرح ان مشكلة الجنوب هي نفسها مشكلة الشمال.. ليس من يحكم ولكن كيف يحكم!!.. الهوية الجامعة وحقوق المواطنة وليس فرض آيدلوجيا معينة!!..
الاسلاميون استفادوا من حكاية المصالحة مع نظام نميرى فى التمكين وتنظيم عمل الحزب والتمكن اقتصاديا مما جعلها تتفوق على الاحزاب من حيث جاهزيتها للانتخابات زرعوا كوادرهم ومرتزقتهم فى حكومة الانتفاضة وعلى راسهم سوار الذهب والجزولى وعمر عبد العاطى توزيع ولعبة قردية وهذا حالهم اهم اهداف الانتفاضةهى حل مشكلة الجنوب والوضع الاقتصادى والمجاعة.اتفقت الاحزاب على ان تكون هنالك فترة انتقاليةمدة خمسة سنوات حتى تحل تلك المشاكل وتتعافى وتنظم حالها وقد فعل فيها النميرى ما فعل وبمساعدةالجماعة اياهم . حينها خرج علينا شيخهم الترابى فى مقابلة بجريدة الصحافةبأن الانتخابات ستقوم فى موعدها حتى ولو أدت الى فصل الجنوب هذا الخبر فى الصفحة الاولى بجريدة الصحافةيعنى الحكاية مفصلة وجاهزة
وبدون شرح أسباب انحيازى التام ضد فكرة الانفصال مع التردد الذى كان بى حيث أرى أنه الحل لأخوتى الجنوبيين فى الخلاص من هذا الوباء الذى تقصدهم وبكل إمكانيات البلد وشعبها وأنه دفع بهم دفعا إلى هذا المسار سواء كان دفعا بواسطة الحرب القذرة وتجيش بقية السودانيين برغبته والأكثر بضد رغبتهم ، بل وانحيازهم وحبهم لأخوتهم الجنوبيين . فعلا لم تكن حربا خيارية فى حزبية الأعداء – فكان أبناؤنا الطلاب والمغصوبيين باسم الدفاع الشعبى والمعسكرا – ذكرى معسكر العيلفون وغيره .
الورد طريقنا
بَحلمْ إنُّه الوردِ طرِيقنا . . وانُّه عشَانَّا الحُب مَكتوب
وإنه العَالمْ فَجأة بِيَصحى . . ويَلقى عَلِيهُ النُورْ مَسْكُوبْ
حَتَّى كَمَانْ القَمَر الصَيْفِى . . مِنَّ اللَيْلكْ يَلبَس تُوبْ
* * *
بَسأل عن أقْمَار بِتسافِر . . فِى أَعمَاقْ الكُون تِتْجَوَّل
تَخبِّى النرْجِس فى جِنْحَاتها . . عِز الليل الشاتِّى ، وتَرحلْ
بَسأل عن غابَات وقُراهَا . . وعَن هِجرَاتْ عَكسِية بِتَحصلْ
كِيف فى يومْ مَجنون تِتْبدَّلْ . . وتسِيبْ أنْهارْ الحُب مَجرَاهَا
بَسأل عَن أجرَام وكَواكِب . . وكِيف تِتخَطى مَدارَها الأولْ
واحلم بِى نَجمات قَدْ كانتْ . . يَضوِى سَمانا شُعاعَها المُنزَلْ
بَس والمَا مَفهُوم يَا زُولِى . . إِنَّك مِن تَاريخَك تَفْصِلْ
* * *
زَىْ أزهَار ووُرود بِتفتِّحْ . . كَان الحُب يَكبَر جُوَّانَا
وكَان قُدَّامنَا بِلادْ وعَواصِم . . تَمدَّ جِسُورَها وتَستَنانَا
وتَرمِى علينا غِلالَة دَعوَة . . تَرمى علينا ومَا أَغرانَا
كُنا بِنطْرح رُؤيَة جَديدة . . وَجَدْنا العالَم فِيها مَعانا
* * *
وَقَفتَ بَرَاى والمَطرْ يِسَّاقَط . . رِياح مجنُونة ورَعْدِ وبَارِق
شَهَرْ النُّور عَن وَجهِ تِرِيزَا . . شَقَّتْ غَلَسْ الظُلمة الخَانِق
فَجَّتْ سُحب الشَّك وارْتَفعت . . نَيْزَك يَنزِل فَوْ مِن حَالِق
غَسل المَاء الحُزن الفِيْىَ . . جَاتنِى مَلاك فِ ظِلالْ مَرئِيَة
تَناِدى علَىْ بِى صُوت مِترَاعِش . . صُوت مَملٌوء لَمسَات حِنيَّة
لِيهْ إتأخَرتْ حَبيبِى عَلىَّ . . وكَان بَرجَاكْ فى الزَمن السَابِقْ
كُنتَ هِناك فِى نَفس البُقعَة . . مَن بِين شَجرَات المَنْقَا بَتَاوِق
خَايفة عليِك والليل مِتوحِّشْ . . مِن خُوفى عَليكَ شَديد بَتضَايَقْ
* * *
بِينِى وبِينِك شَهَروا سِيوفُهم . . عَبُّوا كلاشِنكُوفْ وبَنادِقْ
وُحَاة الحُب الب[ينَّا تِرِيزا . . حَنشهَد ضَوءْ الفَجر الصَادِقْ
مِن أَجلِ سُعاد وأَلِير ومَريَّة . . مِن أَجلِ رَوَابِط دَم أُسرِيَّة
خُضتِ غِمارْ الحَرب القَذِرة . . قَاتِل أو مَقتٌول ، مَا فَارِقْ
بَصُد ضَربات قُوات هَمجيَّة . . دَوىّ الدَّانة فِ أُذنى مَطارِق
هُمْ اِتلمُّوا تِريزا عَلىَّ . . هُم يَا أمَّ ألِيِر حَصرُونِى
لَأنِّك كُنتِ الضَىْ لِعينىَّ . . فَتشُوا عَنِّك جُوَّا عِيُونِى
رَسمُوا حدُود وأَقامُوا حَواجِز . . فَرَّقُوا مَابِيِنْ لُونِك ولُوُنى
حَرقُوا الأَخضَر عُقب اليَابِس . . وقَالُوا يكُون اللون مِتجَانِس
أَطلقُوا فَتْوَى عَلِيكِ زَريَّة . . هَدمُوا القَائِم بِينِكْ وبِينِى
وَضعُوا الجِزيَة عَليكِ عقًوبَة . . فَرضُوا رسُومُمْ بِالزِنديَّة
حتَّى المَلبَس فِيه اتْحَشرُوا . . وقَالوا تكُون أثْواب عَربِية
شَقَّ السُوط أَجسَاد بَنُّوتنَا . . إشْتَغلُوا غلَط فِى هَادِى المِلَّة
سَخَّرُوا للبُنْيَان أخْوانُهم . . تَعْبَان وأَلوُر واسْتَنَّى شِوَيَّة
وبَقى السُودانْ طَالبَان الأُخرَى . . يَهتزُّوا ويَرْقُص عُمَرْ المُلَّا
فِين بِالله تَودُّا وَشِيِكُم . . مِنَّ العَار الأَصبَح لَازِق
دَخلُوا النَفَق المُظلِم تَانِى . . بِىِ كِرْعِينًم، حَفَروا الطَابِق
هُم إتفَقُوا وعَقدُوا النِيَّة . . الوطَن الوَاِحد يَصبِح مِيَّة
دِيِل شَان يَوصلُوا لِلمَدنيَّة . دَايْرِين مِليُون سَنَوَات ضَوْئِية
حَرقُوا الأخضَر عُقب اليَابس . . وقَالُوا يِكون اللون مِتجَانِس
هُمْ اِتْلمُّوا تِريزا علىّ . . لأَنِّى بَآآآآآآآآآآآمِنْ بِالحُريَّة
دِيل شَان يَوصلوا لِلمدنية . . دَايرِين مِليَار سَنوَات ضَوئِية
أَصُبْرِى كَمانْ مِدِّيهَا حِبَالِك . . الْعِبْء الفُوقِك مَاهُو شوَية
أَجِيكْ مِنْ تَانى خُلاسِى مُؤَصَّل . . خَاتِف لُونِين شَلاَّخِى مضطَارِق
( أَجيكْ مِن تَانى خُلاسى مَؤَصل . . خَاتف لُونين والْبِنْيَة قَويَّة )
وابْدَا مَعَاكِ الخَطْوَة بِخطوَة . . إِيِدْ عَلَى إِيد نَمْشِيهَا سَوِيَّا.
أرى أن الأسباب الرئيسية التي أدت إلى إنفصال جنوب السودان عن شماله تنحصر في الآتي:
1. الجهات الخارجية وتبنيها لإسترتيجيات دولية تحدد مصير الشعوب.
2. المثقفون الجنوبيون ومصادرتهم لإرادة الجنوبيين في تشجيعهم لقبول الإنفصال.
3. الحركة الإسلامية وإصرارها على أن التراجع عن القوانين السارية والقبول بالعلمانية كفر.
لقد كتبت مقالا قبل إستفتاء الجنوب مبينا فيه أن على الشمال أن يقدّم كافة التنازلات لبقاء السودان موحدا حتى إن كان القبول بالعلمانية.. ويمكن لكل ولاية من ولايات السودان تطبيق قوانينها وفق ما يقرره سكانها في تشريعاتهم وذلك حتى لا يجد أحد من الناس مبررا لأن يقول أنه مواطن من الدرجة الثانية (هذا الطرح لا يضر الإسلام شيئا بل يزيده قوة ورسوخا فالواقع يؤكد أن الجنوبيين دخلوا الإسلام طوعا وأن أعدادهم في إزدياد مضطرد (وهذا ما يخيف الغرب والدوائر الكنسية) وما دام العالم كله يتجه إلى قبول التداول السلمي للسلطة في دولة المواطنة الكاملة، فسيأتي ذلك الوقت الذي يستطيع فيه السودان الموحد تعديل دستوره وفق إرادته وتحقيق أهداف الأغلبية دون تغول على حقوق الأقليات.
والآن ورغم الأخطاء الجسيمة التي أوصلتنا إلى هذا الواقع البائس، فالفرصة مواتية لإعادة وحدة السودان وعودته قوة إقتصادية هائلة بتنوع موارده وإتساع رقعته .. فإذا أتيحت الفرصة للسودانيين في التعبير عن إرادتهم الحرّة في ظل حكومة جامعة تمثل كافة ألوان الطيف السياسي و .. و .. لا أشك لحظة في أنه يمكن إعادة وحدة السودان وذلك للمؤشرات التالية:
1. لقد أُخرست الدوائر العاليمة التي شجعت وموّلت الإنفصال من النتائج المدمّرة التي آلت إليها الأوضاع بعد الإنفصال.
2. لقد أُخرس المثقفون الجنوبيون الذين كانوا يؤولون على الدوائر الخارجية في دعمهم لتأسيس الفردوس الموعود ويتحمّلون الأوزار والمآسي التي حلّت بالأبرياء من أهلهنا الطيبين في أرض الجنوب.
3. لا بد أ ن تكون الحركة الإسلامية السودانية قد إستفادت بصورة أكبر من غيرها من التجارب القاسية التي أدت ألى وضع البلاد اليوم والحالة الخانقة التي لا يستطيع أحد الجزم على ما يمكن أن يحدث في مقبل الأيام والأحوال تتدحرج نحو المجهول .. ففي عالم اليوم ومن أجل ديمومة الإستقرار والتنمية لابد من التسليم الكامل والأمين بأن التداول السلمي للسلطة هو الحل الأوحد للتراضي وأنه يحق للمواطنين أن يختاروا غيري إذا فشلتُ في تحقيق برامجي الإنتخابية وسأعود غدا أكثر قوة وإستعدادا لخوض تجربة جديدة واعدة .. أما إذا رأت أية جماعة أن لها عبقرية الحلول الشاملة ، فسيظل الوطن في إنقسام وتشظي وغدا سننعى ما تبقى من وطننا المحبوب .. وطني السودان ..
وبدون شرح أسباب انحيازى التام ضد فكرة الانفصال مع التردد الذى كان بى حيث أرى أنه الحل لأخوتى الجنوبيين فى الخلاص من هذا الوباء الذى تقصدهم وبكل إمكانيات البلد وشعبها وأنه دفع بهم دفعا إلى هذا المسار سواء كان دفعا بواسطة الحرب القذرة وتجيش بقية السودانيين برغبته والأكثر بضد رغبتهم ، بل وانحيازهم وحبهم لأخوتهم الجنوبيين . فعلا لم تكن حربا خيارية فى حزبية الأعداء – فكان أبناؤنا الطلاب والمغصوبيين باسم الدفاع الشعبى والمعسكرا – ذكرى معسكر العيلفون وغيره .
الورد طريقنا
بَحلمْ إنُّه الوردِ طرِيقنا . . وانُّه عشَانَّا الحُب مَكتوب
وإنه العَالمْ فَجأة بِيَصحى . . ويَلقى عَلِيهُ النُورْ مَسْكُوبْ
حَتَّى كَمَانْ القَمَر الصَيْفِى . . مِنَّ اللَيْلكْ يَلبَس تُوبْ
* * *
بَسأل عن أقْمَار بِتسافِر . . فِى أَعمَاقْ الكُون تِتْجَوَّل
تَخبِّى النرْجِس فى جِنْحَاتها . . عِز الليل الشاتِّى ، وتَرحلْ
بَسأل عن غابَات وقُراهَا . . وعَن هِجرَاتْ عَكسِية بِتَحصلْ
كِيف فى يومْ مَجنون تِتْبدَّلْ . . وتسِيبْ أنْهارْ الحُب مَجرَاهَا
بَسأل عَن أجرَام وكَواكِب . . وكِيف تِتخَطى مَدارَها الأولْ
واحلم بِى نَجمات قَدْ كانتْ . . يَضوِى سَمانا شُعاعَها المُنزَلْ
بَس والمَا مَفهُوم يَا زُولِى . . إِنَّك مِن تَاريخَك تَفْصِلْ
* * *
زَىْ أزهَار ووُرود بِتفتِّحْ . . كَان الحُب يَكبَر جُوَّانَا
وكَان قُدَّامنَا بِلادْ وعَواصِم . . تَمدَّ جِسُورَها وتَستَنانَا
وتَرمِى علينا غِلالَة دَعوَة . . تَرمى علينا ومَا أَغرانَا
كُنا بِنطْرح رُؤيَة جَديدة . . وَجَدْنا العالَم فِيها مَعانا
* * *
وَقَفتَ بَرَاى والمَطرْ يِسَّاقَط . . رِياح مجنُونة ورَعْدِ وبَارِق
شَهَرْ النُّور عَن وَجهِ تِرِيزَا . . شَقَّتْ غَلَسْ الظُلمة الخَانِق
فَجَّتْ سُحب الشَّك وارْتَفعت . . نَيْزَك يَنزِل فَوْ مِن حَالِق
غَسل المَاء الحُزن الفِيْىَ . . جَاتنِى مَلاك فِ ظِلالْ مَرئِيَة
تَناِدى علَىْ بِى صُوت مِترَاعِش . . صُوت مَملٌوء لَمسَات حِنيَّة
لِيهْ إتأخَرتْ حَبيبِى عَلىَّ . . وكَان بَرجَاكْ فى الزَمن السَابِقْ
كُنتَ هِناك فِى نَفس البُقعَة . . مَن بِين شَجرَات المَنْقَا بَتَاوِق
خَايفة عليِك والليل مِتوحِّشْ . . مِن خُوفى عَليكَ شَديد بَتضَايَقْ
* * *
بِينِى وبِينِك شَهَروا سِيوفُهم . . عَبُّوا كلاشِنكُوفْ وبَنادِقْ
وُحَاة الحُب الب[ينَّا تِرِيزا . . حَنشهَد ضَوءْ الفَجر الصَادِقْ
مِن أَجلِ سُعاد وأَلِير ومَريَّة . . مِن أَجلِ رَوَابِط دَم أُسرِيَّة
خُضتِ غِمارْ الحَرب القَذِرة . . قَاتِل أو مَقتٌول ، مَا فَارِقْ
بَصُد ضَربات قُوات هَمجيَّة . . دَوىّ الدَّانة فِ أُذنى مَطارِق
هُمْ اِتلمُّوا تِريزا عَلىَّ . . هُم يَا أمَّ ألِيِر حَصرُونِى
لَأنِّك كُنتِ الضَىْ لِعينىَّ . . فَتشُوا عَنِّك جُوَّا عِيُونِى
رَسمُوا حدُود وأَقامُوا حَواجِز . . فَرَّقُوا مَابِيِنْ لُونِك ولُوُنى
حَرقُوا الأَخضَر عُقب اليَابِس . . وقَالُوا يكُون اللون مِتجَانِس
أَطلقُوا فَتْوَى عَلِيكِ زَريَّة . . هَدمُوا القَائِم بِينِكْ وبِينِى
وَضعُوا الجِزيَة عَليكِ عقًوبَة . . فَرضُوا رسُومُمْ بِالزِنديَّة
حتَّى المَلبَس فِيه اتْحَشرُوا . . وقَالوا تكُون أثْواب عَربِية
شَقَّ السُوط أَجسَاد بَنُّوتنَا . . إشْتَغلُوا غلَط فِى هَادِى المِلَّة
سَخَّرُوا للبُنْيَان أخْوانُهم . . تَعْبَان وأَلوُر واسْتَنَّى شِوَيَّة
وبَقى السُودانْ طَالبَان الأُخرَى . . يَهتزُّوا ويَرْقُص عُمَرْ المُلَّا
فِين بِالله تَودُّا وَشِيِكُم . . مِنَّ العَار الأَصبَح لَازِق
دَخلُوا النَفَق المُظلِم تَانِى . . بِىِ كِرْعِينًم، حَفَروا الطَابِق
هُم إتفَقُوا وعَقدُوا النِيَّة . . الوطَن الوَاِحد يَصبِح مِيَّة
دِيِل شَان يَوصلُوا لِلمَدنيَّة . دَايْرِين مِليُون سَنَوَات ضَوْئِية
حَرقُوا الأخضَر عُقب اليَابس . . وقَالُوا يِكون اللون مِتجَانِس
هُمْ اِتْلمُّوا تِريزا علىّ . . لأَنِّى بَآآآآآآآآآآآمِنْ بِالحُريَّة
دِيل شَان يَوصلوا لِلمدنية . . دَايرِين مِليَار سَنوَات ضَوئِية
أَصُبْرِى كَمانْ مِدِّيهَا حِبَالِك . . الْعِبْء الفُوقِك مَاهُو شوَية
أَجِيكْ مِنْ تَانى خُلاسِى مُؤَصَّل . . خَاتِف لُونِين شَلاَّخِى مضطَارِق
( أَجيكْ مِن تَانى خُلاسى مَؤَصل . . خَاتف لُونين والْبِنْيَة قَويَّة )
وابْدَا مَعَاكِ الخَطْوَة بِخطوَة . . إِيِدْ عَلَى إِيد نَمْشِيهَا سَوِيَّا.
أرى أن الأسباب الرئيسية التي أدت إلى إنفصال جنوب السودان عن شماله تنحصر في الآتي:
1. الجهات الخارجية وتبنيها لإسترتيجيات دولية تحدد مصير الشعوب.
2. المثقفون الجنوبيون ومصادرتهم لإرادة الجنوبيين في تشجيعهم لقبول الإنفصال.
3. الحركة الإسلامية وإصرارها على أن التراجع عن القوانين السارية والقبول بالعلمانية كفر.
لقد كتبت مقالا قبل إستفتاء الجنوب مبينا فيه أن على الشمال أن يقدّم كافة التنازلات لبقاء السودان موحدا حتى إن كان القبول بالعلمانية.. ويمكن لكل ولاية من ولايات السودان تطبيق قوانينها وفق ما يقرره سكانها في تشريعاتهم وذلك حتى لا يجد أحد من الناس مبررا لأن يقول أنه مواطن من الدرجة الثانية (هذا الطرح لا يضر الإسلام شيئا بل يزيده قوة ورسوخا فالواقع يؤكد أن الجنوبيين دخلوا الإسلام طوعا وأن أعدادهم في إزدياد مضطرد (وهذا ما يخيف الغرب والدوائر الكنسية) وما دام العالم كله يتجه إلى قبول التداول السلمي للسلطة في دولة المواطنة الكاملة، فسيأتي ذلك الوقت الذي يستطيع فيه السودان الموحد تعديل دستوره وفق إرادته وتحقيق أهداف الأغلبية دون تغول على حقوق الأقليات.
والآن ورغم الأخطاء الجسيمة التي أوصلتنا إلى هذا الواقع البائس، فالفرصة مواتية لإعادة وحدة السودان وعودته قوة إقتصادية هائلة بتنوع موارده وإتساع رقعته .. فإذا أتيحت الفرصة للسودانيين في التعبير عن إرادتهم الحرّة في ظل حكومة جامعة تمثل كافة ألوان الطيف السياسي و .. و .. لا أشك لحظة في أنه يمكن إعادة وحدة السودان وذلك للمؤشرات التالية:
1. لقد أُخرست الدوائر العاليمة التي شجعت وموّلت الإنفصال من النتائج المدمّرة التي آلت إليها الأوضاع بعد الإنفصال.
2. لقد أُخرس المثقفون الجنوبيون الذين كانوا يؤولون على الدوائر الخارجية في دعمهم لتأسيس الفردوس الموعود ويتحمّلون الأوزار والمآسي التي حلّت بالأبرياء من أهلهنا الطيبين في أرض الجنوب.
3. لا بد أ ن تكون الحركة الإسلامية السودانية قد إستفادت بصورة أكبر من غيرها من التجارب القاسية التي أدت ألى وضع البلاد اليوم والحالة الخانقة التي لا يستطيع أحد الجزم على ما يمكن أن يحدث في مقبل الأيام والأحوال تتدحرج نحو المجهول .. ففي عالم اليوم ومن أجل ديمومة الإستقرار والتنمية لابد من التسليم الكامل والأمين بأن التداول السلمي للسلطة هو الحل الأوحد للتراضي وأنه يحق للمواطنين أن يختاروا غيري إذا فشلتُ في تحقيق برامجي الإنتخابية وسأعود غدا أكثر قوة وإستعدادا لخوض تجربة جديدة واعدة .. أما إذا رأت أية جماعة أن لها عبقرية الحلول الشاملة ، فسيظل الوطن في إنقسام وتشظي وغدا سننعى ما تبقى من وطننا المحبوب .. وطني السودان ..